رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

مفاجأة: (السح الدح إمبو).. أغنية (أحمد عدوية) الأولى، غناها قبله مطربين آخرين!

مع ظهور المطرب الشعبي (أحمد عدوية) بدأت الأغنية الشعبية المصرية تنحدر، وتتغير ملامحها

كتب : أحمد السماحي

كانت الأغنية الشعبية المصرية قبل ظهور المطرب (أحمد عدوية) شيئا!، وبعده أصبحت شيئا آخر تماما، فعلى مدى تاريخ الأغنية الشعبية المصرية كانت تتميز بالكلمة الحلوة الراقية، واللحن العذب، والصوت الجميل.

لهذا كانت كعبة يطوف حولها كل المطربيين، بداية من كوكب الشرق (أم كلثوم) التى غنت العديد من الأغنيات الشعبية مثل (غني لي شوي، شوي) و(يا صباح الخير ياللي معانا)، (جولي ولا تخبيش يا زين) التى تعتبر أغنية بدوية شعبية، وغيرها.

كما قدم موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب أيضا العديد من الأغنيات الشعبية مثل (تراعيني قيراط، أراعيك قيراطين)، و(قولي عملك ايه قلبي) و(أنت أنت ولا أنتش داري)، و(خي، خي).

وقبلهما، ومعهما، وبعدهما، قدم كل مطربي مصر الأغنية الشعبية الهادفة المليئة بالكلمة البسيطة القريبة من مشاعر ووجدان رجل الشارع البسيط الذي سرعان ما كان يسمع هذه الأغنيات الشعبية، ويرددها بينه وبين نفسه، ومع أصدقائه وأحبابه.

مع ظهور المطرب الشعبي (أحمد عدوية) بدأت الأغنية الشعبية المصرية تنحدر

عدوية وإفساد الذوق العام

مع ظهور المطرب الشعبي (أحمد عدوية) بدأت الأغنية الشعبية المصرية تنحدر، وتتغير ملامحها، وتتحول وتتبدل إلى الأسوأ.

وطفح على السطح مع نهاية الستينات وحدوث نكسة يونيو عام 1967، نكسة أخرى في الأغنية الشعبية، وأفرزت هذه المرحلة نوعية جديدة  ورديئة من الكلمات والألحان والأصوات.

مرحلة كان رمزها الكبير هو (أحمد عدوية) الذي اكتسب عدم حب مجموعة كبيرة من عشاق الغناء المصري الرصين، ووجهت إليه العديد من الاتهامات بإفساد الذوق العام.

وذلك لأن هؤلاء المستمعين كانوا يدركون قيمة وأهمية الأغنيات الشعبية التى أطلقها رواد هذا اللون الشعبي مثل (محمد الكحلاوي، ومحمد عبدالمطلب، ومحمد رشدي، ومحمد قنديل، ومحمد العزبي، وشفيق جلال، وماهر العطار، وبدرية السيد) وغيرهم.

لهذا أطلقوا على مطربي الأغنية الشعبية الذين ظهروا مع نكسة يونيو، وبعدها مثل (أحمد عدوية، كتكوت الأمير، سمير كوكو، معوض العربي، عادل المصري، فوزي العدوي، مجدي طلعت) مطربي (الميكروباص) أو الأغنية الهابطة، أو المسفة، أو المبتذلة.

 أوالأغنية العشوائية نسبة إلى المناطق التى تروج فيها هذه الأغنيات التى كانت ممنوع إذاعتها في وسائل الإعلام المختلفة، لدرجة أن المطرب (أحمد عدوية) كانت أغنياته ممنوعة من الإذاعة والتليفزيون لسنوات طويلة جدا اقتربت من الـ 30 عاما.

كانت شرارة الأغنيات المسفة التى كانت صدمة كبيرة لجمهور المستمعين أغنية (السح الدح إمبو)

حدوتة (السح إدح إمبو)

كانت شرارة الأغنيات المسفة التى كانت صدمة كبيرة لجمهور المستمعين أغنية (السح الدح إمبو) التى كتبها (الريس بيرة)، ولحنها الشيخ طه، والتى كانت أول أغنيات (أحمد عدوية).

