رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

كمال عطية المخرج الذي كتب أغاني أفلام (صلاح أبوسيف) الأولى

  1. * “ببا عز الدين”كانت أول من تغنىت له و”عبدالمطلب” سبب شهرته

* صباح تثير جدلا في الشارع السياسي والصحفي بسبب “الغاوي”

* هدى سلطان أوصلت “الواد القهوجي” لكل الجمهور العربي

* نجاة الصغيرة دابت وهى تغني “دوبني دوب”

على مدى تاريخ الفن المصري جمع عدد من النجوم بين حرفية الفن وموهبة الأدب فكتب بعضهم الشعر أو القصة، بعضهم أجاد وبعضهم كان ضيفا خفيفا على الأدب، وفي كل أسبوع سنتوقف مع واحد من هؤلاء النجوم لنلقي الضوء على مشواره الفني، وموهبته الفنية والأدبية.

كمال عطية مع أسرة فيلم (بنت 17)

كتب : أحمد السماحي

المخرج الكبير (كمال عطية) أحد جيل الرواد في السينما المصرية، الذي لم ينل حظا كبيرا من الشهرة مثل بعض معاصريه، إلا أن بعض أعماله السينمائية تمثل أهمية خاصة للمهتمين بالفن السينمائي، فهو صاحب الفيلم الوحيد (آخر من يعلم) الذي انتجته شركة “مترو جولدن ماير”، وتحتفظ  الشركة العالمية بنسخة الفيلم السالبة.

ولا توجد فى مصر أي نسخة موجبة للفيلم ولا حتى نسخة فيديو، حيث لم يسبق طبعه على شريط فيديو، كما أنه صاحب جائزة (كورك الكبرى) عن فيلمه (رسالة إلى الله) الذي يعد الفيلم الوحيد الذي حاول أن يقرب من روح الديانات السماوية الثلاثة “اليهودية والمسيحية والإسلامية” بعيدا عن أي تعصب.

قدم (كمال عطية) للسينما المصرية 24 فيلما بدأها عام 1950 بفيلم (حبايبي كتير)، بطولة رجاء عبده، كمال الشناوي، ماجدة، إسماعيل ياسين، وكان آخرها فيلم (ليس لعصابتنا فرع آخر) لـ (سمير غانم، دلال عبدالعزيز، سيد زيان، هالة فاخر) عام 1990.

وبينهما (المجرم، قتلت زوجتي، المتهم، عشاق الليل، بنت 17 ، آخر من يعلم، سوق السلاح، نهاية الطريق، رسالة إلى الله، عبيد الجسد، سر الغائب، طريق الشيطان، مع الناس، حديث المدينة، ثورة البنات، قنديل أم هاشم، البعض يعيش مرتين، مدينة الصمت، الشوارع الخلفية، ما بعد الحب، المعتوه، غضب الحليم).

ولم يكن (كمال عطية) مخرج فقط، ولكنه كتب السيناريو والحوار لعدد كبير من أفلامه ولغيره، حيث شارك فى كتابة قصة فيلم (المنزل رقم 13) مع مخرجه (كمال الشيخ) عام 1952، يضاف إلى ذلك أنه ساهم بكتابة الأغاني في عدد من أفلام السينما المصرية سواء التى أخرجها بنفسه، أو التى كانت من إخراج آخرين.

فشارك (كمال عطية) بكتابة الأغاني فى أفلام (صلاح أبوسيف) الثلاثة الأولى  وهى (دايما في قلبي، المنتقم، مغامرات عنتر وعبلة)، وكذلك فى فيلم (جزيرة العشاق) للمخرج حسن رضا.

كمال عطية .. شاعر وسينمائي عريق

يا عشرة هوني البداية

من حسن حظي أنني في بداية مشواري الصحفي أجريت حوارا مطولا مع مخرجنا الكبير (كمال عطية)، نشر في جريدة (الحياة) اللندنية عام 2000، وخصصت جزء منه عن كتابته للأغنية وكيفية دخوله عالم الأغنية والشعر فحكى لي بدايات كتابته للشعر والقصة القصيرة فقال:

كانت كتابة الزجل والقصة القصيرة هواية عندي منذ الصغر، فبدأت فى منتصف الثلاثينات وأنا طالب في مدرسة (ليوناردو دافنشي) لزخرفة المباني، ومداخل العمارات والمنشآت المختلفة، أطرق أبواب المجلات والصحف الشهيرة لنشر إنتاجي الأدبي.

