سؤال للدكتور سامح مهران: ماذا قدم (محمود حميدة) للمسرح عامة والتجريبي خاصة؟!
كتب: أحمد السماحي
ماذا قدم النجم السينمائي (محمود حميدة) للمسرح المصري عامة وللتجريبي خاصة؟ هذا السؤال سألته لنفسي خلال الساعات الماضية، بعد أن شاهدت المؤتمر الصحفي لإعلان تفاصل الدورة الـ 31 من مهرجان المسرح التجريبي التى ستقام في الفترة من 1 إلى 11 سبتمبر.
وعلمت أن إدارة المهرجان التجريبي، قررت تكريم نجمنا الكبير صاحب العلامات السينمائية البارزة (محمود حميدة)!، ويبدو أن الدكتور (سامح مهران) رئيس المهرجان التجريبي يريد أن يجعلني أخسر كل نجوم السينما المصرية، ففي كل عام يختار نجم سينمائي ليس له علاقة بالمسرح التجريبي ويلهث وراء تكريمه!
ماذا أفعل يا جماعة الخير بالله عليكم مع الدكتور سامح مهران؟!، العام الماضي كان يريد تكريم النجمة المبدعة (ليلى علوي)، وسألنا نفس السؤال ماذا قدمت (ليلى علوي) للمسرح (التجريبي)؟!، وبذكاء نجمتنا الجميلة (ليلى علوي) التى نكن لها كل حب واحترام وتقدير اعتذرت عن التكريم!
معايير اختيار المكرمين
هذا العام (نشن)، وعلى طريقة ستيفان روستي: (نشنت يا فالح؟!)، وقرر تكريم (محمود حميدة)، وعندما وجهت إحدى الزميلات في المؤتمر الصحفي سؤال عن المعايير التى تتم لاختيار المكرمين؟
أجاب الفنان (د.أ يمن الشيوي) مدير المهرجان – لأفض فوه – وقال عبارات إنشائية ليس له علاقة بالواقع!، حيث قال كلام من عينة: أن كل مهرجان وله استراتيجية في التكريم، بمعنى أن ناس تم تكريمهم من قبل، ما ينفعش نكرمهم مرة ثانية!
وأضاف: ناس ممكن نكرمهم في السنوات اللاحقة، وكمان نراعي أن يكون التكريم من دول متنوعة، ما ينفعش نكرم خمسة أشخاص مثلا من مصر ولا من أي دولة!.. وتساءلت بيني وبين نفسي: الله بتتكلم جد! يا سلام هى دي الإجابة!
طب والنبي ايه الاستراتيجية في الكلام ده؟!، ما احنا عارفين هذا الكلام من غير أي استراتيجية!، ومن غير ما نكون مديرين المهرجان!
ثم تمالك مدير المهرجان نفسه وأضاف لافض فوه مجددا: ندرس الـ (C.V) الخاص بالمكرمين، ونشوف الأعمال المسرحية بتاعتهم، ومدى علاقتهم بالمهرجان، ودعمهم للمهرجان!
وتابع: مثلا النجم (محمود حميدة، ولأنه لم يجد كلام يقوله، فلم يتوقف عنده، واكتفى بذكر اسمه!، ويبدو أنه ندم أنه ذكر اسمه!
وبسرعة البرق ذكر المكرم الثاني الدكتور (محمد عبدالمعطي)، وقال: الدكتور عبدالمعطي له باع طويل في المهرجان التجريبي منذ دورته الأولى، وأنا عملت معه كمساعد، ثم تحدث لثوان عن باقي المكرمين المصريين تحديدا.
ولم يقل لنا (الشيوي): ماذا يقصد بدعم المكرمين للمهرجان؟!، هل مطلوب منهم مثلا أن يتبرعوا للمهرجان حتى يدعموه، أم ينشرون أخباره في بلادهم!.. لم أفهم معنى دعم المكرمين للمهرجان!
وأيضا لم يقل لنا مدير المهرجان الدكتور أيمن الشيوي: ماذا رأى من أعمال مسرحية للنجم الكبير (محمود حميدة) سواء مسرحية أو حتى راقصة؟، خاصة أنه لم يذكر لنا ما علاقة حميدة بالتجريبي إلا حضوره أحيانا لمشاهدة بعض العروض.
ومازاد الطين بلة ما قاله رئيس المهرجان، أنهم اختاروا محمود حميدة بنص كلامه: (لأننا كمسرحيين مش معروفين، فلما نجيب ناس معروفين إلى حد كبير جدا، ده بيعللي من شأن المهرجان).
والسؤال الذي نسأله لرئيس المهرجان: هل يعقل بعد 31 دورة أن يصدر مثل هذا الكلام من رجل أكاديمي له باع طويل في عالم المسرح، وماذا تقصد بالشهرة التي سيحققها محمود حميدة).
إذا كنت لا تستطيع أن تروج لمهرجان كبير بهذا الشكل والمضمون وعمر يزيد عن 30 عاما، فيجب الاعتذار عن رئاسة المهرجان، وتقدم الاعتذار أيضا لكل رؤساء المهرجان السابقين، لأن كلامك يعني أن المهرجان لم يحقق شهرة حتى الآن، وهذا غير صحيح.
(النار والزيتون) و(مار صادا)
حتى لا يتهمني أحد بالجهل نظرا لعدم معرفتي بالـ (C.V) الخاص لنجمنا الكبير الذي نقدر موهبته ونجوميته (محمود حميدة)، سألت بعض أصدقائي من خبراء وباحثي المسرح المخضرمين: ماذا قدم (محمود حميدة) للمسرح المصري عامة، والتجريبي خاصة؟!
