* عرض عليّ (الريحاني) العظيم أن ألتحق بفرقته، ولكن والدي رفض لهذا السبب؟!
* منعني (أنور وجدي) من الذهاب للمسرح لأننا في الاستوديو نصور الفيلم، ولكن الريحاني أقنعه أن يتركني للذهاب للمسرح وأوصلني بنفسه للمسرح
* في المعهد البريطاني تعرفت علي (صلاح منصور، والسيد بدير، ومحمود السباعي، ومحمد توفيق) وكونا (فرقة العشرين)
* بدايتي كانت مسرح، ولكني عملت سينما مبكرا أيضا، وأنا طالب في معهد الفنون المسرحية
* اشتريت أعواد القمح، ورجعت لبيتنا في حي (الحلمية) وكسبت منهم مبلغ 1250 جنيه وكان مبلغا كبيرا جدا لهذا السبب!.
* كان أجري وأنا طالب 90 جنيه، وكان يعتبر أجرا كبيرا، وعملت مع يوسف وهبي في (ملائكة الرحمة) وقدمني لأنور وجدي.
بقلم الإعلامية الكبيرة: أمينة صبري
الملك (فريد شوقي) الذي سيطر علي مشاعرنا.. أحبه الناس فتُوج ملكا على القلوب، أنا كمشاهدة أحببت (فريد شوقي) جدا بالرغم أنه كان يقدم أدوار الشر.
وأيضا أدوار المسيطر من خلال معاركه العديدة، إلا أنه كان محبوبا جدا لما يتمتع به من خفة ظل وموهبة كبيرة، فهو يدخل للقلوب مباشرة.
أخذت ميعاد لكي ألتقي به، واتعرف ويتعرف معي محبوه على مشواره الفني، ذهبت له في فيلته بالمهندسين، وهناك وجدته في استقبالي هو وزوجته وبناته.
ولاحظت حبه الشديد وتعلقه ببناته، وكيف يحنو عليهم؟، ويمرح معهم، وهو فرحان وسعيد وفخور بهن، جلسنا كعائلة فترة، ثم بدأت الحوار معه:
* أستاذ فريد لو بدأنا من البداية أي من الطفولة فهل نبدأ من منطقة السيدة زينب بالقاهرة؟
** فريد شوقي: أنا من مواليد شارع زينهم بالسيدة زينب، وإلى الآن أذهب إلى هذا المنزل، وهذه المنطقة لكي استرجع الذكريات، وألتقي مرة أخري بجيران الطفولة والصبا.
ولقد نشأت في منزل العائلة الكبير، وهو منزل كان يضم أبي وأمي، وأخوتي، وأعمامي، وجدي، وجدتي، وكان المنزل جميلا جدا، وحوله سور كبير يضم العائلة كلها.
وكان من حظي أن أبي كان أديبا يعشق الأدب والفن، وتعلمت منه حبي للأدب والفن، ورغم معارضة أهلي لعملي بالفن، لكن كان أبي يريدني أن أكون ممثلا مثقفا بجانب دراستي.
وبالفعل أكملت دراستي، ودخلت الهندسة، وعملت مهندسا لمدة ثماني سنوات.
* متي إذن بدأت هواية التمثيل؟
** فريد شوقي: منذ أن كان عمري 8 سنوات عملت مسرح لي من صنعي، أنا وابن عمتي داخل العائلة، عبارة عن خشبة في حديقة المنزل، ونلقي أبياتا من الشعر أمام العائلة.
وأبي كان فخورا جدا بذلك، وكان يأخذني كل خميس لكي نشاهد فرقة من فرق القاهرة المسرحية، مثل مسرح (الريحاني)، و(علي الكسار)، و(يوسف وهبي).
وكان يناقشني في المسرحية ورأي فيها، ففتح مداركي لكي أفهم الفن وحرفته، وكان فخورا بي، وبكي كثيرا يوم حصولي علي الوسام من الرئيس جمال عبدالناصر.
ولكن والدتي عارضت هذا الاتجاه كثيرا وأصرت أن أكمل دراستي أولا وبالفعل أكملت الدراسة.
* كانت هذه مرحلة الطفولة المبكرة ثم ماذا؟
** فريد شوقي: في مرحلة المراهقة انتقلنا كعائلة كبيرة إلي منطقة الحلمية، وأنشأت فرقة من شباب الحلمية، ولكني واجهت صعوبة في إقناع أهالي الشباب خوفا علي أولادهم.
وقمنا بتأجير حديقة أمامنا، وأقمنا عليها خشبة للمسرح، وكانت التذكرة بقرش صاغ، وكان أبي يكتب ويخرج بعضها، ونقوم أيضا بتقديم نماذج من مسرح يوسف وهبي.
وذهبت إلي شارع (محمد علي)، وهو كان شارع الفن وقتها، ومليئ بالفرق الاستعراضية، وذهبت إلي قهوة (الفن) حيث يجلس الفنانون هناك أمثال (نجيب الريحالي، وحسين رياض، وأحمد الجزايرلي، وفؤاد شفيق).