وبالفعل نشرت لي جريدة (المصري) قصة بعنوان (بيت خالتي أم سنية)، ونشرت لي مجلة (روزاليوسف) بعض القصص الأخرى، ومجلة (البعكوكة) نشرت لي بعض أزجالي، ومجلة (المطرقة) نشرت بعض أشعاري.

وبعد فترة من نشر أعمالي في الصحف والمجلات، فوجئت بملحن اسمه (حسن حامد) أعجب بأحدى أغنياتي بعنوان (آجي لك من هنا)، وطلب مني تلحينها، وبالفعل غنت لي الفنانة المشهورة (ببا عز الدين) صاحبة صالة (برينتانيا) أول أغنية يقول مطلعها:

آجي لك من هنا، تجي لي من هنا

يا تسيبك م الحاجات دي، يا نخسر بعضنا.

وأصبحت الأغنية على كل لسان مما شجع المطرب الشاب (محمد عبدالمطلب)، الذى كان يعمل في هذه الصالة للتعاون معي فى أغنية جديدة، فكتبت له موال بعنوان (يا عشرة هوني)، لحنه الملحن محمود الشريف يقول:

يا عشرة هونى بقى، ع اللي انشغل باله

وطال عليه الجفا، والشوق ضنى حاله

يكفاه عذاب فى الهوى، مال الهوى وماله

ما دام حبيبه هجر، بيحب يه بعده

ولا الوداد يتنسي، والذل يبقى له

يا عشرة هوني.

وكان الملاحظ فى ذلك الوقت أن موضوع هذا الموال جديدا على أذن المستمع، فلأول مرة يسمعوا مغني يغني في مواله عن (العشرة والوداد وضرورة حفظهما، على الرغم من انشغال بال المحبوب بعير حبيبه وهجرانه له).

مع أسرة فيلم (عنتر وعبلة)

صلاح أبوسيف يدخله السينما

استمر (كمال عطية) ينشر أعماله الأدبية وأشعاره على صفحات (البعكوكة، الزمان، الجيل، الأخبار، روزاليوسف)، ولم يكن في ذهنه على الإطلاق العمل في السينما، لكنه فوجئ عام 1945 بالمخرج (صلاح أبوسيف) يتصل به ويطلب منه العمل معه في فيلمه الأول (دايما في قلبي) لأنه معجب بقصصه القصيرة المكثفة التى تصلح للسينما.

وبالفعل عمل معه كمساعد مخرج، ونظرا لأن (موضة) السينما في هذه الفترة الغناء، فتطلب أحد المشاهد أغنية لبطلة الفيلم (عقيلة راتب) وبالفعل كتب (كمال عطية) أغنية بعنوان الفيلم يقول مطلعها (دايما في قلبي، وعلى بالي، مهما الزمن غير حالي).

بعد عمله  كمساعد مخرج مع (صلاح أبوسيف)، فكر (كمال عطية) فى الإخراج وبالفعل بدأ مشواره مع الفنانة (رجاء عبده)، وتوالت الأفلام والأغنيات التى تعاون فيها مع عدد كبير من المطربين والمطربات منهم (رجاء عبده، عبدالعزيز محمود، شريفة ماهر، هدى سلطان، محمد رشدي، صباح، نجاة، عبداللطيف التلباني) وغيرهم.

وتعاون فى مجال التلحين مع (محمود الشريف، محمد فوزي، محمد الموجي،  بليغ حمدي، منير مراد، عبدالعظيم محمد، أندريا رايدار، حلمي بكر) وآخرون .

صباح

الغاوي تثير جدلا فى الشارع

كتب (كمال عطية) العديد من الأغنيات أهمها الأغنية الشهيرة (الغاوي ينقط بطاقيته) التى لحنها (محمد الموجي) وغنتها (صباح)، وكادت تمنع من الإذاعة بسبب (دلع) صباح الشديد، وأنوثتها.

وكان أحد المتشددين فى نقده هو (سامي دواد) الكاتب الصحفي والعضو المتشدد فى الاتحاد الاشتراكي، لدرجة أنه نقل هذا النقد المتشدد من صفحة الجريدة التى كان يكتب فيها إلى اجتماع مع الرئيس (جمال عبدالناصر) فى الاتحاد الاشتراكي قاصدا الحصول منه على أمر بمصادرة ومنع الأغنية.

محمد عبد المطلب

ولكن (عبدالناصر) رد عليه بقسوة ودافع عن الأغنية ومطربتها حيث قال: (أنا ما أصدرتش أمر بسماع الأغنية وفرضها على الناس، هما أحرار اللي يسمع، يسمع، واللي مش عاجبه زيك كده يا سامي يقفل ودانه أو مايشتريش الاسطوانة، معقول يا سامي أقول لصباح بطلي دلع وأنتي بتغني الأغنية دي، أو بلاش تغنيها، ما ينفعش عيب!، يجب إلا نحجر على أحد خصوصا الفنانيين).

