شريفة ماهر.. الفاتنة الشريرة في سينما الزمن الجميل
كتب: محمد حبوشة
رحلت في صمت الفنانة القديرة (شريفة ماهر)، وهى واحدة من فنانات من الزمن الجميل، وهن كثيرات ومتميزات وتنفرد كل واحدة منهن بميزة خاصة ويشتركن جميعا في تعدد المواهب في مجالات الغناء والتمثيل، كما يشتركن أيضا في حلاوة الروح وجمال الشكل وروعة الأداء والتمثيل، هن فنانات لن يتكررن كثيرا وقد لايجود الزمان بمثلهن ملئوا حياة الناس بالسعادة والحب والأمل في زمن مليء بالشجن والطرب والغناء الأصيل لعشرات السنين.
وحتي اليوم مازلنا نستمع لهن ونشاهد أفلامهن ونتأثر بهن، نتمني لوكنا معهم أو كنا عشنا زمنهم، لقد تركوا بصماتهم علي كل مناحي الحياة فمثلوا لنا الذوق الجميل، وكانوا مصادر المشاعر الراقية ومنابع الرومانسية الفياضة.. عرفنا العالم بهم فكانوا القوة الناعمة لمصر، الحضارة هوليوود الشرق بكل مكوناتها.
ولأنها رحلت في صمت قبل يومين قررت أن تكون الفنانة الكبيرة والقديرة (شريفة ماهر) ضيفتنا لهذا الأسبوع في باب (صورة وذكرى)، باعتبارها واحدة من نجمات هذا الزمن الجميل اللاتي تمتعن بحلاوة الروح وجمال الشكل وروعة التمثيل والغناء، ونجحت في خطف أنظار ملايين المشاهدين، بروعة أدائها، وجمال إطلالتها، حتى بعد مرور عشرات السنين، وتميزت بخيارات جمعت الأسلوب الخاص، ومتطلبات الأدوار التي لعبتها على الشاشة الفضية.
وشملت هذه الخيارات للفنانة (شريفة ماهر) طريقة تصفيف شعرها، والتي كانت مصدر إلهام للكثير من الفتيات في ذلك الوقت وحتى اليوم، لا تزال هذه التسريحات دليلاً على رقيها، ومرآة عكست جمال الزمن الذي عاشت فيه.
وقد اشتهرت في السينما المصرية قديما بواحدة من أجمل النجمات على الإطلاق فكان جمالها الآخاذ يشبه جمال نجمات هوليوود بل وأكثر من ذلك، فقد تميزت من بين نجمات الزمن الجميل بالرقي وجمال المظهر والملبس، فكانت تحرص دائما على الظهور بأبهى حلة سواء كان ذلك خلال تصوير أحد الأفلام أو في الأيام العادية.
تجيد أدوار الشر
(شريفة ماهر).. الشريرة دائما التي سحرت الجميع، وهى فنانة تخفي ما بداخلها الكثير والكثير من المواهب والتي لم تستغل علي الشكل الأمثل، فهي معروفة بالفنانة التي تجيد أدوار الشر والمرأة المتسلطة، ولكن من منا يعرف أنها أيضا تمتلك صوتا عذبا تقرا القرآن وأيضا تتغني به.
بمجرد ظهورها سحرت الجميع داخل مصر بل وخارج حدودها مما أهلها أن تشترك في عدة أفلام أجنبية، وهذا يدل علي قوة موهبتها بل وتنوعها.. (شريفة ماهر) التي اقتنع بها نجوم كبار ولكن المخرجين وصناع الأفلام حصروها في أدوار معينة، ولكن وبرغم ذلك أجادت وبجدارة، وظلت شخصية قوية من بدايات صعودها سلم النجومية وحتى لحظة اعتزالها منذ حوالي 20 عاما مع آخر أعمالها في فيلم (رجل له ماضى عام 2000).
تعد (شريفة ماهر) آخر حبة في عقد السيدات العظيمات من الرواد في تاريخ الفن المصري من أصحاب الحس الوطني، حيث غنت في حفلات أضواء المدينة وقطار الرحمة وجابت كل مناطق ومحافظات مصر في خمسينيات وستينيات القرن الماضي لدعم المجهود الحربي، إضافة للحفلات الخاصة بالشئون العامة للقوات المسلحة الشئون المعنوية.