وكنت أجلس وانظر إليهم بانبهار شديد، فهم بالنسبة ليّ عمالقة، المهم ذهبت لشارع (عماد الدين) وأجرت ممثلة قديمة، وعملت معها عقد بجنيه، لكي تمثل معنا.
ولكن يوم الحفل لم تأت فماذا نفعل؟، اتفقت مع الكاتب الكبير (كمال إسماعيل)، وهو ابن عمي علي أن يلعب هو دور الممثلة، وكنت بجانب ذلك أكمل دراستي في الهندسة، لأني كنت أميل للأدب والشعر.
* متي كونت فرقتك المسرحية؟ وهي رابطة التمثيل؟
** فريد شوقي: أنا قررت أنشأ فرقتي المسرحية، وتعرفت علي أحمد الجزيرلي، وعلي الزرقاني، وعبدالفتاح البارودي، وكونا الفرقة، وكنا نجتمع في قهوة (العلم) في حي (باب الخلق) كنا نتدرب.
ونقرأ ونؤلف، وكنا نستأجر مسرح (الريحاني) من السادسة إلى الثامنة، وكنت بجانب التمثيل أهوى الإدارة فكتبت عقد مع (الريحاني).
وقد عرض عليّ (الريحاني) العظيم أن التحق بفرقته، ولكن والدي رفض!، لأنه أراد أن أكمل تعليمي أولا، والحمد لله أنني فعلت ذلك، لأن بعدها افتتح معهد التمثيل والتحقت به.
وأكملت دراستي في الهندسة ثم في المعهد، ثم التقيت مرة أخري بالريحاني أثناء عملنا في فيلم (غزل البنات)، وكنت وقتها أعمل مع (جورج أبيض) في مسرحه.
وقد منعني (أنور وجدي) للذهاب للمسرح لأننا في الاستوديو نصور الفيلم، ولكن الريحاني أقنعه أن يتركني أذهب للمسرح وأوصلني بنفسه للمسرح كان رجلا عظيما.
* وما حكاية المعهد البريطاني معك؟
** فريد شوقي: أنا التحقت بالمعهد البريطاني لاكتساب اللغة الانجليزية وممارسة هوايتي المسرحية، فقد كانوا يقدمون مسرحيات عالمية.
ووقتها تعرفت علي (صلاح منصور، والسيد بدير، ومحمود السباعي، ومحمد توفيق) وكونا (فرقة العشرين) وقدمنا مسرحيات ذات الفصل الواحد.
وكان (زكي طليمات، ويوسف وهبي) يعطونا دروسا في المسرح، دون مقابل، وحبا للفن والمسرح، وكانت الدراسة في المعهد في غاية الجدية والصعوبة واستفدت منها جدا.
وسأحكي لك حكاية لطيفة: (أنا طول عمري أفهم في الإدارة والتجارة، وأحب اكسب فلوس كتير، لأني أحب أن أعيش على مستوي راق، فذهبت مرة إلي إحدي دور السينما.
وطلبت زجاجة غازية، وطلبت منهم شفاطة فلم يجدوا، وكنت وقتها مازلت أعمل موظفا في مصلحة الأملاك في (قليوب) فذهبت هناك لكي أقيس قطعة أرض مزروعة قمح.
وأمسكت عود القمح، ووجدته يصلح أن يكون شفاطا، فاشتريت أعواد القمح، ورجعت لبيتنا في حي (الحلمية).
ونزلت السوق اشتريت مقصات، وعلب، ووضعت الشفاطات في العلب، وذهبت لدور السينما والمسرح وقمت ببيعها وكسبت وقتها 1250 جنيه، وكان مبلغا كبيرا جدا وقتها.
* إذن أنت عملت في الأول مسرح وليس سينما؟
** فريد شوقي: فعلا بدايتي كانت مسرح، ولكني عملت سينما مبكرا أيضا، وأنا طالب في المعهد قدمت مسرحية (الجلف).
وكانت فيه فرقة إنجليزية تقدم نفس مسرحية (الجلف) فدعوتهم لمشاهدة المسرحية المصرية، فأعجبوا بي جدا، وشكروني وأثنوا على موهبتي أمام (زكي طليمات).
ثم وجدت المخرجين العظام أمثال (حسن الإمام، وأحمد كامل مرسي، وأحمد بدرخان، وفطين عبدالوهاب) يشاهدونني في المسرح.
وقمت بعمل أدوار في أفلام، وأنا مازلت في المعهد، وكان أجري وقتها 90 جنية، وكان يعتبر أجرا كبيرا، وعملت مع يوسف وهبي في فيلم (ملائكة الرحمة).
وقدمني (يوسف بك)، للفنان (أنور وجدي) وأصبحنا أصدقاء جدا وعرض عليّ دور في فيلم (قلبي دليلي) واعطاني أجر خمسون جنيها، وقد كان أجري وقتها 150 جنيه.
ولكني وافقت لأن العمل مع (أنور وجدي) حاجة ثانية!، فهو فنان عظيم في اكتشاف وإنتاج الأفلام، وفي أحد الأيام دخل علينا (أنور وجدي) في الاستوديو، وكنت أمثل في أحد الأفلام، فقرر أن يقدم لي عقود ثلاثة أفلام بـ 350 جنية.