(عز الدين ذو الفقار)، و(كوثر شفيق)، فيلم (أغلى من عينيه) كان سببا في تعارفهما (1/2)
* مخرج نهر الحب يقول: إعلان (كوكولا) كان سبب صداقتي بكوثر شفيق
* كنت أشعر بارتياح عندما تكون بجواري، وأفرح عندما أراها تخطو خطوات سريعة في عملها في السينما
* كنت أقضي وقتي كما تشتهي نفسي، ممتعا إياها بكل شيئ، سهر، مرح، ضحك
أعد قصة الحب للنشر: أحمد السماحي
الأضواء التى تحاصر نجوم القمة في الفن تكشف وتفضح، ولا يستطيع كثير من النجوم أن يحموا أسرارهم، ولا يتمكن كثير منهم من كتمان غرامه، أو إخفاء عواطفه؟، واليوم في باب (غرام النجوم) نتحدث عن عاشق الحياة، والليل والسهر، المخرج الحساس والعبقري (عز الدين ذو الفقار)، الذي مرت منذ أيام ذكرى رحيله.
توقفنا في (شهريار النجوم) من قبل عند قصة حب وزواج (عزالدين ذو الفقار) لسيدة الشاشة العربية (فاتن حمامة)، وهذا الأسبوع نتوقف مع قصة حبه لزوجته الثانية الفنانة (كوثر شفيق)، الذي انهزم أمام عرشها الذي لم يعش لحظة حب قبله.
(كوثر شفيق) التى لم تعش مراهقتها، ولم تنطلق مع شبابها، والتى وقع (عز الدين ذو الفقار) في حبها من أول نظرة، وهى مازالت طالبة (بالمريلة)، وكان هو نجم الإخراج الشهير.
لكن الحب لم يكن غريبا عن (كوثر شفيق)، كانت تسمعه في قصص من حولها، وتراه في أفلام السينما، وتعيشه في الروايات الرومانسية، وأغنيات ليلى مراد ومحمد عبدالوهاب وأم كلثوم.
عزالدين ذو الفقار يحكي حكاية غرامه
اليوم لن نتحدث نحن!، سنترك (عز الدين ذو الفقار) يحكي بنفسه قصة حبه وإرتباطه بـ (كوثر شفيق)، كما جاءت في مجلة (الكواكب)، والتى علقت عليها كوثر شفيق بخط يدها وقتها، فإليكم وقائع قصة الحب هذه:
يقول (عز الدين ذو الفقار): بعد طلاقي من السيدة (فاتن حمامة)، قررت أن أعيش بلا قيود، وبلا مسئوليات، فانغمست في عالم الحرية والإنطلاق، علني أنس خمس سنوات من زواج انتهى بفراق.
كنت أقضي وقتي كما تشتهي نفسي، ممتعا إياها بكل شيئ، سهر، مرح، ضحك.
تتدخل (كوثر شفيق) وتقول : إن أبلغ وصف لحياته كما عرفتها وقتها في هذه الفترة أنه كان يعيش كهارون الرشيد، لم أره في صحبة أقل من ثلاث نساء، وزجاجة ويسكي.
يستكمل (عز الدين ذوالفقار) باقي حكاية غرامه فيقول: كنت في (ستديو مصر) أقوم بإخراج فيلم (أغلى من عينيه)، ولم أكن أدري أن القدر يدخر لي بين طياته في ذلك اليوم بداية قصة حب جديد، يشغلني عن الدنيا التى إرتضيتها لنفسي.
ويشغلني عن العالم الذي ارتميت بين أحضانه، في ذلك اليوم قابلت (كوثر شفيق) لأول مرة، كانت في (مريلة المدرسة) وضفيرتين، وفيونكة طفلة صغيرة العمر والقد، ابتسامتها على شفتيها.
صوتها عذوبة، ووجهها دقيق التقاطيع
وفي صوتها عذوبة، ووجهها دقيق جميل التقاطيع، كانت قد جاءت مع أحد مساعدي في العمل، وعرفني بها على أنها تلميذة في مدرسة (الأميرة فوقية)، الأورمان حاليا.
وعلمت من مساعدي أنها (غاوية سينما موت)، وأنها جاءت لتشاهد كيف يجري العمل في الاستديو.
تتدخل (كوثر شفيق): في عام 1953 انتقلنا من أسيوط إلى القاهرة، وكنت في المرحلة الثانوية، كنت في حفل عيد ميلاد إحدى صديقاتي، وكان موجودا في هذا الحفل والد واحدة من البنات وكان يعمل (ريجسسير)، وعرض علينا أن نذهب لمشاهدة الاستديو الذي يعمل فيه، فسعدت بذلك، وذهبت بالفعل وقابلت (عز الدين ذو الفقار).
