
بقلم الشاعر الكبير: إبراهيم رضوان.
إذا أردت أن تشاهد الروبابكيا القديمة والمستهلكة علي حقيقتها، والتي لا تصلح لأي شيء غير وضعها في صفائح الزبالة، فما عليك إلا مشاهدة بعض مسلسلات هذا العام في (رمضان)!، والتي تفوح منها رائحة الدعارة، والرقص الخليع، والبلطجة، والعهر، ففي مسلسلات (رمضان) كل النساء عاهرات، كل الرجال بلطجية.
وكل الألفاظ قذرة إلي درجة أن أحد الفنانيين قال في مسلسل (إش إش): (ينعل مايتين أبونا)، وليس هو وحده الذي لعن بنفسه (سنسفيل أبوه) فلا يوجد ممثل واحد لم يلعن أبوه أو أمه!، كذلك بعض الممثلات، فكلهم يتكلمون بطريقة تشبه فحيح الثعابين.
ولم تقتصر البذاءات على بعض مسلسلات (رمضان)، لكنها طالت الإعلانات أيضا، ففي أعلان عن (الأيس كريم) للمطرب أحمد سعد، ومي عمر الشهيرة هذه الأيام بـ (إش إش).
تقول: (مش هو ده اللي.. ولا هو ده اللي.. أنا عايز الحلو اللي أنا دوقته) إلخ، في الوقت الذي يتفوه فيه (أحمد سعد) بأقذر الألفاظ و الحركات.
ثم تقذف بملابسها ويقذف بملابسه من خلال ستارة، فحمل الإعلان إيحاءات جنسية رخيصة وسيئة وقذرة، ونحن في شهر (رمضان).
ولو توقفنا بشكل سريع وتحدثنا عن المسلسلات فلم يعجبني مسلسل (أشغال شقة جدا) حيث وجدته مسلسل تافه جدا!، خصوصا بأن كل من يمثل في هذا المسلسل يؤلف كل المشاهد التي يؤديها!
وذلك لعدم وجود نص صريح امامهم، فشعرت من خلال مشاهدتي للمسلسل بأن كل ما يخطر في عقل الممثلين يقومون بإلقائه، حتى تطول الحلقات، لا نص، ولا إخراج ولا إبداع، و لا و لا و إلا!
وفي مسلسل (إش إش) استطاع محمد سامي ـ أبو حلق ـ أن يجمع لزوجته مجموعة كبيرة من المؤدين الشعبيين لترقص على أغانيهم التافهه رغم أنها ترقص علي السلم، وفي الشارع، و في كل مكان!.

عشوائية مسلسل (العتاولة)
أما مسلسل (العتاولة) فهو عشوائي، ولم يقدم جديدا، حتى أن الفنان (باسم سمرة) عندما حدثت عنده حالة هياج قام بعدها بتحطيم كل ما هو موجود في الشقة، ماذا قال بعد نهاية المشهد قال: (يا خسارة الفازة).
وكان قمة الاستهبال والاستعباط ظهور الفنانة (زينة) في سرادق العزاء بعد موتها في المسلسل.
وفي مسلسل (سيد الناس) كان بطل المسلسل (عمرو سعد) يتحدث مع ممثلة فقال لها في نهاية المشهد : (لابسه أزرق، الظاهر بتشجع براميدز)، أحداث كتيبة البلطجية والمساطيل في (العتاولة)، و(سيد الناس) و(إش إش) مختلطة، ومتشابكة، وكلها هابطة.
واثنين من هذه المسلسلات السيئة هما (سيد الناس)، و(إش إش)، كان مخرجها هو (محمد سامي) صاحب المسلسلات التي تسئ لمصر، والحمد لله أن هناك قرارا باعتزاله الإخراج، والحمد لله أيضا علي نيته مغادرة مصر في ألف سلامة!، ولن أتحدث عن مسلسل (المداح) وحمادة هلال، وعفاريته المتخلفه عقليا!
أما عن تكرار بعض الإعلانات التى تصاحب عرض المسلسلات فهي مصيبة أخري، لقد تسبب أحد الإعلانات، في أنني أصبحت لا أطيق محمد صلاح، ولا نانسي عجرم!
أما عن إعلان الشاي الذي يعلن عنه المطرب (هشام عباس) فهو إعلان سيىء، وثقل ظل لا يحتمل!
ومطرب اسمه (تامر عاشور) يقدم أكثر من إعلان بغرور واضح واستعلاء، وبأشعار هابطه تشبه كل أشعار المسلسلات والإعلانات.
وإعلان (حديد عز) طويل للغاية، ويذاع أكثر من مرة في الحلقة الواحدة، كذلك بعض الإعلانات الأخري التي لا تصلح إذاعتها.
وإعلانات الفيلات والشقق في القري السياحية كلها مستفزه خصوصا في هذه الفترة التي يعاني منها الجميع، وممثل مغمور وفاشل يأكل الكوب بطريقة مقرفة في إعلان فاشل يشبهه، كما أن إعلانات المستشفيات سيئة للغاية.
كل من يشتركون في إعلانات القري السياحية سعداء، ويرقصون طول الوقت، و(الشيف الشربيني) مزعج في إعلانه، وكل إعلان عن الحلوي يصيب كل من يقدمونه بحالة هلوسة وجنون.
والملاحظة التى انتبهت إليها وأنا أقلب (بالريموت كونترول) أثناء مشاهدتي للتليفزيون في (رمضان) هى الوراثة الفنية فتجد أن أولاد الفنانين، وأقاربهم سيطروا علي كل الأدوار!

(أحمد زاهر) وابنته
فأكثر من عائلة فنية، تجدها، في مسلسلات هذا العام، مثل (أحمد زاهر) وابنته في مسلسل (سيد الناس)، وفي نفس المسلسل (إلهام شاهين) وشقيقها أمير، ومحمد سامي، وزوجته، وغيرهم.
ومن الأشياء المضحكه، أن إذاعة (القرآن الكريم) تجعل المكافأه لحفظة القرآن، وبعض المسابقات الدينية 100 جنية، وهو الحد الأقصى، وفي برنامج (رامز جلال) المكافأة 100 ألف جنيه، رغم أنهم يقدمون الحلول للمشاهد أثناء إذاعة الحلقة!
وفي هذا البرنامج الكل على استعداد لتقبل التعذيب، والإهانات، التى تمس الكرامة، طالما أن المبلغ الذي سيتقاضاه كبيرا، والإهانة جاهزة مع المبلغ.
كما شاهدت برنامج للمنتج والفنان السعودي (حسن عسيري) على قناة (mbc مصر) ووجدته أيضا يهين ضيوفه، خصوصا الفنانين المصريين ويعايرهم بالمبالغ التي حصلوا عليها، والبرنامج فكرته سبق وشاهدناه في برنامج (حيلهم بينهم) مع الفارق لصالح الأخير.
في النهاية أرى أن كثير مما قدم في شهر (رمضان) يعتبر مؤامرة مقصودة ضد مصر لإظهارها بشكل سيء، في الوقت الذي تهتم فيه الأفلام الأجنبية بالجانب الحسن من دولتهم.
من كتاب (مدد.. مدد)
سيرة ذاتية لبلد