رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

السبب الرئيسي وراء رحيل (ناصر الصالح).. الاكتئاب والتجاهل والجحود

يعز علينا جميعا أن يموت وفي قلبه غصة!

كتب: أحمد السماحي

خبر صادم ومفجع تلقيناه صباح اليوم الجمعة، وهو رحيل الموسيقار السعودي العبقري (ناصر الصالح)، بليغ حمدي الخليج، حيث أعلن ابنه (خالد) الخبر عبر حسابه على منصة (أكس).

حيث كتب قائلا: (بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، انتقل إلى رحمة الله تعالى والدي (ناصر صالح خالد المحسن) وسوف تحدد الصلاة عليه والدفن في وقت لاحق، نسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويتجاوزعنه، إنا لله وإنا إليه راجعون).

ومنذ أعُلن خبر رحيل (ناصر الصالح) ومواقع التواصل الاجتماعي تضج بالتغريدات والبوستات التى تنعي الرحل سواء من الجمهور العادي، أو نجوم الأغنية العربية، من خلال منشورات على منصة (أكس) و(الفيس بوك) و(الإنستجرام).

كتبنا خبر اعتزاله يوم 12 ديسمبر عام 2020
إيمان الشميطي
جوري قطان

سر بكاء (ناصر الصالح) لي

رغم أن (ناصر الصالح) ليس أول عزيز يموت، وليس قلبه الكبير الطيب أول قلب يتوقف عن النبض، ولكن يعز علينا جميعا أن يموت وفي قلبه غصة!

فبحكم صداقتي له على مدى سنوات طويلة كان يشكو لي من التجاهل، وقلة التقدير، وعدم التكريم، لدرجة أنه بكى لي يوما بسبب هذا الجحود والنكران، وقرر يومها أن يعتزل التلحين!

وكتبنا خبر اعتزاله يوم 12 ديسمبر عام 2020، دون أن نصرح أنه الذي أبلغنا قرار اعتزاله، وتناقل الخبر العديد من المواقع، وتلقى (ناصر الصالح) العديد من الإتصالات الهاتفية من كبار نجوم الغناء، جعلته يتراجع عن قرار الاعتزال.

بعدها قدم ألحان رائعة للصوت المغربي (إيمان الشميطي)، التى راهن كليهما بقوة، كما راهن على المطربة السعودية (جوري قطان)، ولحن لها أغنية بعنوان (على حسب) كلمات الشاعر خالد العوض، توزيع ووتريات معتز ندا، وقدم من خلال هذا الصوت السعودي الواعد لحن من أجمل الألحان الشرقية التى استمعنا إليها.

كما قدم ألحان للمطربة الكبيرة (أحلام) منها (صوت الأنا) من كلمات الشاعرة الكبيرة العالية، قبلها (يا آدمي حس، بعض الناس، تسولف عبرتي) وغيرها من الأغنيات، التى كان آخرها تتر مسلسل (مجاريح) كلمات عبد اللطيف البناي، وتوزيع هشام السكران، وتوزيع وتريات تامر غنيم.

حالة الاكتئاب والحزن التى كان يعاني منها (ناصر الصالح) جعلتني أسعى كثيرا لتكريمه في مهرجان الموسيقى العربية، لكن للأسف سيطرة المصالح الشخصية والجهل بأقدار الناس حالت دون ذلك!

 ومؤخرا كنت أتحدث مع الدكتور (خالد داغر) مدير مهرجان الموسيقى العربية، وعندما اقترحت عليه إسم (ناصر الصالح)، سعد جدا بهذا الاقتراح، ووعدني أن يتم تكريمه في دورة المهرجان في 2025.

لكن للأسف الشديد رحل (ناصر الصالح) دون أن يتم تكريمه في مصر التى كان يعشق ترابها، ويقيم فيها بصفة منتظمة، ولديه شقة فيها.

هذا الجحود وعدم التقدير كان وراء اكتئاب (ناصر الصالح)، حتى إنه في آخر برنامج أطل من خلاله هاتفيا وهو (حوار مفتوح مع خالد مدخلي) كشف عن عدم رغبته بالخروج في البرامج لسوء حالته النفسية، وانسحب على الهواء بسبب الاكتئاب!

مع محمد عبده
مع أحلام

محمد عبده ونوال وأحلام

(ناصر الصالح) أحد عباقرة اللحن، الذي صال وجال مع آلات الموسيقى فكان العود أقربها له، وسافرنا معه إلى كل (الأماكن) عبر حنجرة فنان العرب (محمد عبده)، الذي لحن له العديد من الروائع التى لا تنسى.

