بقلم المستشار: محمود عطية *
ظني أن الدوله مررت ما قام به الممثل (حسين فهمي) رئيس مهرجان القاهره السينمائي سواء بالتلميح أو التصريح بتعليق شعار خريطة فلسطين أو ارتداء الكوفية أو الحلة (بضم الحاء) البيضاء التي ارتداها ممثل.
بالاضافة إلى كلمة الافتتاح التي ألقاها (حسين فهمي) متناولا الدعم لفلسطين ودولة لبنان، فإذا كان من تلقاء نفسه فهذه جيد، وإذا كان بموافقة من الأجهزة فهذا ممتاز لأن مصر دائما بجانب الأشقاء من أي دولة عربية، فما بالنا والاحتلال يحصد الأرواح في فلسطين ولبنان.
فالدعم هنا فرض عين وليس فرض كفاية وهذا مادعاني لأكتب وأحيى الدولة والمهرجان برئاسة الفنان (حسين فهمي) ومن معه من الممثلين وغيرهم ممن شاركوا في حفل الافتتاح، الذي فضل بعضهم وبعضهن الحضور في أماكن أخرى (طرية) من حيث الدولارات والسفر بالطائرات وفنادق الخمس نجومه وما خفي أعظم.
فمالهم يهتمون بمهرجان بلدهم (الناشف) برغم أنهم اخذوا في السنوات الأخيره مالا يحلمون به من رعاية الدولة ماديا ومعنويا، وكان ليس في الدولة أحد غير هذه الفئة التي ضنت علي مهرجان بلدها لهثا خلف مهرجانات أخرى.
والذي كان غيابهم وغيابهن موضع سؤال من صحفي أو صحفية إلى (حسين فهمي) فرد بكل أدب ولباقة.. فقط إنهم يحضرون مهرجانات أخرى، وبسرعه ذهب إلى حال سبيله.
أما الموضوع الآخر فيخص العمل السينمائي (فيلم الملحد) الذي يروج له كاتبه ومنتجه وجميع المشتركين فيه بأنه عمل عظيم يناقش مشكله للشباب، وبالتاكيد ويقينا أنا لا أثق في كلمة منهم ومنهن جميعا، لأن كل ما يهمهم أجرهم الماديـ ويهمهم الفيلم لأنه يحتمل يكون لهم باقي أجرهم من إيراد الفيلم لو عرض ..
من مصايب هذا الوسط
ولا اختلف مع أي أحد أن الفيلم لم يعرض بعد لنحكم عليه، ولكن إذا وقعت الواقعة وعرض فهذه مصيبة من مصايب هذا الوسط الذي لا هم له إلا المال، وأحدهم من المشتركين في الفيلم، وفي مقطع شهير له بمقابله تليفزيونية تقول له المذيعة الرسالة الفنية.
فقال لها إن التمثيل للترفيه ولا تجد رسائل ولا أي شىء.. التمثيل مجرد ترفيه وهذه شهاده منه على أي حال .
ولقد أثار إحالة الدعوي المرفوعة لعدم عرض هذا الفيلم إلى هيئة مفوضي الدولة حنق وغضب بعض العلمانيين علي استحياء والعلمانيين الأصليين ممن يناصرون أي فعل او عمل ضد المبادئ والشريعة الاسلامية.
وهم معروفين اسما اسما ومعروف جهات تمويل بعضهم وبعضهن اختفت منذ فتره انتشرت أخبارها وصورها علي المواقع (مطلوقة) حتى في صناديق القمامة، بعد أن أعفيت من سنة حبس.. المهم أن هذا الفيلم وكما كتب عن ملخصه عبارة عن أب ملتحي متشدد جدا (وهذا خلاف ما يدعو إليه الإسلام).
لدرجة تعنيف طفلو بصورة لا يقبلها أي عاقل متزن لكي يحفظه القران وتعاليم الدين جبرا مع ضربه حتى أصبح فتى وتقابل مع صديق له (دخل في سكة الإلحاد)، وبدأ في الحوار معه محللا ومجملا كل ما هو حرام والمتعة واللذة من كل ما يخالف الفطرة السليمة والعقل السليم.
