حصريا.. (رونزا) : قريبا أغني (الجمال)، ولدي حفل غنائي مع شقيقاتي في (جرش)
كتب: أحمد السماحي
(رونزا) صوت لبناني رقيق، مليئ بالحنان والعاطفة، يحلق ما بين السماء والأرض، فصاحبته صوت دارس، ومثقف، وحساس، وراقي، ما تقدمه خاص بها وحدها، وناتج عن ثقافتها ودراستها الموسيقية.
ورغم قلة وندرة ما تقدمه (رونزا) في السنوات الأخيرة، لكن ما تقدمه أعتبره فنا ثوريا!، بمعنى أنها تغير جذريا شكلا خطيرا من أشكال الفن الذي تعودنا عليه منذ سنوات طويلة.
وتهدف (رونزا) فيما تقدمه من غناء إلى سيادة فن إنساني معبر عن الخير والحق والجمال، بديلا عن فنون زائفة مخدرة تقف ضد انطلاقة الإنسان العربي، وتعيد ما تم إنتاجه من قبل لكن بشكل عصري!
البعض يحلو له أن يطلق عليها مطربة (النخبة) وهذا اللقب ليس حكرا على (رونزا) وحدها، ولكنه يطلق أيضا على شقيقتيها (آمال، وفاديا طنب).
ولكني أرى أنها بحكم ثقافتها الموسيقية وجدت أن الساحة الغنائية تكتظ بالألآلف من الأغنيات التجارية السائدة التى مل الجمهور منها باستثناء أقارب وأصدقاء المطربيين والمغنيين، والـ (فانز) الخاص بهم!.
هؤلاء الذين يهتفون للفن التجاري البحت الذي يصنع أساسا للاستهلاك اليومي، وبهدف تقديمه كوجبات خفيفة لرواد النوادي الليلية والأفراح والليالي الملاح فأحبت (رونزا) وشقيقاتها أن يؤكدن أن الغناء علم ودراسة، ويسمو بالروح والأحاسيس.
ولهذا يقدمن من آن لآخر تجارب غنائية مختلفة تماما عن كل ما يقدم على الساحة الغنائية، تجارب قائمة على العلم والثقافة والفن والجمال.
آخر هذه التجارب أعادتهم لغناء قصيدة (لبيروت) التى سبق وغنتها من قبل جارة القمر (فيروز) من كلمات الشاعر اللبناني الراحل جوزيف حرب، ألحان الأسباني يواكيم رودريغو، ولكن بتوزيع بوليفوني جديد من نوعه في المنطقة العربية.
وقد وُزعت أغنية (لبيروت) على أصوات الشقيقات الثلاث (آمال، فاديا، ورونزا) وقام بالتوزيع المبدع (إدوار توريكيان) الذي كتب الأغنية موسيقيا للأصوات الثلاثة.
(رونزا).. ولبيروت
رونزا) وفي لقاء حصري خصت (شهريار النجوم) بالحديث عن هذه التجربة الغنائية الجديدة، ومشاريعها الغنائية القادمة، حيث قالت: أغنية (لبيروت) قدمت سابقا ضمن عدة (كونسيرات) غنائية في توزيعها الثلاثي سواء في لبنان أو في الخارج.
وتجربة أغنية (لبيروت) ليست الأولى التى نقوم بتوزيعها بهذا الشكل، لكننا فعلنا ذلك في عدة انواع غنائية لبنانية، وعربية لخلق نوع جديد، ومختلف لم يتطرق إليه أحد في الفن الغنائي العربي.
وعن سر إعادتهم توزيع أغنية (لبيروت) تحديدا قالت (رونزا): أولا لحن الأغنية جميل جدا، ومعروف عالميا، وثانيا موضوع الكلمات مؤثر جدا، ويلمس كل لبناني، وكل عربي يعتبر لبنان بلدا عزيزا عليه.
(رونزا).. مشروع غنائي جديد
أكدت صاحبة (طائر الفينيق): أنها لديها مشروع غنائي جديد ستقدمه خلال الفترة القادمة، وهو عبارة عن أغنية كلاسيكية بعنوان (الجمال) من كتاب (النبي) للأديب اللبناني الكبير (جبران خليل جبران).
والأغنية من ألحان وتوزيع شقيقها الملحن والموزع الموهوب بقوة (سمير طنب)، وقد سجلت هذه المقطوعة في (بودابست) مع الأوركسترا السمفونية لراديو بودابست.
