في ذكرى (منير مراد) نكشف عن أغنية نادرة لحنها لليلى مراد عن حرب أكتوبر
كتب: أحمد السماحي
نحيي اليوم الذكرى الـ 43 لرحيل أحد أيقونات التلحين في مصر المحروسة الموسيقار المبدع (منير مراد) الذي وقع عليه ظلما شديدا من جانب وسائل الإعلام المختلفة والفضائيات المصرية، حيث لا يحتفي أحد بمشوار وألحان وسيرة هذا العبقري.
والظلم الذي وقع على (منير مراد) ليس وليد اليوم، أو السنوات الأخيرة، ولكنه صاحبه في السنوات الأخيرة من حياته، فقد حكى لي شاعرنا الكبير الراحل مجدي نجيب، جانبا من هذا الظلم.
وكتب أيضا عنه في أحد كتبه، حيث يقول مجدي نجيب: كان (منير مراد) يشعر دائما أنه محاصر باتهام يراه في عيون أصدقائه ومعارفه، وكانت خلاصة الاتهام أنه (يهودي).
وأيضا كان هذا الاتهام يقف أمامه عندما كان يحاول السفر للخارج كل عام لمشاهدة عشقه مباريات كرم القدم العالمية، فمرات يمنعونه من المغادرة بالمضايقات الشديدة من خلال أجهزة الأمن.
ومرات أخرى يتدخل صديقه العندليب الأسمر (عبدالحليم حافظ) لدى المخابرات للموافقة على سفره، والحقيقة أن (منير مراد) بحكم معرفتي به كان مصريا جدا، ويعشق مصر، ويحب المرح والانطلاق وإطلاق النكات مثل أولاد البلد.
سر غضب (منير مراد)
في عام 1977 وبالتحديد عندما قام الرئيس محمد أنور السادات بزيارة إسرائيل كنت أنا وصديقي الكاتب الصحفي والناقد الموسيقي محمد سعيد، والشاعر الصديق عبدالرحيم منصور في زيارة لـ (منير مراد).
وكنا نجلس نحن الأربعة في البلكونة المطلة على شارع (عدلي) في وسط البلد، وفي تلك الليلة طلب مني (مراد منير) أن أكتب أغنية يكون معناها (شكرا سيدي الرئيس).
فاستفسر منه محمد سعيد عن معنى الشكر للرئيس!، فأخبره (منير مراد) أن الشكر للرئيس يعود للزيارة التى قام بها لإسرائيل!، لأنها أنهت عداوات استمرت سنوات كثيرة.
ويضيف (مجدي نجيب): فجأة انتفض صديقي الكاتب محمد سعيد وقال في انفعال غاضب: (هذه عداوة لن تنتهي بين العرب وإسرائيل، فدم شهدائنا لم يجف بعد، وسبب سعادتك وفرحك له منطق مريب يا خواجة!).
وتحول وجه (منير مراد) الذي كنا نطلق عليه اسم (الخواجة) إلى لون أزرق قاتم، واختفت فكاهته، وخفة ظله، وقال في أسى: (أنت تحمل رأيي بشكل غير موضوعي، لا يليق بأن أستمر في نقاشي معك)!.
وهنا غضب محمد سعيد، وهب واقفا، ثم مسرعا في اتجاه باب الشقة، وفتحه في حدة، واستدعى المصعد، فلحقنا به وطيبنا خاطره، واعتذر له (منير مراد).
أسلم (منير مراد) وأصبح محمدا
عندما جلسنا مرة أخرى في البلكونة قال (منير مراد) في هدوء ونبرة حزينة لم يستطع أخفاءها: (أنا عارف يا محمد أنك تقصد تقول إن أنا يهودي، وأنني لا زلت يهوديا في نظرك، ولسه من جواك غضبان علشان أمي يهودية، وكذلك والدي ماشي؟!)
ثم هب (منير مراد) واقفا وهرول إلى الداخل، ثم عاد ومعه بطاقته الشخصية وجواز سفره وأطلعنا عليهما، وأشار إلى اسم (محمد) الذي يسبق اسمه، معترفا أنه أسلم منذ سنوات طويلة وبالتحديد منذ تزوج الفنانة سهير البابلي.
وأرجع سبب سعادته بالرئيس (السادات) لأنه أول شخص يحاول إيقاف نزيف الدم، وأكد أن ما فعله الرئيس (السادات) سيقلده فيه كثير من رؤساء وملوك الدول العربية التى عملت مقاطعات مع مصر بسبب هذه الزيارة).
وأكد لي شاعرنا الراحل مجدي نجيب أن اللحن الذي وضعه لمشروع أغنية (شكرا سيدي الرئيس) رفض أن يكتب عليه، فكتب عليه الشاعر مصطفى الضمراني أغنية بعنوان (عناقيد الفرح).
وقد اعتذرت شادية عن غنائها، وفي الوقت نفسه أعجبت باللحن والكلمات المطربة شريفة فاضل، وقامت بغناء الأغنية.
أغنية نادرة عن حرب أكتوبر
أثناء بحثي في أرشيفي عن مادة ومعلومات خاصة بالموسيقار المبدع (منير مراد)، عثرت على أغنية وطنية نادرة له بعنوان (عيد ميلاد النصر) كلمات الشاعر العظيم فتحي قوره، وغناء المطربة الكبيرة ليلى مراد.
وبالرجوع إلى معلومات عن هذه الأغنية عرفت أنها قدمت في نفس العام الذي حكى فيه مبدعنا (مجدي نجيب) قصته، أي عام 1977 في ذكرى انتصارمصر العظيم في حرب أكتوبر المجيدة.
وتقول كلمات الأغنية النادرة التى تغنيها (ليلى مراد) مع الكورس الذي تم توظيفه بشكل متميز، عبارة عن (ديو) بينه وبين المطربة:
ليلى مراد: الفرح زاد
كورس: ما يزيدش ليه؟
ليلى مراد: والشمع قاد
كورس: ما يقيدش ليه؟
ليلى مراد: عيد الانتصار، بعد انتظار
وشوق ولهفة على الميعاد، نوّر في أجمل عيد ميلاد
الفرح زاد..
ليلى مراد: الله على الصبر الجميل
ونهاية الليل الطويل
والفرحة جاية والابتسامة، جايبة التحية والسلام
لشعبنا الحرالأصيل، اللي ما يعرف مستحيل
والفرح زاد، ما يزيدش ليه؟
والشمع قاد، ما يقيدش ليه؟
نوّر في أجمل عيد ميلاد
عيد الانتصاربعد انتظار، وشوق ولهفة على الميعاد
ليلى مراد: الله على الفجر الجديد، لكل قلب وكل إيد
والجو رايق والسحاب قرب يكمل الإنسحاب
ومن سمانا يروح بعيد، والفرد زاد
ليلى مراد: الله يا وردة على العبير يا هدية من أحباب كتير
والحب بين الجبهتين يحمي الجولان والضفتين
ويبدل الشوك بالحرير ويحقق النصر الكبير
والفرح زاد، ما يزيدش ليه؟