بقلم الكاتب والأديب: محمد عبد الواحد
بعد عشر سنوات من الخدمة في القوات الجوية طار خلالها (إيهاب نافع) ما يقرب من الـ 800 ساعة تقريبا تسلل جفاف الحياة العسكرية إلى كيانه.. وهو ما يتنافى في هذه الفترة مع انغماسه في العمل بالفن.
مما دفع (إيهاب نافع) إلى تقديم استقالته والذهاب للعمل في مصر للطيران.. لكن الطائرة التي منحوه إياها لم ترق له، ولم يتم الاستجابة لطلبه بتبديلها فاعتذر عن إكمال العمل.
سافر (إيهاب نافع) إلى إنجلترا في سبتمبر 1960 ليعمل هناك في شركة السير (أنتونى ناتنج) في تجارة البترول.. والتي استغل فيها (إيهاب نافع) علاقته بالعائلة المالكة السعودية في هذا التوقيت.
عام 1962 علم (إيهاب نافع) بمرض والدته ليعود على الفور على مصر فيلتقى خلال هذه الفترة بالرئيس عبد الناصر، الذى خيره بين العودة إلى العمل في الجيش أو العمل مع كمال رفعت نائب رئيس الجمهورية.
وقد تم تكليفه في هذه الفترة بمهمة في ثلاث دول أفريقية هى (الكونغو وزائير وتشاد)، وقد صحبه في هذه المهمة 11 ضابطا.
كانت المهمة هى منع تسلل الاقتصاد الإسرائيلي إلى هذه الدول الأفريقية حيث أنها كانت تطرح مناقصات لشراء السلع و البضائع التي تحتاجها فتستغل إسرائيل الفرصة وتعرض بضائعها بسعر أقل كي تتسلل إلى أسواق أفريقيا، بالإضافة إلى تقويتها لاقتصادها.
مهمة في إسرائيل
وكانت المهمة هى الدخول في منافسات مع إسرائيل في هذه الصفقات بطرح أسعار أقل حتى لو صاحبت الأسعار خسارة مادية، لكنها كانت ذات مكاسب سياسية.
فى سبتمبر 1965 بينما جمال عبد الناصر وزكريا محى الدين في زيارة إلى المغرب تناهى الى سمع المشير عامر انتقاد (إيهاب نافع) لروسيا ومدحه للأمريكان، حيث كان (إيهاب نافع) يردد في مجالسه الخاصة أن الجيش لن ينصلح له حال إلا اذا اعتمد على التسليح الأمريكي المتطور.
وكان (إيهاب نافع) قد انتهى لتوه من تصوير فيلم (شيء في حياتي) مع فاتن حمامة ليفاجأ بالقبض عليه وإيداعه المعتقل لأيام قليلة، لكنه خرج بعدها غاضبا ناقما على كل شيء.
ليسافر في مارس 1967 إلى بيروت كلاجئ سياسى ومنها إلى أستراليا فيتزوج هناك وينجب ابنا أسماه زكريا – تيمنا بزكريا محى الدين – وبنتا اسماها جوهرة تيمنا باسم الأميرة جوهرة، و لم يعد (إيهاب نافع) إلى مصر إلا بعد وفاة عبد الناصر في أبريل 1971 حينما تولى السادات السلطة.
وعلاقة (إيهاب نافع) بالسادات علاقة تاريخية منذ أن جاء السادات إلى المعادى عام 1951 وكون مع زكريا محى الدين مجموعة فدائية من الشباب الوطنين كان (إيهاب نافع) أحدهم.
علاقة (إيهاب) بالسادات
كان السادات يدربهم بصفته ضابطا في الجيش، ومن خلال خبرته العسكرية على صنع قنابل المولوتوف وكيفية استخدامها.. و طرق الاختفاء فوق الشجر لإلقائها على الإنجليز عند المرور بسياراتهم وآلاتهم من اجل المشاركة في هدف كل المصريين في هذه الفترة بطرد الإنجليز من مصر.
وامتدادا لعلاقة (إيهاب نافع) بالسادات، فقد صرح بأنه لعب دورا سريا في معاهدة كامب ديفيد.. حيث كان مقيما في أمريكا لفترة طويلة من جهة.. كما أنه كانت له علاقة بوايزمان منذ كان قائدا للقوات الإسرائيلية بحكم المهنة المشتركة.
وقد كان وايزمان يسهل إجراءات دخول (إيهاب نافع) إلى إسرائيل على اعتقاد أنه عميل مزدوج فيسرب إلى إسرائيل معلومة في مقابل معلومة.
كان من ضمن المعلومات المطلوبة من (إيهاب نافع) والتي طلبتها المخابرات المصرية منه هى التأكد من أن الممر الإسرائيلى الذى تقيمه إسرائيل بطول 7 كيلومترات للطائرات السريعة قد تم إنشاؤه أم لا؟
وبالعودة الى معاهدة كامب ديفيد فقد نقل (إيهاب نافع) بعض المعلومات المهمة إلى الرئيس السادات، والتي استعان بها في توقيع المعاهدة، وحينما وجد (إيهاب نافع) في المطار مندوبا عن رئيس الجمهورية في انتظاره رفض أن يعطيه المعلومات حتى يلتقى بالسادات شخصيا.
وبالفعل نقلوه في هليكوبتر إلى استراحة السادات بالإسماعيلية في استراحة بالقرب من بحيرة التمساح.. وسلمه المظروف ليطلب السادات منه بعد قراءته البقاء في أمريكا طوال فترة التمهيد لمعاهدة كامب ديفيد وحتى الانتهاء من توقيعها، حتى إذا ما احتاجه في أى وقت طلبه.. وبالفعل استمر إيهاب هناك تحت الطلب.