رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(موشيه يعلون).. جدال الدم والعار على شاشة التلفزيون الإسرائيلي!

نيتنياهو يقيم دعوى قضائية ضد (موشيه يعلون)

بقلم الكاتب الصحفي: أحمد الغريب

أثار وزير الدفاع الإسرائيلي السابق (موشيه يعلون)، جدلا حادا حينما حل ضيفا في برنامج الأخبار الذى تبثه القناة 13 الإسرائيلية، ويقدمه (آيال بركوفيتش) و(موريا أسراف)، إذ نشب جدل حاد بشأن العدوان على قطاع غزة وتصرفات الجيش الإسرائيلي.

خلال النقاش المحتدم الذي إندلع داخل الاستديو، انفجر مقدم البرنامج (بركوفيتش) غاضبا في وجه (موشيه يعلون)، ووجه إليه اللوم، قائلا: (من الناحية الواقعية، هم ذبحونا في السابع من أكتوبر، وأنا أتوقع من رئيس الأركان السابق أن يذهب للحرب).

وجاء رد (موشيه يعلون)، على حديث (بركوفيتش) قائلا؛ إنه (يسير وراء الانتقام، وإنه يتوقع من دولة إسرائيل ألا ترسل جنودها لقتل الأطفال في غزة).

ومن ثم توجهت (أسراف) إلى (موشيه يعلون) معربة عن دهشتها: (هل تعتقد أن حكومة إسرائيل الحالية ترسل جنود الجيش الإسرائيلي لقتل الأطفال في غزة؟)، أجاب (موشيه يعلون) على هذا السؤال بحزم قائلا: (أعتقد أنه عندما يتحدث الحاخامات عن أنه لا يوجد أبرياء في غزة، وهم يتحدثون عن إخلاء وتقليل السكان، وأن غزة ستكون خالية من العرب ونستوطن فيها يهودا، فهذه ليست أهداف حرب لدولة أرغب في العيش فيها).

هناك معلومات استخبارية تفيد بأن رئيس الحكومة تلقى ملايين الدولارات من قطر

اتهامات بتلقى أموال من الدوحة

تصريحات (موشيه يعلون) جاءت في وقت تشهد فيه إسرائيل عاصفة إثر تصريحاته سابقة له، أكد فيها أن “رئيس الحكومة (بنيامين نتنياهو) تلقى ملايين الدولارات من قطر.

ووفقا للشكوى، أكد (موشيه يعلون) في مقابلة سابقة (أن هناك معلومات استخبارية تفيد بأن رئيس الحكومة تلقى ملايين الدولارات من قطر، وهي دولة تُتهم بتمويل حماس)، وأشار (يعلون) إلى أن المال تم تحويله إلى حسابات خاصة لنتنياهو وقدم ذلك كدليل، ما خلق انطباعا بأن الأمر يتعلق بأدلة استخبارية من مصادر موثوقة.

ليعلن (نتنياهو) من جانبه في مقطع مصور له نشره يوم الاثنين الماضي، أنه قدم دعوى قضائية ضد (موشيه يعلون)، موضحا أنه (قرر ألا يصمت بعد الآن، وقرر رفع الدعوى بسبب الكذب البشع الذي نشره).

يعلون واصل خلال المقابلة انتقاده لسياسات حكومة (نتنياهو)

تطهير عرقي في غزة

اللافت إنها ليست المرة الأولى التي يتهم فيها وزير الدفاع السابق حكومة إسرائيل بسوء التصرف في غزة، إذ سبق وأن أثار (موشيه يعلون)، في ديسمبر 2024، ضجة إعلامية بعد مقابلة له مع المذيعة (لوسي آريش)، في القناة 13 الإسرائيلية، حينما أكد في حينها: (هم يجروننا نحو الضم والتطهير العرقي في قطاع غزة).

وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية تعمل على (النقل، أو التهجير الطوعي، للفلسطينيين من غزة، وإعادة إنشاء المستوطنات اليهودية هناك، فيما تقول حكومة نتنياهو إن هذه الإجراءات ليست هدف الحرب).

ومن ثم واصل خلال المقابلة انتقاده لسياسات حكومة (نتنياهو)، واتهمها بقيادة البلاد نحو الخراب، وقال (انظروا الآن إلى استطلاعات الرأي. 70% – في بعض الأحيان أكثر وأحياناً أقل قليلاً – من الجمهور في دولة إسرائيل يؤيدون مساراً يهودياً وديمقراطياً وليبرالياً وما إلى ذلك.. لذلك، لا ينبغي أن يكون هناك أي ارتباك هنا. من يريد إرباكنا هو من يقودنا حالياً إلى ما لا يقل عن الخراب).

لم تمر تصريحات (موشيه يعلون) المتتالية، مرور الكرام

تصريحات (المؤامرة) و (العار)

بطبيعة الحال لم تمر تصريحات (موشيه يعلون) المتتالية، مرور الكرام، بل تبعها حالة من الجدل والصخب بين النخبة السياسية الإسرائيلية المتطرفة، التي وصفت ( يعلون) بإنه (عار) ويجب محاسبته.