وكذلك مناصرة الفقراء والمرضي من أبناء الوطن دون أن تتقاضي مليما واحدا آنذاك، بل كانت تعتبر ذلك مهمة قومية ووطنية بالدرجة الأولي، فضلا عن احتضانها ودعمها للكثيرين من أبناء مصر فترة إقامتها بالسويد التي تزيد عن ثلاثين عاما.
هدى ماهر الكفراوي
ولدت الفنانة المصرية (شريفة ماهر) في مدينة حلوان بالقاهرة، ويعتبر اسم (شريفة ماهر) هو الاسم الفني لها، أما اسمها الحقيقي فهو (هدى ماهر الكفراوي)، وقد عاشت الفنانة الكبيرة طفولة صعبة وقاسية، إذ أصر والدها على تزويجها وهى مازالت في سن الخامسة عشر من عمرها على عكس رغبتها.
ودرست وتخرجت من إحدى المدارس الفرنسية، ولكنها تركت زوجها الأول قبل قرارها دخول عالم الفن، إلا أن والدها أصر مرة أخرى على تزويجها لشخص يكبرها في العمر بما لا يقل عن 10 سنوات، ولكن انتهت تلك الزيجة أيضًا بالانفصال.
كان حب التمثيل قد بدأ مع (شريفة ماهر) في أثناء دراستها بالمدرسة الفرنسية، وتحديدا عند مشاهدتها لأحد أفلام الممثل الأمريكي الشهير (كلارك جيبل)، ولشدة حبها له أخذت والدتها وظلت تبحث عنه في العديد من الاستديوهات بمدينة القاهرة ظنا منها أنه في واحد منها.
والمحطة الثانية التي كانت تبشر بمستقبل فني كبير لتلك الفنانة كانت في حلوان، حين قابلت الموسيقار الكبير (محمد عبدالوهاب) أثناء زيارته لتلك المدينة، وحينها تنبأ لها بمستقبل فني كبير، ومن خلال الإذاعة، بدأت نشاطها الغنائي إذ قامت بتسجيل أغنية للملحن أحمد عبدالقادر، وعقب ذلك بدأت بالظهور في بعض الأفلام ولكن بدون دور محدد أي كانت تعمل (كومبارس).
واستمر هذا الوضع إلى أن قابلت الموسيقار (محمد عبدالوهاب) مرة أخرى، ولكن تلك المرة كانت بمثابة البوابة الكبيرة التي دخلت منها (شريفة ماهر) إلى عالم الشهرة، إذ قامت بالتوقيع على عقد مدته 3 سنوات مع عبدالوهاب، وتم تغيير اسمها من (هدى) إلى (شريفة).
وشيئا فشيئا دخلت إلى عالم السينما وعرفها الناس كمغنية وممثلة، وساعد صوتها الجميل إلى جانب إطلالتها المميزة والجذابة على انتشارها بشكل سريع، والمشاركة في العديد من الأفلام بفضل حب قطاع كبير من الجمهور المصري لها ولأدوارها.
الهجرة للسويد
في فترة السبعينات تزوجت (شريفة ماهر) من بطل الاسكواش المصري (عبد الواحد عبدالعزيز)، وسافرت معه إلى السويد حيث استقرت هناك لمدة طويلة وحصلت على الجنسية السويدية، ابتعدت فيها عن الفن وأنجبت ابنها الوحيد (طارق عبدالواحد).
وارتدت الحجاب أيضا وابتعدت عن المجال الفني تماما، وعادت الفنانة الكبيرة إلى مصر في أوائل التسعينات وأسست شركة إنتاج، وقامت بإنتاج العديد من الأعمال لابنها طارق، وشاركت في الكثير من الأعمال عقب ذلك.
