كتب: محمد حبوشة
أخطر شيء في القرن الواحد والعشرين ونهاية القرن العشرين أن فن (الدراما) كان يسبق السياسة أما الآن فإن السياسة تجاوزت الفن بمراحل وسيطرت عليه وعلى أدواته وعلى كل ممتلكاته والسبب هو الحالة النفسية التي يمر بها الجمهور العربي.
صحيح أن هنالك إقبال من الناس في البلدان العربية على مشاهدة نوعية من (الدراما) التلفزيونية، قد تكون سخيفة للخروج من الحالة الراهنة، فقد لا يستهويهم.. لا يعجبهم لأنه ضمن الحالة هناك حرب ضروس تدور رحاها في غزة تستهدف البشر والحجر.
ربما حمل الفن صوت فلسطين وألمه في العديد من الأعمال الفنية في مجال (الدراما) التلفزيونية، ومنذ بداية الاحتلال الغاشم وإلى يومنا هذا، نرى الفن وظفت أدواته لوضع بصمة واضحة في القضية الفلسطينية، من خلال نقل تاريخها ومجدها العريق.
وعلى مر السنين عرضت مسلسلات درامية استعرضت معاناة الشعب الفلسطيني وقوته بمشاهد لامست القلوب وأدمعت العيون لقصص رواها الأجداد، والتي جسدت على شاشات التلفاز بأعمال درامية عربية مؤثرة، عملت على ترسيخ القضية في أعماقنا ونقشت حب فلسطين فينا.
واليوم مع تصاعد الأحداث في حرب غزة، وعادت (الدراما) والأعمال المرتبطة بفلسطين للواجهة، فمنذ بداية معركة (طوفان الأقصى) في السابع من أكتوبر الماضي، غزت مواقع التواصل الاجتماعي مقتطفات من المسلسل التلفزيوني الأبرز (التغريبة الفلسطينية).
والذي يعد واحدا من أشهر ما أنتجته الدراما العربية في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية حسب العديد من النقاد، وقد نال المسلسل الكثير من الجوائز من دول عربية مختلفة، هذا وقد جرى تصويره بالكامل في سورية العام 2004.
وبث للمشاهد في العام نفسه في 31 حلقة، طوال شهر رمضان، فكان أول عرض له في 15 من أكتوبر 2004، أي قبل 20 سنة تقريبا من الآن، ووقتها ربما لم يحظى المسلسل بمثل حظي خلال الشهور الأربعة الماضية.
مسلسل (التغريبة الفلسطينية)
كما أن التساؤلات العديدة والرغبة في المعرفة لدى الجيل الحالي، ساهمت في جعل بعض القنوات التلفزيونية تعيد عرض بعض الأعمال الدرامية التي تحدثت عن القضية الفلسطينية منها (التغربية الفلسطسينية، عائد الى حيفا، الطريق إلى القدس).
وغير ذلك من الأعمال العربية والتي أعادت جمع العائلة على شاشات التلفاز، وكذلك الإنتاج التلفزيوني التركي الجديد لمسلسل (صلاح الدين الأيوبي) الذي يعرض حاليا، والذي يتناول تحرير القدس ويعيد بصيص الأمل بنصر قريب.
ومما لا شك فيه أن فن (الدراما) الذي يعرض على شاشات التلفزيون والمنصات الرقمية يخدم هوية أي مجتمع من المجتمعات، ويحضر في كثير من حالاتها وامتدادتها التاريخية والتأملية في المستقبل وما يؤول إليه هذا المجتمع من رقي وحب وحرية وكرامة.
هذه الأعمال لم تكن وحدها في الساحة بل كانت رديفة لأعمال سائدة كانت ترنو إلى الجمال لمجرد الجمال أو البهجة أو الضحك أو (الدراما) الذائقة، وهذا حق طبيعي لأي مجتمع بأن يتجه لهذه الدراما للبحث عن فترة من المتعة والرفاهية.
ربما يبدو لنا أن الفن يجب أن يقول كلمته تجاه أي معضلة أو مشكلة وقضية، ويترك باقي الحكم للجمهور بعيدا عن التوعوية والتوجيه، فهو يقدم الحكاية كما هى، ويعود لذائقة المتلقي القرار.
لذلك على المبدع أن يقدم موضوعه بثراء من المخيلة الإبداعية التي تخاطب فطرة المتلقي، وإذا نجح في ذلك فله ذلك، ولكن كثير منهم للأسف يفشلون وتنطوي هذه الأعمال في طي النسيان.
