(تترات رمضان) المميزة أعادت إلى الذاكرة توهج الزمن الجميل
كتب: أحمد السماحي
منذ أيام كتبنا موضوع عن بعض (تترات رمضان) الماضي تحت عنوان ( تترات رمضان فرح شعبي، وبعضها يحرض على العنف، وكرهه الأخوة!).
وحقق موضوع (تترات رمضان) هذا قراءات عالية، وجاءتني عليه تعليقات كثيرة من نجوم الموسيقى والغناء، وبعض الزملاء.
ومن التعليقات التى وصلتني تعليق نجمتنا الكبيرة إلهام شاهين التى نبهتني لتتر مسلسل (إمبراطورية ميم) لمطربنا الكبير مدحت صالح.
وتنبيه نجمتنا إلهام شاهين، نبهني إلى شيئ غاية في الأهمية، أنني في كتابتي للموضوع الأول عن التترات، تناولت (تترات رمضان) التى تحمل كثير من العنف والسلبية، وتغاضيت وظلمت تترات أخرى كانت على درجة كبيرة من الرقي، والجمال.
تتر (مليحة) يزعج إسرائيل
أول (تترات رمضان) التى جاءت متميزة وعذبة، ومختلفة، وجديدة على أذن الجمهور، وتفوق على المسلسل نفسه، في واحدة من الظواهر التى تحدث لأول مرة في تاريخ الدراما المصرية والعربية تتر مسلسل (مليحة).
والذي قامت بغنائه رائعة الصوت أصالة، التى كانت الحصان الرابح هذا العام من خلال هذا التتر، مع تتر شعبي آخر هو (يا حظ) لمسلسل (نعمة الأفوكاتو).
وفي الاثنين أبدعت أصالة، وصالت وجالت في طبقات صوتها علوا وهبوطا، ونجحت أن تكون حالة غنائية متفردة في الماراثون الرمضاني.
جاء التتر من الفلكلور الفلسطيني، تحت عنوان (أصحاب الأرض) وهو من ألحان حسين نازك، وتوزيع موسيقي أحمد ضياء الدين، والوتريات والأوركسترا فهد، ويعد مزيج بين الفولكلور الشامي الفلسطيني، والترويدة الفلسطينية.
ومن خلاله سعت (أصالة) إلى إحياء التراث الفلسطيني، والتأكيد على تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه، ورفضه أي مخططات عكس ذلك، وأنهم رغم أي ظروف سيبقون أصحاب الأرض.
وغنت (أصالة ( التتر على طريقة الترويدة الفلسطينية، وهى لغة محلية استخدمت منذ سنوات طويلة لنقل الرسائل إلى المعتقلين دون أن يفهمها الاحتلال.
ومنذ قدمت (أصالة) هذا التتر أصبح حديث وسائل التواصل الاجتماعي، وترجم كلماته كثير من النشطاء، مما أزعج دولة إسرائيل، وبدأت تشن هجوما قاسيا عليه، وحاولت مرارا حذفه من على صفحات التواصل الاجتماعي.
نوال .. (كنا واحد وانقسمنا)
كانت المطربة الكويتية (نوال) هى فاكهة (تترات رمضان) هذا العام، فلأول مرة تغني بصوتها تتر مصري، بعد سلسلة ناجحة من التترات لأعمال خليجية ناجحة.
غنت (نوال) بمزاج خاص جدا، وبحالة من الدفء والعذوبة والجمال تتر مسلسل (صيد العقارب)، من كلمات أحمد حسن راؤول، ألحان تامر عاشور، وتوزيع أحمد إبراهيم.
وأضافت (نوال) بحميمية صوتها المميز حالة خاصة للتتر، ونجحت بقوة في تقديم أوراق اعتمادها لعالم التترات المصري، ويقول مطلع التتر:
كنا واحد واتقسمنا، والشيطان وسوس هزمنا
قولنا مش ممكن هنبعد، جه فثواني قلب كيانا
ليه شيطانا عامينا، وسبنا الدنيا دي تلعب بينا
واللي معانا اتقلبو علينا وبقوا قاسين
احلامنا اتسرقوا، في ناس من طينة شر اتخلقوا
واللي حبايب فجأة افترقوا شمال ويمين
مدحت صالح .. و(أهلا يا عصابة)
من (تترات رمضان) المتميزة أيضا التى استمتعنا بها، طوال شهر رمضان، تتر مسلسل (إمبراطوريم ميم) كلمات عليم، إلحان إيهاب عبدالواحد، توزيع نادر حمدي.
حيث عبر (عليم) بكل الدفء وبشكل جيد عن حالة بطل المسلسل (مختار أبوالمجد) الذي يجد نفسه مسؤولًا عن أولاده الستة، عقب وفاة زوجته، وعليه أن يواكب تفكيرهم وعصرهم، وفي ذات الوقت يختار بين من تعلق بها قلبه، وحياة أولاده.