لدى الفنانة (شريفة ماهر) تاريخ سينمائي كبير وعريض، إذ قدمت العديد من الأدوار المختلفة التي أظهرت موهبتها العالية، كما استطاعت أن تترك بصمة خاصة لدى الجمهور الذي أحب طريقة أدائها إلى جانب طلتها الجميلة، ومن أهم الأفلام التي شاركت فيها شريفة هو فيلم (ظلموني الحبايب) للمخرج حلمي رفلة، ومن تأليف بديع خيري.
وتم عرضه عام 1953، ومن بطولة نجوم كبار مثل (صباح، عماد حمدي، حسين رياض، زينات صدقي، محمود شكوكو، محمد الديب، نصرالدين مصطفى، فريد شوقي)، و(شريفة ماهر) التي قامت بتقديم شخصية (نظيمة)، ابنه خالة (بهاء) الشخصية التي يقدمها عماد حمدي.
وتدور أحداث الفيلم حول أسرة سعيدة وغنية، كان الأب محبًا لابنته بشدة، إلا أنه فقد أمواله بشكل مفاجئ عقب خسارته في البورصة ومن ثم مات الأب بعد مدة قصيرة، كما قام أحد أصدقاء زوج تلك الفتاة بإحداث وقيعة بينها وبين زوجها مما أدى إلى حدوث انفصال بينهما، وفجأة تجد تلك الفتاة نفسها دون مال أو جاه أو حتى أصدقاء، بل إن أقرب الأقربين لها قاموا بظلمها، إلا صديقها منذ الطفولة الذي يعود إلى رشده ويدافع عنها ويساعدها لتقف على قدميها مرة أخرى.
40 عملا فنيا
شاركت (شريفة ماهر) فى أكثر من 40 عملا فنيا، ومنها أفلام: (رجل له ماضى 2000، وضيفة شرف فى أبناء الشيطان 2000، والمصير 1997، وعذراء وثلاثة رجال 1986، وكلمة السر 1986، وبئر الأوهام 1986، والفرن 1984، وجفت الدموع 1975، وكرامة زوجتى 1967، وقصر الشوق 1966، وفارس الصحراء 1966، والعقلاء الثلاثة 1965، والمدير الفنى 1965، والحياة حلوة 1965، وفاتنة الجماهير 1964، ورابعة العدوية 1963..
وشاطئ الحب 1962، ولن أعترف 1961، وأعز الحبايب 1961، والفانوس السحرى 1960، وصخرة الحب 1959، والمتهم 1957، وإزاى أنساك 1956، وإسماعيل يس فى البوليس 1956، ومن رضى بقليله 1955،وفالح ومحتاس 1954، وتحيا الرجالة 1954، وارحم دموعى 1954، وكدت أهدم بيتى 1954، وظلمونى الحبايب 1953، ومجلس الإدارة 1953، والمقدر والمكتوب 1953..
وغلطة أب 1952، وادينى عقلك 1952، وبلد المحبوب 1951، وأسرار الناس 1951، وأنا بنت مين 1950)، وقدمت ثلاثة مسلسلات تليفزيونية هى: (عزيز على القلب 2008، وأوراق مصرية 2002، وبرديس 1985).
ولأنها صاحبة أجمل وجه على شاشة السينما وبطلة العديد من الأفلام التي لاتنسي، الأنثى القوية في السينما فقد اشتهرت بتجسيد أدوار الشر، وبقدر ما كرهها الجمهور وهى تؤدي أدوار الشر على الشاشة الصغيرة، بقدر ما أصبحت أعمالها الفنية علامة مميزة لموهبتها الكبيرة وأدائها القوي أمام الكاميرات.
ورغم أن ظهورها لم يكن بمساحات كبيرة، لكنها كانت مختلفة في هذه المساحة البسيطة التي كانت تتاح لها، فلم تكن من الفنانات اللواتي مررن مرور الكرام على السينما المصرية، بل قدمت الكثير من الأعمال السينمائية التي تركت بصمة قوية في عالم الفن، واستطاعت كذلك بفضل موهبتها أن تلعب دورا رئيسا في السينما العالمية اعتقدت أن بدخولها عالم الفن والشهرة ستفتح لها أبواب السعادة وتعوضها قسوة سنوات الطفولة والمراهقة.
