إبراهيم رضوان يكتب: رفض (محمد منير) أن أكمل له الأغنية!

بقلم الشاعر الكبير: إبراهيم رضوان

رغم ظروفه الصحيه الصعبه..اتصل بي (محمد منير).. ليطمئن علي قلبي.. وحتي أطمئن عليه.. كتبت له قبل ذلك أشهر أعماله والتي منها: (الناس نامت إلاك، وقلب الوطن مجروح، والبحر معشوقي، و لو راحل)

لاحظت أن (محمد منير) ما زال متأثرا بموت شقيقته جدا.. وعلي هذا الأساس.. اتفقنا أن تكون عودتنا معا..بعد انقطاع طويل.. من خلال أغنية عن شققيقته بعنوان (كانت فعلا من نوع فاخر)، والتي أقول فيها:

كانت أخت.. و أم.. وعم ..

وعمة.. وخالة

كانت برج العيلة العالي

أفرح جدا.. لو تدعيلي

أو تسألني ف يوم ع الحالة

كانت سمحة

كانت لما بتزرع قمحة

تخرج لينا سنابل فرحة..

ويا السبحة

تملي قلوبنا.. وتملي جيوبنا..

وتملي بواخر

كانت فعلا.. من نوع فاخر

كانت كل آيات الله..

دايما علي شالها

علشان كده حسيت في رحيلها..

إني صبحت يتيم.. مش قادر..

علي شلال الحزن الهادر

وازاي نار الفرقة المرة.. هاتحملها

رغم جراحي.. و غم جراحهم

قلبي مع اللي شالوها بروحهم..

سمى وشالها

بس الحزن الساكن فيا..

مالهوش أول.. ولا له آخر

كانت فعلا.. من نوع فاخر

رفض (محمد منير) أن أكمل له الأغنية.. علي أساس أن هذا يكفي.. لأنه لن يستطيع أن يغني أكتر من ذلك.

أغنية أخرى عن شقيقته

طلب مني بعد ذلك.. أن أكتب له أغنية أخرى عن شقيقته.. أخبرته أن ظهري لن يتحمل السفر.. وكانت المفاجأه.. أرسل لي سيارة مكيفة.. أوصلتني من المنصورة إلي الفيلا التي يسكن فيها في الشيخ زايد.

بعد وصولنا الكومبواوند.. مررنا على 6 أماكن تفتيش وحراسة.. إلي أن وصلنا لفيلا (محمد منير) التي يقيم فيها وحده.. الفيلا بها حمام سباحه كربوني لعلاح منير.. حيث يأتي متخصص يقوم بعلاجه داخل الحمام.

تألمت جدا عندما وجدته عاجزا عن الوقوف.. و تألمت أكثر.. عندما وجدته قد عاد للتدخين.. جلسنا معا.. أخبرني أنه سينطلق بعد أيام لألمانيا.. ليس للعلاج فقط.. بل من أجل أن يقابل فنان صديقه اسمه (عادل الطويل).

سألته: هل هو قريب لكمال الطويل.. أجابني بالنفي.. وأخبرني أنه تعامل معه قبل ذلك كثيرا.

جلسنا معا فترة طويله.. غنى (محمد منير) لي  كل الأغنيات التي كتبتها له..  قال لي أنني صاحب فضل عليه.. وأنني أهم محطة في حياته، وأنه قال علي الهواء في أعظم حفلة له: طول ما (إبراهيم رضوان) موجود.. فأنا مطمئن على مستقبل الأغنيه في مصر.

كدت أقول له أنني لا أعمل مثلي مثل كل شعراء جيلي.. وأن الدخلاء علي الفن أمثال (شاكوش و كسبره و حمو بيكا) طردونا شر طرده.. وأنك السبب ومعك معظم أبناء جيلك الذين توكتم لهم الساحة.

أخبرته أن صاحب الفضل عليه هو الشاعر (عبد الرحيم منصور) الذي تفرغ من أجل أن يصنع منك نجما عالميا.. بعد الفجر طلبت منه أن يتركني وحدي لكتابة الأغنية التي أدور حولها في خيالي.

ترك لي بعض السندوتشات الخفيفة التي لم أتناول منه أي شئ.. لوجود عقدة عندي، ملخصها: أنني لو أكلت أي طعام أثناء الكتابه سأصاب بأزمة قلبية.. وهذا ماكان يحدث معي دائما لوجود مشاكل في القولون.

جلست وحدي حتى انتهيت من أغنيتي الثانية عن شقيقته، والتي ستصدر في ديوانه القادم لأنه انتهي من ديوانه الذي سيصدر في الفترة القادمة منذ فترة طويلة.

