(سامي حواط).. صوت الغلابة اللبنانيين، وصاحب (الرأي العام) الذي نحتاجه حاليا بقوة!

كتب: أحمد السماحي

(سامي حواط) صوت لبناني، غنائه يسكن الحلم والألم، ظهر مع الحرب اللبنانية، ومنذ ظهوره كان هم الناس همه، فهو قريب جدا منهم، ومن قضاياهم ومشاكلهم، حيث يحمي نفسه بالناس.

 فـ (سامي حواط) مؤمنا جدا بالناس، لهذا تجده معهم وحولهم، فهو أحد علامات شارع (الحمرا) ببيروت، كما أنه ثائر على كل الأوضاع الفاسدة، وهذا تجده واضح بقوة في أغنياته.

و(سامي حواط) متمرد على الأغنية التافهة التى لا تحمل مضمونا، والتى تأتي دائما عبارة عن كلمات وجمل لطيفة مصفوفة بجوار بعضها، لكنها في النهاية لا تفيد المستمع، ولا تقدم ولا تؤخر!

يحمل (سامي حواط) صاحب الإطلالة المختلفة عيون صافية تحاول أن تدرك المستقبل، وأصابع نظيفة تحتضن العود وتعزف وتحاول من خلال العزف والغناء تغيير الواقع ببصمة صوته وألحانه.

وكلمات مجموعة من الشعراء المتميزين الذين لديهم قضية يريدون طرحها من خلال كلماتهم مثل (غسان مطر، جورج يمين، عبيدو باشا، كميل ضاهر، خالد الشرتوني، محمد العبدالله) وغيرهم.

(سامي حواط) والحرب للبنانية

عرفنا (سامي حواط) لأول مرة من خلال مسرح العبقري (زياد الرحباني)، حيث قدم من خلال هذا المسرح مجموعة من الأغنيات النقدية الساخرة التى لفتت الأسماع إلى صوته.

وبعد انفصاله عن (زياد الرحباني) قدم تجربته الغنائية الخاصة جدا في الأغنية السياسية، التى عكست هموما معيشية وحياتية يعيشها المواطن اللبناني البسيط.

ولم يهتم فقط بالمواطن اللبناني، ولكنه قدم أيضا الأغنية التى تتحدث عن القضية الفلسطينية، حيث  دافع عنها وحملها في وجدانه، وغناها، ومن خلال كل هذه الأغنيات قدم (سامي حواط) ألحان تتسم بالبساطة والعمق.

حرمت الحرب اللبنانية (سامي حواط) من إكمال دراسته الثانوية، كما حالت أيضا دون إكماله دراسته الموسيقية في الكونسرفتوارالوطني، فاشتغل على نفسه، ودرس الموسيقى على يد الكبار منهم مثل (توفيق الباشا، وعبدالغني شعبان).

ولأن (سامي حواط) مؤمن أن النظام الطاغي يطمس كل الأشياء ذات القيمة الثقافية والمعنوية، ويحاول عمل قيمة للتفاهه والتافهين، حتى يضعف الشعب، ويحبطه.

لهذا منع هذا النظام (سامي حواط) هو وأبناء جيله من الملتزمين بالأغنية السياسية أن يحققوا الإنتشار والشهرة التى يستحقونها.

 وعلى مدى مشواره الفني قدم (سامي حواط) عدة ألبومات قليلة جدا تعد على أصابع اليد الواحدة،  لكن هذه الألبومات متميزة جدا.

 وشكلت ظاهرة ملفتة في الكلمة الساخرة والمعبرة عن روح المواطن المسحوق  نستحضرها حاليا، كلما ضاقت بنا الحالة الإقتصادية، أو إرتفع صوت طبول الحرب، أو انتشر الفساد.

(سامي حواط) و(الرأي العام)

من الألبومات الشهيرة التى قدمها (سامي حواط)، ونتوقف عنده هذا الأسبوع من خلال باب (غلاف ألبوم)، ألبومه (الرأي العام) الذي تضمن 8 أغنيات قام بغنائها وتلحينها جميعا.

