افتتاح راق لـ (مهرجان القاهرة السينمائي)، و(حسين فهمي) بطل الافتتاح
* وزير الثقافة يلقي كلمة رائعة عن سحر السينما ويرسل تحية لرؤساء مهرجان القاهرة
* أحمد عز كان يتمنى وجود والده ووالدته، ويهدي تكريمه للزعيم عادل إمام
* يسري نصرالله يقدم التحية لزملائه السينمائيين الفلسطينيين
* دانيس تانوفيتش يشكر إدارة المهرجان على تكريمه، وسعادته بوجوده في القاهرة
كتب: أحمد السماحي
خلال الساعات الماضية كان سحر السينما حاضرا بقوة، حيث شهد مسرح دار الأوبرا المصرية مساء أمس الأربعاء افتتاح الدورة الـ 45 لمهرجان القاهرة السنمائي الدولي، التى جاءت مختلفة عن كل الدورات السابقة برئاسة الفنان الكبير (حسين فهمي).
وتميزت بالبساطة والرقي ودعم القضية الفلسطينية، وهذا الدعم ظهر من قبل نجوم حفل الافتتاح الذين ظهروا على السجادة الحمراء للمهرجان، وهم يضعون على صدورهم علم فلسطين على شكل خريطة الدولة تضامنا مع الأشقاء في غزة.
وبعضهم وضع الشال الفلسطيني دعما للقضية، وهو ما فعله الفنان الشاب طه دسوقي، ورغم أن البعض يرى أن الافتتاح جاء باهتا، لكننا نرى أن فريق عمل حفل الافتتاح حقق نجاحا كبيرا في هذه الليلة السينمائية التى أدخلت البهجة والفرح في قلوبنا جميعا، حيث جاءت متميزة للغاية، مشحونة بالشجن والحس القومي.
ويرجع الفضل في تميز حفل الافتتاح للنجم الكبير (حسين فهمي)، الذي نسي أحزانه، وألمه على رحيل شقيقه الفنان الكبير (مصطفى فهمي)، الذي رحل قبل أيام، وتحامل على نفسه، وصال وجال في حفل الافتتاح بشكل أكثر من رائع، مليئ بالحيوية والشباب.
وكأن لسان حال (حسين فهمي) يقول: (لا تحسبوا رقصي بينكم طربا، فالطير يرقص مذبوحا من الألم)، وتميزت كلماته بجمل قصيرة مكثفة، وهدوء نفسي، أغرت الحاضرين في الحفل، وجمهور المنازل بالاهتمام والاستماع.
بداية غير تقليدية
ساعد (حسين فهمي) على أن يظهر في أحسن حالاته، وحيويته ويقظته، دقة ومهارة مخرج الحفل الفنان (محمد حمدي) الذي قدم حفلا تميز بالبساطة والدقة الشديدة، والصورة الحلوة.
والجميل أنه لم يبدأ الحفل بداية تقليدية، كأن تظهر مذيعة الحفل (جاسمن طه زكي) وتقول كلماتها وتنادي على الحضور، كما يحدث في كل المهرجانات.
لكن بدأ الحفل بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية، بعدها ظهرت فرقة (وطن الفنون) الفلسطينية، وقدمت فقرتها الإستعراضية على أنغام أغنية المطرب محمد عساف (على عهدي على ديني، أنا دمي فلسطيني).
وكان (محمد حمدي) متميزا جدا في إخراج هذه الفقرة الأستعراضية التى قدمتها الفرقة، حيث اكتسى المسرح كله بالشال الفلسطيني.
بعدها ظهر النجم الكبير (حسين فهمي) في نهاية العرض وسط فرقة (وطن الفنون)، وقال: (كل الموهوبين الذين شاهدناهم الآن من غزة الشقيقة)، وقام بالتصفيق لهم، ووجه الشكر لهم، وسط تصفيق الحضور.
فلسطين قضية مصر
بعدها قال (حسين فهمي): (نحتفل خلال هذه الدورة الذي أتشرف برئاستها، وهى دورة مؤجلة من العام الماضي، تضامنًا مع غزة، وعلى مدار سنين طويلة كانت ولازالت القضية الفلسطينية هى قضية مصر لأنها تمثل العدل والحرية والإنصاف والكرامة.
ومن مكاني هنا أعرب عن تضامني مع أشقائنا في فلسطين وغزة، ولن ننسى أخواتنا في لبنان، البلد التي تعاني منذ سنوات، وهى في اختبار صعب، نتضامن مع شعبها).
وبعدها صعد وزير الثقافة الدكتور (أحمد فؤاد هنو) لإلقاء كلمة، جاءت متميزة ومكثفة قال فيها: (ضيوفنا الأعزاء، الحضور الكريم، من قلب القاهرة عاصمة الفن، وقبلة المبدعين، تتلاقى الحضارات.
وتنسج الفنون أجمل الحكايات، ونلتقي مجددًا بمحيط الإبداع في مهرجان القاهرة السينمائي، الذي أصبح رمزًا للفن السابع، وسجل اسمه بحروف من نور بين المهرجانات العالمية، لتكون مصر ضمن الريادة.