حيث انتقد وزير الأمن القومي، اليميني المتطرف (إيتمار بن جفير)، تصريحات (موشيه يعلون) واصفاً تعيين (يعلون) قائداً للجيش الإسرائيلي بأنه (عار)، أما حزب (الليكود)، فاستهجن تصريحات (يعلون) التي وصفها بـ (الكاذبة)، معتبراً أنها بمثابة هدية للمحكمة الجنائية الدولية ولمعسكر أعداء إسرائيل.

كما انتقد وزير الخارجية (جدعون ساعر)، تصريحات (يعلون)، وكتب على منصة (إكس): (التعليقات غير المسؤولة للوزير السابق (موشيه يعلون) غير صحيحة وهدفها التشهير بإسرائيل)، داعياً الوزير السابق إلى التراجع عن تصريحاته.

كذلك لم يقتصر الأمر على نخبة اليمين الصهيوني المتطرف، إذ أدان الرئيس الإسرائيلي (يتسحاق هرتسوغ)، تصريحات (يعلون)، مؤكدا رفض (المؤامرات الدموية) ضد إسرائيل.

وقال: (نرفض المؤامرات الدموية ضدنا، بما في ذلك ادعاءات الإبادة الجماعية أو التطهير العرقي، وهي أكاذيب كاملة – جنود الجيش الإسرائيلي لا يقتلون، ولا ينفذون تطهيرا عرقيا)، وأضاف أن (الادعاء بأن جنود الجيش يرتكبون أعمال إبادة جماعية وتطهير عرقي ليس فقط خاطئا ومنفصلا تماما عن الواقع، ولكنه يضر أيضا بجنودنا وقادتنا، وبالجهود الأمنية والسياسية لإسرائيل في أوقات الحرب، إنني أدين وأرفض تماما).

كما وصف وزير الدفاع الإسرائيلي السابق (يوآف جالانت) تصريحات (موشيه يعلون) بـ(كذبة تساعد عدونا وتضر بإسرائيل)، وكتب (جالانت) على منصة (إكس): (لقد رأيت مقاتلي الجيش الإسرائيلي وقادته عن قرب بينما كنت أقود الحرب الصعبة ضد (حماس) و(حزب الله) وإيران).

وأضاف زاعماً: (لقد تصرف الجيش الإسرائيلي وفق أعلى المعايير التي يمكن تطبيقها في الحرب المعقدة والصعبة التي فرضت علينا.. كانت التعليمات والأوامر تُعطى دائماً وفقاً للقانون وبروح جيش الدفاع الإسرائيلي)، بحسب تعبيره، ودعا (جالانت)، (موشيه يعلون)، إلى أن يعلم الحقائق ويتراجع عنها (التصريحات) ويعتذر لمقاتلي جيش الدفاع الإسرائيلي.

لكن (موشيه يعلون)، لم يتراجع عن هذه التصريحات، وفضل التخفيف من وطاءتها بالإعتذار وقال: (لم أكن أقصد توجيه حديثي للجيش الإسرائيلي، بل للسياسيين الذين يتحدثون بفخر عن التطهير العرقي في قطاع غزة واستيطانه باليهود. هذه تُعدّ جريمة حرب حسب القانون، وأضاف (يعلون) في إشارة لشمال غزة “يجب أن أحذر مما يحدث هناك).

مؤكداً على إنه (طالما أن الحكومة لا تتحمل المسؤولية، وتنشئ لجنة تحقيق رسمية، فإن دولة إسرائيل لم تعد دولة ديمقراطية).

قاد (موشيه يعلون) البالغ من العمر 74 عاماً الجيش الإسرائيلي

من هو ( يعلون)؟

قاد (موشيه يعلون) البالغ من العمر 74 عاماً الجيش الإسرائيلي في الفترة بين عامي 2002 و2005، قبيل الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب من قطاع غزة.

لينضم في أعقاب ذلك إلى حزب (الليكود) وكان وزيراً للدفاع ونائباً لرئيس الوزراء قبل أن يستقيل عام 2016 بعد خلافات مع (نتنياهو)، واتجه إلى معارضته إذ تحالف عام في عام 2019 مع زعيم المعارضة الحالي (يائير لبيد) قبل أن يتقاعد من الحياة السياسية في عام 2021.

ويشار إلي أن (موشيه يعلون)، دأب منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة على الإدلاء بمواقف تعد صادمة في إسرائيل، منها دعمه جنوداً هددوا بالتهرب من الجيش كجنود احتياط، قائلاً إنه لو “كان ضابطاً في جيش هتلر” لرفض القيام بأمور معينة، مع تشديده على أنه (لا يقارن* ذلك بالوضع في إسرائيل.

إجمالاً، وإن كانت تلك التصريحات صادمة للمجتمع الإسرائيلي، لكنها تكشف حقاً معها عن حجم الإنقسام الداخلى الذى أحدثته عملية (طوفان الأقصي) في السابع من أكتوبر 2023، ومدى الشرخ الذى أصابه بعد إظهار الوجه الحقيقي لإسرائيل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.