عودة (يوسف وهبي) للتمثيل في رمضان، ورحلته بالوجه البحري إكراما للشهر المعظم
كتب: أحمد السماحي
(قرر الفنان الكبير (يوسف وهبي) بعد عودته للتمثيل، بعد فترة ابتعاد، وإكراما لشهر رمضان المعظم، عمل جولة فنية بمجموعة من مسرحياته في الوجه البحري).
هذا هو نص الخبر الذي نشر في مجلة (الصباح) يوم الجمعة الخامس من شهر رمضان، الموافق 22 ديسمبر عام 1933، حيث سيقدم (يوسف وهبي) مجموعة من مسرحياته.
أول هذه المسرحيات (خفايا القاهرة) والتى ستعرض يوم 9 يناير 1934 الموافق 23 رمضان، على مسرح (تياترو البلدية) بمدينة طنطا الساعة التاسعة ونصف مساء.
ويوم الأربعاء 10 يناير الموافق 24 رمضان سيعرض مسرحية (بنات الذوات) على مسرح (تياترو البلدية) بدمنهور.
ويوم الخميس 11 يناير 25 رمضان سيعيد (يوسف وهبي) عرض (خفايا القاهرة) على تياترو وسينما رويال بالمنصورة، والجمعة 12 يناير سيعيد تقديم (بنات الذوات) بالسرادق الفخم بمدينة المحلة الكبرى.
يقوم بأهم الأدوار نوابغ فن التمثيل في مصر، والشرق ورافعي لوائه، والأسعار معتدلة ومحددة، وتوجد ألواج، وكراسي مخصصة للسيدات فقط.
تطلب التذاكر من الآن من طنطا من محمد أفندي علي، ومن دمنهور من شباك التياترو تليفون 173، ومن المنصورة من أحمد أفندي محمود صاحب قهوة رمسيس، ومن مندوب الحفلة.
ومن المحلة الكبرى من مندوب الحفلة، ومن شباك التياترات يوم الحفلة ابتداء من الصباح، متعهد عام وحفلات الأستاذ يوسف وهبي، هو صديق أحمد.
عودة (يوسف وهبي) مع العيد
عاد الأستاذ (يوسف وهبي) إلى المسرح بعد فترة ابتعاد واعتزال، دامت شهور، فحقق أغراضا كادت تفنى، وأرضى نفوسا كادت تودي بها اللهفة، ورفع لواء كاد يسقط في الميدان.
وأضاف إلى صفحات تضحياته التى قدرتها الأمة، وعرفها الشعب صفحة جديدة، رأينا كيف قابلتها الجماهير بالعطف والتقدير، وكيف أقامت الأمة المصرية مساء الاثنين الماضي.
– وهو اليوم الذي افتتح فيه صاحب رمسيس موسمه الشتوي الحالي برواية (الدفاع) من تأليفه – الدليل على أنها أشد ما تكون تقديرا لأبنائها، وعطفا على المخلصين من مجاهديها.
عاد (يوسف وهبي) إلى الجهاد بين مظاهرة من هتاف الشعب وتهليله، وازدحم مسرحه العتيد القديم بذوى النجابة والفضل، يشهدون مقدار ما وصل إليه فن التمثيل من براعة في رواية (الدفاع).
والتى افتتح بها الأستاذ (يوسف وهبي) موسمه الحاضر، والتى يقوم ببطولتها مع أمينة رزق، وسراج منير، ودولت أبيض، وغيرهم من نجوم فرقته.
ولاشك أن الأمة ستجزي بإقبالها ممثلها الكبير جزاءه الحق العادل، الذي يتكافأ مع جهوده المحمودة المشكورة، وأنها استقبلت في يوم الأثنين الماضي عيدين أحدهما عيد الصيام المبارك.
والثاني عيد عودة بطل التمثيل العربي إلى ميدان جهاده الفني، بعد فترة من الاعتزال الذي أحزن كثير من جمهوره في مصر والعالم العربي، لأن يوسف وهبي قيمة فنية بارزة ويحمل لواء التمثيل العربي.
وابتعاده عن التمثيل الذي ضحى بسببه بالكثير ليس في صالح أحد إلا أعداء فن التمثيل، وكان أعضاء فرقته في فترة ابتعاده في حال يرثى لها، لأن (يوسف وهبي) بالنسبة لهم ليس مجرد مدير فرقة يعملون تحت قيادتها ولكنه أخ وأستاذ لهم جميعا.
(يوسف وهبي) والوردة البيضاء
(يوسف وهبي) أرسل منذ أيام باقة ورد كبيرة جدا للموسيقار محمد عبدالوهاب بمناسبة نجاح فيلمه الأول (الوردة البيضاء) وأشاد يوسف وهبي بالفيلم وأماكن التصوير، والأغنيات.
وصرح لأحد مندوبينا أنه أعجب كثيرا بالفيلم، وقال أن التطويل الذي لوحظ في بعض مواقفه لا يمس جمال الفيلم ولا روعته.
وكان يوم الأحد الماضي نهاية عرض فيلم (الوردة البيضاء) بسينما رويال بعد أن استمر أسبوعين متتواليين كانت تقام فيهما أربع حفلات كل يوم.
أم المصريين و(الوردة البيضاء)
وقد شهدت الفيلم حضرة صاحبة العصمة (أم المصريين) مساء السبت الماضي، كما شهده حضرة صاحبة الدولة الرئيس الجليل مصطفى النحاس باشا مرة أخرى مساء الأحد الماضي.
وكادت المفاوضات الخاصة بعرض الفيلم في دور سينما فؤاد المصرية تصل إلى نهايتها، لكن الله ذلل العقبات والتعثرات وكللت المساعي بالنجاح.
أبوالسعود الإبياري و(الوردة البيضاء)
وقد أرسل إلينا الكاتب والشاعر الشاب (أبوالسعود الإبياري) بعض الكلمات عن الفيلم قال فيها: من صميم قلبي أهنئ الأستاذ الموسيقار محمد عبدالوهاب بنجاحه العظيم في التمثيل والغناء.
وذلك في فيلمه الأول (الوردة البيضاء)، فقد أبدع في كل مواقفه وفي تلحين كل مقطوعات الفيلم وأدائها إبداعا عظيما.
وسيظل هذا الفيلم في وجدان أجيال وأجيال قدمه لروعة كل ما جاء فيه من مناظر وأغاني.