فن (الدرما) يجب أن يكون قريبا من نبض الناس، لكن الأحداث التي نشهدها الآن في أم أعيننا هى أحداث إنسانية لم يصورها أي فنان بعد من كثرة ما شاهدنا من ظلم وقتل وتعذيب وجرائم حرب وإبادة بطريقة بشعة.
وهذا ما عجزت جميع أعمال (الدرما الحالية) عن تصوره، ولكن المطلوب من الفنان دائما، أن يلجأ إلى تصوير جميع هذا في مخيلة إبداعية بعيدا عن الجنود والقتل، إذ هناك طرق أخرى لتفاصيل الحياة اليومية والحصار.
هذا جميعه يساعد أيضا على دعم القضية باستخدام القالب الإنساني، وحث الناس على الصمود والتحدي لهذا العدوان البشع في سبيل نيل النصر.
وعلى الرغم من أن واحدة من نتائج العدوان على قطاع غزة هى إعادة إحياء القضية الفلسطينية بجميع صورها، وإعادة التذكير بتاريخ القضية الفلسطينية وبعروبتها وإعادة إحيائها، إلا هناك أعمال ظلت تصارع في إثبات وجدها وسط الدمار الحادث في غزة ومنها:
مسلسل (جولة أخيرة)
وتدور أحداث مسلسل (جولة أخيرة) في فلك رياضة MMA القتالية مع خطوط درامية يتشاركها أبطال المسلسل، ويجسد السقا خلال الأحداث شخصية طبيب يدعى يحيى، الذي يدرس الطب ويدخل المجال بناءً على ضغط من والده، ولكنه يمتلك حلمًا يحاول تحقيقه وهو أحد رياضة MMA القتالية.
ويشارك في مسلسل (جوة أخيرة) من نوعية (الدارما) المطعمة بالأكشن، نخبة من نجوم الفن ومنهم: الفنان أحمد السقا، أشرف عبدالباقي، حنان مطاوع، وأسماء أبواليزيد، ومن تأليف أحمد ندا ومحمد الشخيبي وإخراج مريم أحمدي.
مسلسل (وبينا ميعاد)
تدور أحداث مسلسل (وبينا ميعاد) من نوعية (الدراما) الاجتماعية بطالع كوميدي خفيف، حول عائلتين مختلفتين، عائلة (حسن/ صبري فواز)، الذي توفيت زوجته وتركت له أربعة أولاد (علي وطاهر ومراد ومصطفى) نشأوا على الديمقراطية.
وعائلة (نادية/ شيرين رضا) التي طلقها زوجها تاركا لها أربع فتيات (أروى وهند وليلى ونيللي) نشأن على الكبت والديكتاتورية، تحاول الفتيات الخروج من تحت سيطرة الأم لممارسة حياتهن العادية، لكن الأم تراقب الجميع طوال الوقت.
المسلسل بطولة كلا من (شيرين رضا، صبري فواز، بسمة، مدحت صالح، وفاء صادق، محمد سليمان، أسامة الهادي يوسف الكدواني ويوسف إبراهيم ومحمد مهران وهاجر الشرنوبي)، ومن تأليف وإخراج هاني كمال.
وتدور أحداث مسلسل (بين السطور) في إطار الدراما الاجتماعية ممزوج بالإثارة ويعتمد على التشويق النفسي، حيث يقدم أحمد فهمي دور وكيل نيابة يتجه للمحاماة، مع تطورات كثيرة في شخصيته.
مسلسل (بين السطور) بطولة (أحمد فهمي، صبا مبارك، محمد علاء، ناردين فرج، باسل الزرو)، وعدد أخر من النجوم، والعمل من من تأليف مريم نعوم ونجلاء الحديني، وإخراج وائل فرج.
مسلسل (حالة خاصة)
يأتي المسلسل المصري (حالة خاصة) على رأس قائمة المسلسلات الأكثر مشاهدة في العالم العربي عبر منصة (ووتش إتWatch It ) مع بداية عام 2024.
تتمحور قصة العمل حول شاب متفوق دراسيا، يدرس في كلية الحقوق، يرغب هذا الشاب بالتدريب على مهنة المحاماة، فيتم تعيينه في الجامعة لكونه حالة فريدة وخاصة.
وهذا ما يقوده إلى مكتب المحامية الشهيرة (أماني النجار)، ثم يبدأ بحل قضايا شائكة، وتستمر وتيرة الأحداث بالتصاعد حتى يتعرف على زميلة تقوم بالتدرب معه، ويقع في غرامها، ثم تبدأ المغامرات.
والمسلسل من بطولة (طه دسوقي، غادة عادل، أحمد أمين، أحمد طارق، هاجر السراج، حسن أبو الروس، وئام مجدي)، ومن تأليف مهاب طارق وإخراج عبد العزيز النجار وإنتاج طارق الجنايني.
