كتب: أحمد السماحي
يبدو أن تخاريف كثير من دراما رمضان هذا العام، خاصة المكونة من 30 حلقة جعلت الجمهور المصري ينصرف عن كثير منها، ويتابع بعض الـ (برامج) الفنية التى يمكن أن نطلق عليها (برامج) الغيبة والنميمة.
ورغم أن الغيبة والنميمة من العادات التي تسلب روحانيات الصيام، لكنها للأسف موجودة بقوة من خلال الـ (برامج)!
هذه الـ (برامج) التى تنبش في حياة النجوم الشخصية وتعريهم أمام الجمهور، والحقيقة أن استمرار ونجاح هذه البرامج لعدة دورات رمضانية وتنقلها من قناة إلى أخرى راجع إلى عدة أسباب:
أولها: طمع النجوم وحبهم للمال، وسعيهم إلى الشهرة، وتحقيق (الترندات)، خاصة نجوم الصف الثاني الذين يجدون في مثل هذه الـ (برامج) فرصة للظهور، والإعلان عن أنفسهم خاصة أن كثير منهم لا يعملون، وموسم رمضان فرصة لدخول أي مورد رزق لهم.
ثانيا: حب الجمهور للنميمة، والفضائح، فرغم حبه وإعجابه بالنجوم لكنه يثأر منهم من خلال مشاهدته لفضائحهم الخاصة ومعاركهم مع زملائهم النجوم، وهذه الـ (برامج) التى يطلق عليها صفراء تحقق للجمهور هذا الغرض.
إزدواجية الجمهور
رغم أن الجمهور يستنكر هذه البرامج ويهاجمها، ويسخر من ضيوفها على مواقع التواصل الإجتماعي لكنه الأكثر مشاهدة لها على (اليوتيوب) بدليل تحقيقها لملايين المشاهدات.
كما أن هذه البرامج مادة جاذبة لشركة الإعلانات، وكثافة مشاهدتها تؤدي إلى زيادة حصيلة الإعلانات، وبالتالي تسعى القنوات لعرضها واستمرارها سنوياً في وقت الذروة.
العيب ليس عيب (العرافة) ولا (رامز جاب م الآخر) ولا (حبر سري) ولا غيرها من برامج الغيبة والنميمة والمقالب، المنتشرة على الفضائيات المصرية، ولكنه عيب النجوم الذين يرتضون أن تقتات هذه البرامج على حياتهم الخاصة.
وبعضهم أصبح يكثر من إثارة الجدل، طوال العام خاصة على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، حتى يحجز لنفسه مكانا في هذه الـ (برامج) التى لا تجبر أحدا على الظهور فيها.
وكثير من النجوم أصبح لديه احتراف في قول جمل معينة في حلقته تثير الفضول، وترفع نسب المشاهدة.
وأحيانا وحتى تكتمل التمثيلية ويضمن أن يصبح (ترندا) يترك الحلقة في نهايتها وهو ينظر لمذيعة البرنامج نظرة نارية كلها غضب ولوم، ويرمي الميكرفون من رقبته أو رقبتها! ويخرج من الاستديو.
وعلى الفور تأخذ القناة الحلقة وترفعها على موقع الفيديوهات الشهير (اليوتيوب) وتكتب جملة خاطفة تحت هذه الحلقة، مثل، شاهد السؤال الذي رفضت (فلانة) أو (فلان) الإجابة عليه وترك الإستديو!.
أو النجمة (الفلانية) تنهار من البكاء وتطلب إنهاء الحلقة بسبب هذا السؤال، أو النجمة ترد على طليقة المطرب الشعبي!.
أوالفنانة (م) تكشف مفاجأت في قضية زميلتها الفنانة (و)! وغيرها من العناوين الساخنة التى تلفت نظر جمهور السوشيال ميديا.
وأحيانا يضعوا عنوانا غير موجود في الحلقة مثل عنوان حلقة (بسمة وهبة) مع ليلى عبداللطيف (سيدة التوقعات)، كما تحب أن تُلقب، في برنامج (العرافة) عندما وضعوا عنوان (ليلي عبد اللطيف تتنبأ بمرض خطير لبسمة وهبة، و بسمة تنهي الحلقة!).
شريف وكريم .. مع بوشعيل
في الوقت الذي تمتلأ الفضائيات المصرية بـ (برامج) الغيبة والنميمة، نجد كثير من القنوات العربية تستضيف النجوم المصريين أو العرب لتزين بهم شاشتها، وتحتفي بهم.
وتتحدث معهم عن أعمالهم الفنية، وتناقشهم في كواليس هذه الأعمال، وهذه هى المتعة الحقيقة أن نعرف كواليس بعض الأعمال الفنية التى حققت نجاحا كبيرا.
فبعد النجاح الكبير الذي تحقق في الموسمين الأول والثاني لبرنامج (مع بوشعيل) من تقديم المطرب الكبير نبيل شعيل، على شاشة تلفزيون (الراي) خلال شهر رمضان لعامي (2022- 2023).
يطلُّ (بوشعيل) مجدداً على جمهور المشاهدين في الموسم الثالث للبرنامج خلال شهر رمضان الحالي، ليواصل طريق النجاح في فن الحوار التلقائي، مع ضيوفٍ جدد، من فنانين، ومثقفين، وأدباء.
