كتب : أحمد السماحي
تابعت بحب وفرح وفخر كمصري وعربي الدورة الخامسة من حفل توزيع جوائز صناع الترفيه (جوي أوردز) Joy Awards 2025، والذي أقيم أول أمس السبت ضمن فعاليات موسم الرياض، بالمملكة العربية السعودية.
وحضرها مجموعة كبيرة جدا من النجوم العالميين والعرب، وجود أحدهم بمفرده في أي مهرجان أو تجمع فني حدث هام، ولن أذكر أسماء النجوم الذين حضروا لأن ذكر أسمائهم وحده يحتاج صفحات!.
والحقيقة أنه بعد عدة دورات قليلة من (جوي أوردز) وجدنا البذور نمت، وترعرعت، وأصبحت أزهارا تخطف ألوانها الأبصار، وتزيح عن النفس كآبتها، وتفرح القلب.
وفي كل دورة جديدة من (جوي أوردز) نشعر أننا في قلب عربي نابض موحد يجمع كل النجوم المصريين والعرب، ومعهم زملائهم ضيوف الشرف من الأساطير العالمية في تجمع تقف له أوروبا وأمريكا فاغرة الفاه.
الحقيقة أحس بالضيق الشديد، فاللغة في يدي جامدة عجوز بالغة القدم غير قادرة أبدا على التعبير عن إحساس، ولا على تجسيد الصور الحية المليئة بالحياة لتلك المجموعة البشرية التى تعمل خلف الكواليس في ( جوي أوردز).
ويقودها بمهارة ربان سفينة ماهر هو المستشار (تركي آل الشيخ) رئيس هيئة الترفية، والحقيقة أن وراء الصورة المبهرة التى نراها كل عام جهد جبار، يظهر بقوة ويعلن عن نفسه في التنظيم الرائع الذي تظهر به كل دورة.
فرغم كثرة النجوم في كل دورة، ورغم حديث كل أو معظم النجوم وهم يتسلمون جوائزهم، لكن لا نجد ثرثرة كلامية، كل نجم يقول ما يريده خلال ثواني قليلة لا تتجاوز النصف دقيقة.
ثلاث ليال بدلا من يوم
رغم إعجابي وحبي وتقديري لكل المجهود الخرافي المبذول في (جوي أوردز)، لكن لدي بعض الكلمات المحبة التى أريد التصريح بها للمسئولين عن هذه الاحتفالية المبهرة التى نفتخر بوجودها في بلد عربي شقيق.
أولها كثرة عدد الجوائز والتكريمات في كل المجالات الفنية سواء (السينما أو التليفزيون أو الغناء) التى تتم في يوم واحد، والتى تأخذ ساعات طويلة يتخللها بعض الفقرات الغنائية.
كثرة عدد التكريمات والحصول على الجوائز يصيب المتفرج الجالس في البيوت ببعض الملل، خاصة وأن كثير من النجوم العالميين الذين يسلمون زملائهم النجوم العرب جوائزهم أو تكريمهم يقولون كلماتهم باللغة الإنجليزية دون وجود ترجمة تظهر على الشاشة لهذه الكلمات.
لهذا أفضل أن يتم توزيع جوائز وتكريمات (جوي أوردز) على مدى ثلاث أيام، يوم للأعمال الدرامية التليفزيونية، ويوم للغناء، ويوم للسينما، على أن يضاف إلى يوم السينما، تكريم وجوائز لمجال المسرح.
لأن المجال المهضوم حقه في هذه الاحتفالية الضخمة المبهرة هو المسرح، فلا يوجد أي شيئ عن أعماله ولا نجومه ولا رواده!، وكأنه ابن البطة السوداء! رغم أنه أبوالفنون.
وفي هذه الحالة سيأخذ كل مجال حقه، وسيغلب على المهرجان الهدوء والتركيز أكثر على أن تصاحب الجوائز والتكريمات فقرات غنائية، في كل يوم من الأيام ولا يشعر الموجودين بالإرهاق من طول فقرات الحفل، ولايصيب النعاس جمهور المنازل.
جائزة صناع الترفية الفخرية
من الجوائز التى أسعدت الجمهور العربي كله، وحققت رواجا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي جائزة (صناع الترفية الفخرية) التى حصل عليها المخرج الكبير المبدع (محمد عبدالعزيز).