 وهذه الأغنيات هي (بيروت الكبرى)، و(تنين) كلمات عبيدو باشا، و(لارا) كلمات الشاعر غسان مطر، و(أحد الإخوان) كلمات محمد العبدالله، و(يا أهل المغني دمغنا وجعنا) و(العامل) كلمات بيرم التونسي.

و(كيف أنسى) كلمات خالد الشرتوني، و(الرأي العام) كلمات جورج يمين.

تولى عزف أغنيات هذا الـ (C.D) مجموعة كبيرة من الموسقيين الرائعين في مقدمتهم العبقري (زياد الرحباني)، الذي عزف على البيانو، وعبود السعدي، (باس جيتار)، وفاء البيطار (قانون)، سمير سبليني (ناي).

وعصام طوقان (باس خشب)، وهاني سبليني (كيبورد)، وإميل بستاني (درامز)، وحاوي حاوي (طبلة)، وأحمد كعاكاتي (رق)، وطوني خليفة، وميشال خيرالله (كمان).

(تزيز حواط) و(كارمن لبس)

يحمل هذا الـ (C.D) مفارقة طريفة في غناء الكورال، حيث نجد اسم المطربة القديمة التى لم تحقق شهرة كبيرة خارج لبنان (تريز حواط) وهى والدة (سامي حواط)!

كما نجد اسم النجمة الشهيرة حاليا (كارمن لبس)، فضلا عن مجموعة من الأسماء الأخرى مثل (زينب زهر الدين، وفا البيطار، فرح رزق، عباس شاهين، سليم اللحام، البير منصور).

تم تسجيل الأغنيات في ستديو (BY PASS)، هندسة الصوت (زياد الرحباني)، ومساعد هندسة الصوت علي مشورب، وميشال حداد.

……………………………

كلمات (الرأي العام)

تقول كلمات أغنية (الرأي العام):

حضرتنا من الرأي العام

صوت للي ما إلهم صوت

كيف حالك.. والله تمام

عايش من قلة الموت

حضرتنا من الرأي العام

منصلي كتير.. ومنصوم

منهلك.. مننام ومنقوم

ومنرجع نهلك وننام

حضرتنا من الرأي العام

حضرتنا ما بتعرفنا

الرأي العام .. تشرفنا

تزوجنا وصار عنا ولاد

عم ننجد فراش جداد

حتى ينام الرأي العام

حضرتنا من الرأي العام

حضرتنا الأكترية

تسع وتسعين بالمية

طرحنا من المية واحد

والواحد وحده قاعد

قاعد ع الراس وقدام

حضرتنا من الرأي العام

صوت اللي ما إلهم صوت

كيف حالك.. والله تمام

عايش من قلة الموت

حضرتنا من الرأي العام

……………………………

كلمات أغنية (أحد الإخوان):

أحد الإخوان، وأنا ابتاع رغيف فلآفل من ذاك الدكان

 لم يعجبه أمر لا أعرفه فيا

 أحد الإخوان لبطني، لبطني

وأنا ان قيس الإنسان بهامته سأساوي من هذا الأخ اثنين

أوقيس الإنسان بفكرته سأساوي، إلفين

أوقيس الإنسان برفقته وشجاعته، سأساوي مليونين

كنت سألقن هذا الحيوان، درسا لاينساه

فأضربه كفين، فأضربه كفين

ولكن حين علمت بأن الأخ اللابط أعلى من زلم السلطان

أحجمت، أحجمت، لأني تعبان لأني تعبان، لأني تعبان

قسما بعلي والعباس، أنا تعبان

قسما بصلاح الدين وحطين، أنا تعبان

وجميع الجبهات لتحريرفلسطين، أنا تعبان

وإن شئتم قرفان، وان شئتم كسلان

وإن شئتم جبان

قسما بجميع القديسين، أنا تعبان، أنا تعبان، أنا تعبان.