فوجد الشاب أو الفتي ضالته في الفرق بين العذاب والذل والهوان.. هكذا صوروا والده الذي يحرص على الفضيله والاتزام بمنتهي الوحشية والقهر إلى صديق سوء سهل له الأمر.. لكل ماتشتيه الأنفس غير السوية من زنا وخمر ومخدرات وسهر وعربدة.
هذا ما أراد الفيلم وصوله إلى الشباب: أب ملتحي (وخد بال حضرتك من ملتحي دي متوحش جبار ليس له قلب في معاملة طفله لكي يتعلم دينه وبين التحرر عن طريق الالحاد بعمل كل شىء يخالف تعاليم جميع الأديان).
وللأسف قرأت لبعض الأقلام التي احترم بعضها معلقا على سعادة الكثير باحالة الدعوي إلى المفوضين، وجمعهم كلهم في بوتقه واحده مع شخصية الأب الملتحي المتوحش، وهنا أسأل الكاتب سؤال: هل عانيت من فعل مجرم من قبل أحد الملتحين الذي تصورهم شياطين؟
ولكن ليس بغريب على شخص أو أشخاص ملحدين لا هم لهم إلا التشكيك في القرآن والسنة والصحابة، ومنهم من وصف الصديق (أبو بكر) رضي الله عنه بالداعشي، وللأسف لم يحاسبه أحد، وغيره من الذين وجدوا ضالتهم في جمع المال والشهرة من بيع دينهم بدنياهم.
مثل صارخ للانحلال
ودعوني أضرب لحضراتكم مثال صارخ للانحلال الذي وصل بعض الشباب إليه ذكورا وإناثً:
منذ سنوات بعد أحداث يناير مباشرة كنت أجلس يوميا أو شبه يومي مع بعض الصحفيين في مكان ما، وبهذا المكان جموع من الشباب من الجنسين يعرفونني من قبل الأحداث، وأحيانا كان يطلب مني بعض الخدمات لو كانت في استطاعتي لا أتاخر.
المهم منهم شاب عرفوه عليّ فاستقبلته مرتان أو ثلاثه وفوجئت بعد حوالي أسبوعين أو ثلاثه يطلبني على الموبايل وفكرني بنفسه وافتكرته، وقال لي: أنا أخذت رقمك من فلان، قولت له شرف لي أهلا وسهلا.
فقال أريد منك خدمه قولتله: لو باستطاعتي لن أتاخر فقال لا لا أنا أريد خدمة قانونية قولتله: تحت أمرك، فحكي لي أن لهم زميلة من أرياف محافظه بعيده عن القاهره وتقيم في سكن طالبات إحدي الجامعات (كليه مرموقة)، قولتله كويس مالها دي واقسم بالله هذا ماحصل بالضبط قال:
أنه اثناء تفتيش الغرف من قبل المشرفات عن السكن وجدن في الغرفه طفاية سجاير قولتله مفيش مشكلة، قالي لسه فلقد وجدن شريط برشام (لمنع الحمل) تحت المرتبة أو المخدة لا أذكر، ولقد أرسلت إدارة السكن خطاب إلى أهلها لاستدعاء ولي الأمر.
والفتاه بتستعمل هذا البرشام لشىء ما طبي وأحضرت هذه الشهادة والمطلوب مني كمحام أتدخل في الموضوع بدلا من ولي الأمر لأنهم ناس سلفيين، فقولت له من أدراك انهم سلفيين؟
قال لأن اغلبهم ملتحين، فقولت له يا فلان كلنا خلف السلف الصالح.. المهم كمحامي واجهته بسؤال مباشر هى زميلتكم (فتاه بكر) قال لي نعم وأكد لي ان ما يعرفه عنها كذلك زمالة عادية، ثم قال أقولك اسمحلي أخليها تتصل بيك، قولت له طبعا أعرف تفاصيل أكثر وانت بتقول مريضه وهذا يعتبر تشهير.
