رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

إبراهيم رضوان يحتفل بعيد ميلاد (محمد منير).. بنشر المحذوف من (قلب الوطن مجروح)

بقلم الشاعر الكبير: إبراهيم رضوان

في يوم من الأيام، ومنذ فترة طويله جدا، اتصل بي صديقي المطرب (محمد منير)، ليسمعني لحنا من إبداع الفنان مدحت الخولي، وعليه كلمات لم تعجبه، سألته عن صاحب الكلمات فاخبرني أنه (مدحت الخولي) أيضا.

وأنا أحب (مدحت الخولي) ملحنا وشاعرا، فهو الذي كتب ولحن لـ (محمد منير) أغنية (انتي بلاد طيبه) التي غناها منير مع أنوشكا، وهو الذي لحن له أغنية (يا بنت يا أم المريله كحلي) لصلاح جاهين.

يومها أخبرت (محمد منير) أنني لا أستطيع الاعتداء على أغنية لأي أحد من الزملاء، وأقوم بتغيير كلامه بكلام آخر من عندي، فما بالك لو كانت هذه الأغنيه لمبدع عبقري من أصدقائي هو (مدحت الخولي)، كانت الأغنيه هى (قلب الوطن مجروح).

بعد أن اعتذرت لـ (محمد منير) عن أداء هذه المهمه، وبعد ساعات قليلة وصل صديقي الغالي الحاج (فاروق بازيد) شقيق (محمد منير) في سيارة يقودها ابن خالتهما  محمود تناولنا طعام الغذاء.

 وبعدها أبلغني الحاج (فاروق) الذي كنت أحبه جدا، أن (محمد منير) بانتظاري فورا، وأننا سنجلس جلسة عمل بعد العشاء، وانطلقت بنا السيارة بسرعة كبيرة أشعرتني أنني مختطف.

وصلت لـ (محمد منير) في منزله، جلس معي وحده لتناول العشاء، (صدور وورك) من دجاجة، وقطعتين (مكرونة باشاميل)، حزن (محمد منير) عندما علم أنني لا أكل الطيور فأعطاني قطعتين الباشاميل، وأكل هو الدجاج.

بعد لحظات حضر الشاعر الكبير (مجدي نجيب)، وهو أحد الشعراء الذين لعبوا دورا هاما في مسيرة (محمد منير)، حضر ومعه صحفي من مجله الإذاعه يكتب عن الرياضة اسمه (حسين عثمان).

مجدي نجيب

أنا وهو، ومجدي نجيب

والذي فرح جدا عندما علم أنني (إبراهيم رضوان)، قال لي  بعد فترة قصيرة، هل تصدق أن أمنيتي كانت أن أراك، لماذا؟، قال لي: لأنني كنت غائبا عن مصر  لمدة 15 عاما متصلة.

وفي أول يوم أعود فيه بعد هذا الغياب الطويل عن مجلة (الاذاعة والتليفزيون) المجاوره للتلفزيون، كنت أحاول، ركن سيارتي على الكورنيش أيام أن كانوا يسمحون بذلك.

 وبالصدفة كان المذيع (كمال علما) المذيع بالشرق الأوسط يحاول ركن سيارته أيضا، تصافحنا وتعانقنا، وسألته عن الجديد في الإذاعة طوال الـ 15 سنه التي تغربت فيها عن مصر.

 فقال لي: (مفيش حاجة اتغيرت في الإذاعة نهائي غير حاجة واحدة، فيه شاعر من المنصورة إسمه (إبراهيم رضوان) وصل المبنى.

ووقعت في حبه أجمل مذيعة في المبني، والمعروف أنها زوجة فلان باشا، وسيرتهم الاثنين على كل لسان.

ودي تاني مرة تحصل في الإذاعة بعد الست المذيعة الكبيرة اللي من سنين طويلة، واللي كانت قاعده على ناصية المبنى، وأحبت الشاب الصعيدي اللي اسمه (حسين) واللي كان موظف في سكرتاريه الشرق الأوسط.