فمصر حاضنة للمواهب، وهنا نحكي حكاياتنا، ونستمع لصوت الإنسان عبر إبداعات فنية من مختلف أنحاء العالم)
ووجه الوزير تحية وفاء لكل من ترك بصمة في هذا المهرجان منذ نشاته حتى الآن، بداية من مؤسسه (كمال الملاخ) مرورا بـ (سعد الدين وهبه، شريف الشوباشي، سمير فريد، عزت أبوعوف، ماجدة واصف)، وصولا للنجم الكبير (حسين فهمي) الذي يظل رمزًا للفن الرفيع.
مؤدا أن وجوده في هذا المهرجان يزيده حماسا وتألقًا، وسيظل مهرجان القاهرة يحتفي بالإبداع والتجديد، ونحتفل جميعًا بسحره، وسنجعل من هذه الدورة فصلًا جديدًا لتجدد المهرجان الأعرق، (القاهرة السينمائي).
رثاء الراحلين
بعد كلمة وزير الثقافة ظهر (حسين فهمي) جددا، وقال: (الفن حاضر في المحن والأزمات، والسينما قادرة على سرد قصص عن أشخاص عاشوا وحلموا وانتصروا.
وهناك أشخاص افتقدناهم، ولكن بأعمالهم تركوا أثر فينا، وظهر على شاشة المهرجان صور للنجوم الذين رحلوا في عام 2024 وهم (أشرف عبد الغفور، وناهد فريد شوقي، وصلاح السعدني، وعصام الشماع، وعاطف بشاي، وحسن يوسف، ومصطفى فهمي).
بعد كلمة (حسين فهمي) المؤثرة، بدأت فقرات الحفل التقليدية، التى قدمتها الإعلامية (جاسمين طه زكي) التى قالت: (إن السينما من أهم الفنون القادرة أن تعيش في كل تفاصيل الحياة بكل مشاعرها.
وهناك قصص حلوة نستمتع بها، وهناك قصص موجعة وحزينة، فجمال السينما يكمن في أن نرى القصص وتجمعنا بكل جنسياتها أمام شاشة عملاقة ساحرة، وهو ما سنراه في فعاليات المهرجان الأيام المقبلة.
تكريم تانوفيتش ونصرالله وعز
بعدها قام وزير الثقافة (أحمد فؤاد هنو) ورئيس المهرحان (حسين فهمي) بتكريم رئيس لجنة تحكيم المهرجان المخرج والمنتج البوسني (دانيس تانوفيتش)
ثم تكريم المخرج (يسري نصر الله) بمنحه جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر، وذلك تقديرًا لما قدمه طوال مسيرته الفنية الحافلة.
وقال يسري نصر الله: (أشكر حسين فهمي والوزير على ترشيحي للجائزة، والسينما المصرية العام الحالي أفضل من حيث الإيرادات والمشاركة في المهرجانات الدولية، ونحن حراس السينما لأنها وجداننا، وأقدم التحية لزملائي السينمائيين الفلسطينيين)، وقدم في نهاية كلمته الشكر للسينما.
ومن جانبه شكر (دانيس تانوفيتش) إدارة المهرجان على تكريمه، وسعدته بوجودة في القاهرة، قائلا: أنا سعيد لتواجدي هنا في هذه المدينة الرائعة ومشاهدة أصدقاء جدد، وشرف لي التواجد وتقديم لجنة تحكيم المسابقة الدولية.
بعدها كرم المهرجان النجم (أحمد عز) بمنحه (جائزة فاتن حمامة للتميز)، وقال عز: (من حوالي 24 عاما خيروني بين أكمل في شغلي وبين بطولة أول فيلم سينمائي!
واخترت دخول مجال التمثيل بدون رغبة أهلي، وأثناء اشتغالي في أحد الأعمال كان (مهرجان القاهرة) سيبدأ إحدى دوراته، وكنت منتظر أن تأتي لي دعوة للمهرجان حتى أفرح أهلي.
وذهبت لإدارة المهرجان في يوم الافتتاح وأخذت منهم دعوة، وأثناء دخولي على (الريد كاربت) لم يعرفني أحد، وتلف الأيام، وتدور، واليوم أقف هنا ويتم تكريمي، وأخد جائزة اسم صاحبتها لوحده جائزة، ومن وزير الثقافة ونجم النجوم (اللي مفيش زيه) حسين فهمي، وللأسف التكريم جاء وأبويا وأمي مش موجودين.
وتابع أحمد عز: التكريم مش اجتهاد مني، هذا تكريم لكل واحد علمني وليه الفضل علي، واعتبر الجائزة حافز لي فيما هو قادم، وأنا حاسس اني لسة معملتش حاجة، وأهدي تلك الجائزة للنجم عادل إمام.
وبعدها اختتم (حسين فهمي) الحفل داعيًا الحضور لمشاهدة فيلم الافتتاح الفلسطيني (أحلام عابرة) للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، في عرضه العالمي الأول.
يذكر أن الدورة الخامسة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي، تشهد مشاركة 190 فيلما من 72 دولة بالإضافة لحلقتين تلفزيونتين، بينما تشمل الفعاليات 16 عرضا للسجادة الحمراء، و37 عرضا عالميا أول، و8 عروض دولية أولى، و119 عرضا لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.