رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

العندليب يغني للديك الرومي في زفاف (طاهر أبو زيد)!

إعداد: أحمد السماحي

الأسبوع الماضي تزوج ( طاهر أبوزيد) مذيع البرنامج  الشهير (جرب حظك)، وقصة زواجه أشبه بروايات السينما، وليلة فرحه كانت أقرب إلى ليالي ألف ليلة وليلة، عدسة (الجيل) كانت هناك وعاشت ليلة نادرة فى ليلة زفافه، حيث لم يستمر عقد القران غير دقائق جلس فيها (طاهر أبو زيد) أمام المأذون فى خشوع وصمت، وكان يردد وراءه الكلمات فى صوت خافت، وقد ارتفعت ضربات قلبه حتى كاد يسمعها كل الموجودين.

العريس والعروس يصعدان السلم المؤدي للقاعة

كيف تزوج

ولكن كيف تزوج مذيع (جرب حظك)، إن لزواجه هذا قصة جميلة جرب هو حظه فيها، كان (طاهرأبو زيد) يدخل من باب الإذاعة ولمح فتاة على جانب كبير من الجمال تتقدمه وتصعد فى الأسانسير، فأعجب بها وخفق لها قلبه، وتجول في بعض مكاتب زملائه قبل أن يدخل إلى مكتبه.

وفوجئ (طاهر أبو زيد) هنالك بأنها تجلس فى انتظاره، وطلبت منه الحسناء تذاكر لحضور برنامجه، وأعطاها التذاكر ومن خلال حديثه معها رأى فيها شخصية تصلح فارسة لبرنامجه، وفى الحلقة التالية قدم للمستمعين (كاميليا الشنواني)، الطالبة بكلية الأداب بجامعة (عين شمس)

ودارت الأيام ووجد فيها (طاهر أبو زيد) ضالته المنشودة، وأوقعت الفارسة أستاذ (جرب حظك) في غرامها، واستطاعت بشخصيتها الجذابة المرحة أن تنسيه شبح المأذون، وتقدم لخطبتها وحدد موعد عقد القران، ولكنه فى الموعد المحدد لم يتم الزفاف!

(أنطوني إيدن) تسبب في حفل الزواج

شبح أنطوني إيدن

لم يكن هذه المرة شبح المأذون هو السبب، ولكنه كان شبح شخص آخر لم يضع العمامة قط على رأسه، بل كان يضع القبعة أنه (أنطوني إيدن)، الذى أرسل جيوشه تعتدي على مصر، وجند الإذاعيون أنفسهم فى المعركة، وأجل (طاهر أبو زيد) زواجه، وشاء القدر أن تنتصر مصر على (إيدن)، فيصادف يوم زفافه يوم سقوط مجرم الحرب.

وأبى الإذاعيون إلا أن يحتفلوا بهذه المناسبة احتفالا فريدا، ووضعوا لذلك تقليدا تعاونيا جديدا، فساهموا فى إقامة فرح (طاهر ابوزيد)، ونشطت (آمال فهمي) فى جمع المال اللازم من الزملاء، وأشرف (سعد القاضي) على إخراج الحفل الذي أقيم فى منزله بالمنيل.

وفي 24 ساعة تم كل شيئ، فكنت ترى سيارة  (محمد علوان) بعد منتصف الليل محملة بالديدوك الرومي والخضروات والفاكهة واللحوم فى طريقها إلى المنيل، وخرج (جلال معوض) يتفاوض مع (الفراش) و(يفاصل) فى ثمن الكراسي والسجاجيد.

أما (عباس أحمد) فكان دوره مع الكهربائي الذى جعل المنزل شعلة من الضوء، وكلما مرت الساعات زاد النشاط ودقت التليفونات وكثرت الاجتماعات بين الإذاعيين والفنانيين، وفى وسط هذه الزحمة تذكر (سعد القاضي) الطباخ الذي سيتولى إعداد بوفيهات المعازيم، وعادت الاتصالات من جديد للبحث عن طباخ شاطر، وتقدمت (تماضر توفيق) بطباخها فحل الإشكال.