بعد كده بلغني (محمد منير) إنه هو، ومجدي نجيب، وحسين عثمان، رايحين يعزوا في حد من الوسط الفني، وبلغني (محمد منير) أن أبتدي أكتب كلمات الأغنية على اللحن الذي أرسله لي، و(لبسني جلابيته)، ومشوا جميعا.

وجلست وحيدا بالشقة، ورفعت سماعه التليفون حتي لا يزعجني أي أحد!، لأن التليفون عند (محمد منير) لا ينقطع، جلست لمدة ساعات طويلة أكتب في الأغنية التى انتهيت منها.

وبعد عودة (محمد منير) وحده بعد منتصف الليل، سمع الأغنية، كانت المفاجأة أنه أخبرني أن الأغنيه طويله جدا، كنت أتمنى كما اقترحت عليه أن يختار المذهب، وعدة كوبليهات.

ولكنني وجدته يحاول أن يأخذ من هنا سطر، ومن هنا سطر لتتكون أغنية ستحدث قنبله بالوسط الفني، وصمم هو على أن تكون الأغنية كما هي وكما قام بمونتاجها.

وتملكتني حالة من الغضب، خلعت الجلابية الخاصة به، ورميتها له على أحد الكراسي القريبة منه، ووضعت له الباقي من علبة السجائر على المنضدة.

قال لي (محمد منير): (كيف ستخرج إلي الشارع؟!)

صممت على الخروج والانطلاق

وارتديت ملابسي، وصممت على الخروج والانطلاق فورا إلي المنصورة، يومها بطيبة قلب قال لي (محمد منير): (كيف ستخرج إلي الشارع؟!).

يومها كان الشارع يسيطر عليه الجيش بعد إعلان حالة الطوارئ بعد أن استولى الأمن المركزي على كل الملاهي الليلية، وقام بحرقها تماما باستثناء ملهى ليلي واحد هو نادي (رمادا).

وكان هذا الملهى يسجل فيه مخرج المنوعات الشهير (فتحي عبد الستار) كل أغنيات نجومه الناجحة، وبكى (محمد منير) وهو يلح على شخصي ألا أترك شقته لأنه سيضربونني بالنار في الشارع، ولكنني خرجت من شقته دون أن أسلم عليه!

في شارع (عرابي) الذي كان يسكن فيه (محمد منير) فوق محل (عمر افندي) استوقفني رتبة عسكرية لتسالني عن وجهتي، ولماذا خرجت إلى الشارع، وأنت تعلم حالة الطوارئ في مصر؟!

أبلغته أنني عائد من شقة (محمد منير) وأنني الشاعر (إبراهيم رضوان)، كانت المفاجأه أنه يحب (محمد منير) ومن مريديه، ويحب أغنيتي (الناس نامت إلاك).

وأنه أحب (محمد منير) بسببها، وأنه من محافظة (الدقهلية)، ويعرفني جيدا، سلمني لبعض أمناء الشرطه في (بوكس) ليوصلوني إلى أقرب نقطة بها أمناء شرطة، حتى يوصلوني إلي أقرب مكان مكلفين به، وهكذا، حتى أصل إلى محطة السكة الحديد، أومحطه (الميكروباص) الذي يوصلني إلى المنصورة.

وصلت إلي المنصورة، وأنا في منتهى الغضب من (محمد منير) الذي اتضح لي أن بداخله ديكتاتورا صغيرا لم أحبه، بكيت بيني وبين نفسي على مصرع أجمل أغنيه كتبتها في حياتي من وجهة نظري.

وذلك لأنه قام بتشويهها رغم أنها أصبحت بعد ذلك معروفة، و محبوبة جدا بالطريقة، التي اقترحها (منير)، والغريب أنني لاحظت أن كل مصر تحب سماعها.

 منذ هذه اللحظة، ومن هنا كانت بداية مشاكلي مع (محمد منير) لأنني اكتشفت أنه عنيد جدا، ولا يقبل المناقشة.

منذ فترة قليلة اتصل بي (محمد منير) لأكتب له أغنية عن شقيقته التي ماتت، أخبرته أنني حتى اليوم أبحث عن أصل أغنية (قلب الوطن مجروح) حتي أنشرها كاملة في ديوان جديد سوف أصدره بعنوان (أوراق).

