بقلم: محمد شمروخ
على مدى ما يزيد عن أربع ساعات يوم الخميس الماضي، ظهر على شاشات القنوات المصرية الرسمية وشبه الرسمية، تحت بند (النبأ العاجل)، ما يفيد بأن بيانا هاماً سوف يصدر عن مجلس الوزراء.
وراح الناس يضربون أخماس في أسداس عما يمكن أن تعلن عنه الحكومة ولولا أنه بدا في الأمر ما يشبه الاحتفاء بما سيعلن عنه، لربما ظن الناس أن هناك حدثا خطراً وخطبا جللا.
فطول مدة بث (النبأ العاجل) جعلت الكثير يتساءلون عن أهمية وخطورة ما يجرى، لكن هناك تفسير آخر وهو أن هناك اضطرابا ما في صياغة وعرض ما سيتم الإعلان عنه.
ولنترك الاقتصاد للاقتصاديين والسياسة للسياسيين، وليكن حديثنا عن الإعلام والإعلاميين!.
وبكل بساطة فإن ما حدث يؤكد أن الإعلام الحكومي بعافية حبتين، فلن يحدث ما تم الإعلان عنه بعد الانتظار الممل أى أثر لدى الجماهير سوى خليط من اللامبالاة مع قليل من التعجب + ملعقة صغيرة من السخرية مع عصرة ليمون حامض خفيفة مرة علقم!
فما تم الإفصاح عنه بعد طول انتظار، لم يزد معناه عن أن الحكومة قد عقدت صفقة ناجحة سوف تدر على خزانة الدولة أموالا طائلة وتوفر مئات الآلاف من فرص العمل!
طيب حتى كنتم تصلوا على النبي عليه الصلاة والسلام علشان ممكن نقدر نقول بعد كل ده إننا كسبنا صلاة النبي!
هايل يا حكومة والله براوة عليكم..
ماشي يا جدعان.. طيب إيه هو الموضوع.. ما هى تفاصيله يا خلق.. ولا هو سر؟!
طيب لما هو سر.. معلقينا ليه أربع ساعات با مؤمنين منتظرين نعرف فيه إيه؟
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. قال يعنى ناقصين!.
التفاصيل في (النبأ العاجل)
ممكن يكون التأخير عن إعلان التفاصيل في (النبأ العاجل) متعلق بالسياسة أو بالاقتصاد، لكن ماذا عن الإعلام؟!
حد يفهمنا..
أولا: هل كان السادة مستشارو الحكومة من كبار الإعلاميين قد أغلقوا هواتفهم المحمولة، فلم يجد أحد من السادة المسئولين من يصيغ له الأخبار التالية بعد لطعة الأربع ساعات؟!
ثانياً: هل يجوز في أى شرع إعلامي أو صحفي، شرقاً أو غرباً أو شمالاً أو جنوباً أو جنوب شرقي أو شمال غربي، أن يظل (النبأ العاجل) أربع ساعات أو يزيد معلقا على الشاشة؟!
ثالثاً: … مفيش ثالثاً..!
خش على رابعاً!.. هو كده.. وإن كان عاجب؟!
المهم.. خامساً: ماذا كانت تنتظر الحكومة ممثلة في مجلس الوزراء، من الناس بعد الإعلان عن البيان في (النبأ العاجل).
أن يخرج الناس في مظاهرات احتفالية ويلعقوا الزينة ابتهاجاً بما لم يفهموا منه شيئا بعد كل هذه اللطعة؟!
ناس نامت وناس صحيت وناس راحت الشغل ورجعت وبلاد تشيل وبلاد تحط.. إلى درجة أن كثيراً من الجماهير تحولوا بريموتاتهم إلى قنوات الأفلام والأغاني ومنهم من تحول الى قنوات إخبارية أجنبية عسى ان يجدوا فيها تفسيراً لبث (النبأ العاجل) يأتى بعد أربع ساعات في مصر!
أمال لو مش عاجل يا بشر؟!
وبعدين يا سيدي اللامنتى.. يقولوا إيه.. والنعمة ما حد فاهم.
طيب يعنى مكسوفين تقولوا ان القصة متعلقة بمشروع راس الحكمة؟!
إيه يا بهوات.. القصة دى متسربة يمكن من أيام تسريبات موقع (شاومنج) بتاع امتحانات الثانوية العامة!
(النبأ العاجل) يبقى له قيمة
عموماً خير جاى للبلد والحمد لله.. بس ليه الكسوف؟!.. هو فيه حد غريب؟!
ولا منتظرين الباشوات يفضوا ويعطوا الإذن بالإعلان عن التفاصيل؟!
لكن يظل السؤال ملحاً: لماذا لم تعلن التفاصيل؟!
(آه احنا عارفين أن الحكومة لا تطيق لا كلمة إعلام ولا سيرة صحافة.. إلى درجة أن الصحفي صار يخفي هويته عند التردد على أي جهة حكومية ويتلو من الأدعية والأوراد ما عساه أن يشتت به انتباه السيد المسئول حتى لا يقرأ المدون في خانة المهنة في البطاقة.
إذ أن إبراز كارنيه النقابة أصبح من الموبقات وإظهاره كبيرة لولا الملامة لاستوجبت الجلد عند كثير من الجهات الحكومية).
عموماً كده كده.. الجرائد كان أمامها وقت فسيح حتى وصول تفاصيل (النبأ العاجل).. صحيح فيه ناس اتجلطوا واتشلوا وناس عملوا زى (رشدي) بتاع فيلم (عتريس) لما وصلتهم التفاصيل.
لكن في النهاية هذه التفاصيل الخاصة بـ (النبأ العاجل) وصلت قبل موعد الطبع.. واطبع يا أبو العلا.. (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم).
لكن هنا الموضوع متعلق بالسادة المسئولين عن بث الأخبار على شاشات القنوات التلفزيونية، فماذا فعلوا؟!
عموماً البعض التمس تفسيرات عند (أبو معشر الفلكي) أو الحاجة (فاطمة المغربية) بتاعة جلب الحبيب ورد المطلقة وإعادة المسروق، وأهو كله بيعلن على شريط تحت الشاشة!
ثم جاء خبر يبل الريق وينفع يخفف آثار ارتفاع ضغط الدم ويؤجل احتمالية الجلطات وهو أنه تقرر أن إيقاف عملية تخفيف أحمال الكهرباء في شهر رمضان المبارك.
الله أكبر والنصر لمصر.. إنها البشرى.. أخيراً صبرنا ونلناها.. وطريق الألف ميل المظلم بيبتدى دايما بلمبة!
أهو كده (النبأ العاجل) يبقى له قيمة وعرفنا ليه استمر 4 ساعات بحالها.. وعلى كل حال، وقتنا لم يذهب هدراً وأخيراً فهمنا حاجة.
تصدق ظلمنا الإخوة المستشارين الإعلاميين بتوع الحكومة.. أكيد الكهرباء كانت مقطوعة عندهم ولم يتمكنوا من شحن موبايلاتهم، وأكيد النت كان فاصل كمان.. صحيح يا جدع.. ياما في السجن مظاليم!