(حسين فهمي).. النجم الوسيم بالغ الحيوية القادرعلي أن يعيش أكثر من حياة (5/5)
* مع بدايات الثمانينات كانت الأدوار الجيدة قليلة، رغم أنه توافرت له فرص المنافسة أمام زملائه النجوم
* في كل عقد من الزمان كان هناك دور مهم في كل عام من ذلك العقد، ابتداء من فيلم (انتبهوا أيها السادة) عام 1980
* في عام 1981 كان في أحسن حالاته في فيلم (موعد على العشاء) للمخرج محمد خان
* أهمية الشخصية في فيلم (العار) أنها في غيابها كانت قوية مثلما في حضورها
* في عام 1990، أتيحت الفرصة لحسين فهمي أن يعمل مع يوسف شاهين في (اسكندرية كمان وكمان) لكن المخرج لم يكن في أفضل حالاته.
* الدور الذي سوف يحسب لحسين فهمي في التسعينات، وربما في كل تاريخه، هو دور ضابط مباحث أمن الدولة في فيلم (اللعب مع الكبار) لشريف عرفة.
بقلم الباحث والناقد السينمائي : محمود قاسم
مع بدايات الثمانينات، كان على النجم الوسيم (حسين فهمي) أن يستكمل رحلته، لم يتجدد شيء في المسيرة بشكل ملحوظ، بل بالعكس، فإن الأفلام الهامشية تبدو أكثر عدداً مثل (عضة كلب)، و(جدعان باب الشعرية)، و(كلاب الحراسة)، و(بحر الأوهام).
وكانت الأدوار الجيدة قليلة، رغم أنه توافرت له فرص المنافسة أمام فريد شوقي وآخرين في (شهد الملكة) عام 1985، وايضاً محمود يس في (مين يجنن مين).
لكن على الأقل كان هناك دور مهم في كل عام من ذلك العقد، ابتداء من أستاذ الفلسفة الذي آمن في النهاية أن الحقيقة تتمثل في الزبال عنتر في فيلم (انتبهوا أيها السادة) عام 1980.
وفي عام 1981 كان (حسين فهمي) في أحسن حالاته في فيلم (موعد على العشاء) للمخرج محمد خان، وبطولة سعاد حسني وأحمد زكي، وزوز ماضي.
(حسين فهمي).. جائزة (العار)
في عام 1982 نال (حسين فهمي) جائزة أحسن ممثل عن دور رئيس النيابة الذي يقيم العدالة على الآخرين، لكنه لا يستطيع أن يقيم عدالته داخل أسرته لجبروت أخيه، وسطوة المال في فيلم (العار).
ورغم الأداء المتميز لصنويه (نور الشريف، ومحمود عبدالعزيز) فإن أهمية الشخصية هنا أنها في غيابها كانت قوية مثلما في حضورها، وقد عكس (حسين فهمي)، الجانب الوغد في الإنسان حين تدفعه الظروف الاجتماعية أن يرتكب ما يدينه بقوة، فلم يكن الحل سوى الانتحار بأبشع صوره، رصاصة في الحلق.
في عام 1984 جسد (حسين فهمي) أكثر من شخصية في فيلم (البرنس) لفاضل صالح، وفي عام 1985 عاد مرة أخرى إلى سعيد مرزوق في (إنقاذ ما يمكن إنقاذه).
وفي إطار شديد من المنافسة، لكثرة عدد الممثلين الجيدين هنا، حيث أدى شخصية الرجل العائد إلى الوطن لاسترداد أملاك أممتها الدولة، فيجد نفسه داخل قصر تسكنه كافة التيارات السياسية والاجتماعية التي تمثل مصر .
في عام 1986 ، يمكن مشاهدته في (آه يا بلد آه)، وهو الدور الذي جسده (آلان بيتس) في (زوربا اليوناني)، وقد وجد نفسه يعمل مجدداً أمام فريد شوقي، ويؤدي دور شاب يود أن يبيع أرضه التي ورثها في إحدى القرى، ويكتشف أن رجال الحزب قد استولوا على الوطن .
وفي 1987، عاد (حسين فهمي) للعمل مرة أخرى مع نفس فريق فيلم (العار) في (جري الوحوش) كاتباً، وممثلاً، وممثلين، ليقوم بدور الطبيب خفيف الظل، الذي يمكنه نقل الخصوبة من رجل إلى آخر، وهو فخور بعمله، واثق في مقدمة العلم ، لكن الفيلم يرى أن الإنسان صاحب رزقه مهماً احترق الأدغال .
يوسف شاهين و(اللعب مع الكبار)
في عام 1990، عندما أتيحت الفرصة لـ (حسين فهمي) أن يعمل مع يوسف شاهين في (إسكندرية كمان وكمان) لم يكن المخرج في أحسن حالاته!
وبدا العمل كإرهاصة عابرة يعمل خلالها فيلماً، فلم يختير (حسين فهمي) أمام يوسف شاهين الذي صبغ أداءه على أغلب من عملوا معه .
إلا أن الدور الذي سوف يحسب لـ (حسين فهمي) في التسعينات، وربما في كل تاريخه، هو دور ضابط مباحث أمن الدولة في فيلم (اللعب مع الكبار) لشريف عرفة.
فبدا كأن تعامله مع مخرج جديد هنا يعوضه عن عدم التعامل مع أبناء جيل الثمانينات، وإذا كانت البطولة لعادل إمام، فإن هذا الأخير، بدا زاعقاً مفتعلاً، في الكثير من المشاهد، أمام عيني ضابط المباحث، وكلامه الأقل، وقامته، ووسامته.
قد أكد لنا الفيلم أننا أمام ممثل يمكنه أن يجذب الأضواء من نجم له شعبيته الأضخم، ويكفي ذلك المشهد الذي حبس فيه الضابط والمواطن أسفل تمثال طلعت حرب، يود الضابط أن يخرج من المواطن بعض أسراره وسط مدينة تستقبل صباحها الجديد .
عندما صار مخضرما
أما القرن الحالي فإن (حسين فهمي) الذي صار مخضرما كان قد تعامل مع السينما في أدوار متفرقة كان آخرها (الكويسيين) عام 2018، وعمل في العديد من المسرحيات والمسلسلات التلفزيونية، وفي تقديم بعض البرامج.
(حسين فهمي)، حسب السيرة الذاتية الخاصة به ، حصل على جائزة أحسن ممثل عن أفلام عديدة من المهرجانات السينمائية والمحلية، عن أفلام (دمي ودموعي وابتسامتي)..
و(الأخوة الأعداء) و(الرصاصة لا تزال في جيبي)، و(انتبهوا أيها السادة) ، و(العار) و(حافية على جسر الذهب) ، و(الجاسوسة حكمت فهمي).
وهو ممثل متلون، يجيد اللعب في كافة المجالات الفنية سواء السينما أو المسرح أو التليفزيون، عندما تنقلب أحوال السينما، فإن الهروب إلى مسلسلات التلفزيون هو الحل الأمثل، وهناك أثبت تفوقاً ملحوظاً، لكن نحن نقول: (السينما أولاً).
الكارثة أن كثير من المواقع الإلكترونية تركت مشوار النجم الكبير (حسين فهمي)، وأصبحت أخبار الممثل في العقدين الأخيرين أكثرها عن زيجاته وانفصالاته.
وأيضا عنه كرئيس لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وبدا بالغ الحيوية قادر علي أن يعيش أكثر من حياة.