كتبت: علا السنجري
شاهدت إعلان مسلسل (روز وليلى)، تفائلت لوجود عمل يجمع بين (يسرا ونيللي كريم)، خاصة إنه تم التنويه عنه كمسلسل كوميدي به تشويق من ألغاز ومغامرات. وأن العمل تمت كتابته على يد مؤلف إنجليزي (كريس كول)، ومخرج إنجليزي أيضا (أدريان شير جولد)، توليفة تجعلك تتوقع عمل مبهر، لكن يا فرحة ما تمت.
فمع عرض الحلقة الأولى مسلسل (روز وليلى)، خاب ظن الجميع، الكتابة ليست بالمستوى القوي، بل جاء السيناريو به الكثير من الاستسهال ومبالغات كثيرة غير مقبولة.
مشاهد ليس بها مواقف مضحكة، بما أفقد العمل مصداقية فكرته الجديدة، وهى وجود محقق خاص سيدة في مصر، كان يمكن استغلالها بشكل أفضل.
ربما أن الكاتب الإنجليزي معتاد على طريقة الدراما الإنجليزية الباردة ولا يعلم شيئًا عن طبيعة فكاهة الشعب المصري.
إخراج مسلسل (روز وليلى)، أيضا لم ينقذ العمل في توجيه الممثلين، بل ترك كل منهم بطريقته النمطية، فهو غير مدرك بقدراتهم الإبداعية.
وليس على دراية عالية باللغة العربية ولا بالدراما المصرية الكوميدية التي تعتمد على الكلام المضحك، لذا وقع في الكثير من أخطاء في الراكورات وحركة الكاميرا.
فعلى سبيل المثال من هذه الأخطاء: حينما تذهب (روز وليلى) لسرقة تحفة من عند (حسن أبو الروس) يختبئان أمام منزله انتظارا لخروجه، وحينما يحدث هذا تختبئ كل من (روز وليلى) في السيارة.
وهو أمر غير منطقي خاصة أنهما في منطقة صحراوية، تبدو الصحراء من خلفهما شاسعة مما يجعل رؤيتهم سهلة جدا، ومن الطبيعي أن يراهما (أبو الروس) وهو خارج من منزله.
أحداث (روز وليلى) مفتعلة
ولكن الأحداث سارت على عكس هذا، وتمكنت (ليلى) من سرقة التحفة الفنية، كذلك تسجيل الفتاة ابنة أخت (سليم) لحديث صاحب محل التحف بكل سهولة وكأنها ترتدي طاقية الإخفاء، وخداعه في مكان يفترض أنه يحتوى على قطع فنية غالية ولابد من وجود كاميرا أيضا تكشف المكان.
تدور الأحداث حول (روز وليلى) يعملان في مجال التحقيقات الخاصة، تديران شركة خاصة، لذلك تقومان بالتحري في قضايا بسيطة، حتى يتورطا في قضية احتيال مصرفي كبيرة تتم في مصر من قبل عصابة دولية.
لأنهما لا يملكان القدرة على مواجهتهم يقعوا في مشاكل كثيرة، خاصة أن (روز) تم طردها من شركة أمن سابقا، وزوجها عاطل عن العمل يلعب القمار مما يجعله يخسر الكثير من النقود ويبحث عن عمل.
و(ليلى) أرملة لواء سابق بالداخلية، تعاني من ازمة مالية بعد وفاته، مما يدفعها للعمل مع (روز)، لديها صديق يدعى (سليم) يشتري العمارة التي بها مكتبهم ويريد تحويلها لاستثمار، يعطيهم مكتب أخر كتعويض.
(يسرا).. البقاء على صعب
الصعود للقمة صعب لكن البقاء عليها صعب، (يسرا) نجمة كبيرة وقدراتها أكبر من هذا الدور، ولم تستيطع هى ونيللي إنقاذ العمل، وجعله الأكثر مشاهدة على المنصات بل جاء في المركز التاسع.
فكل منهم اعتمدوا على أداء مكرر، (يسرا) أدائها في مسلسل (روز وليلى)، ليس بالأفضل مثل دورها في (أحلام سعيدة) الذي أعتبره أفضل دور لها في الفترة الأخيرة، كما نجد الفنانة (نيللي) أداؤها ليس بنفس مستوى مسلسل (بـ 100 وش).
الفنان (أحمد وفيق) بخفة ظله حاول بمجهود كبير أداء الدور بشكل جيد، (أمل رزق) ظهور مميز بدور خفيف في تقليد اللهجة السعودية.
الشاب (تيام مصطفى قمر) تطور في الأداء، كذلك الشابة الشابة السعودية (رغد الفيصل) جيدة في أول ظهور لها في الدراما المصرية،
(عارفة عبد الرسول) كما أحب أن أطلق عليها (الجبارة العسلية) مميزة في طريقتها في تقمص الدور.
(عمرو عثمان) رائع في دور القاتل بدم بارد خاصة في طريقة اللبس والكلام، و(تامر فرج) موهبته أكبر من الدور الذي قدمه بشكل جيد.
(إبراهيم السمان) كان أفضل بكثير في برنامجه الكوميدي، و(هشام عاشور) أتمنى أن يعود لمهنته الأصلية وينسى التمثيل.
نيللي كريم.. أداء فاتر جدا
لم أستطع أن أجد تصنيف لما يقدمه (حسن أبو الروس) غير أنه يندرج تحت مبالغة الأداء المفتعل، وكذلك (مروان يونس) يكرر أدائه من أعمال سابقة.
الشاب (أحمد المهندس) قدم دور صغير إلا أنه لفت انتباه الجمهور من مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح حديثهم لما أظهره من خفة دم للمشهد.
ينضم مسلسل (روز وليلى) إلى قائمة خيبة الأمل لأعمال المنصات التي يتم الإعلان عنها كعمل بإنتاج مالي كبير، تصريحات رنانة من نجوم العمل بنجاحه.
والخطأ الذي لا يغتفر من وجهة نظري كمشاهد، هو الاستعانة بجنسيات أخرى للكتابة والإخراج لا تدرك طبيعة الكوميديا والتشويق في الدراما المصرية، رغم أن فكرته جديدة.
وفي النهاية كان من الممكن الاستعانة بأحد من كتاب السيناريو المبدعين، وهم كثيرون لدينا لاستغلال الفكرة بشكل كوميدي أفضل.