بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
منذ عام كامل، ومع انطلاق طوفان الأقصي، وكعادتي دوما أتنقل بين قنوات الأخبار المحلية والإقليمية والدولية، وكل منها تحمل وجهة نظر جهاتها، ومع مهنية (الإعلام) ممثلا في (الجزيرة) وقتالية مراسليها التي دائما ما أتابعها، وباستمرار يغالبني النوم وأترك البث مكملا.
وفي ليلة قريبة انقطعت الكهرباء وبالتبعية المياه وتركت شاشة البث تعمل وصنبور المياه مفتوحا حتي أعلم متي يعود التيار وتعود المياه، وبينما أنا أفكرالظلام في تعقيدات المشهد بالمنطقة، و في حال (الإعلام) مع هذه البلطجة اليهودية وهذا الانبطاح الأمريكي.
وذاك الصمت العربي والإسلامي وحقيقة الضعف المؤسسي الأممي وحالة الأسر للغرب خلف (النتن ياهو بايدن) الضعيف الكذوب، وإذ بي أدخل في نوم يأخذني إلي حلم رأيت فيه أن أمين عام جامعة الدول العربية يجري اتصالا مع أمين عام منظمة التعاون الإسلامي حول الوضع في بلداننا العربيه والإسلامية.
وإذ هما يناقشان الدعوه لقمة قادة الجامعة والمنظمة، ولكن كالعاده اختلفا علي مكان إنعقاد القمة، وحياءا من خطورة الوضع اتفقا علي أن يتم تداول اللقاءات القادمة بين القاهرة مقر الجامعه العربيه وبين جدة مقر منظمة التعاون الإسلامي بينما (الإعلام) غافيا عن متابعة الحدث.
واستمر الحلم سريعا لأجد قادة الدول العربية والإسلامية في القاعه الكبري لجامعة الدول العربيه، ويجلس علي المنصه الأمينان العامان للجامعة والمنظمه ورئيسي الدولتين اللتين يرأسان الدوره الحاليه للجامعة والمنظمة.
وتململت فرحا بالاجتماع في نومتي، لأري كلمات الافتتاح من جلساء المنصة، فتحدث الأول معددا مسئولية القادة أمام شعوبهم، وضبط النفس لمدة عام بل 75 عاما من الاحتلال والعربدة والتحلي بالحكمة التي يقابلها سفالة نتنياهو وصلف حكومته وكذب بايدن ووقاحة حكومته، وذلك في ظل غيبة (الإعلام).
وحجم القتل والتدمير من فلسطين ثم لبنان فالعراق وسوريا واليمن ثم إيران، وبدأ الرئيس الثاني كلمته ليضيف: والغرب منافق منبطح، والمؤسسات الأممية عاجزة، بل ويتم يهديدها ومعاقبتها من حكومة المحتل وداعمة الإمعة.
حكمة القادة أسموها صمتا
وجاء الدور علي أول الأمناء فواصل إن حكمة القادة أسموها صمتا وعجزا وتخاذلا وأحيانا تأمرا، واتضح أن أمريكا تكذب علي الجميع وتقتل جنبا إلي جنب العدو تسليحا وتخطيطا وصدا وتهديدا ولوجستيا.
وواصل الأمين العام الثاني الكلام وأضاف: قتلوا الأطفال والنساء والكبار والمرضي وأهانوا المساجد والكنائس، ودمروا المدارس والمستشفيات والخيام، و تبجحوا أمام كل منصف ومعترض.
وبدأ القادة في كلماتهم، فأكمل قائد: أننا أصبحنا أضحوكة العالم وشعوبنا، وكفانا صمتا، وأردف قائد ثان: أننا أكبر من يشتري أسلحة الغرب ونكنزها حتي تتلف دون استخدام، ونحن أكبر من يمول اقتصادهم بودائعنا لديهم.
وقال الثالث: توسطنا كثيرا دون جدوي لأن (النتنياهو) كذوب ومتوحش لايريد سلاما، وإنما يريد إعادة تشكيل الشرق الأوسط حسب هواه، أضاف رابع: ليس لهم عهد ولا كلمة وهم يعربدون اغتيالا وتدميرا حيثما أرادوا.
وقال الخامس: دنسوا الأقصي وأهانوا حرمته، وأضاف السادس: لم تعد أمريكا وسيطا ولا راعيا بل محرضة وهمجية، ولا يمكن أن تكون كبيرا ولا وسيطا ولا راعيا.