وبعد أن قال لي البعض أن محمود حميدة لم يقدم أعمالا تذكر، سألت د. عمرو دوارة حارس ذاكرة المسرح المصري فقال لي: (محمود حميدة قدم ثلاث عروض مسرحية الأول (مارصاد) إخراج محمد عبدالهادي، وبطولته مع (أحمد كمال وأحمد مختار وعزة الحسيني)، و(النار والزيتون) علي مسرح الطليعة إخراج محسن حلمي، وأهم عرض كان ( الشبكة) على المسرح القومي بطولته مع سميحة أيوب.
فسألتهم: هل هذه الأعمال الثلاثة هى كل الـ (C.V) الخاص بنجمنا (محمود حميدة) في المسرح؟!، فأجابوا: نعم!، لكن روح المقاومة والرفض والاحتجاج التى لا تخمد عندي، جعلتني أذهب وأبحث في (الفضاء التخيلي) فلم أجد أي أعمال مسرحية، فقط وجدت أعماله السينمائية والتليفزيونية والإذاعية.
ومع ذلك لم أستسلم فذهبت إلى (قاعدة البيانات) الخاصة بالنجوم، والتى تسجل كل أعمالهم المسرحية، فلم أجد أي أعمال مسرحية أيضا!.. فسكت أنا الآخر والدمع اتكلم!!!
تجارب معاصرة في المسرح
تكريم (محمود حميدة) ليست النقطة الوحيدة التى استوقفتني في الدورة الـ 31 لمهرجان المسرح التجريبي التى ستقام خلال أيام وبالتحديد في الأول من سبتمبر، ولكن استوقفني أيضا إصدرات المهرجان، حيث وجدت كتاب بعنوان (تجارب معاصرة في المسرح) لرئيس المهرجان (سامح مهران)!
وهنا برز سؤال استنكاري: هل رئيس المهرجان سيتقاضى فلوس نظير إصداره هذا الكتاب؟، أم أنه سيهديه للمهرجان الذي يرأسه مجانا؟!، لا أحد يعلم الغيب إلا الله!، وحتى لا أجعل الشيطان يوسوس في أذني قلت: أكيد هيهديه للمهرجان مجانا!
وكتاب الدكتور سامح مهران ليس هو الوحيد الذي استوقفني أيضا، ولكن اندهشت من وجود كتابين مترجمين ضمن إصدارات الدورة الـ 31 لكاتب واحد هو (أحمد عبدالفتاح)، الذي ترجم كتاب (نظرية الأداء) تأليف (ريتشارد شيكنر)، وكتاب (التمثيل المتجسد) تأليف (ريك كيمب).
مهرجني وامهرجك
على طريقة (مهرجني وامهرجك)، أي استضيفني واستضيفك، أعلن الدكتور أيمن الشيوي، مدير مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، عن اختيار الفنان والمؤلف المسرحي الإماراتي الكبير (إسماعيل عبدالله)، رئيس الهيئة العربية للمسرح، شخصية العام المسرحية للدورة الحادية والثلاثين من المهرجان.
المكرمون في المهرجان
بعيدا عن وسوسة الشيطان – منه لله، والذي يبدو انه حيخسرني الدكتور الطيب الوقور سامح مهران – وقع اختيار إدارة الدورة الـ 31 للمهرجان التجريبي على مجموعة من المسرحيين المصريين والعرب لتكريمهم.
فمن مصر (محمود حميدة، د. محمد عبدالمعطي، د. صبحي السيد) ومن لبنان (وليد عوني)، ومن الإمارات (محمد سعيد الظنحاني)، ومن السعودية (د. ملحة عبدالله).
ومن اليونان (سافاس باتساليدس)، ومن البحرين (يوسف الحمدان)، ومن العراق (د. ميمون الخالدي)، ومن إستوانيا (مارت ميوس)، ومن كينيا (جون سيبي أوكومو).
بعض هؤلاء المكرمين لهم إصدارات أيضا في المهرجان، شوفوا الهنا.
إصدرات الدورة 31
من إيجابيات المهرجان التجريبي على مدى تاريخه إصدار مجموعة من الكتب القيمة، وخلال الدورة الـ 31 للمهرجان سيتم إصدار مجموعة من الكتب هى (سطوة المهرجين) تأليف (كريستيان سالمون)، ترجمة وتقديم (د. يوسف أمفزع).
و(صرخة في وجه النقد المميت) تأليف يوسف الحمدان، (الهندسة النفسية في المسرح الأوروبي) تأليف (د. مصطفى أحمد فهمي)، و(تجارب المسرح المعاصر) تأليف (سامح مهران).
(نظرية الأداء) تأليف ريتشارد شيكنر، وكتاب (التمثيل المتجسد) تأليف (ريك كيمب)، ترجمة أحمد عبدالفتاح، (فن التركيب المسرحي) باربرا جرونا، ترجمة د. مروة مهدي عبيدو.
و(المسرح والحياة) راشيل راجالو، ترجمة وتقديم د. محمد سيف، (المسرح وغوايته المركزية) د. نورس عادل هادي، (مسيرة مسرح المجاميع المعاكسة) إعداد وترجمة د. قاسم البياتلي، (لعبة الأدوار) سيبي أوكومو، ترجمة د. نسمة سالم.