وصرحت صاحبة (من زمان): أنها ستشارك هذا العام هى وشقيقاتها (آمال، وفاديا) في مهرجان (جرش) في الأردن، وتحديدا يوم 27 يوليو القادم، حيث سيقدمون برنامجا غنائيا حافلا بالأغنيات القديمة والحديثة التى يحبها الجمهور.
وبسؤالها عن المطربة الحالية التى تذكرها بنفسها قالت: ليس هناك مطربة معينة تذكرني بنفسي، لأن كل مطربة لها خصوصيتها التي تتميز بها.
وأعدت السؤال بشكل آخر وقلت لصاحبة (صور) من المطربة الحالية التى تجيد اختيار ما يناسبها فقالت: بالنسبة للإنتاج الغنائي للمطربات الحاليات، فأنا بعيدة بعض الشيء عن الجو الفني الغنائي.
وذلك لأنني ابتعدت لوقت طويل عن الساحة الغنائية، وانشغلت في عملي التعليمي الأكاديمي، حيث أنني أستاذة في معهد الكونسرفتوار، لكن أكيد كل مطربة تعرف جيدا تختار ما يليق بصوتها!
وعن آخر ما قدمته من أغنيات قبل إعادتها لرائعة (لبيروت) قالت (رونزا): أغنية (مين كان يقول) من ألحان وتوزيع أخي سمير طنب، وهى التي أركز عليها مؤخرا في (الكونسيرات)، وسأغنيها أيضا في مهرجان (جرش) في الأردن، مع أغنيات أخرى لكل واحدة من شقيقاتي.
(رونزا) التى اكتشفها عاصي الرحباني
رونزا نشأت في بيت فني، فوالدها فنان تشكيلي، وكذلك شقيقها الكبير، أما والدتها فكانت دارسة للموسيقى في معهد الموسيقى العربية، وغنت في إحدى المرات مع الموسيقار المبدع (توفيق الباشا)، وكانت حاملا في ابنتها عايدة.
في نهاية السبعينات اكتشفها الموسيقار المبدع (عاصي الرحباني)، وراهن عليها بقوة، وأطلق عليها الشاعر اللبناني الكبير (سعيد عقل) اسمها الفني، فقامت بتغيير اسمها من (عايدة طنب) إلى (رونزا).
وعهد عاصي الرحباني مغنيته الجديدة (رونزا) إلى المطرب رائع الصوت (محمد غازي)، الذي شارك مع (فيروز) في غناء العديد من الموشحات، لتدريبها على الموشحات والأدوار.
وكانت انطلاقة (رونزا) عام 1979 مع الأخوين رحباني اللذين قدما لها العديد من الأغنيات التى لا تنسى في برنامج (ساعة وغنية)، والمسلسل الغنائي (من يوم ليوم).
ومن الأغنيات التى قدمتها (رونزا): (يا بهية، يا دار بتلوح، كلما ابتسمت لي، زار، يا ريح المسا، جاي جاي، وليلة الوداع، أهل الهوى) وغيرها.
ومع زياد رحباني (وقت اللي بتحكيني)، ومع منصور الرحباني (صور)، ومع إلياس الرحباني (قولك راح نتلاقى) وغيرها، ومع غدي الرحباني (مشوار) وغيرها، ومع شقيقها سمير طنب قدمت مجموعة كبيرة من الأغنيات منها (من زمان، من كان يقول، طائر الفينيق) وغيرها من الروائع.
كما برعت (رونزا) في المسرح الغنائي وقدمت مع الأخوين رحباني وأولادهم العديد من التجارب المسرحية الغنائية المهمة، وكانت البداية عام 1980 عندما أعادت مسرحية (الشخص) التى سبق وقدمتها السيدة فيروز.
بعدها قدمت معهم أيضا (المؤامرة مستمرة، والربيع السابع، وانقلاب، الممر إلى أسيا، رحلة بابا نويل).
رونزا وشقيقتيها
تتميز (رونزا) بأن صوتها من نوعية (Soprano) والذي يبرز في الطبقات العليا، بينما شقيقتها آمال يبرز صوتها في الطبقات الوسطي وهو من نوعية (Mezzo Soprano).
في حين صوت فاديا (Alto) والذي يبرز مع الطبقات المنخفضة، وهذا التنوع في طبقات الصوت، كان سببا في نجاحهن في الغناء المشترك.
وطوال مسيرة (رونزا) لم تسعى يوما إلى الشهرة، ولم تفكر يوما في عالم الأضواء، ولكن الشهرة هى التى انجذبت إلى (رونزا) كما تنجذب الفراشات إلى الضوء.
وتم تكريمها بالحصول على جائزة (الموريكس دور) في دورته الـ (21) عن مسيرتها الفنية.