رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمود عطية يكتب: تعليق فشلة الإعلام على أساطين (التلاوة)!

بقلم المستشار: محمود عطية *

كان شرف أن تكون اهم اهتماماتى وهواياتى الاستماع إلى تلاوة القرآن بصوت أساطين (التلاوة)، ولقد كتبت منذ سنوات، وفى رمضان تحديدا مقالات باسم (بستان التلاوة)، تناولت فيها عظماء القراء بالصوره غير المعتاده التى كتبت عنهم.

وكان عشقى للاستماع مدخلا وبابا لصداقتى لآخر عباقرة (التلاوة) والانشاد الحبيب الراحل الشيخ (محمد عمران)، وكان لى مكانة خاصة لديه متميزا عن محبيه وعشاقه وكنت ألازمه فى الليالى والسهرات  بالقاهرة والمحافظات الأخرى وتعرفت من خلاله على كثير من كبار القراء وجهابذة التلاوه الموهوبين.

وهذه  مقدمه للدخول فى موضوع عنوان التعليق لأن فى الآونه الأخيره ظهر فى الاعلام المصرى الفاشل موضة المقامات الموسيقيه فى (التلاوة) للقرآن، ولما كانت مصدر الإعداد أظنه واحدا فبدأت حمله على جميع أو أغلب الفضائيات استضافة قراء لا يمتوا إلى جمال الادآء ولا الموهبه مقدار ذرة.

والغريب أن المذيعين الفشله يطلبوا منهم (نسمع حاجة)، والأغرب أن الفشله تستجيب ونصبح أمام أداء سىء والمذيع يهز رأسه ليبدو متسلطنا من أداء (التلاوة)، وان دل فإنه يدل على أنه جهل  وياسلام لما تكون مذيعه بتكون فضيحه والمصيبه أنهم يتكلموا عن المقامات الموسيقية.

ولأن القارىء فاشل فيحب أن يوحى إلى المذيع أو المذيعه أنه فتك، وهو أيضا لا يعلم الموضوع ايه من الاساس، والحقيقه أنه ظهرت منذ أربع أو خمس سنوات موضة نصب ونصابين يدعوا أنهم مدرسين للقراء الجدد الفشلة وغيالر حافظين للقرآن من الأساس.

وبمبالغ كبيره ظنا من القارىء الفاشل أنه إذا تعلم المقامات فإنها تدخله عالم الشهرة والأجر الكبير فى إحياء الليالى وهذا طبعا وهم كبير لأن من يعلموهم هم أصلا أجهل من الجهل ولا يعرفوا حتى المقامات الصحيحة.

الشيخ محمد عمران

الشيخ (محمد عمران)

وأرجو من الأصدقاء الرجوع إلى اليوتيوب وحلقه للموسيقار المبدع عمار الشريعى وكان يتحدث عن أصوات عباقرة (التلاوة)، وعمل مداخله لشيخ راحل  قارئ ومنشد  اخذ طريق إنشاد بالموسيقى مع مرنمين وأصبح لونا يعرض فى الخارج كفولكولور  شعبى.

وبرغم أنه كان صديقا ولكنه كان مجتهد ولم من الجهابذه المشهورين، ومرة واحدة هوب عمل فيها معلم للمقامات الموسيقية، ويقينا هو ليس ضليعا ولا يجوز هذا الأمر وأثناء مناقشة الموسيقار (عمار الشريعي) له طلب عمار منه أن يتلو بداية سورة (الحاقة) من مقام كذا.

فقال هذا الشيخ رحمه الله أن سورة (الحاقة) بها نذير ووعيد لا يلائمها هذا المقام ،فقال له (الشريعى) طيب قول من المقام المناسب الذى تختاره، واذا به يتلو من نفس المقام الذى طلبه منه الشريعى، ولكن بأدب الشريعي نوه عن الأمر ولكنه لم يحرجه.

