(جمال سليمان): ما حدث في سوريا جميل، لكن توجد مخاطر من الجماعات المسلحة!
كتب: أحمد السماحي
على مدى 13 عاما كان النجم السوري الكبير (جمال سليمان)، هو صوت الحق الذي يندد بظلم وطغيان واستبداد الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه.
وفي كل المحافل والمناسبات الدولية والعربية التى يدعو إليها، كان يخطب ويفضح تجاوزات الأسد، ونظامه، ويقيم العلاقات مع ذوي الآراء من المؤثرين في الرأي العام العالمي.
ويدعو للمقاومة واسترداد سوريا لحريتها، ويحض زملاءه وشباب بلاده على الثورة ضد نظام الأسد، ويستنهض الهمم الخامدة، وينفخ في الرماد يزيله عن الجذوة المتقدة الكامنة تحته، ثم يعرض هذه الجذوة للريح كي تلتحم بها وتشعل أوراها.
في شهر يوليو الماضي كتبنا هنا في (شهريار النجوم) تقرير تحت عنوان (جمال سليمان في جولة أوروبية، مع التحالف الأمريكي من أجل سوريا).
حيث قام يومها بجولة في أمريكا، شملت تسع ولايات عقد خلالها جلسات حورارية مع الجالية السورية في أمريكا، بعدها سافر إلى قبرص، ثم إلى (غازي عنتاب) في جنوب تركيا لحضور فعاليه خيرية كبيرة قام بها مركز الملك سلمان.
ويومها وفي نهاية حديثي مع (جمال سليمان) سألته عن توقعاته لسوريا ونظام بشار الأسد؟ فقال لي بكل ثقة ووضوح: (أنه في نهايته!).
ويومها قلت بيني وبين نفسي: (مسكين جمال سليمان يبدو أنه يهزي!، كيف يكون نظام بشار في نهايته ولا توجد أي مؤشرات على انتهاء هذا الحكم في ظل هذا الأستسلام اليائس المقهور من الشعب الذي لا يجرأ أحد فيه على رفع صوته؟!).
لكن بعد شهور قليلة جدا صحت توقعات أو ما تنبأ به (جمال سليمان) وعادت الروح إلى سوريا، وعم الفرح الشوارع التى أضيئت من جديد بنور الحرية، ومصابيح البهجة، ورايات النصر.
خروج مشرف لبشار الأسد
(شهريار النجوم) دق باب نجمنا السوري الكبير (جمال سليمان) وباركنا له الانتصار، وذكرناه بما توقعه قبل شهور قليلة فأعرب وشحنة قلق وخوف تسيطر على كلماته عن سعادته البالغة بما حدث في سوريا.
وقال: كنت أتمنى خروجا مشرفا لهذا الرجل الذي يدعى (بشار الأسد)، لكن لايوجد خروج مشرف يشرف هذا الرجل، وبقول صدق أقول كنت أتمنى له خروجا لائقا، لكنه أبى على نفسه إلا أن يخرج خروج الفئران.
وصرح بطل (التغريبة الفلسطينية، وصقر قريش، وصلاح الدين الأيوبي) وغيرها: أنه رغم فرحته الشخصية، ورؤيته لفرحة أهله وناسه في سوريا هذه الأيام، لكن يوجد مخاطر من الجماعات المسلحة التى تسيطر الآن على الحكم!
وذلك لأنها جماعات مسلحة لا يوجد لها قيادة واحدة، لهذا أقول ربنا يستر!، ويكون القادم أجمل وأحلى للشعب السوري الذي عانى كثيرا من الظلم والاستبداد والطغيان، من نظام الأسد.
من ناحية أخرى ظهر (جمال سليمان) أمس في قناة (الجزيرة)، وأعرب عن سعادته بالأحداث الأخيرة وسقوط نظام بشار الأسد، لافتا أنه يتابع عن كسب من خارج سوريا عبر وسائل الإعلام فرحة المواطنين السوريين ثورتهم، وانهيار نظام الاستبداد بسوريا.
