رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمود عطية يكتب: (التشخيص) + كرة القدم.. هل يقيمان دوله؟!

شىء يكسف بصراحه تكتب بأسماء أشخاص لا تستحق كتابة أسمائها ويتركون العلماء

بقلم المستشار: محمود عطية *

أنا لست ضد الفنون بكل أنواعها والرياضة التي أعرفها، ولكن أن يكون الشغل الشاغل للدولة نموذجي (التشخيص) والريضة، فهذا تغييب لباقي المجتمعات والكيانات والمهن السامية، مثل (الطب والهندسه والاقتصاد والقانون والآداب والطيران والفلك والطبيعة والكيمياء) وغيرهم.

وعلي رأسهم أيضا الصناعات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، لأني لم أسمع عن دول قامت علي (التشخيص) وخدمته وتدليله بهذا الحجم المعين لباقي شعوبها بهذه الصورة، حتي عندما طالبنا بتكريم السير الدكتور (مجدي يعقوب) المحترم أتحفنا محافظ أسوان، قال إيه اطلاق اسمه علي صاله من صالات مطار اسوان وياليته مافعلها.

شىء يكسف بصراحه أما كباري وميادين ومحطات تكتب بأسماء أشخاص لا تستحق كتابة أسمائها حتي على كوب ماء فهذه قمة المهازل، لصالح (التشخيص)، ويحضرني واقعه منذ حوالي عشرين عاماً أو يزيد في هذا الشأن.

فشقيقي الكبير ضابط شهيد من ضباط الدفاع الجوي حاصل علي وسام نجمة الشرف العسكرية ونوط الشجاعه في الحرب، وكان واستشهد شاباً صغيرا في مقتبل عمره ومستقبله، وكانت صدمه كبيرة للوالدة لم تحيا بعدها طويلا.

وكانت تتمني تسمية الشارع الذي كنا نقيم فيه باسمه أو مدرسه في محيط القسم الواقع فيه إقامته فاردت أن أحقق لها أمنيتها بقدر استطاعتي، وتقدمت بطلب للسيد محافظ القاهرة في حينها د عبدالرحيم شحاته – رحمه الله، وعرض الطلب وتم تحويله إلى مجلس الحي المعني بهذا الأمر وأغلبهم علي علاقه طيبه جدا بي,

والغريب في الأمر أن وكيل مجلس الحي في حينها – عليه رحمة الله، لا يقرأ ولا يكتب ولا تسألني كيف هذا موضوع وانتهي .

كنت أمر بسيارتي من أمام جمع فيهم هذا الوكيل، وهو أيضا علي علاقة طيبة بي ودعوني للجلوس معهم فلبيت الدعوه بكل سرور، لاننا جميعا من حي واحد وزملاء عمل حزبي وسياسي.

حتى أمير الشهداء (إبراهيم الرفاعي) لم يطلق اسمه على أي شيئ

تسمية المدرسه باسم الشهيد

وعندما جلست وتبادلنا الحديث تطرقت بصوت مسموع إلى أحدهم من أعضاء المجلس، وقلت له صحيح عملتم ايه في موضوع تسمية المدرسه باسم الشهيد، وهنا كانت الطامة الكبرى لأنه يركز على (التشخيص) على حساب المهن الأخرى.

وإذا به يقولي اسأل حبيبك سيادة الوكيل (الذي لا يقرأ ولا يكتب) فقلت له يعني ايه؟، فالتقط الكلام هذا الوكيل – عليه رحمة الله، وقال موضوع ايه فقال له موضوع تسمية المدرسه أو الشارع باسم الضابط الشهيد الذي رفضته أنت اليوم، فرد بسرعة وقال له طيب ومحمود ماله ومال هذا الموضوع؟، فقال له لأن الشهيد شقيقه الكبير.

