* أثبتت تجربة مسلسل (كامل العدد) أنه ليس شرطا أن يقدم الأعمال الكوميدية، نجوم ونجمات كوميدية!
* (كامل العدد) يؤكد على فكرة في غاية الأهمية، وهى تواصل الأجيال بين النجوم الكبار والشباب، والوجوه الجديدة.
* كامل العدد أفضل مسلسل اجتماعي كوميدي في رمضان!، ولهذه الأسباب نطالب بجزء ثالث.
بقلم الناقدة: أميرة أنور عبدربه
حالة من البهجة والسعادة نقلها إلينا مسلسل (كامل العدد) بجزئيه الأول والثاني ببساطة وتلقائية وسلاسة ودفئ عائلي، وكأنك تشاهد تفاصيل حياتك اليومية داخل أسرتك في أبطال العمل.
بداية من النجمة (دينا الشربيني) التي قدمت دور الأم المصرية بشكلها العصري بكل تفاصيلها، وطريقة كلامها مع أولادها وحماسها في تشجيعهم أوتوبيخهم.
شخصية كما يقول الكتاب من (دم ولحم) حي!.. دور لمس الكثير من الأمهات التي رأت في نفسها نموذج (دينا) لدرجة تجعلك تشعر وكأنك تعيش معهم، وكأنك أحد أفراد هذه الأسرة !
قصة (كامل العدد)
تبدأ أحداث الجزء الأول من (كامل العدد) في إطار كوميدي إجتماعي حول (أحمد/ شريف سلامة) طبيب التجميل الذي يلتقي صدفة على أحد البواخر النيلية المتجهة إلي إسوان مع خبيرة التجميل الطبيعي (ليلى/ دينا الشربيني) في العمل.
ولكن يؤدي الخلاف بينهما في الرأي حول موضوع الجمال إلي تشاجرهما من خلال مواقف كوميدية بسيطة، ولكنها تكون بداية إنطلاق علاقة صداقة وحب بينهما.
ويكتشف المشاهد فجأة أن كل منهما سبق له الزواج ولديه أبناء رغم محاولة كل منهما إخفاء الأمر عن الآخر!، فأحمد لديه 3 أبناء، وليلي تزوجت مرتين سابقا ولديها 4 أبناء!
ولكنهما يقررا بعد قصة حبهما الزواج والتغلب على الصعاب وعلى رفض أبنائهم لهذه الزيجة!
وتتوالي الأحداث والصراعات بين الأبناء ومحاولات الوقيعة بين الأب والأم لمحاولة فشل الزيجة، بل أنهم يتحدون من أجل ذلك.
وينتهي الجزء الأول باتحادهم معا، وتحسن العلاقة بينهما ومحاولة الصلح والعيش معا في سلام وحب .
لمسة وفاء لمصطفى درويش
يبدأ الجزء الثاني بإنجاب (ليلي) للابن الثامن، ويتم تسميته (عمر) علي اسم الفنان الراحل (مصطفي درويش) داخل أحداث الجزء الأول .
وتبدأ المغامرات من جديد، ويتطرق العمل إلى مشاكل المراهقين، وكيفية التعامل معهم بشكل سلس بسيط دون تقديم مواعظ لهم.
وكان ذلك من أسباب انجذاب جمهور كبير من الشباب والمراهقين لمشاهدة العمل، والاستمتاع بكل تفاصيله، حيث رأوا أنفسهم في أبناء (أحمد وليلي)!
(كامل العدد) و(عالم عيال عيال)
الفكرة قد تبدو في ظاهرها مثل فيلم (عالم عيال عيال) بطولة (رشدي أباظة، وسميرة أحمد)، ولكن رغم تكرارها إلا أنه تم تناولها بشكل مختلف بسيط، لاتشعر لحظة بأنك تشاهد مشاهد أو حوارات مملة، وإنما تشعر براحة وانجذاب لكل حلقة.
فأحداث المسلسل السريعة خلقت حالة من التشويق والإثارة دون ملل، وأعتقد أنه من أول المسلسلات التي أعادت لنا من جديد فكرة الـ 15 حلقة التي اختفت من الدراما المصرية منذ سنوات طويل!
أبطال (كامل العدد)
أثبتت (دينا الشربيني) في دور (ليلي) أنها ممثلة تتمتع بخفة دم طبيعية، تقدم المطلوب منها بشكل طبيعي دون افتعال، وظني أنها من خلال هذا الدور، يمكن أن يكون بداية لها لتقديم بطولات كوميدية خلال الفترة القادمة .
ونجح (شريف سلامة) هو الآخر في التأكيد على أنه يستطيع القيام بجميع الأدوار فهو يبدع في كل دور يقدمه.
فلا تستطيع القول أن شريف في (كامل العدد) هو نفسه الذي قدم دوره في مسلسل (فاتن أمل حربي).. اختيار ذكي يحسب له، وخطوة ونقلة في وقتها !
فهو دور خارج العرف والمعتاد، وأكد (شريف) تفوقه وجدارته ببساطة في أداء أدوار (الجان) الكوميدية من خلال مسلسل (كامل العدد) .
(كامل العدد) وتواصل الأجيال
نجاح الجزء الأول والثاني من مسلسل (كامل العدد) من وجهة نظري يكمن في أنه يؤكد علي فكرة في غاية الأهمية: وهى تواصل الأجيال بين النجوم الكبار والشباب والوجوه الجديدة.
توليفة لم نراها منذ فترة طويلة في مسلسل اجتماعي كوميدي، وهو أمر يحسب لصناع العمل ومخرجه (خالد الحلفاوي).
خبرة النجوم الكبار (إسعاد يونس، وألفت إمام، وميمي جمال، وأحمد كمال، وتميم عبده) مع حماس (دينا وشريف) وشغف الجيل الجديد لإثبات نفسه أمامهم، انعكس بالإيجاب على أحداث العمل ونجاحه.
شكرا لصناع (كامل العدد)
(كامل العدد).. عمل درامي كوميدي راق يستحق الاحترام لأنه حقق متعة وسعادة يومية لكل من شاهده، سواء في الجزء الأول أو الثاني، وهذا هو هدف الفن الحقيقي.
ونجاح (كامل العدد) يرجع إلى إحساس المشاهدين بأنهم أصبحوا جزءا من تلك الأسرة المصرية الجميلة، لأنك ببساطة (شايف نفسك فيهم كأب وأم وجد وجدة وأخوات!).
لقد أثبتت تجربة مسلسل (كامل العدد) أنه ليس شرطا أن يقدم الأعمال الكوميدية، نجوم ونجمات كوميدية.
فالحكاية كلها تكمن في نص مكتوب بشكل متقن وجيد، ومخرج على وعي وفهم بما يريده، يستطيع أن يوظف مواهب أبطاله بشكل يتناسب مع قدراتهم، وهذا ما تحقق في (كامل العدد).
فشكرا من القلب لصناع العمل على كل مشهد ضحكنا فيه من قلوبنا بعفوية وصدق وبدون أي ابتذال!
وشكرا على اللفتة الجميلة منكم لإهداء العمل إلى روح الغائب الحاضر الفنان (مصطفي درويش) فهذه اللفتة لم تظهر بهذا الشكل في أي عمل درامي سابق .
لذلك ليس غريبا أن نجد من يطالب بضرورة وجود جزء ثالث للعمل، خاصة أن نهاية المسلسل كانت مفتوحة وتمهد بإمكانية عمل جزء ثالث فهل يتحقق الأمر؟.. نتمني ذلك.