وكان الكاتب الكبير (موسى صبري) حاضرا هذا الموقف، فكتب فى يومياته فى جريدة (الأخبار) منتقدا (سامي دواد) وأشاد برأي الرئيس جمال عبدالناصر، وبأداء (صباح)، والجميل للأغنية التى أصبحت حديث الشارع المصري.

……………………………………………………………………………………………………………………..

نماذج من أغنياته

عبد العزيز محمود

(شدة وتزول)

غناء وتلحين عبدالعزيز محمود والتى يقول في جزء منها :

شدة وتزول يا عين، ومهما تطول يا عين

من يوم ليوم قريب والجرح مسيره يطيب

مهما يطول ويغيب حيجيله يوم يا عين

لو كان لحجاب مكشوف ولا بتصدق لكفوف

أنا كنت أطل وأشوف، وأقول حتهون يا عين

شدة وتزول.

هدى سلطان

(والله رماني الشوق)

ألحان محمد الموجي، غناء هدى سلطان

والله رماني الشوق، وجاني يوم حبيت

جارنا وساكن فوق ومش غريب ع البيت

والله رماني الشوق

أول ما قابلته كنا على السلم

كلمني، كلمته، وفضلنا نتكلم

خدت معاه واديت

دا مش غريب ع البيت

والله ورماني الشوق

الباب فتحتوهله مستنياه ينزل

وقلبي مرتاح له وأمي قالت له أدخل

يا مرحبه اللي جيت

ما انتاش غريب على البيت

والله ورماني الشوق

“قاموا الجيران قومه وجابوا سيرتنا

وصبرت على اللومه لحد دخلتنا

عرفوا أن صاحب البيت

ما هوش غريب ع البيت”

محمد فوزي

(على باب حارتنا)

“لحن محمد فوزي، غناء هدى سلطان

على باب حارتنا الواد القهوجي

بيجيب سيرتنا الواد القهوجي

بيقول ويوصف فى ملايتي ولفتي

ويتنه يحلف بعيني وشفتي

دي حاجة تكسف حاغير سكتي

وافوت حارتنا للواد القهوجي

القهوة تفتح بقوله يا قمر

 يا حلو صبح هو انت حجر

والشوق مصحصح ونحن بشر

ماليين حارتنا وأحسن قهوجي

الشيشة تطلع يقول يا ناري

القلب ولع وغلبت اداري

يارب تسمع ياللي انت جاري

وسيد حارتنا وسيد القهوجي

قربت أحبه وأموت عليه

فتح لي قلبه اقفله ليه

ما الكل حبو حاستنى

 ايه، والشوق جمعنا

يا واد يا قهوجي.

نجاة

(دوبني دوب)

ألحان محمد الموجي،  غناء نجاة الصغيرة

دوبني دوب في غرامه دوبني دوب

وانا أصلي يادوب قدامه من همسة بدوب

وعاجبني يدوبني وعاجبني يدوبني

أصل اشتباكي مع نظرة في عيون سمرة

دارت على كف القمرة وكتبت مكتوب

خلاني أدوب خلاني أدوب

وعاجبني يدوبني وعاجبني يدوبني

فرش لي قلبه جناين ورد عملت قلبي ضليلة

يا عش هادي ماعرفوش حد ولا كنت أحلم بيه ليلة

قول للهوى دوبنا سوا

وعاجبني يدوبني وعاجبني يدوبني

محمد رشدي

(لا قبلها ولا بعدها)

تلحين بليغ حمدي،غناء محمد رشدي

لا قبلها ولا بعدها حتى أبوها وأمها

ما يعرفوش ولا يقدروش يجيبوا تاني زيها

البنت حلوة مافيش كلام

بس اللي حلوة فيها كلام

دايما بتتدلع من كتر حلاوتها

نطلبها تتمنع والكلمة كلمتها

ولا عايزة حد يردها

دى لا قبلها ولا بعدها

بتمشي مشية تهز قلبي

فى كل خطوة معاها

ورايحة جاية تلم أهل الحي كله وراها

وتشوفني تضحك لي، وعنيها تنده لي

وإن جيت أكلمها يا وقعتي منها

وكل يوم من دا وأكتر وكل يوم هو المشوار

الصبح تطلع تتمخطر، العصر أنا واقف على نار

وعقلي حيطير منها

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.