(نجلاء فتحي) تعلن الحب على (حمدي قنديل) وتطلب يده !
كتب: أحمد السماحي
من أجمل قصص الحب التى حدثت في السنوات الأخيرة، قصة حب النجمة (نجلاء فتحي) فتاة أحلام شباب حقبة السبعينات، والأعلامي الكبير (حمدي قنديل) قدوة كثير من الإعلاميين.
وستظل قصة حب (نجلاء فتحي) و(حمدي قنديل) حكاية جميلة تجري وراءها الأقلام، تخطب ود الحقيقة فيها، خاصة أن نجوم قصة الغرام نجمين في سماء الفن والأعلام المصري والعربي، موهبتهما فاضت على الدنيا كأنها نور الفجر الذي يضيئ الوجود.
واستطاعا من خلال قصة حبهما أن يصنعا الحب، ورسخا في أذهاننا، ورسبا في وجداننا أجمل وأبلغ وأصدق معاني الحب.
فـ (نجلاء فتحي) هي نموذج الفن والحب والرومانسية والخيال والجمال، وعلمتنا الحب وشكلت خيالنا واحتلت مقعد الصدارة في ذكرياتنا وتاريخنا، و(حمدي قنديل) هو العاشق الرومانسي الحساس الرقيق الذي يجيد تقديم وتصوير نفسه في أجهزة الإعلام.
ونظرا لأن قصة حب (نجلاء فتحي)، و(حمدي قنديل) لا يعلمها إلا هما، والقريبيين جدا منهم، لهذا فضلنا أن تكون على لسان أحد منهما، ونظرا لأننا نحيي هذه الأيام الذكرى السادسة لرحيل الإعلامي الكبير (حمدي قنديل) فقررنا أن تكون على لسانه كما جاءت في كتابه الجميل (عشت مرتين)..
بداية تعارف زهرة وحمدي
في البداية (حكى حمدي) قنديل بداية تعارفه بـ (نجلاء فتحي) فقال: (في عام 1991 طلب مني الكاتب الكبير سعد الدين وهبة رئيس مهرجان القاهرة السينمائي أن أكون عضوا باللجنة العليا للمهرجان.
وأثناء ذلك كان التليفزيون المغربي (2M) أوفد فريق تصوير لتغطية أخبار المهرجان وإجراء مقابلات مع عدد من الفنانيين، كانت من بينهم (نجلاء فتحي).
وطلب مني صديقي المخرج المغربي أن أرتب موعد مع (نجلاء فتحي) لإستضافتها، وحصلت على تليفون منزلها، واتصلت بها عدة مرات حتى وجدتها.
وعندما حدثتها في المقابلة وافقت، ولكنها اعتذرت عن عدم إجرائها في منزلها لأنها كانت تعدل في ديكوراته، فاقترحت أن يجري الحديث في حديقة الفندق الذي يقام به المهرجان.
ولكنها خرجت باقتراح آخر وقالت لماذا لا يكون ذلك في بيت شقيقتي في الدقي، وهو قريب منكم؟
وفي المساء جاءني اتصال تليفوني من اللواء (محمد السكري) وكيل اتحاد التنس، وكنت قد قابلته منذ سنوات في نادي اليخت وقال لي: (ألا تعرف أن نجلاء فتحي شقيقة زوجتي؟).
قلت له: إنها أول مرة أعرف فيها ذلك، فقال إنها أبلغته بمكالمتي وإنه يدعوني لزيارته مع فريق التصوير في الغد لتناول فنجان شاي قبل أن أعود للمغرب.
وكان يظن أنني مقيم هناك وأنني أعمل مع البرنامج، فاعتذرت لإرتباطات أخرى، وأفهمته أنني لا أعمل في البرنامج ولا أقيم في المغرب، فدعاني للعشاء في الأسبوع التالي.
دمي ودموعي وابتسامتي
الحقيقة أنني منذ تركت العمل في التليفزيون المصري عام 1970 وأنا بعيد عن أهل الفن، وحتى في تلك السنوات كانت صلتي بهم محدودة.
ثم أتى غيابي أكثر من عشر سنوات في باريس فعزلني تماما عنهم، لم أحضر طوال تلك الفترة عرضا مسرحيا واحدا، ولا شاهدت أيا من الأفلام الجديدة.
ولم أكن أعرف من أفلام (نجلاء فتحي) سوى (دمي ودموعي وابتسامتي) لذلك حاولت البحث عن أي من أفلامها الأخيرة، وبعد أن حصلت عليه تذكرت أنه ليس لدي جهاز فيديو في البيت.
