رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

علي عبد الرحمن يكتب: قناة (أفريقيا) من مصر !

بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن

في ظل هرولة دول العالم الكبري، ودول المنطقة الطامحة إلي التغلغل في (أفريقيا) استثمارا، وتسليحا، وحجزا لقواعد وموانئ، وخلق لمناطق نفوذ، وتأجيجا للصراعات، ونهبا للثروات الطبيعية.

وفي ظل نقل صراعات هذه الدول إلى ساحة (أفريقيا)، ومع متطلبات تعاظم الدور المصري في دول الجوار الأفريقيه وغيرها، ومع تحديات ذلك وتحديات حروب المياه، ومع استقواء بعض دول القاره بنفوذ دول غير أفريقية ومع تهديدات النفوذ المصري في القارة.

وبعد إطلاق صندوق التنمية المصري لأفريقيا، ودور أجهزة الدوله هناك، ودور المؤسسات الدينيه والتعليميه ورجال الأعمال لترسيخ التواجد المصري في القارة السوداء (أفريقيا) ومع التواجد المصري الفعال في هياكل ومؤسسات العمل الأفريقي الجماعي من خلال الاتحاد الأفريقي.

وسيرا وراء أهداف مصر التنموية في قارة (أفريقيا)، وخططها الاستراتيجيه لوحدة القارة واستقلاليتها، وجهود كبيره لتمثيل دائم للقاره في مجلس الأمن.

ومع كل ذلك، لم نطلق صوتا مصريا مهنيا بلغات القاره إليها، رغم أن فكرة إطلاق قناة مصريه لـ (أفريقيا) ليست جديده بل سبق الإعلان عنها في (قمة أديس أبابا) في بداية التسعينات.

وكان مخططا لها أن تمول الدولة جزء من تكاليفها ويتكفل بالجزء الآخر رجال الأعمال ذوي المصالح التجارية والاقتصادية بدول القارة، ولقد تم إعداد الدراسات الفنية الخاصه بالقناة من محتوي ولغات البث ومكاتبها بالقارة، وسبل التعاون مع إعلام هذه الدول.

وتم تجميع بعض المواد ذات الصله بالشأن الأفريقي، وتم عمل تصورات لأشكال الاستديوهات وبراند القناة، كما تم وضع تصور للهيكل الإداري للقناة وسبل الاستفادة من خبرات شبكة الإذاعات الموجهه لـ (أفريقيا).

يلزمنا وضع تصور للمحتوي الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والتعليمي وأفق التعاون المستقبلي

التنسيق مع هيئات الاتحاد الأفريقي

وكذا تعاون السفارات والملحقين التابعين لها بمصر، وسبل التنسيق مع هيئات الاتحاد الأفريقي، ووضع تصور للمحتوي الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والتعليمي والديني والسياحي والسياسي وأفق التعاون المستقبلي في كل هذه المجالات، مع وضع رؤيه عصريه لتقديم مصر لأفريقيا وتقديم (أفريقيا) للعالم.

وكذا حصر القضايا الأفريقية الدولية والقضايا الأفريقية الداخليه، وأنماط التكامل الأفريقي في كل المجالات، وكانت رؤية القناة طموحة وتبعد عن النزاعات الداخلية.

وكان اختيار مقدمي البرامج من كل دول القارة، وكذا الديكورات المعبرة عن تراث دول القارة والأزياء والإكسسوارات أيضا.

وبعد هذا النشاط عقب إعلان مصر في قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا عن عزمها إطلاق قناة فضائية لأفريقيا، هدأ كل شئ، وسارعت دول العالم بإطلاق قنوات لأفريقيا وللمنطقه العربيه مثل أمريكا وروسيا والصين أالمانيا وفرنسا وبريطانيا كل يسعي لنفوذ وتأثير متغلغل في منطقتنا وقارتنا.

ومع تنامي وسائل الإعلام المصريه عددا وإنفاقا، تصورت أن يتم إطلاق قناة (أفريقيا) الفضائية من إعلام الدولة الرسمي، مثل شبكة الإذاعات الموجهة التابعة للإذاعة المصرية، وأن تتبع هذه القناه القطاع الفضائي، أو قطاع المتخصصة، أو تطلقها مدينة الإنتاج ولكن لم يحدث شيئا من هذا أبدا.