وأشار: (لكن بقيت البلد وحتى نكون واقعيين البلد مرهقة وتعبانة، الناس اليوم فرحانين وهذا شئ مستحق وعظيم لكن بكره، وبعد بكره، لازم نفتح عيونا ونشوف ما نفعله، كيف نبني بلدنا، ونبني نظاما سياسيا، وكيف نعمل المصالحة الوطنية، ونعيد بناء الجسور بين مكونات المجتمع السوري..
حتى تكون هوية مشرقة ورائعة وكل السوريين يحتضونها، هناك تحديات كبيرة، لكن إيماني بالشعب السوري أنه جبار وعظيم وقادر على تجاوز هذه المحنة وقادر على بناء سوريا من جديد، كل السواعد والأدمغة تتحد من أجل سوريا)
استكمل الفنان (جمال سليمان) كلامه قائلا: (أعظم رد على السياسة الخبيثة التي استخدمها النظام ضد السوريين هو استخدام الطوائف وعصب الخوف دائما حتى المكونات، وحتى رجال النظام كانوا يخافون من بعضهم البعض.
اليوم التطمينات هى الرد على الخمسين عاما من هذه السياسة الخبيثة أن تقتل عصب الخوف وتعيد الثقة بين السوريين فهذا أعظم شئ).
غربتنا كانت قاسية جدا
ولفت (جمال سليمان): (الحقيقة لا يزال هناك بعض الفئات من المجتمع السوري تحس بخوف أو قلق، أو ممكن يقتص منه أو يعاقب بشئ معين، ويأتي لي العديد من الاتصالات من الناس سعداء ويهنئوني والبعض الآخر خائفين).
وتابع: (الحقيقة أتمنى أن نؤسس لأبعد من ذلك لحوار وطني جامع، وأننا قادرين على بناء نظام سياسي تمناه ملايين السوريين الذين طلعوا ثورات، وبعضهم استشهد لتصبح سوريا دولة المواطنة، والانتماء الديني أو العرقي فهو شأن خاص بكل جماعة، لكن أمام الدولة الكل متساوون كمواطنين)
وحول عودته إلى سوريا قال خلال تصريحاته التليفزيونية: (غربتنا كانت قاسية جدا، وبعدنا عن وطننا ومهنتنا وزملاؤنا.. فجأة حد طردك من بيت بنيته حجرحجر، لكننا الأن سعداء أننا ممكن نرجع على سوريا، وعلى كل حال سرعة الانهيار الحاصلة وانتصار المقاتلين هذا يدل على أن بشار الأسد ما كان له بيئة حاضنة بالمعنى الحقيقي..
بالتالي الناس كان عندها مشاعر مختلفة تماما، وسألني أحد الأصدقاء: هل تأتي على سوريا، قلت له جهز لي دور أشتغل معك مسلسل، طبعا المشهد هيتغير والدنيا كلها تتغير، أتمنى كسوريين أن نظل محافظين على هذه العقلانية وفكرة التسامح والتعايش وعدم الإقصاء، ونتخلى عن الخوف الطائفي الذي زرعه النظام فينا..
وأتمنى نرجع نتكاتف مع بعض ونعرف أن اختلافاتنا كسوريين هي مصدر قوة لنا وتنوعنا هو أحد ملامح الجمال في المجتمع السوري، أسامح الجميع رغم إني أحيانا تألمت ولكني أسامح كل شخص وأتمنى أن نرجع نعمل الدراما السورية)
واختتم (جمال سليمان) حديثه قائلا: (إن شاء الله قريبا برجع سوريا، ومتحمس بالفعل لعودتي إلى الشام، وأوجه حديثي للشعب السوري نحن نستطيع أن نبني سوريا أحسن مما كانت عليه إذا تجاوزنا خلافتنا وأفسحنا المكان لقدر من التسامح يسمح لنا أن نطوي هذه الصفحة.
أعرف أن هذا صعب ومؤلم، وهناك بعض الزملاء قالوا عني خائن وعميل، وهذه اتهامات مؤلمة لكن شخصيا مستعد أنسى هذا الشئ إذا كان هذا ثمن لبناء مستقبل سوريا، أرجو أن نتكاتف كشعب سوريا حتى نبني مرة ثانية).