فقال بحدة: طيب مش كنتم قلتم في الاجتماع انه شقيق محمود .. آه والله هذا ما حصل فقلت له: بقي لو كنت عرفت انه شقيقي كنت وافقت من أجلي وليس من أجل الشهيد الحاصل علي أرفع أوسمة القوات المسلحة، فقال ندرجه في الجلسه القادمة، فقلت له وأنا سوف اسحب الطلب، ولسنا في حاجة طالما الأمور تدور بهذا الشكل.

وهذه القصه الطويله دليل علي الخيبة الثقيلة ـ ولكن محافظ أسوان بيقرأ ويكتب ولكنه فعل فعلة من لا يقرأ ولا يكتب ولكن بطريقه مختلفة، ثم نعود إلى أصل الكلام: فمتي تهتم الدوله بباقي  المهن الأخرى غير (التشخيص)، ومعها بعض الدول العربيه التي لا هم لها إلا الفرفشة والنعنشة.. طيب لو الدول الأخرى لديها ثروات وخزائن مفتوحة لهذا الغرض فما بالنا ونحن نسأل الله في حق (النشوق).

ولم أري أي عائد على المواطن من هذه الصناعات التي أقر أنها صناعات في الدول الغربية وخاصه كرة القدم و(التشخيص)، لأن فريق العمل فيهما كبير جدا جدا، ولكن المحصلة للدولة صفرا إلا على المجموعة العاملة فيه..

ومن كثرة تضخيم الدولة لهذا المجتمع يقول نقيبهم الذي أقدره كصديق، أن المشخصاتي رسول  ولا أعرف رسول مين أو رسول ايه بالضبط؟!

والمفارقة الأخرى والفساد عندما نسمع أن مدرب نادي الزمالك السابق الذي طلب إعفائه من مهامه ليذهب إلى نادي خليجي، وكان يتقاضي من الزمالك حوالي 60 ألف دولار شهريا، فقد انهزم فريقه الذي يدربه في إحدي دول الخليج (9 صفر) في سابقه لم تحدث في هذه الدولة، فماذا كان يصنع في الزمالك بهذا المبلغ الذي كان يتقاضاه في مصر؟!

شهداء فلسطين غيرو ا مفهوم أجيال العالم الغربي والأمريكي عن القضية الفلسطينية

حجم عدد الشهداء والمصابين

المهم في هذا الكلام كله الذي أسرده أني اتمني أن توسع الدولة من اهتمامها بالمجتمعات والمهن الأخري برواتبهم وعلاجهم وحالتهم الاجتماعية، لأن الكيانات الأخرى هى عصب الدول والأعمدة التي تقام عليها الاقتصاديات كالصناعه في كل مجالتها والتجارة وخلافه، ويا حضرات أن تقوم قائمة دولة على (التشخيص) وكرة القدم فهذا درب من المستحيل.

وتتخطي هذا الأمر إلى الأحداث الأخيره في المنطقه بقرار وقف الحرب في غزه بواسطة دولة قطر الشقيقه ومصر وأمريكا.

وفي هذا أحب أن أشيد بهذه الوساطة التي توقف نزيف الإبادة الجماعية التي استمرت قرابة 14  شهر من الدمار، والعالم يشاهد ويدعم وينكر هذه المجازر اليومية، ومهما اختلفت الآراء سلبا أو إيجابا على المقاومة وما قامت به بعملية طوفان الأقصي.

فأهم إيجابياتها أنها غيرت مفهوم أجيال العالم الغربي والأمريكي عن القضية الفلسطينية، والتاريخ وحده الذي سوف يفرد الإيجابيات والسلبيات لهذه العملية، مع الوضع في الاعتبار حجم عدد الشهداء والمصابين وسؤالي الوحيد للرافضين للعمليه هو كيف يقاوم صاحب أرضه المحتل الغاصب؟!.. والله غالب علي أمره!

* المحامي بالنقض – منسق ائتلاف مصر فوق الجميع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.