القوة والأنوثة الحاضرة
هذه الفتاة (شريفة ماهر) التي ظهرت في السينما القديمة، ذات الشخصية القوية والأنوثة الحاضرة، ظهورها لم يكن بمساحات كبيرة، لكنها كانت مختلفة في هذه المساحة البسيطة التي كانت تتاح لها مع النجوم ، إنها ممثلة ومطربة مصرية، وبفضل موهبتها أن تغزو السينما العالمية.
ولعبت دورا رئيسيا في الفيلم الإيطالي (كندار الذى لا يقهر) عام 1965، وشاركها البطولة مارك فورست، ومن إخراج أوسفالدو، ولعلها تعد واحدة ممن خطفن كاميرا السينما وقدمن أوراق اعتمادهن الفنية مبكرا ولمعت في السينما في أدوار الفتاة قوية الشخصية، واشتهرت صاحبة بأطول لسان لـ (حيوان جميل)، لذا برعت في لعب الزوجة المتسلطة قوية الشخصية لديها من يطلبها للجواز فيعجب بتسلطها.
وهذا حالها في فيلم (الفانوس السحري) حيث جسدت شخصية زوجة عبدالسلام النابلسي المودرن المتسلطة على زوجها رغم كل ذلك إلا أنه يعشقها ويعشق تسلطها، وذلك بإتقان بارع، لكن المفاجأة أن هذا كان طبع شريفة ماهر في الحقيقة كما قال زوجها الأول، لكنه عشقها فهو (رجل فيلسوف مهذب) كما لقبه الكاتب جليل البنداري وهى (الحيوان الجميل) كما لقبها زوجها الفيلسوف والدكتور في القانون ووكيل الوزارة سابقا.
الكاتب الراحل (جليل البنداري) أكد أنه كان حكما في الخلاف بينهما بسبب أثاث البيت؛ حيث كلف الدكتور أحد مصانع الموبيليا بعمل آثاث البيت وبعدها توجهت شريفة ماهر إلى المصنع لتلقي نظرة على الأثاث، لكنها بمجرد أن رأته رفضته رغم أنه كان مجرد هيكل ولم يتم تنجيده أو طلاءه.
بل أصرت إصرارا شديدا على أن تشتري الأثاث من أحد المحال الشهيرة، واستكمل البنداري حديثه حول تعامل الدكتور مع زوجته الجميلة ذات اللسان الطويل بمنتهى الأدب فيسمعها الألفاظ الرقيقة والعذبه كأنه يكتب شعرا، فأسلوبه هادئ ومهذب بينما هي تتعامل معه بمنتهى السخرية فلا يسمع منها سوى (الألفاظ القبيحة) ليس هذا فقط إنما تثور على هدوء زوجها وأدبه.
وبسؤال (البنداري) عن كيف يسمح لها زوجها بهكذا معاملة وكيف يسكت على كمية الألفاظ التي يسمعها منها ولا يرد عليها إلا بكل أدب؟، فنقل عن الزوج الفيلسوف ضحكته قائلا: (أنا الذي اخترت هذا الحيوان الجميل من خلال الرياضة النفسية)، بحسب ما نشرته مجلة آخر ساعة الصادر في ديسمبر 1956.
ويرى البنداري أن هذا الزوج يحتاج إلى (شريفة ماهر) بعد يوم عمل طويل؛ حيث يتعامل مع الناس بمنتهى الأدب والناس مؤدبون معه جدا وعندما ينتهى من عمله يجد أنه في حاجة إلى مثل هذا (الحيوان الجميل، فلا يريح أعصابه أو يضحكه سوى ألفاظها وأسلوبها اللاذع معه)، وذاع أن زوج شريفة ماهر كان يكبرها بأكثر من 13 سنة وكان مفروض عليها من والدها لذلك كانت تعامله بهذه الطريقة و لم يستمر زواجهما طويلا.
دور المرأة المتسلطة
اشتهرت (شريفة ماهر) بتجسيد أدوار الشر، من خلال دور المرأة المتسلطة والقوية، مثل دور (لواحظ) في فيلم (أعز الحبايب) عام 1961، والتي قامت فيه بدور الزوجة الشريرة التي تتلذذ بتعذيب والدة زوجها المغلوبة على أمرها، إلا إنها أكدت في حوار مع جريدة الحياة اللندنية أن كل من جسد هذه الأدوار في تاريخ السينما مثل (زكي رستم، ومحمود المليجي) من أطيب الشخصيات على الحقيقة.