عن قصة أو حدوتة أغنية (السح الدح إمبو) يقول كاتبها (الريس بيرة) في أحد حواراته الصحفية: (هذه الأغنية لم تكتب خصيصا لـ (أحمد عدوية)، بل إنني كتبتها قبل ذلك بزمن بعيد!..

وذلك عندما ذهبت لأصلح بين زوجين، ومررت على منزل أهل الزوجة حيث كانت (غضبانة) عند أهلها، وبعد أن تحدثت معاها وطيبت خاطرها، حملت الزوجة طفلها الصغير، وذهبت بالزوجة إلى منزل زوجها..

وعندما دخلنا بدأ الطفل في البكاء، فأخذت (أداديه) وألاعبه، وأقول له (السح الدح إمبو)، وعندما همت الزوجة لإشعال (وابوار الجاز) لعمل شاي لي ولزوجها قالت لي: (إدي الواد لأبوه)..

فأخذ الزوج طفله، وهو ما زال (عايش في دور الزعل) من زوجته، وترك الطفل على الأرض، فبكى الطفل فقلت لهما: (شيلوا الواد من الأرض، أحسن يأخذ برد، الواد عطشان اسقوه)!..

وبعدما تصالح الزوجان وأصبح (سمنا على عسل)، وخرجت من عندهما، ورجعت لمنزلي، وجدت نفسي أكتب الكلمات التى دارت في منزل الزوجين، وأعطيتها للشيخ طه، ولحنها على الفور، وبدأت أرددها.

من كثرة ترديدي للأغنية نالت إعجاب كثير من مطربين الأفراح الشعبية

الأغنية ومطربي الملاهي الليلية

 يواصل (الريس بيرة) حديثه فيقول: من كثرة ترديدي للأغنية نالت إعجاب كثير من مطربين الأفراح الشعبية، والملاهي الليلية، واشتروها مني، وبالفعل بدأوا يغنوها، لكنها ظلت حبيسة الملاهي الليلية، والأفراح الشعبية.

وكان (أحمد عدوية) بحكم عمله في الملاهي الليلية قبل احترافه الغناء، يحب ويحفظ الأغنية، وعندما اكتشفه الشاعر الكبير (مأمون الشناوي)، وقدمه للمنتج (عاطف منتصر) صاحب شركة (صوت الحب)، غنى (عدوية) الأغنية أمامه، فنالت إعجابه، وإعجاب مأمون الشناوي.

وشعر (عاطف منتصر، ومأمون الشناوي) أنهما أمام مفردات جديدة مختلفة، يمكن أن تحقق نجاحا كبيرا في الشارع المصري، وهذا ما حدث بالفعل عندما تم طرح الأغنية على أسطوانة، فحققت مبيعات كبيرة جدا.

ومن خلالها ولد (أحمد عدوية) كمطرب شعبي، بعد أن كان يعزف على (الطبلة) وراء المطربيين والمطربات، والراقصات.

عدوية يعيد غناء (السح الح امبو) في الاستديو

كلمات أغنية (السح الدح إمبو):

عمي يا صاحب الجمال، ارحمني دنا ليلي طال..

شوف لي جمال على قد الحال..

يعوض صبري اللي طال، عمي يا صاحب الجمال..

السح الدح امبو، ادي الواد لابوه ..

ياعيني الواد بيعيط، صعبان علي الواد ..

ماتشيل الواد من الارض، الواد عطشان اسقوه ..

شيل الواد من الارض

 الواد لسه في اللفه، وعامل له زيطه وزفه ..

ودا خلى العقل استكفى، اكمنه شبه ابوه ..

الواد دا لسه صغير، قاعد في اللفه صغير ..

ودا خلى العقل تحير

السح الدح إمبو

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.