* لا عزة لنا دون عزة فسطين ولسنا أحرارا كما ينبغي طالما فلسطين محتلة
* مشروعي المسرحي القادم يعمل على شقين، الأول: إنجاز مسرحيتي الجديدة (فاطمة الهواري.. لا تصالح)، والشق الثاني: هو استمرار عروض مسرحيتي (بأم عيني 1948)
* (فاطمة الهواري) واحدة من ضحايا الاحتلال، أصيبت بالشلل نتيجة قصف الاحتلال لمدينة (ترشيحا)، ستقابل الطيار الصهيوني في عرضي القادم!
* مهرجانات المسرح موضوع شائك وطويل!، لا أفضل الخوض فيه حاليا، لغياب الاستراتيجيات التي ينطلق منها عدد كبير من هذه المهرجانات!
* المسرح العربي وبشكل عام مشتبك مع الواقع الذي تعيشه بلدنا وشعوبنا العربية، ولكن ليس بالقدر الذي يجب أن يكون عليه، خاصة تحاه قضايا الاستعمار والحرية!
أجرى الحوار: أحمد السماحي
(غنام غنام)، مؤلف، ومخرج، وممثل فلسطيني، برع في الكتابة والإخراج، ونال العديد من التكريمات، وحصد العديد من الجوائز في الإخراج والتأليف عن أعماله المسرحية، التى كانت نورا ونارا في فضاء المسرح العربي.
ففي أعمال (غنام غنام) الكلمات تتحول إلى شموس وقذائف وأسلحة مقاومة، حيث ينسج من كلماته، ومن نبرات صوته حين يؤدي، قصيدا سيمفونيا رائعا في حب عمله، خاصة لو عن فلسطين.
كما أن أعماله مهمومة بالواقع العربي، حيث وضع يده وفكره على كثير من القضايا التى تؤرق المجتمع العربي في السنوات الأخيرة وقدمها أهمها قضية التطرف الديني الذي يجتاحنا منذ سنوات طويلة، من خلال نصه (ليلك ضحى – الموت في زمن داعش) وغيرها من القضايا التى ناقشها مسرحة بكل جرأة وواقعية.
نذر نفسه لقضية فلسطين
يذكر أن ولد (غنام غنام) في (أريحا) بفلسطين، ثم انتقل في عمر الثانية عشر إلى الأردن، وفي السنوات الأخيرة نذر نفسه لقضية بلده فلسطين.
وأعلن العام الماضي، في نهاية عرض مسرحيته (بأم عيني 1948) في الدورة 24 لمهرجان (أيام قرطاج المسرحية)، أنه منذ هذا العرض حتى نهاية عمره سيقدم كل أعماله تحت عنوان (مسرح فلسطين الحرة).
وعرض (بأم عيني) كان ثالث عروضه بعد عرضين قدمهما، وهما (عائد إلى حيفا) و(سأموت في المنفى).
وها هو (غنام غنام) يوفي بوعده ويقدم في شهر نوفمبر القادم عرضا جديدا أيضا عن فلسطين، ففي زمن الخطر، حين تزحف لجج العتمة لتغرق الأفئدة وتطفئ شمس العقل، تضع اللحظة التاريخية عبئا ثقيلا من مسئولية المقاومة والتنوير على كاهل الفنان المثقف الواعي.
وتصبح ضرورة الحياة أن تتكاتف الضمائر الحية، والعقول الحرة لتبني سدا منيعا، أحجاره الكلمات الصادقة، الحارقة بنور الحق، المتقدة بنار الثورة والحب، والمتفجرة بشعلة الفكر الحر المستنير.
ومما يبعث على التفاؤل أن هناك نجوم يحملون هذه المسئولية، من هؤلاء (غنام غنام) الذي تم تكريمه يوم الثلاثاء الماضي في الدورة السابعة من مهرجان (أيام القاهرة الدولي للمونودراما) الذي أقيم على المسرح المكشوف في دار الأوبرا المصرية، وستنتهي فعالياته غدا السبت 5 أكتوبر.
