رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

حسين نوح يكتب: (الترند).. حالة عبثية خطيرة

بقلم الفنان التشكيلي الكبير: حسين نوح

ظهرت ظاهرة (الترند) مع بطلات التمثيل في الصف الثاني والثالث، وانسلت إلى كثير من نساء المجتمع من ضحايا العلاقات والمطلقات وأصحاب القدرات على إظهار مفاتنهن المستحدثة ومن يمتلكن الفراغ الليلي ، وحدث هوس (الترند) ونساء (الترند) ثم مهازل (الترند) وعار (الترند)!  

هل أصبحنا مجتمعاً كاذباً يُمتهن فيه بعض الرجال والمراهقين ما هذا!.. تلك ظاهرة انتشرت كالهشيم في المجتمع وزادت في المناطق الشعبية حتى وصلت الأقاليم، أتوقع وأتخيل أنني سوف استيقظ يوماً فأجد كل النساء نسخاً مقلدة من الست (هيفاء)، وأذكركم. ستصبح الفتاة أو المرأه التي لم تتحول هى المطلوبة والمحببة.  

فالجمال في الندرة والقليل فالماس نادر فيمتلك قيمة أما الزجاج فحولنا في كل مكان وكثير من رمل يتحول إلى زجاج.

لقد ساعد علي مايحدث ان الموضوع أصبح سبوبة فتقريباً كل دكاترة الجلدية تحولوا إلى مراكز تجميل، وساعدتهم منتجات الصين بتصنيع كل قطع غيار السيارات أقصد السيدات.

نعم كل وأي جزء عطلان يستبدل ويستعدل وتسير مختالة وتجدها علي شبكات التباعد والتيك توك وتحقق (الترند)، وينبهر البعض مما يشاهده ويزداد سباق الأجمل، وأصبحن يتبارين في استعراض مفاتنهن  المركبة.

ويزداد التنافس لإظهار الأكبر والأكثر إثارة، وأكيد يوجد مراهقون وعاجزون وباحثون عن أي تاء تأنيث تشاركه الفراغ، فنحن نعيش زمن القهوة والكافيه لكل مواطن وكثير من الأجازات والاحتفالات والمهرجانات.

ومعظمها سبوبة وقليل من عمل، وفقط البعض يشكو من الأسعار ويبحث عما له ولا عما عليه ليقدمه لبلد محاطة بحروب مشتعلة من كل الجهات.

كيف أصبحت بعضهن ولأي سبب تافه تطلب الطلاق

لأي سبب تافه تطلب الطلاق

هل تتابعون معي أعداد المطلقات وكيف أصبحت بعضهن ولأي سبب تافه تطلب الطلاق، فلم يعد وجود الرجل وكما شاهدت في القرى يطلق عليه عمود البيت، وحين تفتقد الفلاحة في القرية زوجها فالحزن كبير وتجلب التراب على رأسها، وتصرخ عمود البيت وجملي وسندي وترتدي الأسود لسنوات.

أما الآن فمرحباً بالطلاق، وهنا أعدد لكم الأسباب بعد مراجعات وبحث، لم يعد الرجل لديه وقت كبير ليجتمع بالأسرة فهو مجهد ويعمل كثيراً ومسحول بمطالب الحياة، وقد تكون الزوجة عاملة فيقل التعايش وإن وجد فبعده أو معه مطالب الشكوى، وينطلق الرجل خارج المنزل، وتعتاد الزوجة عدم وجوده.

وهنا تقل ماهية الزوج وتشعر الزوجة أنه شكل بلا مضمون، وحين ظهر (الترند) ومكاسبه وتداولته النساء مع بعضهن أصبحت المطلقه تتعايش من (الترند)، وبعضهن تعرض الملابس ليلاً لهواة السهر وطرق التخسيس ومنتجاته والأعشاب والوصفات للسعادة.

وظهرت النصائح الليلية ومعظمها نتاج تجارب أو مهازل شخصية، وأصبحن يرتزقن من (الترند) وبدأ الطلب علي إيجارات وشراء الشقق الحجرة أو اثنين مطلبهن وزاد (الترند).

وبجواره برامج بعض الفضائيات الخاصة بمذيعات العدسات الجميلات ووصفاتهن اللوزعية بلا وعي ولا فهم، ومنها الطحلب كائن (الياسمين) الموجه، وأخرى تطل عليهن للنصح وعدم تقديم تنازلات للرجال!

مجرد وجهات نظر ساذجة بلا ثقافة أو وعي أوعلم، مجرد ادعاء أجوف مع جمال جاذب لهواة السهر ونساء تبحث!

ماذا حدث للمجتمع المصري الذي  يدرك الجميع أنه مجتمع محب عاشق للجمال والإبداع، وكريم مضياف يرحب بالضيوف ويعاملهم بكل الكرم والحفاوة، وهل تشاهدون معي ما يحدث الآن.

إنما يدلل  ويظهر سلبيات التنافس وبوادر لتهميش الناجح والمجتهد، ويظهر علي السطح  كائنات السبوبة واعتاد البعض منا بل وتصالح أن يكون سارق ومسروق، فظهر قانون الطفو  فتجد الغث والخفيف علي سطح المشهد  وأخطر ما يقلقني ومعي آخرون هو ما يحدث في الاعلام.

نجد كائنات العدسات والتدوير لمن يمتلكن مهارة التواجد في كل المناسبات

كائنات العدسات والتدوير

فنجد كائنات العدسات والتدوير لمن يمتلكن مهارة التواجد في كل المناسبات منهم بطلات الإعلام والإعلان في بعض القنوات يستعرضن مشاكل النساء، والجديد في عالم التجميل وتتفنن بعضهن بعرض أفكارها واقتراحاتها  في السيطرة علي قلب الرجال.

ويصل الأمر أن تقترح بعضهن وبكل سذاجه  تطالب النساء بعدم الحاجه لتكييف المكان فوجود الرجل هو المبرد والمكيف،  ووصل الأمر بأن تطالب بعضهن أن لاتغضب الزوجة من خيانة زوجها فهو دليل علي انه محبوب ومميز!

ماذا يحدث يا سادة وهل تلك الهرتلة مناسبة لمجتمع عريق كبير كالمجتمع المصري ويحدث ذلك وسط ما يحيط بنا من حروب، فالمنطقة مشتعلة والدولة تحاول جمع شمل أطراف المجتمع حتى تنطلق بنا إلى آفاق أكثر رحابة، وتبقي مصر قوية عزيزة قادرة وتحقق الأمن والأمان لمواطنيها وتنطلق في ركاب الدول العظمى.

هل لنا باليقظة واستيعاب خطورة شبكات التباعد وملحقاتها التي تسببت في تفكك مجتمعي اراه مزعجاً، بل خطيراً أنها دعوة باليقظة قبل فوات الأوان.. مصر تنطلق وتستحق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.