ورياضيين، وسياسيين، فضلاً عن استضافته لرجال المال والأعمال، وغيرهم من مجالات مختلفة.
وقدم أكثر من حلقة متميزة للغاية مع بعض النجوم المصريين منهم (شريف منير) الذي قال بالحرف الواحد أن هذه الحلقة من أجمل الحلقات التى ظهرت فيها على الفضائيات على مدى مشواره.
حيث ناقشه (بوشعيل) في كثير من أفلامه ومسلسلاته وعمله مع كبار نجوم الفن، وذكر (شريف منير) كثير من كواليس أعماله التى كانت مفاجأة لجمهور المشاهدين.
كما استضاف بوشعيل النجم (كريم عبدالعزيز) في حلقة رائعة تحدث فيها عن طفولته في بيت فني، حيث أن والده هو المخرج المبدع محمد عبدالعزيز.
وكيف كان والده يأخذه يوم الجمعة إلى الاستديو لكي يطمئن على الديكورات حتى يتأكد أن كل شيئ جاهز للتصوير يوم السبت؟!، وسفر كريم لأمريكا لدراسة الطيران.
وسر رفض والده لدخوله المجال الفني، وهوسه بقيادة السيارات منذ صغره، ومدى استفادته من دراسته كمخرج في عمله كممثل، وكواليس كثير من أفلامه، وعلاقته مع بعض زملائه، وغيرها من الكواليس والأسرار التى أسعدتنا بتذكرها.
مخيال.. وجمال سيلمان
من الـ (برامج) المتميزة التى تعرض على قناة السعودية برنامج (مخيال) تقديم عبدالله البندر، وهو عبارة عن سلسلة من الحلقات الحوارية مع أبرز الرموز والشخصيات في العالم العربي.
يستضيف هذا البرنامج الحواري بشكل راقي ومحترم، شخصيات تركت أثرا في تاريخنا الحديث، من الحلقات التى شاهدتها منذ يومين واستمتعت بها استمتاعا كبيرا حلقة النجم السوري (جمال سليمان).
حيث مزحت الحلقة بين الفن وكواليسه، وعالم السياسة، في البداية تحدث (جمال سليمان) عن طفولته في عائلة فقيرة كثيرة العدد، وعمله في أكثر من مهنة في طفولته حتى ينفق على نفسه.
بعدها تطرق الحوار إلى كيفية دخول (جمال سليمان) عالم الفن، والمسرحيات التى قدمها لكبار الكتاب العالميين والسوريين والعرب، وتوقف عند المسرحية التي مثلت نقطة التحول في حياته.
ثم تحدث عن تعاونه المتكرر مع المخرج السوري الراحل (حاتم علي) منذ البدايات، وكشف سر اعتذاره عن أداء شخصية (كُليب) في رائعة (الزير سالم) وهل ندم بعد اعتذاره عنها؟!
كما تحدث عن مسلسل (الفصول الأربعة)، ثم تناول مرحلة حضوره إلى القاهرة، ثم ذكر رؤيته لمستقبل سوريا في ظل المبادرات العربية لحل الأزمة السورية.
وموقفه من تلك المبادرات، وقضايا اللاجئين، وهل كان من المتوقع أن تطول الفترة العصيبة الراهنة إلى ثلاث عشرة سنة؟، وهل الدول العربية قادرة على مشروع الإصلاح السياسي والإصلاح الدستور..
وذكر أن الحاجة الآن تتمثل في الحاضن العربي للقضايا السورية والسند العربي، وكيف يجتمع الشعب السوري مرة ثانية، وكيف ينتهي هذا الصراع بين النظام والشعب في سوريا.
ومدى الحاجة الماسة إلى نجاح المبادرة العربية وإغراء النظام بأن يتفهم حقيقة كابوس التقسيم أو الانقسام ومساوئه على جميع المستويات، وكيف أثرت هذه الأزمة على مختلف الشرائح السورية المتبعثرة في مختلف البلدا..
وهل ينعكس ما يحدث في سوريا على الدول العربية؟، وهل ما تقرره الدول العربية يؤثر على ما يحدث في سوريا، وما الهوية المشتركة التي تجمع فئات الشعب المتفرقة بين مختلف البلدان، وتعيد الهوية السورية للشعب السوري؟
وأوضح أن سوريا لابد أن تعيش في ظل دستور جديد يقوم على حق المواطنة والمساواة بين فئات مختلف الشعب والعدالة بين مختلف الشراائح، وهذا يتطلب المزيد من الدعم العربي لعودة سوريا كالهيئة التي كانت عليها، وضرورة تحقيق الاستقرار القائم على شيء من العدالة.
عمرو أديب.. (بودكاست)
أما المذيع الشهير عمرو أديب فيقدم حاليا برنامجا ممتعا يقدم الوجه الآخر لكثير من النجوم بشكل راقي، دون أسئلة محرجة، ولاتجريح، بعنوان بودكاست (Big Time)على قناة (mbc – مصر).
ويستضيف من خلاله مجموعة من كبار نجوم العالم العربي، والعالم، في المجالات المختلفة من هؤلاء (إليسا، محمد حماقي، شيرين عبدالوهاب، كريم عبدالعزيز، نانسي عجرم.
ومحمد ممدوح (تايسون)، أحمد عز، ياسمين صبري، أحمد حلمي، إسعاد يونس، محمد عبده) وغيرهم من النجوم.