(شهريار النجوم) دق باب (غنام غنام) وباركنا له التكريم، خاصة بعد كلمته المؤثرة في حفل الافتتاح، التى أكد فيها (أن فلسطين حاضرة في المهرجان منذ اللحظة الأولى، وأن دعمها واجب علينا جميعاً).
مبدع يدرك أهمية الكلمة
وكانت لنا هذه (الدردشة) السريعة مع مبدع عربي يدرك أهمية وتأثير الكلمة عندما تكون صادقة وحقيقية، فأربطوا (الأحزمة) وتعالوا بنا نطير إلى (الشارقة) حيث عاد (غنام غنام) سريعا بعد التكريم إلى هناك، فهو يعيش حاليا في الشارقة، فإلى نص الحوار البسيط معه:
* ماذا يعني لك التكريم في مهرجان (أيام القاهرة الدولي للمونودراما) الذي يقام حاليا؟
** (غنام غنام): أعتز جدا بهذا التكريم من طرف مهرجان (أيام القاهرة الدولي للمونودراما)، برئاسة الدكتور (أسامة رؤوف)، لأنه مقترن باسم فلسطين، وبكل تأكيد فإن التكريمات لا تكتسب أهميتها إلا من مضمونها، لذا فإن فلسطين رافعة أساس لهذا المضمون.
كما أن موقف المهرجان بوضع هذه الرمزية من بداية المهرجان مسألة تحترم، وقد أكدت في كلمتي يوم الافتتاح أن فلسطين واجب علينا جميعا، ولا مجال للتخلي أو التراخي.
وفلسطين هوية أخلاقية لكل مثقف وحر في العالم، وهذا الحدث يشكل تلويحة اعتزاز للشعب الفلسطيني في كل فلسطين من نهرها إلى بحرها وخاصة في غزة، فلا عزة لنا دون عزة فسطين ولسنا أحرارا كما ينبغي طالما فلسطين محتلة.
* هل مازلت عند وعدك الذي قطعته على نفسك في مهرجان (قرطاج المسرحي) العام الماضي، بأن كل عروضك حتى نهاية العمر ستقدمها تحت عنوان (مسرح فلسطين الحرة)؟
** (غنام غنام): بالتأكيد، ومشروعي المسرحي القادم يعمل على شقين، الأول إنجاز مسرحيتي الجديدة (فاطمة الهواري.. لا تصالح) وسيكون عرضها منتصف شهر نوفمبر القادم، والشق الثاني هو استمرار عروض مسرحيتي (بأم عيني 1948).
وعرض (فاطمة الهواري .. لا تصالح) من تأليفي وإخراجي، وبطولة الفنانة التونسية أماني بلعج، والفنان الأردني أحمد العمري، والموسيقي للأردني ماهر الحلو، والإضاءة للعراقي دكتور علي السوداني، وهو عمل تطوعي (بلا إنتاج).
*علي أي أساس وقع إختيارك على فريق عمل عرضك المسرحي (فاطمة الهواري.. لا تصالح)؟
** على أساس المستوى الرفيع الذي يتمتع به الممثلان فهما من أبرز ممثلي المسرح العربي، وكذلك المؤلف الموسيقي احمد العمري، وأيضا مصمم الإضاءة الدكتور علي السوداني.
*هل ممكن تقص علينا الخط العريض في عرضك الجديد (فاطمة الهواري.. لا تصالح)؟
** (غنام غنام): العرض من السجل الفلسطيني ونضالات شعب فلسطين، و(فاطمة الهواري) واحدة من ضحايا الاحتلال، والتي أصيبت بالشلل نتيجة قصف الاحتلال لمدينة (ترشيحا) عام 1948..
وتلتقي الطيار الصهيوني الذي قصف المدينة وأقعدها، ويدور حوار بين الضحية والقاتل، وشواهد تاريخية قد لا يعرفها عدد كبير من الذين سيشاهدون العمل.
*متى سيعرض عرض (فاطمة الهواري.. لا تصالح)؟
** (غنام غنام): لم يعلن المهرجان الذي سيحتضن العرض الرسمي الأول لاسم العرض حتى الآن، لذا ليس من حقي أن أعلن الآن، لكنها ستعرض منتصف شهر نوفمبر القادم بإذن الله.