مسلسل (زينهم)
هو مسلسل مصري ينتمي إلى (الدراما) التي تجمع بين التشويق والإثارة ونوع من الكوميديا الخفيفة، خاصة وأن غالبية الأحداث تدور في المشرحة، وعرض في شهر نوفمبر 2023، بعد انطلاق حرب غزة بشهر تقريبا.
ويحكي العمل عن زينهم (أحمد داود)، وهو طبيب شرعي لا يكتفي بتشريح الجثث، وإنما يسعى لبلوغ الحقائق وراء الحوادث التي أدت إلى موت أصحابها، اعتمادا على قواعد الطب الشرعي وعلم التشريح أحيانا، وفي أحيان أخرى يتبع فضوله حد توريط نفسه بالمشكلات.
يعاونه مساعده الجديد الطبيب جيمي (كريم قاسم) الذي يكتشف بالصدفة قدرته على التواصل مع الأموات، الأمر الذي يساعدهما على فك الغموض ومساعدة الشرطة للوصول إلى المجرمين.
المسلسل من تأليف محمد سليمان عبد المالك وإخراج يحيى إسماعيل، وبطولة أحمد داوود وكريم قاسم وسلمى أبو ضيف ويارا جبران ومحمد أبو داوود وأحمد الرافعي وياسر عزت وأسامة أبو العطا وهناء الشوربجي وآخرين.
مسلسل (صوت وصورة)
مسلسل (صوت وصورة) كان أيضا من بين أعمال (الدراما) الاجتماعية التي عرضت هذا العام بعد أسبوع من اندلاع حرب غزة، وحققت نجاحا ساحقا بسبب جرأة القضية التي يتناولها وأداء أبطاله وعلى رأسهم الفنانة حنان مطاوع.
حيث سلط المسلسل الضوء على أزمة التحرش التي قد تعاني منها عدد من النساء في أماكن عملها، وكيف يمكن أن تتخذ المرأة موقفا قويًا وحازما تجاه المتحرش، لكنها لن تسلم من الضغوطات حولها.
ويرصد المسلسل كيف تحولت قصة التحرش تلك إلى قضية رأي عام باتت حديث الجميع وكيف أثرت على حياة رضوى شبه المستقرة وتسببت في أزمة هددت زواجها ووقفت أيضًا عائقًا أمام ابنتها في دراستها، وكيف خرجت من أزمتها في النهاية.
والمسلسل قام ببطولته كل من (حنان مطاوع ومراد مكرم ونجلاء بدر وولاء الشريف وصدقي صخر ووليد فواز وناردين فرج وعمرو وهبة ورامي الطمباري).
وهكذا بدت لنا تلك المسلسلات التي عرض تزامنا مع حرب غزة وهى تصارع من أجل البقاء في دائرة اهتمام المشاهد الذي تعلق في بداية الحرب ببعض المسلسلات التي عالجت القضية الفلسطينية قيل عقدين من الآن.
مسلسل (حدوتة منسية)
تدور الأحداث في إطار الدراما الاجتماعية، حيث يتناول العمل قصة امرأة تمتلك مصنع رخام، والتي تجد نفسها في مواقف صعبة، وعليها مواجهة كل شيء في ظل وجود زوجها، وتتوالى الأحداث.
يشارك في بطولته عددا من نجوم الفن أهمهم:(( سوسن بدر، عبير صبري، أحمد فهيم، محمود حجازي، هشام إسماعيل، وطارق صبري، ريم سامي، نانسي صلاح، محمد علي رزق، أحمد صيام)، ومن تأليف محمود حمدان، وإخراج محمد محيى الدين.
مسلسل ( بين السطور)
يعرض مسلسل (بين السطور) لحياة الإعلامية (هند سالم/ صبا مبارك)، والتي رغم نجاحها وحياتها المستقرة ظاهريا، والتي تبدو موضع حسد وغيرة من الأخرين، تحيط بعض الجوانب الخاصة من حياتها بالكتمان، لكن تتعقد الأمور عند وقوع جريمة، وتجد نفسها مضطرة لمواجهة ماضيها بعدما اعتقدت أنها تجاوزته.
وينتمى مسلسل (بين السطور)، لنوعية (الدراما) الاجتماعية المليئة بالتشويق والغموض ويشارك فى بطولته (أحمد فهمي، صبا مبارك، محمد علاء چاميكا، وليد فواز، باسل الزارو، سلمى أبو ضيف، دنيا المصري، ناردين فرج، على الطيب، وهو من إخراج وائل فرج.