غاب قمر (مجدي نجيب) الذي صنع شهرة الشيخ كشك، والكينج!
كتب: أحمد السماحي
شيعت أمس الأربعاء بعد صلاة العصر جنازة الشاعر المبدع (مجدي نجيب) عن عمر يناهز 88 عاما، من مسجد السيدة نفيسة، بعد صراع مع المرض.
لم يكن نبأ الرحيل مفاجئا فكل من علم بخبر مرضه الأخير كان في حالة انتظار مشفقة بآمل ألا يتعذب، أويتألم الجسد الواهن لشيخ شعراء الأغنية المصرية نظرا لرقته، هذه الرقة التى تشبه ورق الورد.
ومنذ رحيل (مجدى نجيب) لم ينقطع صوت هاتفي عن الرنين من زملائي المعدين الأعزاء في بعض القنوات الفضائية، الكل يريدني أن أتحدث عنه من خلال برنامجه التلفزيزني أو عبر أثير الإذاعة.
وذلك بعد أن كنا أول من كتب عنه منذ حوالي أسبوعين – وبالتحديد يوم 25 يناير – موضوع تحت عنوان: (من ينقذ مجدي نجيب صاحب الروائع الغنائية التى لا تنسى!).
إقرأ أيضا : مجدي نجيب : غرور الشباب منعني من التعاون مع “ثومه” !
ولكني اعتذرت عن الحديث، أو الظهور حيث سيطرت على مشاعر حزينة، واستحضرت بيني وبين نفسي، واحدة من رباعيات مبدعنا الراحل الكبير (صلاح جاهين) وهي:
دخل الربيع يضحك لقاني حزين
نده الربيع على إسمي لم قلت مين
حط الربيع أزهاره جنبي وراح
وإيش تعمل الأزهار للميتين
وقلت بيني وبين نفسي فعلا (إيش تعمل الأزهار للميتين)، و(إيش يعمل الكلام المعسول أيضا للميتين)، ماذا بعد الكلام والدموع؟، سننسى مجدي نجيب نسيانا تاما.
ثم نعود إليه مرة في كل عام! كأنه مقبرة نزورها في يوم ذكرى وفاة الفقيد، وننتهي من الأمر كله بانتهاء الزيارة.
قناة (مجدي نجيب) على اليوتيوب
لو تخلصنا من هذه الدموع وبدأنا نعمل عملا حقيقيا من أجل (مجدي نجيب) لكان ذلك أفضل من الدموع عليه، حتى لو ملأت هذه الدموع كل محيطات الأرض.
خاصة أننا لم نهتم به في حياته، ولم تسعى إحدى الفضائيات لتوثق بالصوت والصورة مشواره الفني الطويل، الحافل بالأعمال المتميزة، سواء كشاعر، أو فنان تشكيلي، أو مخرج صحفي متمسك بأسلوبه التقليدي.
والتسجيل الحي الوحيد الموجود لشاعرنا هو حواره مع الصديق الشاعر والإعلامي المتميز (عمر طاهر).
هذا الجحود والنكران والتجاهل من قبل وسائل الإعلام المرئية جعل شاعرنا الكبير يقوم مؤخرا بحكي بعض حواديت أغانيه عبر قناة خاصة به على (اليوتيوب)، تحت عنوان (شبابيك .. مجدي نجيب) .
وذلك حتى يحفظ صورته للأجيال القادمة، حيث سجل بعض ذكرياته عن بعض الأغنيات القليلة، لكن لم يمهله القدر لتكملة توثيق باقي أغنياته للأسف الشديد!.
لم يُكرم في مهرجان الموسيقى العربية
الشيئ الذي استفزني حقا، هو عدم تكريم مهرجان الموسيقى العربية لشاعرنا الكبير، رغم دوراته التى تعدت الثلاثين!، (بتقولوا ايه يا ولاد؟): (مجدي نجيب) لم يكرم في مهرجان الموسيقى العربية؟!.. (آه وربنا لم يُكرم)!
ولعل المهرجان الوحيد الذي كرم فيه (مجدي نجيب) مؤخرا، تكريما باهتا لم يشعر به أحد، هو مهرجان (القلعة) مع نخبة من المبدعيين المصريين منهم الملحن الكبير (أحمد منيب).
لكن مهرجان الموسيقى العربية رغم تكريمه لكثير من الشعراء حتى الشباب منهم، تجاهل تماما شاعرنا الكبير صاحب (كامل الأوصاف) لعبدالحليم حافظ، (قول لكل الناس، يا هلالا غاب عنى واحتجب، العيون الكواحل، آخد حبيبي يا نا يا مه) لفايزة أحمد.
