حكاية أغنية (لبنان الحب) التى أغضبت مني مطربتنا وردة!
كتب: أحمد السماحي
الضربات الإسرائيلية المتوحشة التى تشنها إسرائيل على شعب (لبنان) الشقيق هذه الأيام، أعادت لي بالذاكرة موقف لاأنساه مع مطربتنا الكبيرة (وردة) التى كانت تربطني بها علاقة حب وصداقة، يعلمها كل القريبين مني.
ففي أحد الأيام عام 2008 كانت أحداث (7 أيار) في (لبنان) حديث الشارع العربي كله، وفي أحد الأيام كنت أتحدث مع مطربتنا الكبيرة (وردة) فوجدتها حزينة لما يحدث في (لبنان).
وأثناء الحديث تذكرنا أغنيتها الجميلة المليئة بالحب والشجن (لبنان الحب) كلمات الشاعر الغنائي الكبير حسين السيد، وألحان موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وطلبت مني يومها أن أتحدث مع المسئولين في الإذاعة والتليفزيون المصري بإذاعة وعرض الأغنية.
فقلت لها ولماذا لاتطلبين حضرتك منهم إذاعة الأغنية؟! فقالت لي بصوت واهن مشحون بالأسى والحيرة: صعب أن أطلب أن تذاع لي أغنية، ومن المفروض أن يأتي هذا الطلب من الإعلاميين المستنيرين مثل حضرتك!
وأضافت: لكنني حقيقي أتمنى أن أستمع إلى أغنية (لبنان الحب) فى كل الإذاعات الآن، وأشاهدها على كل الفضائيات، لأنها مناسبة جدا للأحداث الجارية فى لبنان هذا البلد الجميل الذى لايستحق ما يحدث له.
والذى احتضنني منذ صباي المبكر بعد عودتي من باريس مباشرة وبدأت فيه أول مشواري الفني، وأثناء ذلك استمع إليّ الموسيقار الراحل رياض السنباطي، وأعجب بصوتي وطلب مني الحضور إلى القاهرة.
وبعد ذلك حضر المنتج والمخرج حلمي رفلة، وتعاقد معي على بطولة فيلمي الأول (ألمظ وعبده الحامولي)، وبعد النجاح الكبير الذى حققه هذا الفيلم بدأ مشواري الفني.
ومهما حققت من نجاح وشهرة لكن لا يمكن أن أنسى أبدا أن بداية المشوار كانت من قلب ربوع (لبنان) هذا البلد الذى تربطني به علاقة خاصة، ومحبة كبيرة لأسباب كثيرة ومتعددة منها أنه بلد أمي.
الحرب الأهلية و(لبنان الحب)
استكملت وردة ذكرياتها وأضافت: في عام 1983 قدمت أغنية (لبنان الحب) أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، والحقيقة أن الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب قدم لها لحن شجي جميل مليء بالعذوبة والأمل والتفاؤل.
كان هذا اللحن ومازال بمثابة باقة أمل ونشيد للترابط ودعم أواصر الأخوة بشكل حماسي يمكن أن يساهم في وقف نزيف الحرب الدائرة الآن.
وكان الشاعر الكبير الراحل حسين السيد موفقا جدا فى كتابته لهذه الأغنية خاصة الكوبلية الأخير، الذي يطبع في الذاكرة العربية صورة تشكليلية تبرز مفاتن (لبنان) عندما يكون هادئًا وديعًا يحمل في ثناياه مواطن الحب والسلام التي تسكن الدروب والجبال والسهول التي تميز وجهه الجميل .
سر غضب وردة
المهم أخذت ما صرحت به مطربتنا الكبيرة (وردة) وقمت بنشره تحت عنوان ( وردة تطالب بالإفراج عن لبنان الحب) في موقع (إيلاف) حيث كنت أعمل فيه في هذا الوقت.
وبالمناسبة مازال هذا الموضوع موجود على الموقع لمن يريد الإطلاع عليه، وبعد نشر الموضوع غضبت مني مطربتنا الكبيرة (وردة) لأنني نشرت الكلام على لسانها، حيث كانت لا تريد أن يكون على الكلام على لسانها، ولكن على لساني أنا!
ويومها أفهمتها أنني بحكم صغر سني في هذا الوقت لن يسمع أحد كلامي، لكن الكل سيستجيب طالما الكلام على لسان مطربتنا الكبيرة وردة، ونظرا لطيبة قلبها، سامحتني وقالت لي: (هنشوف حد هيستجيب ولا لأ؟!).
ونظرا لأني خفت ألا يستجيب أحد من الإذاعة المصرية!، فبدأت أتصل بأصدقائي المذيعين في الإذاعة، وأحثهم على إذاعة الأغنية، وبالفعل استجاب البعض منهم، وبدأوا يذيعون الأغنية.
وكنت بمجرد علمي بموعد الإذاعة، أسارع بالاتصال بمطربتنا الكبيرة وردة وأبلغها بها، وكانت في غاية السعادة لإذاعة هذه الأغنية الوطنية النادرة (لبنان الحب).
………………………….
كلمات أغنية (لبنان الحب)
تقول كلمات الأغنية التى تشعر عند الاستماع إليها أن الشاعر حسين السيد لم يمت لكنه موجود بيننا الآن، وكتب أغنية (لبنان الحب) أمس:
لبنان الحب يا لبنان، يا أحلى غنوة على كل لسان
الصحبة والليل سهران، والبسمة بين الخلان
فين همه وفين حب زمان، ايه اللي بيجرى فى لبنان
لبنان يا جريح الله يحميك، دا سحابة وكانت فوق أراضيك
حاتفوت وتمر ونفرح بيك، ولا حدش عمره هيشمت فيك
يا كل حبايبي صلوا مع قلبي، صلوا، صلوا، صلوا
وبحق محمد وبحق يسوع، صلوا لله، وبكل خشوع
يا إله الكون احمي لبنان من العدوان، من الطغيان
واحمي الإنسان من الإنسان، احمي لبنان، وارحم لبنان
لبنان الحب يا لبنان
يا شجر الأرز فى لبنان ايه اللي بيجرى فى لبنان
كان ضلك حضن الحيران، وفروعك تعزف ألحان
ولا أعظم ريشة فنان
يا جبال الصبر فى لبنان الفجر مسيره مسيره هيبان
وبعلبك هتشوف النور، ومسير الأيام هتدور
وتداوى كل الأحزان
ضلك طول عمره للملايين يمسح دمعة كل حزين
يافروع الأرز بقالنا سنين شيالين الهم ومشتاقين
يا ميجانا ويا ميجانا
وبإذن الله كلنا راجعين، يا كل حبايبي صلوا مع قلبي
وبحق محمد، وبحق يسوع، صلوا لله وبكل خشوع
صلوا لله، صلوا لله، صلوا لله.