وأعطيت الكلمه لقائد سابع: فقال خرجت شعوب العالم كله منددة ومعترضة على المجازر ولا حراك، فثار قائد ثامن وقال: كفانا ازدواجيه في المقاييس، مايسمي عندنا إرهابا يسمي عندهم حقا.
وأي دافاع عن النفس لليهود وهم يعربدون في كل المنطقة، و(بايدن) يقول: إن هناك فرصا لابد من استغلالها، أية فرص أيها الهرم الخرب، وجاء دور القائد التاسع ليقول: نخشي حساب الله علي صمتنا ونخشي حساب التاريخ علي خزلاننا لإخوتنا، ونخشي حساب الشعوب علي ضعفنا وصوتنا الضائع.
وجاء ختام الكلمات من قائد ليقول: كفانا مشاورات وشجبا وإدانة ووساطة وصمتا وتركا لهذه العربدة وهذا التجاوز، وسوء الفعل من هؤلاء المحتلين مع أصحاب الأرض الأصليين.
وإلا سيأتي الدور علينا آنفا من أجل أكذوبة (إسرائيل الكبرى)، وهى مثل أكذوبة معاداة السامية، وأكذوبة الجيش الأخلاقي، وأكذوبة البقعه الديمقراطية، وأكذوبة أمريكا المحرضه المشاركة الكذوبة: كفي كفي كفي!
بيان القمة الختامي
ثم اتفق القادة على إصدار البيان الختامي للجامعة والمنظمة مع توالي اجتماعات وزراء الخارجية، ثم وزراء الدفاع ثم رؤساء الأركان، ثم مسئولي الإفتاء،على أن يتم الانعقاد بالتناوب بين القاهرة وجدة كل حسب دوره في بيان القمة الختامي والذي سأتلوه علي وسائل (الإعلام) كمايلي:
* اتفق قادة الجامعة والمنظمة علي إصدار البيان التالي:
* قطع العلاقات مع الكيان المحتل وسحب السفراء وطرد سفراء العدو من أراضينا،
* وقف أحلام العدو في التطبيع وتوسيع دوره في منطقتنا .
* إنذار أمريكا بقطع العلاقات التجاريه ومقاطعة منتجاتها.
* سحب الودائع العربيه والإسلاميه من مصارف أمريكا والغرب.
* التوجه شرقا في مجال التسليح نحو الصين وروسيا والتعاون مع كوريا الشمالية
* إنشاء فرع دفاعي لمجموعة البريكس يجابه حلف الناتو.
* فتح صندوق عربي وإسلامي لجمع التبرعات الرسمية والشعبية لدعم إخواننا في فلسطين ولبنان.
* تدريس التلاميذ تاريخ العداء للعدو وداعموه، حتي يخرج جيلا يكمل مسيرة هذا التجمع.
* تكوين جيش القدس من خيرة جيوش الدول العربية والإسلامية.
* فتح الحدود للجهاد نصرة لأهلنا وشعبنا المغلوبين المرابطين.
* إطلاق قمر صناعي عربي إسلامي يطلق قنوات بلغات العالم لإيصال صوتنا للعالم أجمع.
وبينما أنا أغط في سباتي فرحا بأحلامي منتشيا بأني عشت حتي أري وأسمع ما رأيت وسمعت، إذا بالتيار المنقطع يعود فيرتفع فجأه صوت شاشة التلفاز المثبت علي قناة (الجزيرة) بأصوات الغارات وانهيارات المساكن على ساكنيها، وأصوات صراخ البشر من شدة القصف والتدمير.
وتوالي وصول المياه المنقطعة في الصنبور المفتوح لتتدفق بسرعه وبصوت عال، وفجأه أستيقظت مذعورا من هذه الأصوات ومما رأيت في منامي، وحمدت الله أنه لم يري أحد حلمي، ولم يسمع أحد كلمات القادة في الحلم ولم يعلم أحد شيئا عن البيان الختامي.
وأستعذت بالله من شيطان هذا الحلم وقررت ألا أنام خشية توالي الاجتماعات التي تحدثوا عنها في هذا الحلم الذي سعي إليّ ولم أسعي إليه، وقلت أنشر هذه الكلمات حتي لا يتهمني أحد بحلم عربي غير وطني.
وأشهدكم جميعا أنها أضغاث أحلام لرجل متعب من كثرة التنقل بين قنوات الأخبار، انقطع تياره وماؤه فجأة ونأم مغلوبا على أمره ورأي ما رأي دونما أدني سعي أو فكر أوتمني يخالج خواطره، فأنا مصري عربي مسلم.. مسالم كسائر أبناء العروبة والإسلام، والسلام.