ومن المفارقات المذهلة في حياة (شريفة ماهر) أن الفنان عمر الجيزاوي أحبها، وصارح إسماعيل يس بهذا الحب، سائلا إياه إن كانت متزوجة، فأجابه (سُمعة) بلا، رغم أنها كانت متزوجة.
وكان لهذا المقلب نتيجة سيئة على (الجيزاوي) الذي طلبها للزواج من زوجها أثناء زيارته لها في استوديو التصوير بعد أن قال له إسماعيل يس أنه والدها، وتعرض يومها لـ (علقة ساخنة) على يد الزوج، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل اعتقد زوجها أن هناك شيئًا بينها وبين عمر الجيزاوي الأمر الذي كاد أن يتسبب بمقتلها.
قارئة للقرآن
ومن المواقف الطريفة في حياة (شريفة ماهر) أنه في بداية حياتها الفنية طلبها أحد متعهدي الحفلات للمشاركة في إحياء حفل في مدينة بالوجه البحري، وبدأت الفقرات براقصة لم تنل إعجاب الجمهور، ثم مونولوجست (دمه تقيل)، فثار الجمهور، واضطر متعهد الحفلات لتهدئته بتقديم (شريفة ماهر)) على أنها قارئة قرآن، وبالفعل خرجت على الجمهور وأحسنت التلاوة بصوتها العذب، فصاح الجمهور مكبرا.
لكنها عاودت الظهور في نهاية الحفل كمطربة، فهاج الجمهور وطلب المتعهد من الجميع أن يهربوا، لكن البوليس استطاع أن يسيطر على الموقف ويعيد الهدوء إلى الناس، وذلك وفق ما روته في حوار سابق مع مجلة الكواكب.
أشهر أقوال شريفة ماهر:
** لم يكن دخول الفن من أحلامي لكن مقابلة موسيقار الأجيال فرقت كثيرا معي وكان ذلك صدفة حيث نصحه الطبيب الذي يعالجه أن يتمشي يوميا في حلوان وطلب مني أن أذهب معه إلي شركة “بيضافون” وأعجب بصوتي ومضي معي عقد احتكار ثلاث سنوات.
** قدمت ما يقرب من 45 فيلما وأغنية ومن أشهر الأغاني التي قدمتها وحققت نجاحا كبيرا (ياواد يا اسكندراني) لحلمي أمين و(آهين يانا) و(حسن حسن ولا أنت داري) ألحان عبدالوهاب.
** أنا لم اعتزل الفن يوما واحدا، ولم أغب عنه طوال الفترة التي قضيتها في السويد لأن الفن في دمي منذ الصغر وأثناء سفري كنت أتابع السينما تحديدا والفن في مصر بشكل عام من خلال المحطات الفضائية والشرائط التي كانت تصلني أولاً بأول.
** مصر لها الفضل الأكبر في صناعة نسيج وطني واحد جمع كل ابنائها من مختلف الديانات ليصوغوا حضارة عظيمة علي مدار التاريخ.
** لن أنسي أبدا مقولة مارجريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية السابقة عندما ننظر كبريطانيين إلي مصر نشعر بأننا صغارا جدا، في إشارة واضحة إلي قوة مصر وأدوارها الكبيرة، وتأثيرها علي الصعيد العربي والعالمي.
وفي النهاية لابد لي من الترحم على اللفنانة الكبيرة والقديرة (شريفة ماهر) التي تميزت ملامحها بأنوثة طاغية، وهى صاحبة أجمل وجه علي شاشة السينما وبطلة العديد من الأفلام التي لاتنسي، تلك الأنثى القوية في السينما اشتهرت بتجسد أدوار الشر، وضربت أروع الأمثلة في الوطنية المصرية حين غنت للمجهود الحربي، وساعدت الكثيرين من أبناء شعبها دون مقابل .. متعها الله بالصحة والعافية بقدر حبها لمصر.