رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

تعرف على رثاء (فيروز) لاثنين من عمالقة لبنان (نصري شمس الدين) و(فيلمون وهبي)

كان (نصري) مرافقا لفيروز في جميع المسرحيات والحفلات

كتب: أحمد السماحي

في إحدى اللقاءات الصحفية قالت (فيروز): (أنا من أصدقاء الصمت، سألوني في مصر عن شعوري بالغناء أمام أبو الهول، قلت أبو الهول صاحبي من زمان وأنا من أقربائه، أحبه لأنه صامت).

هذه الكلمات رغم قلتها لكنها تعبر عن طبيعة عصفورة الشرق (فيروز)، فهي بطبيعتها الهادئة، تميل للصمت، والبعد عن الضجيج، لهذا كانت صداقتها قليلة جدا، وتكاد تكون نادرة.

من أبرز من ارتبطت بهم بصداقة وطيدة، اثنين من عمالقة الغناء اللبناني، الأول هو المطرب رائع الصوت صـاحب الـصوت الجبلـي الحنـون (نصري شمس الدين)، والثاني الملحن المبدع فيلمون وهبي.

يلمس المستمع مذاقا خاصا في ألحان فيلمون وهبي لـ (فيروز)

فيروز وفيلمون وهبي

حافظ (فيلمون وهبي) على الروح الشرقية لموسيقانا العربية، ولموسيقاه ملامح وسمات وخصائص تميزها وتلمس فيها بصمته الخاصة، حيث تأثر بشيخ الملحنيين زكريا أحمد.

 ويلمس المستمع مذاقا خاصا في ألحان فيلمون وهبي لـ (فيروز)، حيث تجد الجو الشرقي الصميم، والتعبير عن العواطف والمشاعر والانفعالات دون الخروج عن هذا الإطار الشرقي البحت مع السلطنة والشجن.

ولحن فيلمون وهبي لـ (فيروز) العديد من الروائع التى لا تنسى مثل (كرم العلالي، جايبلي سلام،  بكرم اللولو، طيري يا طيارة، يا دارة دوري فينا، على جسر اللوزية، لما ع الباب، أسامينا، ياريت، ورقوا الأصفر، إسوارة العروس) وغيرها.

ومن خلال هذه الألحان وغيرها كرس فيلمون وهبي، جارة القمر (فيروز) مطربة شرقية أصيلة، وعندما توفي فيلمون وهبي في آواخر سنة 1985، وصفت الصحافة اللبنانية وفاته بأنها أكبر خسارة لعالم الغناء والموسيقى في لبنان.

وعلى أسطوانة (فيروز تغنّي فيلمون وهبي) وقعت جارة القمر ترثي رفيق الدرب الفني الطويل فقالت كلمات قليلة لكنها اختصرت ذكريات وأشياء كثيرة فكتبت قائلة:

(اللي تركتن اشتاقولك

وكل اللي جايين رح يحبوك).

حزنت (فيروز) كثيراً بوفاة (نصري)، ورثته بكلمات مؤثرة جداً

فيروز ونصري شمس الدين

الصديق الثاني الذي إرتبطت به جارة القمر، هو المطرب الكبير نصري شمس الدين، فكان صديق عمر، ورفيق درب، وكان (نصري) مرافقاً لفيروز في جميع المسرحيات والحفلات.

 إذ لعـب دور الأب أو الجـد أو ابن الضيعة أو الملك، كان فخوراً بصداقته مع فيروز، ومحباً لها لدرجة نكران الذات.

وقدم مع فيروز العديد من الأغنيات الثنائية، والمحاورات الزجلية الغنائية الجميلة، وشكلا ثنائياً منسجماً من الناحية الفنية أو من ناحية الصداقة العميقة التي ربطت بينهما لهذا حزنت (فيروز) كثيراً بوفاة (نصري)، ورثته بكلمات مؤثرة جداً :

غيابك بكّاني يا نصري

كنت قول إذا غبت بكرا بيرجع

وإذا فلّيت بكرا بشوفو

ولا مرة غبت هيك وفلّيت هالقد

كان بيلبقلك تعيش كتير بعد..

كان بيلبق لصوتك يغني بعد..

كان بيلبقلك العز والاسم والضو

ما سبق وطلعت ع مسرح ببلدي وإنتَ مش معي

اليوم لا وجّك ولا صوتك

ولا قلبك اللي متل الدهب رح يكونوا معي

بالماضي كنت إنطرك بفرح، اليوم رح إتذكرك بحزن.

نصري يا رفيقي الوفي وفناني الكبير

في شي بفني زاد لأنك جيت، وفي شي نقص لأنك رحت

كنت ربحي الكبير، وخسرتك يا نصري.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.