رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(محمد لطفي) ابن الناس الطيبين الذي أمتعنا في (الغاوي، والحلانجي، و80 باكو، وأسود باهت، شمال إجباري)

يؤدي أدواره بحرفية عالية، ويتمتع بمصداقية كبيرة لدى المشاهدين

كتب: أحمد السماحي

طوال شهر رمضان الجاري أمتعنا الفنان الكبير (محمد لطفي) بمجموعة من الشخصيات الفنية المختلفة التى أبكانا وأسعدنا، من خلالها، فهو يؤدي أدواره بحرفية عالية، ويتمتع بمصداقية كبيرة لدى المشاهدين، فملامحه تقنعك أنه أخوك، جارك، خالك، صديقك، ابن الحارة التى تعيش فيها، ويشع من عينيه المعبرتين بريق يخطف قلبك، ويجعلك تصدقه في كل ما يقول ويفعل.

وأكدت الأدوار التى جسدها (محمد لطفي) في الشهر الكريم هذا العام أصالة موهبته، وأكدت ما قاله عنه رئيس جمهورية التمثيل في مصر النجم الراحل (أحمد زكي) عندما قال له: (أنت يا لطفي هتكون ممثل فاجر!).

عاصم في 80 باكو

ففي مسلسل (80 باكو) تأليف غادة عبد العال، إخراج كوثر يونس، الذي انتهى عرضه، جسد (محمد لطفي) شخصية (المهندس عاصم) المحب للخير، الذي كبر، وانطوى على نفسه وحيدا، وآوى إلى يأس مرير، ولكنه هادئ ساكن.

وأغلق (عاصم) قلبه وطوى أحلامه، ولم يعد يفكر في الزواج، ولم يعد يطمح إلى الحب، وأورثه الفشل، والعزلة طابع التردد والتخوف والحذر من كل خطوة إيجابية.

حيث يعيش (عاصم) داخل نفسه عاجزا عن تحقيق تصوراته، وتجسيم خيالاته فما يلبث القدر أن يثير في قلبه إعصارا على غير أوان.

ويزيح الركام عن البذور المطمورة في قلبه الشاب الذي مازال ينبض، ففهم الحياة وفتح أبواب عقله لها، وفهم أنك لكي تذوق الحياة لابد أن نفتح لتجاربها أبواب القلب.

 يقابل المهندس (عاصم)، صاحبة محل الكوافير (لولا) التى تشبهه، وتتعامل بإنسانية مع البنات الذين يعملون معها، فيحبها ويتزوجها مع نهاية الحلقات.

المعلم خليل في (الحلانجي)

في مسلسل (الحلانجي) تأليف محمود حمدان، وإخراج معتز حسام، يجسد (محمد لطفي) المعلم (خليل لامبورجيني)، الذي يعيش حياة آثمة هابطة، يتاجر في السيارات المسروقة، وأشياء أخرى.

ويقف مع (طه الحلانجي/ محمد رجب) ويسانده في البداية، ثم يحدث بينهما صراعا ساخنا مازال مستمرا حتى كتابة الموضوع، لدرجة أنه يقول بينه وبين نفسه: (طيب يا طه يا حلانجي، وحياة إنشراح أمك لأخليك تتمنى الموت وما طولوش)!.

المعلم راجح في (الغاوي)

في مسلسل (الغاوي) تأليف محمود زهران، وطارق الكاشف، إخراج محمد العدل، يجسد شخصية (المعلم راجح) الذي فقد القدرة على أن يحيا حياة نظيفة، مرتبة، هادئة فيها أمن وإستقرار، فسلك ما يسلكه غيره من الضائعين، خط سير يعج بالدروب والمنحنيات التى تختفي فيها الكرامة والفضيلة والإنسانية.

وبعد أن كان المعلم (راجح) يساند (شمس) لكنه ينقلب ضده بسبب الأغراءات المادية التى يتعرض لها، ولأنه يحمل بداخله بذور الفساد والسقوط!.

مواقف في (أسود اعت)

يجسد (محمد لطفي) في مسلسل (شمال إجباري) تأليف خالد الغيطاني، إخراج محمد خضري، دور (صلاح) إبن البلد الشعبي، الذي يتمتع بالشهامة والرجولة، ويعمل كسائق تاكسي، ويضحي بأحلامه من أجل أشقائه، و(صلاح) إبن ناس طيبين وإن شقى في الحياة وركبته الرعونة.

وفي خماسية مسلسل (أسود باهت) تأليف كريم سرور، إخراج ممدوح زكي، الذي عرض بالأمس ظهر بشكل جديد حيث أطلق لحيته وشاربه، فضلاً عن ارتداء باروكة، في إطلالة غير مهندمة إطلاقاً، بسبب الضغوط والهموم اللتين سيتعرض لهما خلال الأحداث، وسط مواقف عدة.

استطاع أن يترك بصمة لا تمحى على كل دور جسده

بصمة محمد لطفي

خلال الأدوار الخمسة التى جسدها (محمد لطفي) استطاع أن يترك بصمة لا تمحى على كل دور جسده، فواحدة من مميزاته أنه مع كل دور جديد يسند إليه ينسى ما قدمه من أدوار ناجحة من قبل.

ولا يتذكر إلا الدور الجديد المعروض عليه، ويسعى جاهدا أن يحرز من خلاله هدفا جديدا في مرمى الإبداع.

وساعده على هذا أن تقاطيع وجه (محمد لطفي) تشي بالقوة والصلابة، والصلابة البارزة في وجهه تعكس شعورا بالمسئولية والواجب.

ووجه (محمد لطفي) مسكون بابتسامة طيبة تتمشى في كل التقاطيع تشيع فيها ضوء البهجة، كما أنه يمتلك عينين طيبتين أبرز ما فيهما الحياء، لكنه ذلك الحياء الصحي الناتج عن حسن التربية والأدب الجم.

 وتنعكس في عينيه، صور كثيرة للبسطاء من الطبقات المصرية الكادحة، ويطل من عينيه فلاحون، وعمال، وأولاد بلد، وقهوجية، وماسحو أحذية، وموظفون في الحكومة، وغيرهم من أبناء مصر الطيبيين.

فواحدة من مميزات (محمد لطفي) أنه يشبه الملايين الذين تعج بهم المساكن العشوائية، والقرى، والعزب، والكفور، لهذا قام بتشخيصهم وبعثهم فنيا فلفت الأنظار إليهم.

وعبقرية (محمد لطفي) تتمثل في أنه استطاع أن يتمثلهم، وأن يجسد أحلامهم وانكساراتهم، وقوتهم وضعفهم في تمثيله الذي سحرنا به، وأكد أنه ممثل من العيار الثقيل، إذا توفر له (الورق) الذي يستفزه لتحويله إلى شخصيات من دم ولحم.

في النهاية (محمد لطفي) يستحق النجاح الذي وصل إليه عن جدارة واستحقاق، لأن نجاحه جاء بعرق الجبين والبذل والإخلاص في الكفاح.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.