في عيد ميلاد (محمد منير).. تعرف على سر غضب (كمال الطويل) على لحنين أعطاهما للكينج!
كتب: أحمد السماحي
رغم الأحزان التي يعيشها العالم العربي بسبب الغارات الإسرائيليه البشعة والدنيئة على لبنان، وغزة، لا يمكن أن نستطيع تجاهل ذكرى عزيزة على قلوبنا جميعا، وهى عيد ميلاد الكينج (محمد منير).
ذلك الذي سكن وجداننا وذاكرتنا منذ سنوات طويلة ولم يبرحها حتى اليوم، فهو رائد لجيل كامل، جيل انكساراته كانت كثيرة، وأحلامه عميقة، وأفكاره متمردة، هذا الجيل الذي نلجأ إليه ونختبأ ونحتمي بأصواتهم من القبح الذي يواجهنا هذه الأيام.
و(محمد منير) مطرب صفحته الشخصية ناصعة البياض، لا يوجد فيها (شخابيط) على هيئة شائعات، أوأخبار زواج وطلاق، ولا خلافات مع شعراء أو ملحنيين، فهو عاشق لفنه.
ولا يضيع (محمد منير) وقته في النظر تحت أقدامه، ولكنه ينظر دائما للتاريخ، يريد صنع وترك تاريخ فني ثري مثل غيره من أساطين النغم الذين رحلوا عن حياتنا بأجسادهم، لكنهم أحياء خالدين بفنهم، أكثر من أحياء موجودين بيننا الآن!.
لهذا تجد (محمد منير) مهموم طول الوقت بالتجديد والتطور، والبحث عن المختلف سواء في الكلمة أو اللحن أو التوزيع، فهو مثلا عندما يسافر لأوروبا لا يشتري بدل على أحدث موضة، أورباطات عنق، تزين رقبته، أوغيرها من الأشياء الشخصية.
ولكنه يرى، ويتعلم، ويفهم، ويحلل، ويحتك، ويناقش، ويفعل كل ذلك بمنطق قوي وليس بمنطق فنان من العالم الثالث، لأنه مقتنع بينه وبين نفسه أنه يمتلك ثقافة وموروث ولغة وتاريخ أغنى من كل هذه الدول.
صداقة وحب مع الطويل
من خلال مشروعه الغنائي تعاون (محمد منير) مع كثير من الملحنيين، والشعراء، والموزعين المتميزين للغاية، ومن يرصد رحلته مع هؤلاء يجد أنهم جميعا يتفقون في شيئ واحد أنهم يمتلكون كلمة جديدة، ونغمة مختلفة، ليس فيهم أحد صاحب كلمة عادية، أو نغمة سائدة.
ومن أبرز الذين تعاون معهم (محمد منير) في رحلته الغنائية الموسيقار المتطور المجدد صاحب النغمة الراقية الشيك (كمال الطويل) الذي كانت تربطهما علاقة حب وإعجاب رائعة من الطرفين.
وتعاونا معا في ثلاثة ألحان هم (بره الشبابيك، غيوم، بره الشبابيك مطر)، و(من حبك مش بريء، وف حبك مش جريء) كلمات الشاعر المبدع عبدالرحمن الأبنودي.
والأغنية الثالثة هي رائعة (لسه الأغاني ممكنة) كلمات الشاعرة صاحبة الكلمة اليقظة المختلفة كوثر مصطفى.
قصة تعاون الطويل مع (منير)
رغم أن الثلاثة أغنيات يعتبروا من أشهر الأغنيات التى قدمها (محمد منير) في مشواره، إلا أن الموسيقار (كمال الطويل) غضب غضبا شديدا على (بره الشبابيك) و(من حبك مش برئ)!.
تعالوا بنا نعود للوراء 30 عاما بالضبط، لنعرف من خلال حوار أجراه الكاتب الصحفي الراحل (محمد الدسوقي) مع الموسيقار (كمال الطويل)، في مجلة (فن) اللبنانية سر ندم كمال الطويل، وظروف تلحينه لمحمد منير.
عن ظروف تلحينه الأغنيتين قال الطويل: (في أحد الأيام جاءني إلى البيت صديقي (عصام فهمي)، وشاعرنا الحبيب عبدالرحمن الأبنودي.
وقال لي (عصام فهمي): (ما رأيك يا كمال لو عملت أغنيتين لمحمد منير؟)، فقلت له موافق جدا، لكن أهم شيئ أجد الكلام المناسب الذي يشجعني ويفتح شهيتي على التلحين.
خاصة أنني معجب بتجربة ومشروع (محمد منير)، ولابد أن أضيف لتجربته ومشروعه، فقال لي الكلمات كتبها صديقك الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي، وأخرج نص الأغنيتين، قرأت الكلمات، وعلى الفور تحمست لهما وجلست إلى البيانو.
وبعد ربع ساعة فقط لا غير انتهيت من اللحنين، وأعطيت الشريط للأبنودي، وكنت أهدف من هذه التجربة إلى القول من الممكن أن نعمل أغان للشباب.
لكن بعد ظهور الأغنيتين للناس بصوت (محمد منير)، وسماعي لهما، ووجدت الناس تبارك لي، والشباب يردد الأغنيتين، غضبت من نفسي جدا!
فبعد الاستماع عتبت وسألت نفسي: ماذا كان يضرني لو أنني تعبت فيهما قليلا، وقدمتهما بشكل أجمل و(أشيك) بحيث نكون حين نقدم أنفسنا للشباب نقدمها بشكل طيب).
كمال الطويل و(بعد الطوفان)
من الأسرار التى لا يعلمها الكثيرين أنه كان من المقرر أن يكون بين (محمد منير وكمال الطويل) لقاء رابع من خلال فيلم (اليوم السادس) إخراج يوسف شاهين، حيث كان لحن (الطويل) أغنية (بعد الطوفان) كلمات الشاعر صلاح جاهين.
وتحدث عنها بالفعل في حوار طويل له مع كاتبنا الكبير (د.عمرو عبدالسميع)، وأسماها أغنية العودة التى تعيده إلى التلحين مجددا وذكر كلماتها.
وفجأة ظهر الفيلم والأغنية تحمل توقيع الموسيقار(عمر خيرت)، ولا أحد يدري غير (منير) سر اعتذار (كمال الطويل) عن تلحين الأغنية، رغم أنه ذكر في الحوار أنه انتهى من تلحين أغنية (بعد الطوفان)!.
(شهريار النجوم) يقدم باقة وردة بلدي محملة بأرق التهاني والآمال، متمنين للكينج (محمد منير) في يوم ميلاده الصحة والسعادة.