مهرجان (الجونة).. افتتاح جميل وراقي بشعار: (سينما من أجل الإنسانية)
كتب: أحمد السماحي
رغم الأجواء المبهرة، والجمال والرقي الذي يحيط بالمكان، لكن كل هذا لم يمنع أن تلقي الأحداث الدموية الجارية في لبنان وفلسطين ظلالها على حضور افتتاح الدورة السابعة من مهرجان (الجونة) السينمائي، الذي تم افتتاحه أمس الخميس 24 أكتوبر، ويستمر حتى الأول من نوفمبر القادم.
حضر حفل افتتاح مهرجان (الجونة) السينمائي أمس العديد من الفنانين وصناع السينما من مختلف دول العالم، وغلب على ملامحهم، خاصة نجومنا العرب التأثر الشديد بما يحدث في لبنان، وغزة.
جاء حفل افتتاح المهرجان شيك وبسيط وراقي، وقدمت من خلاله كلمات مختصرة من جانب النجوم الذين صعدوا على المسرح، وقدمت الحفل الفنانة (بسمة) التى أطلت على الجمهور بفستان أزرق بسيط راقي، ورحبت بالحضور.
سينما من أجل الإنسانية
بعدها توالى تقديم فقرات الحفل الذي مزج بين الترفيه والرسائل المخلصة عن قوة السينما، وأكد الأخوين (نجيب، وسميح ساويرس)، مؤسسي المهرجانات على أهمية سرد القصص في جلب الأمل ومعالجة المعاناة، مؤكدين من جديد شعار المهرجان وهو (سينما من أجل الإنسانية).
وتحدث (عمرو منسي) المؤسس والمدير التنفيذي لجمعية ( GFF)، عن الصعوبات التى تصادف مهرجان (الجونة) السينمائي، خاصة بعد حرب إسرائيل على لبنان، وقبلها حربها على غزة.
وأكد تعاطفه الشديد مع شعوب هذه الدول، وحبه الشديد لشعار هذه الدورة وهو (سينما من أجل الإنسانية)، وعبر عن الامتنان لجميع من جعلوا المهرجان ممكنًا، مهيئًا المسرح لأسبوع من الاحتفال السينمائي.
83 فيلم من 48 دولة
كما تحدثت المنتجة (ماريان خوري) المدير الفني لمهرجان ا(لجونة) السينمائي، وقالت باسمة: مستعدين للدورة الجديدة من المهرجان، وأعربت عن سعادتها بالوقوف على خشبة مسرح (الجونة)، رغم الصعوبات والتحديات التى تحدث كل ثانية، وحتى آخر ثانية في مهرجان (الجونة) السينمائي.
وأكدت أن المهرجان هذا العام يشهد مشاركة 83 فيلماً روائياً طويلاً ووثائقياً، وقصيراً، من 48 دولة حول العالم.
ومن بين هذه الأفلام، ستشهد 6 أفلام عرضها العالمي الأول، فيما تُقدم 12 تجربة سينمائية لمخرجين جدد، ولتمكين المرأة في صناعة السينما، تصل نسبة الأفلام التي صنعتها مُخرجات إلى 44%.
وقالت أن المهرجان يهتم بالتراث السينمائي، وسيعرض فيلمين هما (قشر البندق) للمخرج خيري بشارة، وفيلم (المخدعون) للمخرج الراحل توفيق صالح.
الغندور وفقرة عن تاريخ السينما
كما سيقام معرضين الأول معرض لشيخ المصورين (محمد بكر) الذي سجل بعدسته الفوتوغرافية لقطات لأهم نجوم السينما المصرية على مدى 60 عاما.
والمعرض الثاني بعنوان (7 مدن تحتضن السينما) عن المدن التى كان لها دورا كبيرا وكانت بمثابة الشخصيات السينمائية، سواء في السينما المصرية أو العالمية، والغرض أن نقول أن مصر تمتلك أعظم الأماكن على مستوى العالم.
وصعد على المسرح صانع المحتوى المصري (أحمد الغندور)، مقدم برنامج (الدحيح)، وبأسلوبه الساخر المميز، قدم لقطة فكاهية عن عملية صناعة الأفلام وتاريخ موجز للسينما المصرية.
حلم محمود حميدة الذي لم يتحقق
كما ظهرت المخرجة (إيناس الدغيدي) على المسرح، وألقت كلمة مؤثرة عن السينما، تلاها عرض كليب يبرز مسيرة الفنان (محمود حميدة)، الحائزة من المهرجان على جائزة (الإنجاز الإبداعي) تقديرًا لإسهاماته في السينما العربية.
وظهر (محمود حميدة) على المسرح وعبر عن شكره للجميع، وكشف عن حلمه الذي لم يستطع تحقيقه، وهو إقامة مهرجان سينمائي كبير على البحر الأحمر، معربا عن أمنيته بأن يستمر مهرجان (الجونة) السينمائي إلى الأبد.
كوكتيل من أغنيات السينما
لم ينس مهرجان (الجونة) السينمائي رسم البسمة وتقديم المتعة لجمهور الحضور فقدم النجوم الشباب محمد الشرنوبي، ونوران أبو طالب، وهنا يسري (ميدلي) لأشهر أغاني السينما المصرية، مما أضفى جوًا من البهجة والمتعة على الحفل.
ومن هذه الأغاني (برضاك يا خالقي، ويا تمر حنة، والله ولعب الهوى، والكيما كيمو كا، أزأز كابوريا، ولا بنخاف من الدنيا بحالها، أصحاب أنا وأنت ولا، النور مكانه في القلوب، أنا حبيت، يا معلمني الغرام).
كما لم ينس حفل الافتتاح أيضا النجوم الذين رحلوا هذا العام وهم ( صلاح السعدني، شيرين سيف النصر، حلمي بكر، مدير التصوير ضياء جاويش، الفنان جميل برسوم..
وطفل السينما المعجزة في الخمسينات أحمد فرحات، الفنانة ناهد رشدي، والمنتجين حسام شوقي، وفتحي إسماعيل، وتامر فتحي) كانت هذه اللفتة تعبيرًا عن الاحترام والتقدير لإسهاماتهم في عالم الفن والسينما.
(الفستان الأبيض) و(رفعت عيني للسما)
يعرض مهرجان (الجونة) السينمائى هذا العام فيلمين مصريين في المسابقة الرسمية، الأول (رفعت عيني للسما) من إخراج ندى رياض وأيمن الأمير، الذي سيشارك في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة.
وفيلم (رفعت عيني للسما) كان مشاركاً في (سيني جونة) لدعم إنتاج الأفلام (منطلق الجونة السينمائي سابقاً) في دورة المهرجان السادسة، حيث تلقى دعماً في فئة الأفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج.
وقد شهد الفيلم عرضه الأول في مسابقة أسبوع النقاد في الدورة الـ 77 من مهرجان (كان السينمائي) حيث حصل على جائزة (العين الذهبية)، وبذلك أصبح أول فيلم مصري يحصد تلك الجائزة.
والفيلم المصري الثاني الذي سيعرض في مهرجان الجونة (الفستان الأبيض) الذي يعد الفيلم الروائي الطويل الوحيد من إخراج جيلان عوف، وسينافس على جوائز مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.
وهو من بطولة (ياسمين رئيس، وأسماء جلال، وأحمد خالد صالح، ميمي جمال، وسلوى محمد على) وآخرين، وتدور أحداثه عن عروس تُدعى وردة تبحث عن فستان أبيض في الليلة التي تسبق زفافها، مما يقودها لإعادة اكتشاف المدينة وإعادة اكتشاف علاقتها بها.