شقيقته كانت متفرغه للصلاة

أخبرني (محمد منير) قبل أن يتركني: أنه رأي رسول الله يمشي في جنازة شقيقته،  وأن البعض أخبره أنهم شاهدوه أيضا، لأنها كانت متفرغه للصلاة والصوم وعمل الخير

الأغنيه أقول فيها:

 أختي اللي كانت أمي..

كانت ست أسرار الشرف..

 شفت الحبيب المصطفى.. بيبارك

 القلب الحنون..

 كانت لكل ملايكة الحب الإلهي

 بتتعرف..

 بس الإله يا حبيبتي.. في الموت

 اللي صابنا كن يكون..

 ربيتي واتهنيتي..

لما بقيتي أعظم سيده.ة

 وفارقتي لكن تفضلي

في القلب واحة مقدسة.

 يا اللي انتي كونتي على

زهور كل الحياة.. أجمل ندى..

 مليون وداع وهاتفضل

في حياتي أغلى مدرسة.

……………………..…

وهاتفضلي تسانديني..

 لنهاية المسيرة.. هاتفضلي..

 عمرك يا وردة ما تدبلي..

وانتي اللي كونتي طوفان

سماح

 مازلتي جوه النني م الأشراف

 وشالك مخملي..

 ولابد ليا تكملي..

سكة ما زال فيها براح..

 أنا لسه هاستنى في رقوة

 محمدية مؤمنة..

 يا اللي انتي كونت بين جناين

 الرحمة أجمل سوسنة

 ربيتي واتهنيتي لما بقيتي

 أعظم سيدة..

 وفارقتي لكن تفضلي

في القلب واحة مقدسة

 يا اللي انتي كونتي على زهور

 كل الحياة أجمل ندى..

 مليون وداع وهاتفضلي..

في حياتي أغلى مدرسة

……………………..…

 وما زال في نن عيوني دايما

 مصحفك والمسبحة..

 ومازلتي نايمه في نور عيوني..

 ولسه شايل ملمحك

 وما زلت باقرى عليك في سورة

 ياسين ويا الضحى..

 ولابد قبل ما اقوم بشيء..

يا أغلى شيء باستسمحك

 يا أختي آه يا أمي..

لسه في دمي شايلك للأبد..

يا اللي زرعتي في الطريق..

 ليا نجوم مالهاش عدد

ربيتي واتهنيتي..

 لما بقيتي أعظم سيده.ة

 وفارقتي لكن تفضلي..

في القلب واحه مقدسة

 يا اللي انتي كونتي على زهور

 كل الحياه أجمل ندى..

 مليون وداع وهاتفضلي..

 في حياتي أغلى مدرسة.

عندما بكي (محمد منير)

بكي (محمد منير) كثيرا عندما استمع إلي الأغنية، وأخبرني أنه يشعر أنه هو الذي كتبها:

 و

باحلم بمدينة مدينة..

ما تكونش لحد مدينة

سكانها الفجر بيصحوا..

يرسموا للطفل جنينة

مافيهاش لا زحام ولا عسكر..

ولا نيل م الخيل يتعكر

ولا باب أخضر يا حبيبتي.. قدام الناس يتسنكر

……………………..…

باحلم بمدينة شوق ..

بتقسم بيننا الضوء

بتاخدنا لتحت ان نمنا ..

وان قومنا.. تاخدنا لفوق

تدى لديوكنا سطوح..

وتسيب الباب مفتوح

توهب أرواحنا محبة..

وتقول دى حبيبة الروح

ولا يوم أبدا تنسانا

……………………..…

باحلم بمدينة جديدة..

أقدر أبنيها بإيدى

ما فيهاش ولا طفله شريدة..

ولا طفل جريح بينادى

فيها المخاليق اخوات..

والصلا صبيان وبنات

تعطينا بحب رغيفها ..

توهبنا إيمان وثبات

من نهر النور تسقينا

……………………..…

باحلم بمدينه شريفة..

عايشه من غير تزييف

البير حواليه صفصافة..

ما يجيلها إلا الضيف

ما يكونش جبان ولا غازى..

ولا حتى صديق للنازي

يا حبيبتي.. ازاى هانشوفك وعيون الكل قزازي

يا حبيبتى يا ضىّ عنينا

باحلم بمدينة مدينة

ماتكونشي لحد مدينة.

ولمنير بقية..

من كتاب (مدد.. مدد)

سيره ذاتية لبلد