والخلاصه أن المقامات الموسيقيه المستخدمه فى (التلاوة) استخلصت من أصل (التلاوة) والموهبة، فالقارئ الموهوب مقاماته من الموهبه التى حباه بها الله وتكونت كلمة (صنع بسحر)، وهى الاحرف الأولى من أسماء المقامات التى وجدوا القراء الموهوبين.

ومنذ زمن يقرأون فى نطاق هذه المقامات وهى: (الصبا والنهاوند والعجم والبياتى والسيكا والرصد)، ولو أضفنا الكاف على الكلمه نضيف مقام (الكرد) وآمل أن يصل ما أقصد إلى جميع الأصدقاء.

فالاساس الموهبه فى (التلاوة) وأقرب مثال هو: عندما يكتب الشاعر شعرا لا يقول أنا هقول استعاره مكنية أو تشبيه بليغ أو أو، ولكن هو يكتب  الشعر ويحلل شعره بعد ذلك وفقا للأدب والبلاغة، وهكذا تلاوة القرآن الكريم.

وهنا لا أقول أن الاطلاع والثقافة الموسيقية عيبا إطلاقا، ولكنها لا تعطى عديم الموهبة جمالا ونجاحا هذا لو استطاع تنفيذ ما تثقف به، ومثال أيضا: فهناك فطاحل وأساتذة ودكاتره فى الموسيقى وعلم المقامات، ولكنه ليس موهوب صوتيا ولا حباه الله بجمال الاداء ليغني.

وقليلا منهم من كان موهوبا غنائيا مثل الكبير (رياض السنباطي)، والخطير (بليغ حمدي)، لذلك أخشى أن تزداد الأمور اضمحلالا بعد ان ذهبت دولة (التلاوة) برحيل آخر العباقره الشيخ (محمد عمران) – رحمه الله على يد مجموعة صبيه يدعون أنهم قراء مع مجموعة إعلام فاشله فى كل شىء إلا مع الراقصات.

الشيخ أبو العينين شعيع

الشيخ (أبو العينين شعيشع)

والحقيقه ان الموضوع كبير وخطير، ويحضرنى حوار كتبته من قبل بينى وبين أحد أهرامات فن التلاوه الشيخ (شعيشع) – رحمه الله، وكان رئيس لجنة اعتماد القراء وقال لى: إنه يحاول أن يتجاوز عن جمال الآداء لو وجد قارىء حافظا للقرآن ولا يجد.

فقلت له يا مولانا أيأتون إمتحان الإجازه والاعتماد للأذاعة، وهم لا يحفظون؟، فرد عليه رحمه الله: للاسف عايزين ينالوا لقب مقرىء بالاذاعه والتليفزيون ليطلب أجرا كبير ا.

فقلت له أعانكم الله يا مولانا، واتفق معى أنه لا توجد مواهب جديدة، وسألته فى نفس الجلسة: هل استمعت فضيلتك لشاب رائع اسمه (ياسر الشرقاوي)، فقال لى على الفور نعم ولقد اعتمدته من أسبوع أو عشرة أيام.

وأشاد به فطلبت الشيخ (ياسر) على الفور وأن فضيلته رحم الله، وقلت له: أنا مع مولانا، ومن تواضع الشيخ (شعيشع) كلم (ياسر)، وقال له أنت كويس يا ياسر، فكانت بالنسبه للموهوب الشيخ (ياسر الشرقاوي) بمثابة حصوله على أعلى الشهادات من أعرق الجامعات جامعة الشيخ (أبو العينين شعيشع).

فيا إعلام الفشل: إرفعوا أيديكم عن هذا الأمر وخليكم مع الراقصات وموائد الطعام، ولا تستضيفوا نكرات جهله يتشدقوا بالمقامات، وهى ليست الأساس فى (التلاوة) القرآن، فلا ياخذوكم فى الملف يا أجهل خلق الله .

والي لقاء  في سلسلة (أجمل الألحان في تلاوة القران)

* محمود عطية – المحامى بالنقض – منسق ائتلاف مصر فوق الجميع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.