وأنني بحثت عنها في كل أوراقي، و لم أجدها حتى الآن، وكانت  المفاجأة أن (محمد منير) ألقاها لي كاملة بصوته، وليس هذا فقط!، ولكنه أرسل لي صورة منها منشورة في إحدى المجلات الفنيه منذ 33 سنة، عندما وصلتني الأغنيه أصابتني حالة رهيبة من الاكتئاب الشديد، لأن الأغنيه طويلة جدا، وجيدة جدا.

وكل (كوبليه) فيها يصلح بأن يكون 100 أغنية ناجحة، وعلى هذا الأساس، سأترككم مع كلمات الاغنية الأصلية التي رفض (محمد منير) أن يغنيها كاملة

غلاف ألبوم أغنية (قلب الوطن مجروح)

أغنية (قلب الوطن مجروح)

أو يترك لي اختيار المذهب، والكوبليهات بالطريقة التي كتبتها بها، هذه هي أغنية (قلب الوطن مجروح) التي أتمنى أن أستطيع أن أقنع احد الأصوات الجيده، لغنائها كاملة مرة أخرى مع حذف الجزء الذي يغنيه (محمد منير).

قلب الوطن مجروح لا يحتمل أكتر

لو عاد حمام الدوح.. حضن السما يكبر

تلبس معانا الأرض.. شال النجوم والورد

آه يا حبيبة الروح.. قلب الوطن مجروح

…………………………………..

قلبى أنا رحال.. لأ مش عشان المال

رسم القمر ع الباب..  والشمس فوق الشال

قسم السما ع الناس.. يا أم الوتر حساس

راجع خلاص دفيه، حاوطيه و خافى عليه

خليه على المينا..

مركب ترد الروح.. مليانه بالعنبر

قلب الوطن مجروح.. لا يحتمل اكتر

…………………………………..

في رعشة المصباح.. باح الفؤاد وارتاح

لو تنطقى الموال، يبقى السكات تفاح

والصمت يبقى جدار، يحضن غريب الدار

والليل يكون مراسيل، والنيل يعود مووايل

والكلمه تشفينا

نرجع نقول و نبوح، ويا النجوم نسهر

قلب الوطن مجروح لا يحتمل أكتر

…………………………………..

لو حتى قلبى تاه، لازم في يوم ألقاه

يااللى لقاكى حياة، أنا حبى ليكى صلاه

يا مطيرة العصافير، رجع الهوى بالخير

لو قلبي عاد قابليه،  إديه حنان و داديه

دا الصمت مش لينا

فين الولد ما يروح، لازم يعود أسمر

قلب الوطن مجروح، لا يحتمل اكتر

…………………………………..

لو تنطقى الموال، لازم يروق الحال

محتاجه لى دراع،  وشراع و راحة بال

وانا في الحما خيال، جوه سماكى هلال

لو بحرى نام أسقيه، صحيه و بوسي عنيه

 يا ما بكره يسقينا

خلى طريق البوح، يصبح طريق مرمر

قلب الوطن مجروح، لا يحتمل أكتر

…………………………………..

قمر اللقا مشتاق، قومى اقسمى الأشواق

ع الناس هنا و بلاش، تنادينا بالأسماء

خلى اللى نام في ضلام،  يشبع من الأضواء

أنا قلبى جابلك إيه م الغربه مين يداويه

 أو مين يداوينا

هنا كل شيء مسموح، بكره القمر يظهر

قلب الوطن مجروح، لا يحتمل أكتر

…………………………………..

قلب الوطن أشعار، بتنادى ع الأوتار

و تقابل الخلان، في حدايق التذكار

دا الليل وما جواه، قالوا عشانك آه

يا طير مهاجر فين، دى بهيه عايزه ياسين

 والغربه نار فينا

دا هواكى جوه الروح، زغلول حمام أخضر

قلب الوطن مجروح، لا يحتمل أكتر

من كتاب (مدد.. مدد)

سيره ذاتيه لبلد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.