ومن هذه الروائع: (بنت النور، أعترف لك، عام جديد، سمي، الملامح، ابعد، كثيراشتقت، ياراحلة، ارتبكتي، ياحنيّنة، ‏خيام العز أو (عهد سلمان) وغيرها.

كما لحن لنوال العديد من أيقوناتها الخالدة منها (الغريب إني أعاني، نجوم الليل والغربة، وإلا بزعل، وابيك بجنبي الليلة، أنا بخير، واشلون ما أحبك، قلي متى، دخيل الحب، متغير كلامك، قول أحبك، ونايم حبيبي، أنا المسئول، يا سيدهم، انتهى الأمر، مونادمة) وغيرها.

 وتغنت (أحلام) بألحان كثيرة له منها (المحبة ما هى كلمة، وليه متضايق، وأكثر من أول، الحين جيت، باب الليل، الثقل صنعه، هلا بالجرح، شيل من راسك، بعض الناس).

وضع (ناصر الصالح) بصمته المتفردة لدى غالبية من نستمع لهم من المطربين

راشد، عبدالستار، والرويشد، والمهندس

 وضع (ناصر الصالح) بصمته المتفردة لدى غالبية من نستمع لهم من المطربين، وعبر أجمل أغانيهم مثل (راشد الماجد) الذي لحن له (حبك للمشاكل، راحوا الطيبين، غمضت عيني، تمتعي، يا عيني ما تستاهل، عشرة على عشرة) وغيرها.

ولحن للمطرب الكبير عبدالله الرويشد (موعد مع الملل، وللحين)، وللمطرب علي عبدالستار (دخيلك، عوض علينا، ناموا الأطفال، قبل وبعد)، ولحن للصوت الجريح عبدالكريم عبدالقادر (لاقبلكم أحد، الله بالأيام).

كما لحن لماجد المهندس (والله لأوريك، بي شي، عيال تسعة، أول الناس، لا تسافر، يا غافل، سحرني حلاها، أول الناس) وغيرها، وللمطرب صابر الرباعي لحن له (سلام)، وللمطربة أسما لمنور (يا قلبي، من غيرك، الريم).

تعاون (ناصر الصالح) مع نبيل ولطيفة وغيرهم

نبيل شعيل، لطيفة، يارا، الفارس

كما تعاون (ناصر الصالح) مع نبيل شعيل في (الله يسامحك، أحيان)، ومع المطربة اللبنانية يارا في (أنا إنسانة، أدري، يا حبيبي علامك، صدفة، هدي أعصابك)، ومع المطرب والملحن عصام كمال (متى ترتاح).

ومع المطربة الكبيرة لطيفة في (نارك حطب، يبيله)، ومع اللبنانية كارول سماحه (ذبحني)، ومع المغربية أمنية محمد في (ترى أزعل منك)، ومع المطرب عبدالله رشاد في (تدور الأرض،عطيتك وقت، كلمة الحب).

ومع علي بن محمد في (خبرت الوقت، الصاحب اللي) ومع راشد الفارس في (الموج الأزرق، شي تاني، يا مسكين، شموخ، زمن، تحداني، يا فتان).

كما تعاون أيضا مع (عبدالمجيد عبدالله، راشد الفارس، رابح صقر خالد عبدالرحمن، طلال سلامة، وذكرى).

الكوبليه الأخير

رحم الله صديقي الملحن الكبير(ناصر صالح) الذي كان يتميز بالرقة والعذوبة، والصدق الفني، والموهبة، والأخلاق، وعسير علينا أن نتصور الساحة الغنائية بدون ألحان ناصر الصالح التى كانت مليئة بالألحان الشرقية الأصيلة المتجددة.

ولا أدري كيف كتبت هذه الكلمات وسط حزني الشديد، لكنه آكل العيش، وكيف سمح قلمي للكتابة عنه كرجل مات، وهو حي في قلوبنا موفور الحياة.

إن فجيعتنا في رحيل (ناصر الصالح) رغم كل شيئ هى الألم الأصغر، أما الألم الأكبر، الألم الهائل الذي يضفي على الحياة بشاعة الموت، الألم الذي لا سبيل إلى التعبير عنه إلا بالغيظ!.

الغيظ المدمر الأهوج الذي في يقوق في جدته، وجبروته، وحدة الموت، ذلك الألم هو ألمنا كمحبين للنغمة الشرقية الأصيلة في فقد واحد من أعمدة هذه النغمة الشرقية التى لا تحلو موسيقانا إلا بها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.