مفيش ربع ساعه وكلمني باسم آخر غير اسمها، وقالت أنا زميلة فلان فقولت لها ولكن الاسم مختلف قالت الاسم الآخر هو الحقيقي.
ولسه هتحكي ما قاله زميلها فقولت لها من الآخر: أولا انتي بنت أم غير ذلك؟، ليه سالتها مباشرة لأن ممكن أتخذ أي إجراء مع المشرفات تطلبن عرضها علي الطب الشرعي.
يبقي حبينا نصطادهن كعبلونا ومش أي كعبلة، فقالت حضرتك بتجلس مع شباب والظروف والحكاية أنا مش بكر.. إلى هذا الحد يمين بالله قولتلها أنا لا اتخلي عنك بإذن الله.
لابسه بنطلون جينس
وطلبت منها بعض الأوراق ونزلت لها بدري لكي تقابلني لأن منذ التفتيش علي الغرف وهدوء الاحداث يناير حدث تشديد على مواعيد العودة إلى السكن، وقد كان وأقسم بالله مرة أخري وصلت قبل منها وعدت أكثر من فتاه ظننتها هى لان ما وصلني أنها من قريه من إحدى المحافظات.
ويالا هول ما رأيت فتاه لابسه بنطلون جينس واسع وتيشرت يادوب مغطي نصف بطنها وماسكة شنطة في وضع كروس مع شعر كنيش وسيجارتها مشتعله في يدها، ولم يأتي في خيالي أنها الفتاه التي سوف أساعدها.
المهم سالت العاملين في المكان عن فلان فشاورا على فجلست وشكرتني، وعرضت عليها حلول لأنها ذكرت لي صديقها وأن الموضوع بالرضا بينهما ومتفقان، فقولت لها طيب ولو زواج عرفي صحيح بأركانه من أجل والدك وأسرتك.
فقالت بكل وضوح أنها تعلم يقينا أنه سياتي يوما عاجلا أم آجلا سوف تختلف مع أهلها، قولت لها أنا لن أتركك، ولكن أهلك يهموني ليه تصدميهم طيب بلاش أهلك.
وهنا مربط: الحكايه كلها وسبب سردي لها علشان خاطر ربنا وهنا زلزلت تفكيري، فقالت حضرتك هنا ممكن نختلف وتزعل مني.. ليه يابنتي أزعل منك أنا بقولك علشان خاطر ربنا، قالت: لأني أنا لادينية.. يعني مفيش؟
قالت نعم والسماء بلا عمد، قالت ده مش عارف ايه وقولت لها يعني ملحدة؟، فقالت هناك فرق بين الإلحاد واللاديني، قولت لها كفي يعني مفيش إله؟، قالت نعم حضرتك مستغرب ليه كل البنات حواليك صديقاتي وكلهن مثلي ونفس حالتي.
فقلت لها إلى هنا وأنا أعتذر عن تقديم معاونة لواحدة لاتؤمن بوجود الإله.. شوفي محامي من شلتكن يقدم هذه الخدمة.
هذه القصه الحقيقيه التي أعلم اطرافها علم اليقين بالأسماء والقرية والمحافظة، إذا قلة الأدب والإلحاد لايحتاجان لعمل يفتح أعين الشباب بالجهر بهذا الاتجاهات، ولا يحتاج لوالد مفتري شرس يعلم ابنه الفضيله والدين.
وهذه الفتاه عكس وزميلاتها عدد كبير لسن في حاجة إلى ذلك، بل إلى الدعوة والتركيز لالتقاط الشباب من هذا المستنقع ليس لغرض في النفوس لمرام معين تلصقون الإلحاد بسبب نموذج تريدون تسويقه من أجل المال.
( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
* المحامي بالنقض – منسق ائتلاف مصر فوق الجميع