في ذكرى (الوحدة).. (شهريار النجوم) يبحث عن حلم أسامة أنور عكاشة وحاتم علي!
كتب: أحمد السماحي
على مدى سنوات طويلة كانت (الوحدة) أمنية، وحلما يراود معظم الشعوب العربية، حتى تحققت أولى خطوات ذلك الحلم الكبير بين مصر وسوريا.
ففي مثل هذا اليوم منذ 66 عاما وضع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، أول نواة للدولة العربية الموحدة، بإعلان (الوحدة) بين مصر وسوريا.
حيث وقع مرسومًا في 22 فبراير 1958 مع الرئيس السوري شكري القواتلي ميثاق الجمهورية العربية المتحدة.
وتم اختيار عبدالناصر رئيساً، والقاهرة عاصمة للجمهورية الجديدة، وفى عام 1960 تم توحيد برلمانى البلدين بمجلس الأمة بالقاهرة.
وألغيت الوزارات الإقليمية لصالح وزارة موحدة في القاهرة أيضاً، لكن حلم (الوحدة) الوردي تم اغتياله في وضح النهار بانقلاب عسكرى في دمشق يوم 28 سبتمبر 1961.
وأعلنت سوريا (الجمهورية العربية السورية)، بينما احتفظت مصر باسم (الجمهورية العربية المتحدة) حتى عام 1971، عندما سميت باسمها الحالى (جمهورية مصر العربية).
(أسامة أنور عكاشة).. وحلم الوحدة
سنوات (الوحدة) أو زمن (الوحدة)، كان حلم الكاتب المبدع أسامة أنور عكاشة الذي أضاء الشاشة بمصابيح مشتعلة بالوعي والفن والأصالة، حيث انتهى من كتابة مسلسل مهم بعنوان (إبحار في زمن عاصف).
ومن خلال هذا المسلسل كتب كل ما يتعلق بحلم الوحدة الذي لم يستمر للأسف سوى ثلاث سنوات، وقد حدثني الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة عن الخطوط العريضة لهذا المسلسل.
وفي نفس الفترة تقريبا، سافرت للجزائر لحضور ومتابعة الدورة الأولى لمهرجان (وهران السينمائي)، وهناك قابلت المخرج المبدع حاتم علي، وربطت بيني وبينه صداقة، توطدت بعد ذلك.
وفي إحدى السهرات التى جمعتنا في (وهران) حدثني (حاتم علي) عن مسلسل (إبحار في زمن عاصف)، والذي عهدت إليه إحدى الجهات المنتجة بإخراجه.
(الوحدة).. (إبحار في زمن عاصف)
يومها ذكر لي الراحل (حاتم علي): أن أحداث المسلسل تدور في زمن الوحدة من خلال صديقين أحدهما سوري، والآخر مصري يلتقيان في لندن أثناء دراستهما العليا.
وتتوطد العلاقة بينهما، ثم تتطور هذه الصداقة إلى مصاهرة بين العائلتين السورية والمصرية، وعلى هامش علاقة الصداقة، والنسب بين العائلتين يتم مناقشة ما طرأ على العلاقات السورية والمصرية.
وذلك برصد التحولات التى حدثت على المجتمعين، ومصير علاقة النسب، وهل يستمر الحب بين العروسين أم تهزه الأحداث الجسيمة التى حدثت فور اغتيال الوحدة؟!
كان (حاتم علي) يحدثني عن أحداث المسلسل وهو في قمة السعادة، خاصة أنه كمخرج يعشق مدرسة الراحل أسامة أنور عكاشة، ويعتبر أعماله تقوم على المحور الأخلاقي والسعي نحو المثل العليا وتحقيق المجتمع الفاضل العادل.
وتمر الأيام والشهور والسنين، ونسيت مسلسل (إبحار في زمن عاصف)، لكني تذكرته عندما أجريت حورا مطولا مع المخرج الراحل (حاتم علي) عن مسلسل (عمر)، نشر على صفحة كاملة في جريدة (الأهرام).
ويومها وعلى هامش الحوار سألته عن مسلسل (إبحار في زمن عاصف) قال لي: للأسف شركة الإنتاج اعترضت على بعض الأحداث في السيناريو، وطلبت من الكاتب أسامة أنور عكاشة تغييرها، لكنه رفض، وتوقف المشروع.
وانشغلت أنا ببعض مشاريعي الفنية بين مصر وسوريا ورحل أسامة أنور عكاشة، ودخل المسلسل ثلاجة التأجيلات!.
والسؤال الذي نطرحه الآن لأسرة الراحل أسامة أنور عكاشة، أين هذا السيناريو؟! ولماذا لا تبحث عنه الأسرة، وتعطيه لأحد المخرجين، حتى يخرج للنور؟، وينقذنا من كثير من مسلسلات السطحية، التى تعرض في شهر رمضان، وغيره من المواسم!.
موجة حارة، والباب الأخضر والإسكندراني
خاصة وأن الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة ظهر له بعد وفاته أكثر من فيلم ومسلسل وكلهم حققوا نجاحا كبيرا، أولهم كان مسلسل (موجة حارة) عام 2013.
والذي قامت بعمل معالجة درامية له مريم نعوم، وتولى إخراجه المبدع محمد ياسين، وشارك في بطولته (إياد نصار، معالي زايد، هالة فاخر، رانيا يوسف، خالد سليم، درة، هنا شيحة، صبا مبارك، دينا الشربينى) وغيرهم.
بعدها وبعشر سنين ظهر فيلم (الباب الأخضر) الذي عرض لأول مرة ضمن فعاليات الدورة 38 لمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لأفلام البحر المتوسط، بعدها حقق نجاحا جماهيريا على منصة (Watch IT).
ونال إشادات من المشاهدين، وشارك في بطولته مجموعة كبيرة من النجوم من بينهم (إياد نصار، سهر الصايغ، خالد الصاوي، بيومي فؤاد، محمود عبد المغني وإسلام حافظ) وقام بإخراجه رؤوف عبد العزيز.
ومع بداية عام 2024 وبالتحديد يوم 4 يناير الماضي عرض فيلم (الإسكندراني) إخراج خالد يوسف، وبطولة (أحمد العوضي، زينة، حسين فهمى، بيومى فؤاد، صلاح عبد الله، محمود حافظ، خالد سرحان، انتصار، محمد رضوان، محمود الليثى) وغيرهم.