رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمود عطية: (الفرسان).. وجبروت الدولة الإسرائيليلة!

لم يتوقف الأمر عند السلب والنهب، بل وصل إلى قتل العلماء والفقهاء وتدمير المكتبات

بقلم المستشار: محمود عطية

ذكرني العمل الفني (الفرسان) بما يجري الآن من الاحتلال الصهيوني ضد أهلنا في فلسطين ( غزه والضفه) ..

من المؤكد أن التطورات الراهنة في فلسطين، وبالخصوص في قطاع غزة والضفة الغربية، تستدعي التفكير في تاريخ الصراعات العربية مع الغزاة الذين حاولوا طمس هوية الشعوب العربية وفرض سيطرتهم عليها.

في هذا المقال، سنتناول مقارنة بين ما فعله التتار في العصور الوسطى في دول العالم العربي، وما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في العصر الحديث في فلسطين، وذلك من خلال التطرق لمسلسل (الفرسان) كنموذج درامي يعكس بعض جوانب تلك الحقبات العصيبة

في القرن الثالث عشر الميلادي، اجتاحت جحافل التتار الأراضي العربية بقيادة (هولاكو خان)، مخلفة وراءها دمارًا هائلًا في مدن الشرق الأوسط. كانت تلك الهجمات تمثل طوفانًا بشريًا لا يعرف الرحمة، كما وصفها المؤرخون، حيث قام التتار بتدمير الكثير من المدن العربية، مثل بغداد، التي كانت مركزًا حضاريًا كبيرًا، كما قضوا على جيش الخلافة العباسية.

لم يتوقف الأمر عند السلب والنهب، بل وصل إلى قتل العلماء والفقهاء وتدمير المكتبات، وهو ما تسبب في غياب طويل للفكر الإسلامي والعربي في تلك الفترة.

ومما يزيد المأساة أن التتار لم يقتصروا على الحرب العسكرية، بل شنوا حملات من العنف والإرهاب ضد المدنيين في المدن التي سقطت بأيديهم، حيث انتشرت المجازر الجماعية، والاغتصاب، والتدمير الممنهج للمؤسسات التي كانت تشكل العمود الفقري للحضارة الإسلامية.

مسلسل (الفرسان) الذي يتناول قصصًا من العصور الوسطى في العالم العربي، يسلط الضوء على الصراعات التي خاضها العرب ضد الغزاة، وكان من أبرز هذه الغزوات الغزو التتاري.

ا(لفرسان)، يجسد مقاومة العرب للخطر القادم من الشمال الشرقي على يد التتار

تجسيد مقاومة العرب للخطر

في هذا المسلسل (الفرسان)، يتم تجسيد مقاومة العرب للخطر القادم من الشمال الشرقي على يد التتار الذين اجتاحوا الأراضي العربية وهددوا حضارتها، ولكن في كل مواجهة، يظهر الأبطال العرب وهم يقاومون هذا الغزو ببسالة، ما يعكس الموروث العربي في الوقوف ضد الظلم والعدوان، ومواجهة الأعداء حتى آخر قطرة دم.

(الفرسان) لا يقدم فقط صورة عن مآثر هؤلاء المحاربين العرب، بل ينقل أيضًا الأثر النفسي والاجتماعي لهذا العدوان، ويظهر كيف أن التتار لم يقتصروا على الهجوم العسكري، بل استهدفوا روح الأمة العربية وعزتها.

كما أن المسلسل يعكس الجوانب الإنسانية في المقاومة، وما يقدمه المحاربون من تضحيات في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض.

والآن في الوقت الحاضر.. الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وعمليات التطهير العرقي إن ما يفعله الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية، لا يختلف كثيرًا عن الجرائم التي ارتكبها التتار في العصور الوسطى.

على الرغم من الفارق الزمني والتقني الكبير، إلا أن أساليب الاحتلال الإسرائيلي في قمع الشعب الفلسطيني، لا تزال تحمل الكثير من التشابه مع أساليب الغزاة في الماضي.