وتناقل رواد (السوشيال ميديا) صورة قبلة النجم (كريم عبدا لعزيز) على يد والده المخرج محمد عبد العزيز أثناء تسلمه جائزة جائزة (صُنّاع الترفيه الفخرية).
ولقد سعدت شخصيا بتكريم هذا الأسطورة الفنية الذي يعيش بيننا الآن، ولم يأخذ حقه الأدبي والمعنوي كاملا، رغم أنه قدم للسينما المصرية 67 فيلما، وللدراما التليفزيونية 20 مسلسلا، فضلا عن 3 مسرحيات مهمة للغاية.
وفي كل هذه المجالات الفنية أبدع، وقدم أعمال فنية لا تنسى، وكثير من الكتاب يحلو له أن يقول أنه خليفة المخرج الرائع (فطين عبد الوهاب)، ولكنى أرى أن محمد عبدالعزيز تفوق على فطين عبدالوهاب.
وقدم كل نوعيات الأفلام في مجال السينما، في حين أقتصر إبداع فطين عبدالوهاب الرائع على مجال الفيلم الكوميدي فقط.
العظمة، والرويشد.. الإنجاز مدى الحياة
من اللمسات الإنسانية الرائعة في الحفل، كان ظهور المطرب الكويتي الكبير (عبد الله الرويشد)، وحصوله على جائزة (الإنجاز مدى الحياة) فهذه الجائزة رفعت من روح الرويشد أحد رموز الأغنية الخليجية بصفة عامة والكويتية بصفة خاصة، وصاحب الرصيد الضخم من الأعمال الغنائية الذهبية.
كما سعدنا أيضا بحصول النجم السوري الكبير(ياسر العظمة) بجائزة (الإنجاز مدى الحياة) التى أدخلت البهجة إلى قلوبنا لأن هذا الفنان المقل في ظهوره إعلاميا، قدم روائع درامية تنوعت ما بين الكوميدي والتراجيدي الهادف والراقي.
جائزة أنغام، وتامرعاشور
من الجوائز التى وقفت عندها كثيرا (الأغنية الأكثر رواجاً) التى فازت بها المطربة الكبيرة (أنغام) عن أغنية (هو انت مين)، والمطرب (تامر عاشور) عن أغنية (هيجيلي موجوع)، ولا أدري لماذا تم التقسيم في هذه الجائزة تحديدا؟!
فالتقسيم هنا ليس له معنى، ولا مبرر!، حيث وقع ظلم كبير على (أنغام) لأنها قدمت في عام 2024 واحدا من أهم ألبوماتها الغنائية، والذي غيرت فيه قاموسها الغنائي بالتعاون مع شعراء وملحنيين وموزعين جدد تعاونت معهم لأول مرة.
وقدمت ألبوما نالت جميع أغنياته إعجاب أجيال مختلفة، وحقق نسبة إستماع عالية على منصات الموسيقى، وكان يجب أن يترجم هذا في (جوي أووردز) بالحصول على جائزة مطربة العام، لكن أن تقتسم جائزة فهذا خطأ كبير، وفيه رائحة مجاملة لـ (تامر عاشور) مع حبي واحترامي لإختياراته المتميزة.
ظلم رامي صبري
كما أرى أن المطرب (رامي صبري) وقع عليه ظلما كبيرا، حيث كان أكثر النجوم عملا ونشاطا في عام 2024، وكان المطرب الوحيد الذي طرح العام الماضي ألبومين ناجحين!
الأول يوم الرابع من يناير 2024 تحت عنوان (النهايات أخلاق) الذي تضمن 10 أغنيات، والثاني طرحه في موسم الصيف، وتحديدا في شهر يوليو بعنوان (أنا جامد.. كده.. كده) تضمن 6 أغنيات.
وتميزت معظم الأغنيات بأفكار جديدة من حيث الكلمة واللحن والتوزيع، كما حققت مشاهدات عالية، وكان الأجدر بالحصول على جائزة مطرب عام 2024، أو الحصول على أي جائزة من جوائز الموسيقى والغناء في المهرجان.
ظلم نجوم الخليج
كما طال الظلم أيضا نجوم الخليج الكبار وهم (مريم الصالح، وغانم السليطي، وسعد خضر، وعبدالرحمن الخطيب، وإبراهيم الصلال، وعلي إبراهيم، وعبدالرحمن العقل) الذين أقتسموا جائزة (صناع الترفية الفخرية) وكل واحد من هؤلاء النجوم قامة وقيمة فنية يستحق الجائزة بمفرده.