وعانقت كلماته حنجرة شادية (مجدي نجيب) في (قولوا لعين الشمس، وغاب القمر يا ابن عمي، ويا طريقنا يا طريق، كلنا عرب)، وغنت له سعاد محمد (أوعدك).
أما شريفة فاضل فغنت له (لما راح الصبر منه، ودور دور لف الدنيا بحالها)، وغنت له نجاة في انتصارات حرب أكتوبر 1973 أغنية (كل شيئ أصبح له معنى) وغنت له أيضا (يا شمسنا كوني نار) في حرب يونيو 1967.
أما المطرب محمد رشدي فغني لمجدي نجيب (هنادي، أفراح)، وتعاون أيضا مع صباح في (جاني وطلب السماح)، ومع موفق بهجت في (علنا حبيتك)، وللمطربة المصرية شمس (على خد الشجر).
إقرأ أيضا : مجدي نجيب يحكي قصة أول أغنية جمعته بالعبقري بليغ حمدي وغنتها شادية
وكانت بدايات مطربنا الكبير (هاني شاكر) على يديه حيث كتب له (قسمة ونصيب، وتصادف الأيام، وسيبوني أحب، وياريتك معايا).
كما أن معظم بدايات (محمد منير)، التى صنعت شهرته كانت من كلمات (مجدي نجيب) منها (سؤال، غريبة، يا مراكبي، القدس، بأعتب عليكي، الأوتار، وشبابيك، ممكن، حواديت، من أول لمسة)، وغيرها من الأغنيات والتى وصل عددها إلى 22 أغنية.
كما غنى ولحن له (أحمد منيب) العديد من الأعمال أشهرها (الحب ليه صاحب، سلمت قلبي)، وكتب للمطرب الليبي الكبير أحمد فكرون (انتظار، إسكندرية) ولسيمون (تعيش الفرحة) وغيرها من القنابل الغنائية التى لا تنسى.
(مجدي نجيب) سبب شهرة الشيخ كشك
قد لايعلم الكثيرون أن كلمات أغنيتين للشاعر (مجدي نجيب) كانت سببا في شهرة الشيخ عبد الحميد كشك، بسبب هجومه الشديد عليهما.
ومن قبيل المصادفة أن تكون الأغنيتين لمعبودة الجماهير شادية التى نحتفل اليوم 8 فبراير بعيد ميلادها.
والحكاية ببساطة، إنه وبمجرد ظهور أغنية (قولوا لعين الشمس) كلمات شاعرنا الراحل، وألحان بليغ حمدي، استلمها الشيخ كشك وبدأ يهاجمها على أكثر من منبر بعد صلاة كل يوم جمعة!.
مبررا هجومه باستنكار وتعجبه من أحد الكتاب الزنادقة، وكيف طاوعته نفسه أن يصدر أمرا (للشمس ما تحماشي!!).
وكانت خطبته التى تكررت لأسابيع ساخنة أكثر من الشمس التى كانت شادية تخاف منها على حبيبها، مرة يهاجم (مجدي نجيب)، ومرة يهاجم شادية، وثالثة يهاجم بليغ حمدي.
لم يقتصر هجوم الشيخ (كشك) على هذه الأغنية فقط لشادية، فعندما ظهرت أغنية (غاب القمر يا ابن عمي) لـ (مجدي نجيب) أيضا، والموسيقار محمد الموجي، نالت هجوما كاسحا.
وكان يتندر على شادية قائلا: (كنتي فين يا أختي لحد القمر ما غاب، وعاوزة ابن عمك هو كمان اللي يروحك، يا شيخة اللهي ما تروحي).
أو يقول لها في خطبه أخري (كنتي مع مين يا حلوة لحد القمر ما غاب! والكااااااااااارثة – ويبالغ ويمط ويطيل في حرف الألف – أنها تريد ابن عمها هو اللي يروحها)، وغيرها من السب والقذف!
وبسبب هذا الهجوم نال (الشيخ كشك) شهرة عريضة، وأقبلت على خطبه محلات الكاسيت لطبعها، وكانت ثورة الكاسيت جديدة فحقق أصحاب شركات الكاسيت من وراء خطب (الشيخ كشك) التى يهاجم فيها شادية رواجا ومكسبا ماديا كبيرين.