
عنوان الحكاية: (حانوتي ماسبيرو) ماذا فعل بالسياحة العربية في مصر؟
بقلم الدكتور: إبراهيم أبو ذكري *
بعد النجاح الباهر الذي حققه مونديال القاهرة للأعمال الفنية و(الإعلام) عام 2017 بحضور أكثر من ألف مشارك عربي ضيوفا أعزاء على مصر المحروسة يقطنون أربعة فنادق من فنادق الخمس نجوم لمدة عشر ايام يسبحون في انهار الحب الذي تقدمه مصر لهم.
فهم وجدان مصر في بلادهم رموز وقيادات (الإعلام) وصناع الدراما والأكاديميين والخبراء من المهتمين بالعمل العربي المشترك من ثمانية عشر دوله عربيه بكل كوادرها الإعلامية بقطاعيها الخاص والعام يمثلون جانبا مهما بالسياحة العربية ودعاية سياحية لمصر بالعالم العربي.
في لقاء من اللقاءات المتكررة بيني وبين (حانوتي ماسبيرو)، وللاسف كنت أعده صديقا عزيزا لي وواحد أصدقائي المقربين إلى أن جلس على كرسي صاحب القرار بماسبيرو.
ولأن هذا المنصب أكبر بكثير من مهاراته وقدراته الأخلاقية والمهنية التي تتناسب مع هذه المكانه لدولة بحجم مصر، تغيرت طباعه وصداقته بقدرة قادر وتحولت هذه الصداقة بلمسة شيطان العظمة بعدة كلمات من وراء القلب وفي ظهور من رفعوه ولهم فضل عليه خناجر قاتله بتقارير مظلمة مثل قلبه الي اجهزة الدولة.
ووضع كل عقد نقصه بالتقارير من خلال عقدة المقارنة بينه وبين جميع أصدقاءه المهنين وأصحاب الخبرة بالصحافة أو التليفزيون وصناعة الإعلام، فهم جميعا أكثر منه كفاءة وخبرة وإبداعا وأنا منهم.
خاصة عندما خرج إلى العالم العربي وعقد مقارنة بوضعي وأنا بالمجتمع المدني وبين مكانتي التي صنعتها بنفسي ومكانته التي منحت له بقرار جمهوري متجردا من المهنية والثقافة وتراكم الخبرات التي أتمتع بها.
وبين سطحيته في تجارة وصناعة الإعلام بين من ينفق علي المشاريع من كيسه الخاص وبمن يصرف من خزينة الدولة متجردا من ضميره المهني الذي لم يتمتع به.
مسه الشيطان وتخيله أنه قادر علي المنافسة مع المجتمع المدني الذي أترأسه بعشرات التجمعات الإعلامية بالعالم العربي ومصر.

فاعليات المونديال العربي
وبالإضافة الي الشعور بقلة خبرته وثقافته عندما نلتقي بالمؤتمرات خارج الحدود المصريه علي اتساع العالم العربي، وعدم مواكبته العالم الجديد الذي نعيش فيه أحسست بعداوته الشخصية لي والمؤسسة التي كرّمته كونه من أبنائها المقربين.
شعرت بهذا بل تيقنت من هذا التغيير من جلسه كانت على هامش اجتماعات الجمعية العمومية لاتحاد إذاعات الدول العربية بمدينة تونس، وفي وجود الاذاعية الدكتورة رئيسة إذاعة صوت العرب دار حديث بيننا نحن الثلاثة حول فاعليات المونديال العربي للأعمال الفنية والاعلام ومدي نجاح دورة 2017 التي انطلقت بالقاعة الكبرى بجامعه القاهرة.
وحضرها من مصر الآلاف وبالإضافة إلى ما يزيد عن الألف من ضيوف ومتسابقين ومتحدثين ومكرمين من العالم العربي.. وضمت القاعة أكثر من 3500 شخص غير المتواجدين خارج القاعة وضعت لهم شاشات للمتابعة .