يقول مطلع التتر (أهلا يا عصابة):
عيلة شيلة زحمة ليلة
هيله بيله قومه ميله
يارب تديم لمتنا، وبيتنا علينا كمان
أهلاً يا عصابه بحبكوا موت
عيشتوا، وعيشت وربيت
دي بضحكه وفرحه اليوم بيفوت
حسكوا حسكوا في البيت
مشاكلكوا عسل ع الروح مبسوط
أنا أنا عديت بقلوبكوا لبر أمان
ياسمين علي.. و(الأبنودي ووجيه عزيز)
من (تترات رمضان) التى كانت مفاجأة الماراثون الرمضاني تتر مسلسل (قلع الحجر) الذي أعاد إلينا اثنين من عتاولة الشعر والموسيقى، الأول هو الشاعر الراحل (عبدالرحمن الأبنودي).
والثاني هو الموسيقار المبدع (وجيه عزيز) الذي جمعهما (قلع الحجر) فأبدعا واحدا من أهم وأجمل تترات هذا العام، والذي قامت بغنائه الصوت المليئ بالأمل (ياسمين علي) جاء تحت عنوان (سلام لو يتوه مني مكاني).
التتر أعاد للذاكرة روائع تترات الزمن الجميل التى أبدعها الأساتذة (عمار الشريعي، وياسر عبدالرحمن، وعمر خيرت، وميشيل المصري، ومحمود طلعت)، وتقول كلماته:
سلام لو يتوه مني مكاني
كل ما أخرج من مكان مرجعش تاني، يا سلااام
وامشي وحدي ع الجسور، طير هاجّة م الطيور
طير هربانة بجانحها، هاربة م الطير في الطابور
اترمي وارقص وابكي، واتملي بهوا البحور
زي ما في ريح الدروب ريحة الكافور.
هربانة من شجر الكافور..!!ياسلام
أحمد سعد .. (مالناش غير بعضنا)
تنوعت (تترات رمضان) هذا العام ما بين الشعبي، والوطني، والعاطفي، ومن أجمل التترات العاطفية تتر مسلسل (بدون سابق إنذار) من كلمات أمير طعيمة، وألحان خالد عز وتوزيع موسيقي محمد عاطف الحلو، وغناء الصوت الأندلسي المتمكن (أحمد سعد).
استطاع (أحمد سعد) بروعة أدائه وتمكنه أن يحلق بينا في أجواء من العاطفة والرومانسية، ويعبر عن حالة فتور وملل في العاطفة، وعاش الحالة بصدق، فحقق نجاحا كبيرا.
والجميل أن الكلامات التى أبدع فيها أمير طعيمة، عبرت عن مضمون المسلسل، وإن كان شاعرنا المبدع كتب حالة درامية تصلح للغناء بعيدا عن التترات.
ولابد أن يتبنى (أحمد سعد) هذه الأغنية، ويرددها كثيرا سواء في حفلاته أو البرامج التى يظهر فيها، لأنها تستحق أن تصل لأكبر قاعدة من الجمهور، يقول مطلع التتر:
الحب لما يقل، كل العيوب بتبان
حبة بحبة نمل، نقفل ما بينا بيبان
إحنا الحياة بينا، يادوب متلصمة
بيني وبينك، اللي بين أرض وسما
لو نمشي خطوة، ولا نطلع سلمة
نرجع مكانا وفي ساعة أو دقيقة
تجمعنا سكة واحدة، وبنتقاسم جروحنا
وهمومنا وضعفنا، وتبان لينا الحقيقة
نفهمها واحدة واحدة
ونعرف إن احنا ملناش غير بعضنا
خالد الكمار وأربع أعمال متميزة
أما في عالم الموسيقى البحتة فتألق الموسيقار المبدع خالد الكمار للسنة الرابعة على التوالي، حيث شارك في موسم الدراما الرمضانية، وسجل حضورًا مميزا هذا العام من خلال أربعة أعمال درامية متنوعة.
أول وأهم الأعمال الدرامية التي قدمها الكمار كانت من خلال مسلسل (عتبات البهجة) بطولة الأسطورة يحيي الفخراني، الثاني كان مسلسل (بابا جه) بطولة أكرم حسني، كما وضع الموسيقى التصويرية لمسلسل (بدون سابق إنذار) بطولة آسر ياسين.
وجرب (الكمار) حظه هذا العام في الدراما السورية، حيث قدم أول أعماله فيها من خلال مسلسل (ولاد بديعة).
شادي، وعمرو، وحماد
أما (شادي مؤنس وعمرو إسماعيل وخالد حماد)، فهؤلاء هم عباقرة الموسيقي التصويرية في وقتنا الراهن، ومعهم مجموعة أخرى من المؤلفين المبدعين مثل (هشام نزيه، وتامر كروان)، ولهؤلاء وأعمال بعضهم التى قدمت في رمضان هذا العام واقفة أخرى.