باريس جمعت حمدي وزهرة
ذهبت إلى العشاء وأنا في غاية القلق خشية ألا أجد موضوعا مناسبا أحدثها فيه، عندما نلتقي، لكننا عندما التقينا ذهب كل هذا القلق تماما.
وأول ما لاحظته بعد أن جلست أن الكل يناديها بـ (زهرة) وعندما سألت قالت إن اسمها الحقيقي هو (فاطمة الزهراء)، ودهشت أنها بسيطة للغاية في ملبسها وتلقائية في حديثها.
وعندما علمت منها أنها تعرف باريس جيدا، انطلقنا نتحدث عن ذكرياتنا فيها كما لو كنا قد زرنا كل شبر فيها معا، ولم يأت ذكر السينما إلا عندما كنا نتناول القهوة بعد العشاء.
كسر صورة النجمة السينمائية
قالت إنها أنتجت فيلما اسمه (سوبر ماركت) قبل عامين، وإنها سعيدة بهذه التجربة على الرغم من أنها لم تربح من ورائها شيئا، ثم تداركت وقالت: (لكن ما خسرتش أنا شاطرة برضه!).
وما فاجأني حقا هو أنها لا تمت بصلة للصورة النمطية للنجمة السينمائية التى كانت في ذهني.
وعندما أوشكت أن أغادر، وعدتها أن أتصل بها حتى أحدثها عن انطباعي عن فيلم (سوبرماركت) بعد أن أشاهده، ولكنني كنت قد قررت أن ألقاها مرة ثانية!
العجمي واللقاءات المتكررة
يستكمل حمدي قنديل ذكرياته فيقول: وذهبت وأنا على يقين أنها ليست شاطرة فقط، ولكنها ذكية ومرحة، وذات شخصية قوية، وأنها ستضفي على حياتي بهجة لم أعرفها منذ وصلت إلى القاهرة.
وهكذا تكرر اللقاء عدة مرات، حتى جاء الصيف فذهبت مع ابنتها الوحيدة (ياسمين) لتقضي أسبوعين في العجمي، وعندما علمت أنها صديقة لزوجة صديقي رجل الأعمال ممدوح مرسي، الذي يقضي شهور الصيف في فيلته هناك، حجزت أنا الآخر غرفة في فندق بالإسكندرية، وواظبنا على اللقاء كل يوم، اكتشفت وقتها أن بيننا الكثير مما يجمعنا.
فهي كانت تصحو مبكرا، وكانت تحب السفر، وتجيد لعب الطاولة، كما أنها تنفر من حفلات وسهرات المجتمع، وكانت تتابع جيدا الشأن العام، وتميل إلى نهج اليسار على الرغم من أن جمال عبدالناصر أمم أرض والدها حسين بك فتحي، الذي كان من أعيان الفيوم، كانت المرأة التى تطلعت للإرتباط بها.
نجلاء تطلب الزواج من قنديل
عندما عدنا إلى القاهرة في سيارتي كانت معنا (ياسمين)، وكانت في نحو الرابعة عشرة من عمرها، ولم أجد صعوبة في التفاهم معها، بل إنها راحت تداعبني ونحن في الطريق.
بعد نحو أسبوعين من عودتنا من الإسكندرية، وجدتها تكلمني في أحد الأيام في التليفون في الصباح، وكنت قد أعتدت على هذه المكالمة منها بعد أن تصحب (ياسمين) بنفسها إلى المدرسة.
سألتها: (عملتي كام لفة في النادي النهاردة؟!) قالت: (كتير، أكتر من اللازم) فلما سألت عن السبب قالت: (لأنني كنت بافكر في موضوع مهم).
وسألتها خير؟! فاجأتني قائلة: (أن حاتجوزك النهاردة!) أخذت أردد دون أن أدري: (عظيم، عظيم) فباغتتني بسؤال عملي: (إنت مش معاك بطاقة؟) قلت لها: (إنني لم أستخرج بطاقة شخصية بعد).
فطلبت مني أن أحضر إلى منزلها في الخامسة بعد الظهر ومعي جواز السفر، وقالت (موافق ولا حنرجع في كلامنا؟) قلت لها: موافق أكيد.
وهكذا تم زواج (نجلاء فتحي) من (حمدي قنديل)، واستمر هذا الزواج حتى رحيل أستاذنا الإعلامي الكبير في الأول من نوفمبر عام 2018.