إن عمليات القتل والتدمير التي تقوم بها القوات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية تشبه إلى حد كبير ما فعلته جيوش التتار، فالمجازر التي يتم ارتكابها بحق المدنيين الفلسطينيين، سواء في غزة أو في الضفة الغربية، ليست مجرد حروب عسكرية، بل هي بمثابة عمليات تطهير عرقي ممنهجة تهدف إلى محو الهوية العربية الفلسطينية وفرض الهيمنة عليها.

أحداث مثل الحروب التي اندلعت في غزة، والعدوان المستمر على المدنيين في مختلف المناطق، تشبه تمامًا ما فعله التتار عندما اجتاحوا العراق وسوريا ومصر في العصور الوسطى.

الممارسات الإسرائيلية تستهدف تدمير البنية التحتية، وتشريد السكان، وهدم المنازل، وفرض حصار خانق على السكان في محاولة لتدمير إرادتهم، كل ذلك، بينما العالم ينظر في كثير من الأحيان بعين الصمت.

فالتشابه بين الماضي والحاضر ما يفعله الاحتلال الإسرائيلي اليوم في فلسطين لا يختلف في جوهره عن ما فعله التتار في الماضي، سوى في أدوات وأساليب الحرب.

إسرائيل تسعى لتدمير الروح المعنوية للشعب الفلسطيني من خلال ممارسات العنف الجماعي مثل التتار

ممارسات العنف الجماعي

ففي الماضي، كانت جيوش التتار تستخدم السيوف والسهام، بينما اليوم يستخدم الاحتلال الأسلحة الحديثة مثل الطائرات الحربية والدبابات، لكن الأهداف تبقى واحدة: احتلال الأرض، تدمير الحضارة، وإخضاع الشعب بالقوة.

كما أن تكتيكات التتار في محاربة الشعب العربي، التي شملت الهجمات المباغتة وتدمير المدن، تتشابه مع الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والاعتقالات العشوائية التي تتم في الضفة الغربية.

الاحتلال الإسرائيلي، مثلما فعل التتار، يعمل على تدمير الروح المعنوية للشعب الفلسطيني من خلال ممارسات العنف الجماعي، والضغط الاقتصادي، والسياسي.

فإن التاريخ لا ينسى، وما فعله التتار في الماضي يعيد نفسه اليوم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى تحقيق نفس الأهداف التي سعى إليها الغزاة عبر العصور. في الوقت نفسه، يظهر أن الشعب الفلسطيني، مثل أجداده في العصرين العباسي والمملوكي، لن يرضى بالذل ولن يسكت عن حقوقه.

إن صمودهم في وجه الاحتلال، والمقاومة التي يقدمونها كل يوم، تعكس عظمة التاريخ العربي والإسلامي، الذي مر بالكثير من الصراعات، ولكن في النهاية خرج دائمًا منتصرًا.

إن مسلسل (الفرسان) يقدم صورة حية من الماضي، ولكنه يعكس أيضًا الواقع الحالي في فلسطين، الشعب الفلسطيني اليوم هو امتداد لأولئك الفرسان الذين قاوموا التتار، والذين ضحوا بأرواحهم من أجل الأرض والحرية.

إن القضية الفلسطينية، في جوهرها، ليست مجرد صراع على الأرض، بل هي صراع على الهوية، والحضارة، والكرامة الإنسانية وبجانب الإحتلال ذراع الغرب وامريكا القذر يبتلينا الله بالسيد ترمب  الذي لا يختلف في جنونه عن (هولاكو).

وما يحزنني أنه لا يوجد أحد يرد عليه وعلى (النتن ياهو) حتي شبكة الجزيره عملت (كش ملك) ولا تجرؤ علي إستضافة ضيوف يردوا علي وقاحتهما يبدو الخوف بالعين وذكرت الجزيره بالذات دونا عن الإعلام العربي كله والمصري الفاشل بالتخصص لإنها الوحيده وبكل صراحه مهما كانت التوازنات هي التي فضحت تتار العصر الصهيوني ولكن يبدو مستر ترمب سره باتع ..

الخلاصه ياحضرات: كنت أتمني أن يموت العرب رجال ولا أراهم هكذا إن هي إلا موته واحده ..لله الأمر.

* المحامي بالنقض – منسق ائتلاف مصر فوق الجميع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.