رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

لبنان يرثي الرائد المسرحي والفني (أنطوان كرباج) في يوم المسرح العالمي

رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منحه وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط

كتب: أحمد السماحي

إيمانا بدوره القوى الناعمة في نشر الوعي والارتقاء بالسلوك وتقديرا لدور الفنون في تنمية وتطوير المجتمعات، احتفل العالم بـ (اليوم العالمى للمسرح) يوم الخميس 27 مارس من كل عام.

وهذا العام في يوم المسرح العالمي أرثى المسرح اللبناني الفنان الكبير (أنطوان كرباج) أحد رواد المسرح اللبناني، الذي رحل عنا منذ أسبوعين في صمت لا يليق بمشواره الفني الكبير، وذلك نظرا لانشغال الجمهور وصناع الفن في مشاهدة ومتابعة الماراثون الرمضاني.

وقد احتفل (مسرح المدينة) بهذه المناسبة، واستذكر فيه الأيقونة (أنطوان كرباج) عبر مجموعة من الفعاليات، كما عرض على شاشة المسرح فيلمٌ قصير يتناول سيرة (أنطوان كرباج).

 تبعه أداءٌ للنشيد الوطني بصوت المغنية جاهدة وهبة، وتخلل البرنامج كلمات لكلّ من وزير الثقافة، وإدارة (مسرح المدينة)، ثم كلمة من عائلة الراحل.

(أنطوان كرباج) بدأ مشواره الفني في بداية عام 1960

65 عاما من الإبداع المسرحي

من المعروف أن (أنطوان كرباج) بدأ مشواره الفني في بداية عام 1960، حيث التحق بمعهد المسرح الحديث التابع للجنة مهرجانات بعلبك الدولية بإدارة منير أبو دبس.

وساهم في إنشاء فرقة المسرح الحديث، وكان عضواً فيها، حيث لعبت هذه الفرقة دوراً رائداً في الحركة المسرحية في لبنان والعالم العربي، وقدم على مدى 65 عاما مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية في كل مجالات الفن.

ففي عام 1962 لعب (أنطوان كرباج) دور (ماكبث)، وفي نفس العام قدم دور (أورست) في (الذباب) لسارتر، في مهرجان جبيل الثاني، بعدها توالت أدواره.

 ففي عام 1965، قدم دور (الملك) في مسرحية (الملك يموت) لأوجين يونيسكو، هذه المسرحية التى قدمت في بيروت، والقاهرة، وبغداد، ودمشق.

وفي عام 1966 قدم دور (أوديب) في مسرحية (أوديب ملكاً) لسوفوكليس، والتى قدمت في بيروت وباريس، وعام 1967 قدم دور (المفتش) في مسرحية (علماء الفيزياء) لدورنمات، وقدمت في بيروت وعمان.

عام 1968 قدم دور(فاوست) في مسرحية (فاوست) لجوته، في عدة أماكن أثرية في لبنان، وفي نفس العام قدم دور (الملك) في مسرحية (هاملت) لشكسبير، في مهرجانات بعلبك الدولية.

وكانت نكسة يونيو عام 1967 نقطة تحول لكثير من رواد المسرح في مصر والعالم العربي، ومنهم (أنطوان كرباج) الذي اتجه بشكل مباشر إلى المسرح السياسي، فقدّم مع مجموعة من زملائه مسرحية (الديكتاتور) عام 1969 التي أصبحت رمزا رافضا لتلك الهزيمة الثقيلة الوطأة.

بدأ (أنطوان كرباج) سلسلة من التعاونات مع المسرح الرحباني،

أنطوان الكرباج والمسرح الرحباني

بداية من عام 1970 بدأ (أنطوان كرباج) سلسلة من التعاونات مع المسرح الرحباني، حيث تعاون مع الأخوين رحباني في عدة أعمال مسرحية هي (يعيش يعيش)، و(صح النوم)، و(جبال الصوان)، (ناطورة المفاتيح).

وكان آخر تعاون معهما في (المحطة) و(بترا)، بعدها تعاون مع الفنان منصور الرحباني في مسرحية (صيف 840) بطولة هدى، غسان صليبا، حيث جسد دور (اليوزباشي عساف)، ومسرحية (حكم الرعيان).

على خشية المسرح

مع الماغوط ونضال الأشقر

عام 1974 قدم (أنطوان كرباج) دور دور (المهرج) في المسرحية التى حملت نفس الإسم (المهرج) للشاعر السوري محمد الماغوط وإخراج يعقوب الشدراوي، وفي نفس العام قدم دور (أبو علي) في مسرحية (أبو علي الأسمراني) للكاتب التركي خلدون ثائر مع نضال الأشقر ومن إخراج برج فازليان.

وتألق بقوة في دور (يوسف بك كرم) في مسرحية (يوسف بك كرم)، لأنطوان غندور، عام 1994.

مسلسل بربر أغا

أنطوان كرباج بين السينما والتليفزيون

لم تقتصر أعمال (أنطوان كرباج) على المسرح فقط، ولكنه قدم أعمالا مهمة في التليفزيون، والسينما، حيث جسد أدوارا مهمة جدا في التليفزيون تركت بصمة واضحة من هذه الأعمال مسلسل (البؤساء) لفيكتورهوجو، إخراج باسم نصر، حيث جسد دور (جان فلجان).

ولمع بقوة في مسلسل (ديالا) مع هند أبي اللمع، إخراج أنطوان ريمي، وكان حديث لبنان في دور (المفتش) في مسلسل (لمن تغني الطيور) مع نهى الخطيب، إخراج إيلي سعادة، و دور (بربر آغا) في مسلسل (بربر آغا) للكاتب أنطوان غندور، إخراج باسم نصر.

كما قدم مسلسلات أخرى مهمة مثل مسلسل (أوراق الزمن المر) عام 1996 مع منى واصف، وجوليا بطرس، وعمار شلق، ومسلسل (عشتار) عام 2004 مع أمل عرفة وعبد المنعم عمايري.

 وأدوار أخرى متميزة عرفها الجمهور العربي مثل (جحا الضاحك الباكي) وغيرها.

وفي السينما قدم أدوارا قليلة لكن موهبة (أنطوان كرباج) القوية، جعلتها أيقونات سينمائية، فقام بدور البطولة في فيلم (نساء في خطر) مع إيمان، إخراج سمير الغصيني، عام 1982.

ودور البطولة في فيلم (الصفقة) مع رلى حماده، إخراج سمير الغصيني، عام 1984، ودور البطولة في فيلم (إمرأة في بيت عملاق) إخراج زيناردي حبيس، 1985.

في النهاية رحم الله عملاق الفن اللبناني (أنطوان كرباج) الذي رحل عن تسعين عاماً بعد سنوات من مرض (الزهايمر)، وبعد أن أغنى الفن اللبناني، وبعد أن صفقت له الجماهير طويلاً.

 وهو الممثل الذي استنبط شخصيته الفنية ووهج صوته من صلابة جبل صنين الشامخ، حيث حلّق منذ بداياته وأبدع في تأدية أدواره العديدة المركبة، ليجسّد طقوس المسرح ورموزه من التراجيدي والكلاسيكي إلى المسرح اللبناني والعربي، ليصبح علامة فارقة في تاريخ الفن.

وتقديرا لعطاءاته الفنية والثقافية على مدى أكثر من أربعين عام ، كرمه رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون عام 2018، ومنحه وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.