ومع ظهور الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية واستحواذها علي معظم وسائل البث والإنتاج وصناعة الأخبار والتسويق والمعدات، ومع إطلاقها لقنوات متعدده كالوثائقية والإخبارية بجانب الشبكات التي تتبعها بقنواتها العامة والمتخصصة.

ومع تصدر الشركه للمشهد الإعلامي لصوت لمصر محليا وإقليميا ودوليا، تصورت أن ملف قناة (أفريقيا) سيري النور، خاصة وأن الشركه تمتلك الترددات والكوادر ومعدات الإنتاج وصناعة المحتوي وتسويقه وتوزيعه.

والشركه تعلم حاجة مصر الماسة لهذه القناة، وتعلم أن وقتها حان، ولديها رؤي تمكنها من وضع محتوي متنوع جذاب، وتصنع لشاشة القناة شكلا عصريا احترافيا، وتضع مضمونا يلبي طموحات شعوب القارة.

تستطيع الشركة مع القناة مستقبلا الاستحواذ على كافة الأنشطة أحداثا أفريقية دوليه

ترسيخ الدور المصري بالقارة

وتستطيع الشركة مع القناة مستقبلا الاستحواذ على الأنشطة الرياضية الأفريقية وتصنع أحداثا أفريقية دوليه كالمهرجانات والمعارض والأسواق، وتنظم مسابقات لدول القارة في مجالات الفن والميديا والإبداع وغيرها من المجالات ذات الصله بترسيخ الدور المصري بالقارة العجوز.

وعندها سيكون لدينا (مهرجان حوض النيل للإعلام، أو الدراما، أو الأغنية، أو الوثائقي ،أو للبرامج)، كل ذلك يزيد اللحمة والتنافسية بين مبدعي القارة وبين مصر.

وتستطيع قناة (أفريقيا) إضافة إلى نقل النشاط الرياضي وصناعة الأحداث هذه أن تنقل أيضا وبشكل حصري كافة الأحداث السياسية لمنظمات الإتحاد الأفريقي إلي العالم أجمع.

ويمكن للقناة مستقبلا أن تكون مصدرا حصريا لكل شئون القارة، ويصبح لها أذرع إخبارية وتسويقية وتعليمية في مجال الميديا، ويتعاظم دور القناه ونفوذها مستقبلا لتكون أحد علامات العمل الأفريقي المؤثره دوليا.

فإذا كانت الدراسات متوفرة، والإمكانات متاحة، والرؤي واضحة، والحاجة ماسة، والوقت ملائم، فماذا يمنع إطلاق هذه القناه حتي الآن، أم ننتظر أن تطلقها دولة أخري غيرنا!؟

آن الأوان لإطلاق قناة (أفريقيا) من القاهرة بالتعاون بين وزارة الخارجية وأجهزة المخابرات، والأزهر، والكنيسه، والري، والتعاون الدولي، وماسبيرو، ومدينة الإنتاج، والنايل سات، والشركه المتحدة.

كل هؤلاء من خلال مجلس إدارة أو تنفيذي، لوضع السياسات فقط، أما المحتوي فله أهله من خبراء ومختصين، وإن تم إتقان وضع السياسات وصناعة المحتوي بشكل مهني عصري، سيكون لهذه القناة تأثيرا أهم بكثير من جهود هيئات ووزارات وجولات وشعارات.

هذا التأثير سيصب في مصلحة الأمن القوي المصري وتكامل الشعوب وتبادل الخبرات والثقافات وتقليل التحديات والخلافات وتوحيد الجهود والأهداف، وخلق جيل جديد من أبناء (أفريقيا) واع محب لمصر في وقت نحتاج فيه.

ذلك مع تنامي المؤامرات والمكائد والتحديات التي تواجه النفوذ المصري بالقارة، وتحديات المياه والهجرة والإرهاب والتهريب، وغيرها من قضايا وقتنا الراهن الصعبة.

أملي كبير في الإستجابة، ولعل القناه يتم إطلاقها مع مطلع العام الجديد 2025 من القاهرة، لنري ونشاهد قناة (أفريقيا) من القاهرة.. اللهم قريبا آمين،حمى الله مصر وأعلي صوتها ونفوذها ودحر الله الكائدين، وتحيا دوما مصر بفضل الله وإرادته، آمين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.