* بعيدا عن عرضك الذي شوقتنا إليه وهو (فاطمة الهواري.. لا تصالح)، ما رأيك في المهرجانات المسرحية التى تقام في العالم العربي؟ وما مدى أهميتها للمسرح العربي؟!
** (غنام غنام): موضوع شائك وطويل!، لا أفضل الخوض فيه حاليا، لغياب الاستراتيجيات التي ينطلق منها عدد كبير من هذه المهرجانات!.
* لا أريد ونحن نبارك لك تكريمك أن نفسد فرحتك، ونفتح بعض ملفات المسرح العربي، لكن بحكم أنك كاتب ومخرج مبدع، هل ترى أن المسرح العربي غطى الأحداث الكبرى والكثيرة التى مرت بعالمنا العربي في السنوات الأخيرة..
أم أنه ابتعد عنها ورجع إلى الوراء، عكس مسرح الستينات والسبعينات الذي كان مواكبا للأحداث ويقدمها مباشرة على خشبته؟
** (غنام غنام): المسرح العربي وبشكل عام مشتبك مع الواقع الذي تعيشه بلادنا وشعوبنا العربية، ولكن ليس بالقدر الذي يجب أن يكون عليه، خاصة تجاه قضايا الاستعمار والحرية!
ويمكن القول إن من أبرز الأعمال التي اشتبكت مع الواقع عملان، (كيف نسامحنا) للكاتب الإماراتي الكبير إسماعيل عبد الله، وإخراج المبدع محمد العامري، والذي قدم على مسرح الشارقة الوطني، وعرض (صدى جدار الصمت) الذي افتتح به وليد عوني، مهرجان المسرح التجريبي في القاهرة هذا العام.
* هل عملان يؤديان مهمة تسجيل وتوثيق الأحداث الكبرى التى مرت علينا خلال الـ 15 عاما الأخيرة؟
** (غنام غنام): أنا ذكرت آخر عملين شاهدتهما هذا العام، لكن بالتأكيد يوجد أعمال خلال السنوات الماضية عالجت وناقشت هذه الأحداث، وتفاعل معها المسرح بشكل جيد .
فمثلا مسرح (الشارع) ازداد الاهتمام به بسبب ذلك، وكانت مواضيعه متعلقة بالثورات، وفي كل دولة عربية يمكن أن ترصد أعمالا حملت وعيا تحريضيا.
ولو نظرت للعروض التي عرضت في مهرجان (المسرح العربي) فقط، ستجد أنها كانت في أغلبها مستجيبة لهذا التفاعل، وفازت هذه العروض المشتبكة بالجوائز.
منها عروض مثل (زهايمر) التونسي، (الديكتاتور) اللبناني، (ريتشارد الثالث) التونسي، (خيل تايهة) الفلسطيني، (صدى الصمت) الكويتي، (رحل النهار) الإماراتي، غير عدد كبير من أعمال لم تفز أو لم تدخل التنافس، مثل أعمال (توفيق الجبالي) و(الفاضل الجعايبي).
كذلك الحال في المسرح الفلسطيني، وتجارب مهمة في الأردن لـ (حكيم حرب، وزيد خليل، ومجد القصص) وكذلك عروض في العراق لـ (مهند هادي، وكاظم نصار، وعزيز خيون، وعواطف نعيم، وعلي الزيدي).
وأضيف لذلك عروضي التى أخرجتها مثل (ليلك ضحى ــ الموت في زمن داعش) و(فصيلة على طريق الموت) و(عائد إلى حيفا) و(سأموت في المنفى).
هذه أمثلة فقط، لكن ما زلت أقول نريد أكثر، وبالطبع في مصر يمكنك أن ترصد عشرات الأعمال.
انتهى حوار مبدعنا (غنام غنام)، لكن تبقى لديّ ملحوظة بسيطة، وهى أنه للأسف الشديد لم تنعكس الأحداث الكبرى في مصر على مسرحنا المصري الذي عاد إلى روائع المسرح العالمي، والمسرحيات الغنائية ليبتعد عن وجع الرأس!