جرت مناقشة بيزنطية أمام الإذاعية المعروفة، وبفوقيه شديدة من كرسي صاحب القرار المتمكن أطلق (الحانوتي) قرار من قرارات الدفن تهديدا مباشر لي على شكل مداعبة، تماشيا مع منصبه ليؤكد لي أنه أصبح من كبار القوم من أصحاب القرار.. وبدلا ما يوافق علي عرضي بأن تساهم الهيئة وتشاركني في الإعداد والنجاح رفض وهددني مازحاً بقوله:
لولا علاقتي الشخصية والعائلية بك واحنا عشرة عمر لأوقفت لك هذا المونديال بخطاب صغير مني ..
واسند ظهره استكمالا لعظمة موضعه واستكمل حديثه: لأن هذا المونديال الذي يعقد بالقاهرة بضيوف العالم العربي قد حل محل مهرجان القاهرة للتليفزيون الذي يمتلكه اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري وبالتالي ملكا لي.
فقاطعته متحديا معتمدا على أننا نعيش في مصر عصر الحريات بعد أن أكدت له أن هذا المونديال ليس بديلا عن المهرجان ومصر تحتاج إلى عشرات بل مئات المهرجانات متوازيه مع مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون الذي تدعي انه ملكا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري.

المونديال من علامات مصر
هو في الأصل الذي أطلقه وصاحب فكرته الأول بوثائق للاتحاد العام للمنتجين العرب وأنا شخصيا، وليس ملكا لأحد ولا للهيئة الوطنية للإعلام التي لم نكن لها وجود أصلا وقد شاركني فيه آخر وزير إعلام مصري صفوت الشريف عام 1993.
وأصبح المونديال علامة من علامات مصر السياحية، ومن أهم المؤتمرات العربية وظاهرة استثماريه في مجال صناعه الإعلام في مصر والعالم العربي.
كيان كبير مدعم من الدولة علي مدار سبع دورات لوجستيا من وزارات الخارجية والداخلية والثقافة ومدينه الإنتاج الإعلامي وهيئة الاستثمار والقمر الصناعي المصري (النايل سات) وجميع المؤسسات الإعلامية المصرية وعلى رأسها مجموعه cbc.
وعدنا إلى القاهرة وبدأ صديقنا الوهمي (حانوتي ماسبيرو)، ومع بداية التجهيز لدورة المونديال الثامنة لعام 2018 اتصل بيي الرائد محمد أمين وطلب مني الحضور لأمن الدولة بمكتبه بالعباسية فلم أمانع.
وعقدت معه اجتماع مطول نهايته تم الاتفاق أن مثل هذا المونديال أصبح علامة من علامات الدولة المصرية وانه وجب عليّ أن أوافق أن تشاركني الدولة ممثلة في الهيئة الوطنية باطلاق مونديال 2018.
وسعدت جدا لهذه المبادرة متخيلاً وهما أني أعيش في دوله مقدرة ما أقدمه لها من خلال هذا المشروع الاستثماري السياحي الذي استولي علي الوجدان العربي خدمة للقرارات السياسية والسيادية والاستثمارية والسياحية.
رحلة مساحات لصالح مصر بالوجدان العربي للدولة عربيا ودوليا، وسيستمر سواء كنت داخل المنظومة أو خارجها.. المهم أن هذا الكيان يصبح مصري وعلي الأرض المصرية بي أو من غيري.
وافقت وحدد موعد اجتماع رسمي بيني وبينه باليوم التالي وفعلا تم الاجتماع علي عجل ولكنها سياسة الدولة لابد الرضوخ لها كما وضح لي ضابط أمن الدولة، وتوالت الاجتماعات بيني وبينه وبيني وبين رئيسة القطاع الاقتصادي التي أشهد لها بسعادتها وتحمسها الزائد لمساهمتها بالجهد لإنجاح هذه الفاعلية المصرية.
وفعلا قمت بإضافة لوجو الهيئة الوطنية للإعلام بكل المطبوعات وخلفية المؤتمر الصحفي الذي اعتذر المذكور أعلاه عن الحضور.