كل هذا و(طاهر أبو زيد) يناقش ويناضل محاولا ألا يكلف زملاءه هذه المشقة، ويبدي رغبة فى أن يقيم حفلا بسيطا، وأراد أن يبتدع بدعة جديدة بأن يكتب على بطاقة الدعوة: (لاعشاء للمدعويين) حتى يريح ويستريح، ولكن مشروعه رفض بأغلبية الأصوات.

وفى الساعة الثامنة مساء انتقلت الإذاعة بموظفيها وفنانيها وحتى بفراشيها إلى منزل زميلهم (سعد القاضي)، وبقي (فهمي عمر) مرابطا تحت السلم ومعه مزيكة حسب الله، وانتظر (سعد لبيب) فى الشرفة ليراقب وصول العريس والعروسة إلى أول ناصية الشارع ليعطي الإشارة ببدء الإحتفال.

وقبل موعد إذاعة نشرة الأخبار التاسعة صاح (سعد لبيب) معلنا وصول العروسين من (الكوافير)، وخرج (فهمي عمر) من تحت بير السلم يتقدم (فرقة حسب الله)، ونزل الإذاعيون من الدور الثاني  إلى (الحوش) مهرولين لاستقبالهما بالزغاريد والشموع والملح والهتافات وعزفت الموسيقى.

وتأبط (طاهرأبو زيد) ذراع (كاميليا الشنواني)، وتقدم الركب صاعدان السلالم وأمامهما (فتلة والمعلم شكل فتوة ساعة لقلبك) يوسعان الطريق وكانت الهتافات تتردد بحياة (طاهرأبو زيد) عريس اليوم قائلة: (تزوج طاهر وسقط إيدن، الله معك يا طاهر، نحن فداؤك يا طاهر، لاعريس إلا طاهر)، وأخيرا وصل العروسان إلى الدور الثاني وبدأت زفة آخرى تقدمها (كمال الطويل، وعبدالغني السيد، وسيد إسماعيل).

حليم بابتسامة يناجي الديك الرومي

حليم يناجي الديوك الرومي

وعلى البوفيه وقف (عبدالحليم حافظ) يناجي الديوك الرومي، ويقول لجلال معوض: (على قد الشوق اللي في عيوني يا جلال أغرف)، أما (الخواجة بيجو) فكان يتفاهم مع الديك بلغته الرومية، ولو وجد ميكرفون فى فرح (طاهرأبو زيد) لنقل إلى المستمعين صوت (عبدالحليم) وهو يغني من قلبه، ونكات (تحية كاريوكا)، واللحن الجديد لمطرب السودان (سيد خليفه).

لقد كانت البهجة تسود الجميع والضحكات تخرج من القلب، فها هى (أمال فهمي) تعد البوفيه، و(المأمون أبو شوشة) يغسل الأطباق، و(أحمد فراج) يحمل صينية الشربات، وفى الفجر رقصت (تحية كاريوكا) بفستانها العادي وبدون موسيقى اللهم إلا أصوات (عبدالغني السيد وعبدالحليم وسيد اسماعيل)، وهم يرددون (وله يا وله ارحمنى يا وله).

وغنى (عبدالحليم) ومعه كمال الطويل دويتو (على قد الشوق)، وأنشد الإذاعيون نشيدا جديدا من تأليف (المأمون أبوشوشه)، وذلك على لحن (محمود الشريف) الشهير (الله أكبر)، أما الكلمات التى رددها الإذاعيون فلم يقدر لواحد من المستمعين أن يستمع إليها، كانت الكلمات تقول:

كان غيرك أشطر.. كان غيرك أشطر

يا سعد يا لبيب الحق بقه.. فهمي عمر

عاوزين له واحدة تخطبه.. زي القمر

هو اللي فاضل وحده.. لم يحتضر

قولوا معي قولوا معي.. كان غيرك أشطر

كان غيرك أشطر كان غيرك أشطر يا عمر

مجلة ” الجيل” العدد ” 265″ الصادر بتاريخ 21 يناير 1957 .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.