رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

بهاء الدين يوسف يكتب: حلق (أحمد سعد) يمهد لحملات المثلية القادمة!

الرابط إذن بين إطلالة (أحمد سعد) وموقف ترامب؟!

بقلم الكاتب الصحفي: بهاء الدين يوسف

كثيرون منا توقفوا أمام صورة حديثة للمطرب (أحمد سعد) وهو يرتدي حلقا في أذنه وسلسلة أقرب في الشكل لـ (الكوليه) الذي ترتديه السيدات، بجانب معطف من الفرو له مظهر نسائي، وأبدى أغلب هؤلاء اشمئزازهم من مظهر المطرب المثير للجدل.

لكن الملاحظة التي استوقفتني أكثر من غيرها هى تزامن الإطلالة النسائية الجديدة للمطرب المصري (أحمد سعد)، مع قرار الرئيس الامريكي العائد للسلطة (دونالد ترامب) خلال حفل تنصيبه بأن أمريكا لن يكون فيها سوى جنسين فقط هما الرجال والنساء ما يعني ضمنيا بدء حملة للتضييق على المثليين.

هذا الموقف الصارم للإدارة الأمريكية من قضية المثلية الجنسية المتوقع أن يستمر طوال السنوات الأربعة المقبلة على الأقل وهى فترة رئاسة ترامب، سيكون له بالتأكيد آثارا سلبية على اقتصاديات الشركات والشبكات التليفزيونية التي تبنت طوال السنوات الماضية تلك القضية وكرست إنتاجها للترويج لها حول العالم.

ووفقا لكثير من التحليلات فأنه من المتوقع أن يشجع موقف ترامب الجماعات المحافظة على إطلاق حملات واسعة لمقاطعة تلك الشبكات ما قد يتسبب في تقليص نسبة المشاهدين في الولايات المتحدة، التي تعد سوقا رئيسيا لنتفليكس على سبيل المثال.

ما هو الرابط إذن بين إطلالة (أحمد سعد) وموقف ترامب؟!، استنادا الى تفكيري التآمري أتوقع أن تلجأ شركات وشبكات الإنتاج الدرامي إلى (الخطة ب)، وهى تكثيف أعمالها في دول أخرى تعويضا عن الضرر الذي سوف يلحق بها نتيجة التضييق الأمريكي المتوقع.

حالة التفسخ المجتمعي والأخلاقي الممنهجة التي تتعرض لها بعض الدول العربية

حالة التفسخ المجتمعي

وليس من قبيل التكهن أن المنطقة العربية ستكون الهدف الأول لتلك الشركات لأكثر من سبب، أولها: أن المجتمعات العربية تمثل سوقا جاذبة بفضل القوة الشرائية التي تتمتع بها خصوصا دول الخليج.

السبب الثاني: حالة التفسخ المجتمعي والأخلاقي الممنهجة التي تتعرض لها بعض الدول العربية منذ سنوات، بجانب تراجع البناء الثقافي في تلك المجتمعات نتيجة انهيار مستويات التعليم وخاصة الجانب التربوي فيه، ما يجعل الأجيال الجديدة في هذه المجتمعات أرضا خصبة لاستقبال الأفكار الغريبة والشاذة.

سبب ثالث: أن عملية التمهيد لقبول المثلية الجنسية بدأت قبل سنوات، من خلال مئات الأفلام والمسلسلات الأجنبية والعربية التي تم بثها عبر شبكات البث المدفوع، وكلها تروج لفكرة واحدة أن المثلية الجنسية ليست عيبا يتوجب على أصحابها انكارها او ممارستها في السر.

في ضوء هذه الخطة لن تجد تلك الحملات أفضل من الفنانين والمشاهير للترويج لثقافة المثلية الجنسية في الدول العربية، فهذا (أحمد سعد) يظهر فخورا بمظهره النسائي، وهناك عمرو دياب (أيقونة الأجيال) بداية من مواليد السبعينات والثمانينات وحتى الألفية الجديدة يرتدي حلقا في أذنه دون خجل.

حتى أن طليقته الفنانة (سمية الخشاب) استفزتها إطلالته

إطلالة (أحمد سعد) النسائية

صحيح أن إطلالة (أحمد سعد) النسائية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في الغالب، فقد سبق له أن ظهر على المسرح في حفل أقيم بالعاصمة السعودية الرياض في العام الماضي وهو يرتدي جاكيت بأكمام من الشيفون الشفاف الذي يستخدم عادة في فساتين النساء.

حتى أن طليقته الفنانة (سمية الخشاب) علقت على مظهره الغريب بجملة ساخرة قالت فيها (دلوقت عرفت فساتيني كانت بتروح فين)، لكن الفخر الذي يبديه بمظهره الغريب والإصرار على الاستمرار فيه قد يكون ملهما لآخرين.

قبل ذلك بثت شبكة (نتفليكس) راعية المثلية الجنسية في الدراما، سمومها في الفيلم الغريب (أصحاب ولا أعز)، حين قدمت قضية شذوذ أحد أبطال العمل، والنقاش الذي دار مع بقية الأبطال الذين طالبوه بعدم الخجل من ميوله الجنسية، ودعموه للقتال ضد إدارة الجامعة التي فصلته بسبب مثليته.

كذلك لم تنس الشبكات والشركات الداعمة للمثلية الجنسية نصيب الأطفال العرب من تجرع تلك الثقافة، فقدمت (ديزني) على سبيل المثال أكثر من فيلم (أنيمشن) في العامين الماضيين، منها فيلم (عالم غريب)، الذي يحكي قصة طفل يقع في غرام زميله ويتبادلان الغرام في عدد من مشاهد الفيلم، وفيلم (لايت يير) الذي يصور قبلة بين سيدتين.

صحيح أن الفيلمين تم منع عرضهما في بعض الدول العربية والإسلامية، لكن مع تكثيف الضغوط المتوقعة من تلك الشركات، واستغلال شراهة بعض الفنانين والإعلاميين للمال بعيدا عن أي قيم اخلاقية للمشاركة في هذه الضغوط، تذهب التوقعات الى أن المقاومة التي ابدتها تلك الدول في وقت سابق سوف تذوب.

خصوصا أنه حتى في الفيلمين المشار إليهما سمحت بعض الدول العربية بعرضهما دون أن ترى في ذلك خطرا على الأجيال الجديدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.