رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(أحمد داوود).. قدرة على أداء السهل الممتنع في (الشرنقة)

(أحمد داوود).. قدرة على أداء السهل الممتنع في (الشرنقة)

(أحمد داوود).. قدرة على أداء السهل الممتنع في (الشرنقة)
منذ الوهلة الأولى يتألق (أحمد داوود) في أدائه، مجسدا طموح الشاب الغارق في أحلام اليقظة

كتب: محمد حبوشة

بأسلوب السهل الممتنع بدأ النجم (أحمد داوود) أداءه الهادئ، وهو يحلق في بداية رمضان في شخصية (حازم النشار) في مسلسل (الشرنقة) مُحاسب شاب وطموح أعمالًا مشبوهة وغير قانونية بالشركة التي يعمل بها، ثم يدخل بسببها في صراعات وتحديات مصيرية، بينما يعيش حياة أخرى موازية تجعله غير مدرك لما يعيشه، فيحاول البحث عن ذاته وفهم حقيقة ما يدور حوله.

منذ الوهلة الأولى يتألق (أحمد داوود) في أدائه، مجسدا طموح الشاب الغارق في أحلام اليقظة طوال الوقت، حيث يتكمن من توظيف لغة جسده التي تجمع بين السخرية من واقع مرير وأحلام يحققها فقط في النوم التي تبدو مستحيلة.

من الملاحظ أن (أحمد داوود) لديه تكنيك خاص يتغلب من خلاله على جسمه النحيف، بحيث يبدو لك عملاقا في الأداء الدرامي بحسب (ستانسلافكي) باستخدام (الذاكرة الانفعالية)، وهو ما بدا من خلال الأحداث التي تربط الفلاش باك بالواقع البائس الذي يعيشه.

مشهده الوحيد في الحلقة الأولى مع النجم (صبري فواز) صاحب الخبرة الطويلة كداهية تمثيل من طراز خاص، تنبئ أننا أمام ممثل يبدو في تردده وخوفه من المواجهة مع رئيسه في العمل كمارد تمثيل في انكساره وتردده وأحلامه التي تراها لامعة في عينيه المتوقدة بالطاقة الإيجابية.

(أحمد داوود).. قدرة على أداء السهل الممتنع في (الشرنقة) (أحمد داوود).. قدرة على أداء السهل الممتنع في (الشرنقة) (أحمد داوود).. قدرة على أداء السهل الممتنع في (الشرنقة)

(أحمد داوود).. قدرة على أداء السهل الممتنع في (الشرنقة)
(أحمد داوود).. في شخصية (حازم النشار) يبدو مغايرا هذه المرة

شخصية (حازم النشار)

(أحمد داوود).. في شخصية (حازم النشار) يبدو مغايرا هذه المرة حتي يخال إليك أنه تكمن أهمية الممثل في مقدرته على فهم الشخصية والدور الذي يلعبه، إن امتلاك الممثل لطاقة خلاقة قادرة على تفهم الدور، هو ما يجعل الممثل متمكنا من أدواته وقادرا على التفاعل مع المتلقي.

يتلون (أحمد داوود) من خلال حركات وإشارات واِيماءات وتكوينات وفعل، سواء كان خارجيا أم داخليا متفاعلا مع عناصر الدراما الأخرى في مسلسل (الشرنقة)، وهو في ذلك يستعين بأداوته الجسدية والصوتية، طبقاً لخصائص أدائية معينة، للوصول إلى تجسيد أو تقديم الشخصية التي نسجها الكاتب وتصورها المخرج.

وهى كلها غايات تدرك من جانب نوع معين من الممثلين الأكفاء الذين يملكون قدرا من الموهبة، وكثير من التواضع الذي يجلب الاستقرار والهدوء النفسي والاتزان في الشخصية.

ظني أن (أحمد داود) هو من ذلك النوع من الممثلين الذين يتسمون بأداء احترافي يؤكد أنه يتمتع بقدرة الإدراك التعبيرية في قرائته لحوارات النص، متصورا وباعثا ذلك العالم الداخلي المتأزم بشخصية البطل وانفعالاته النفسية الداخلية ومزاجها وأهدافها التي تروم الوصول إليها.

وهذه القدرة الإدراكية تفترض مقدرة الممثل التي يتم بواسطتها ترجمة تلك الانفعالات والخصائص السلوكية واسترجاع ملامح تلك الحركات والوضعيات والإشارات وطريقة الإلقاء ونبرة الصوت وشكل الكلام مع الشخصيات الأخرى.

ربما يلجأ (أحمد داوود) إلى المليودراما في أدائه البسيط في (الشرنقة)، والذي أراه من نوع السهل الممتنع، فهو ممثل يعرف جيدا كيف يوظف التقنيات الجسدية والصوتية كافة في خدمة شخصية البطل.

ويملك في ذات الوقت القدرة على التقاط هذه الحركة وتلك النبرة المسيطرة، وأسلوب التنقل والحركة وأسلوب الصوت والإلقاء، ولقد ظهرت تلك الصفات وغيرها مع (أحمد داوود) حين قام بالعديد من الأدوار البطولية من مسلسلات وأفلام.

ومع ذلك فقد ظهر تواضعه الجم، ورغم أدائه البارع فهو لا يحب أن يلقب بالنخبوي، أو ينصف في خانة النجوم الأكثر شهرة، لأنه ببساطة يرغب في أن يكون ممثلا متاحا لكل الفئات العمرية والثقافية، لكن هذا لا يمنع أنه أحد الشباب القلائل الذين يسيرون إلى النجومية بخطوات مدروسة ومحترفة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.