أمينة صبري صاحبة (حديث الذكريات) تتحدث مع (فريد شوقي) عن مشواره الفني (2/2)
* استفدت جدا من أنور وجدي، وعلمني سر العدسات والإحساس بها، وعلمني الإنتاج وأسراره
* في المرحلة الأولى من حياتي كنت أقوم بالأدوار الفائضة من محمود المليجي
* متعدد المواهب الفنان (السيد بدير) علمني حرفية كتابة السيناريو
* حياتي الفنية مرت بأربع مراحل، كل مرحلة مختلفة تماما عن الأخرى
* يوم افتتاح بطولتى لإعادة أعمال نجيب الريحاني، هربت من المسرح، وأمسك بي بعضهم ورجعوني، وظللت حوالي عشر دقائق لا أستطيع النطق
بقلم الإعلامية الكبيرة: أمينة صبري
في الحلقة الماضية تحدثنا عن نشأة (فريد شوقي) الذي سيطر علي مشاعرنا.. أحبه الناس فتُوج ملكا على القلوب، رغم أنه كان يقدم أدوار الشر.
وعلى الرغم من كان يلعب أدوار المسيطر من خلال معاركه العديدة، إلا أنه كان محبوبا جدا لما يتمتع به من خفة ظل وموهبة كبيرة، فهو يدخل للقلوب مباشرة.
واليوم نستمكل مشوار (فريد شوقي) في السينما وكيف تحول من دور الشرير والشجيع إلى أدوار الأب التي أجادها، وكذلك أيضا تجربته المثيرة في مسرح الريحاني.
* أنت دائما تذكر عظمة أنور وجدي في عملية إنتاج الأعمال الفنية؟
** فريد شوقي: أنور وجدي كان عبقريا، بداية من اكتشاف المواهب، ثم القصة التى يقدمها، مرورا بكل أدوات الإنتاج حتي يظهر الفيلم، والحقيقة استفدت جدا من أنور وجدي، فقد علمني سر العدسات، والإحساس بها، وعلمني الإنتاج وأسراره، وانتجنا معا أول فيلم وهو (الأسطي حسن).
* ماهي أهم خطواتك في السينما؟
** فريد شوقي: في حياتي أربع مراحل مهمة، وأنا لدي ميزة إني أطور نفسي بنفسي، ولازم الفنان يتطور ويغير من نفسه حتي لا يوضع في قالب واحد ويمل الناس منه، وهو يمل من نفسه.
المرحلة الأولي كانت شخصيات رشحت لي بسبب مخرجين وهو دور الشرير الذي يحول دون زواج البطل من البطلة، وفي هذه المرحلة كنت أقوم بالأدوار الفائضة من محمود المليجي.
بمعنى عندما يكون (المليجي) مشغول، وليس لديه وقت لتجسيد أدوار جديدة يعطوا لي دوره، وكنت أقوم بدور الشرير بخفة ظل، ولذلك لم يكرهني الجمهور.
أما المرحلة الثانية وهى تمثيل أدوار البطولة، أو عندما قررت أن أكون بطلا في السينما، وكتبت فيلم (الأسطي حسن) ووقتها تعرفت علي متعدد المواهب الفنان (السيد بدير) الذي علمني حرفية كتابة السيناريو.
ثم كتبت فيلم (جعلوني مجرما)، والذي أسقط عن المتهم الجريمة الأولي، وفكرة هذا الفيلم جاءت إلي من أخي الضابط الذي كان يعمل في إصلاحية الأحداث بالقناطر وكنت أزوره، وأسمع قصصا غريبة عن عذاباتهم ثم فيلم (رصيف نمرة 5).
ثم جاءت المرحلة الثالثة وهى أفلام الإثارة أو الأكشن والحركة والضرب يعني (شجيع السيما) مثل فيلم (عنترة بن شداد) وأنا كنت بالعب ملاكمة، وكان جسمي يساعدني في الحركة والضرب، وكانت فترة نجاح كبيرة وسميت وقتها (ملك الترسو) ومن هنا جاء لقب (الملك).
أما المرحلة الرابعة فهي تمثيلي دور (الأب)، والأدوار الإنسانية مثل (لاتبكي يا حبيب العمر)، و(أبو البنات)، و(بالوالدين إحسانا) وغيرها، وواكبت هذه الفترة أو قبلها بفترة عودتي مرة أخري للمسرح، ومسرح الريحاني بالذات.
فبعد وفاة عادل خيري اتفق معي الكاتب والشاعر (بديع خيري) صديق نجيب الريحاني، أن أكون بطلا لفرقة الريحاني فرفضت في الأول لأنني لا أستطيع أن ألعب أدوار الريحاني العظيم.
وكنت أمام أزمة نفسية وفنية كبيرة فهل أقلد الريحاني في التمثيل؟، وهل سيقبل الجمهور التقليد؟، أم هل أقدمه بطريقتي، وهل أيضا سيقبل الجمهور؟، فظللت في حيرة شديدة واعتذرت فرفضوا.
وكنت عند الافتتاح أطلب منهم تأجيل الافتتاح لعدة مرات، ويوم الافتتاح الأخير هربت من المسرح، وأمسك بي بعضهم ورجعوني للمسرح، وظللت حوالي عشر دقائق لا استطيع النطق.
* وكيف تقيم مرحلة مسرح الريحاني؟
** فريد شوقي: الحقيقة أنني استفدت جدا من مسرح (الريحاني) وقدمت أيضا مسرحياته علي المسرح، وفي السينما، واستطعت أن أجمع بين الحركة، وخفة الظل، وأيضا ظللت أطور من نفسي، وعندما كبرت في السن اتجهت للميلودراما وذهبت إلي تركيا، بعدها رجعت مصر وعملت فيلم مثل (ومضي قطار العمر) وغيره وهكذا.
* بعد كل هذا النجاح والمحبة الكبيرة لك عند الجمهور وكونك (شجيع السيما) و(الملك) و(ملك الترسو) هل أنت في حياتك الشخصية تحل مشاكلك بالعنف والضرب والخناق؟
** فريد شوقي: أبدا أبدا فأنا مسالم جدا ومتسامح لأقصي حد، ويمكن أن تسألي عني بناتي وزوجتي، والمقريبيين مني.
* رحلة جميلة أثرت الحركة الفنية فبعد كل هذا النجاح والمراحل العديدة التي عشتها.. ماذا تتمني الآن؟
** فريد شوقي: أن استمر في هذا النجاح لآخر عمري، فالنجاح صعب، الريحاني العظيم كان دائما يقول عن النجاح: (أنه مثل السلم اللي بدورين الطلوع صعب جدا علي هذا السلم، ولكن النزول من الجانب الآخر في غاية السهولة!).
لهذا أقول لأبنائي من النجوم الجدد: (اطلع السلم واحدة واحدة، واتعلموا كويس، وتريثوا في خطوتكم، حتي تصلوا للقمة ثم إحتفظوا بها بتنوع أدواركم وتغيير جلدكم كل فترة).
وبهذه النصيحة القيمة، تركت (الملك) وسط أسرته الجميلة، وازداد حبي له بعد أن اقتربت منه كإنسان.