المهم قبل موعد الافتتاح بخمسة أيام بعد مناقشة بنود العقد بعد عمل مائة مسودة ومسودة تم الاتفاق أخيرا عن آخر نسخة علي التوقيع منه..

السيدة (أمل الجندي)
وذهبت إليه رئيسة القطاع الاقتصادي السيدة (أمل الجندي) التي انتحرت في التجهيز للعقد والمعرض والإعلانات والدعايه والرعايات واتصلت بي في ساعة متأخرة ليلا لتخبرني أن الهيئة انسحبت ولا تدري السبب؟!
كنت متخيلا أنه من الصعب عليه أن يحقق ما قاله لا أخلاقيا معي ولا للتاريخ الأخوي والصداقة التي بيننا والأهم لا يصنع ذلك رجلا أتخيل أنه يحب مصر أكثر من السواد الذي في قلبه ومسك الشيطآن التي لمسته في قلبه من اجل مصر وحفاظا علي كل لبنة من كيان قوتها الناعمة
المهم مر عام من توقف المونديال ومظاهرة حب العرب للقاهرة، التقيت به في دبي ضمن عزومة عشاء ومشتريات بدعوة من أمين عام الاتحاد العام للمنتجين العرب (مصطفي سلامة)، وكنت جالسا بالطاولة بالمقابل له وتلقي هو تليفونا سمعناه جميعا بصوت عال:
والله هو أمامي الآن أهو.. واحنا مع بعض وبنتكلم في الموضوع.
وأشار عليّ.
تعجبت لهذه اللهفة والاهتمام ثم واصل بقوله:
حاضر.. حاضر.. تمام .
وقدم لي التليفون بقوله:
هو معاك أهه.
وأعطاني تليفونه فوجدت المتحدث هو الرائد (محمد أمين) بقوله بعد التحية.
جميل أنكما مع بعض شوف يا إبراهيم بك اتفقوا مع بعض واللي تتفقوا عليه ترجعوا تنفذوه وأنا أساعدكم علي تنفيذه.
ووعدته خيرا مسالما واعتذرت عن أمر ليس له ضلع فيه وقلت نفتح صفحة جديدة معه.
وعدنا إلى مصر ورجعت ريمه لغباوتها القديمه، مازال يدفن النجاح بحرفية الحانوتي زئبقي في مواعيده متذرعا بكم من اعتذارات واهية ومواعدة مزيفة ومواعيد لا تتحقق وتليفون لا يرد إلا على الأرقام التي تبدأ بكود عربي.
وللأسف أصاب الهدف بتقرير وحجه لا أعلمها إلا بعد سنوات حين استدعاني أحد رجال أمن الدولة الكبار وعرضوا عليّ أن أعيد النشاط من خلال مدينة الإنتاج الإعلامي، وعند علمه بأن هذا اتجاه الدولة لف عليّ مرة أخرى، وقال لي أن رئيس الوزراء وافق علي إقامة المهرجان بمشاركتي.
وحدد معي موعدا عاجل جلست معه ولم أسترح لما يقوله أو يقترحه فليس كفئا بمشاركتي، وقررت أتملص منه فهو لم يكن مستعدا لعمل أي شييء، ولكنه كلامك كان تسكين لي من التحرك حول هذا الموضوع.
ويبدوا أنه أثر علي رئيس المدينة الذي أفاد انه ضمن منظومة الهيئة ولابد من وجوده ضمن هذا المشروع، المهم قتلت المباحثات مرة أخرى، وبعد أن أكد لي الكثيرون أن لدينا من أصحاب القرار الذي يتمتعون بإصدار قرارات المنع والمنح، ويعتمدون علي المخبرين والتقارير من الجالسين علي كراسي القرار ومن حولهم في قراراتهم بعد ثورة يناير
بقية الاحداث مع الحانوتي بالمقال القادم..
* رئيس اتحاد المنتجين العرب