ويتابع مخرج فيلم (إني راحلة) باقي قصة غرامه فيقول: سلمت على (كوثر) بأنامل رقيقة مرتعشة، وبنظرة متكسرة على أهدابها الطويلة.
وقالت لي والدم ينفجر في وجنتيها: (أنا أعرفك من زمان يا أستاذ بس ما شفتكش قبل كده، بس شفتك في الصور، وفي السينما)، وابتسمت لها، وانصرفت عنها إلى عملي.
وجلست هى تراقب ما يدور حولها بكل اهتمام، ولكن نظراتها لي، كانت بمثابة السهم الذي (اندب) في قلبي، فجذبتني إليها ووجدت نفسي بلا إرادة اختلس النظر إليها بين الحين والحين، فأراها تبتسم نفس الإبتسامة الهادئة الساذجة.
فأرد على ابتسامتها ببساطة وعدم تكلف، وقبل أن تغادر الاستديو، أقبلت علي تشكرني بنفس الإبتسامة الرقيقة، والأنامل المرتعشة، والنظرة المتكسرة على أهدابها الطويلة.
الحب من أول نظرة
يتابع (عزالدين ذو الفقار) حكاية غرامه فيقول: مرت أيام انشغلت عن (كوثر شفيق)، وعن ابتسامتها ونظراتها، ونسيتها في تيار العمل والانطلاق، والليل والسهر، والحب!
ولكن القدر الذي وضعها في طريقي يوما شاء أن يكمل دوره في مواصلة قصة الحب، فشاهدتها مجددا في أحد الاستديوهات تقف في مجاميع (الكورس) ككمبارس.
ولكن هذه المرة كانت تغيرت، وفردت ضفائرها، وخلصت من فيونكتها، ولبست الحذاء ذا الكعب العالي، والفستان (الجابونيز)، كانت جميلة ولها نفس الابتسامة الساذجة على شفتيها.
ووجدت نفسي مشدودا إلى البقاء، ومشاهدة ماذا تمثل؟! فوجدتها تمثل بكل أعصابها دورا صغيرا في (شورت) إعلان عن مشروب (الكوكولا)، وأعجبتني طريقتها في تمثيل الإعلان.
وشعرت أن هناك ما يدفعني للتكلم معها، لم أعرف سر هذا الدافع في حينه، قد يكون الحب من أول نظرة، المهم أنني يومها عشت دقائق ممتعة مع ابتسامتها، ورنة صوتها الرقيق النابع من القلب في براءة وصدق.
وانتهى تمثيلها للإعلان، وحانت ساعة الرحيل، وبحثت عن وسيلة للمواصلات تنقلها إلى قلب العاصمة، وكانت بصحبة بعض صديقاتها، ووجدت نفسي أعرض عليها توصيلها إلى حيث تشاء!
وكنت في طريق عودتي أتمنى من قلبي لو أن صديقاتها تركتنا بمفردنا لحظات، وكان القدر كبيرا، فرتب لنا الأمر، وأصبحنا والحب في قلبي بمفردنا.
وفي الطريق عرفت منها إنها لظروف عائلية خاصة اضطرت لقطع دراساتها والنزول إلى ميدان العمل، ولشدة غرامها وولعها بالسينما، قررت النزول إلى ميدانها، رغم علمها بما فيه من عقبات وصعوبات.
وبعد انتهاءها من حكايتها، كنا قد وصلنا إلى الشارع القريب من بيتها، فودعتها على أمل لقاء قريب، ويومها شغلت حيزا كبيرا من تفكيري.
تجسس (عز الدين ذو الفقار)
يستكمل (عز الدين ذو الفقار) باقي قصة غرامه فيقول: بدأت مقابلتنا تتكرر، وكنت أشعر بإرتياح عندما تكون بجواري، وأفرح عندما أراها تخطو خطوات سريعة في عملها في السينما، وتنتقل من فيلم إلى فيلم.
وكنت أتجسس عليها لأعرف طريقة سلوكها، وبدأت بدوري أطلبها للعمل معي في أدوار صغيرة في أفلامي، وكنت أعاملها معاملة تختلف تماما عن معاملاتي لغيرها.
وأحاول التخفيف من آلامها كلما شكت لي من قسوة الحياة، وكنت أجد راحة في أن أجنبها الكثير من الصدمات، وأبذل لها النصائح عن طيب خاطر وبضمير مرتاح.
وبدأت بيننا صداقة، كانت تتردد عليّ في البيت في أوقات كثيرة، وكنت أجد لذة في صحبتها إلى فسحة أو جلسة هادئة، أو سهرة، وأصبحت أشعر لا طعم للضحك أو الكلام إلا معها، أصبحت هي كل فكري ووقتي، وجاء يوم..!
الأسبوع القادم نستكمل باقي قصة غرام المخرج الكبير عز الدين ذو الفقار، والفنانة كوثر شفيق.