بقلم: مجدى صادق
لم يكن حلم (مالك نجر) عندما قرر مدير مدرسته إقامة معرض للرسوم الكاريكاتيريه له أنه سيصبح يوما أهم مخرج أفلام كارتون أو (انميشن سعودى).
فقد حول (مالك نجر) جدران منزله الى جداريات لفنه وإبداعاته، لذا كان حماس أمه أن ينطلق فى هوايته وإبداعاته من خلال هذا المعرض المدرسي.
وقد تحولت هم تجربة لـ (مالك نجر) وهى (مسامير)، المقتبسة من كتاب (شغب) للكاتب (فيصل العامر) وشاركه فى التأليف (عبد العزيز المزينى) على موقع اليوتيوب الشهير.
لتحصد التجربة أكثر من 208 مليون مشاهدة حتى تنبهت له منصة (نتفليكس) بعد 10 سنوات من نجوميته على (اليوتيوب) لينتج ويصمم ويخرج ويكتب لها (محافظة مسامير) أكثر المسلسلات الكرتونية مشاهدة حتى الآن !
ومثلما يقول (مالك نجر): فان كل عمل فنى ينتجه لابد أن يكسر حواجز جديدة من الناحية الابداعية والاستثمارية التسويقية (بكل تأكيد) !
رغم أن بداية (مالك نجر) كانت نوعا من (اسكتشات) كوميدية أو نصوص مبنية على قضايا مجتمعية تثار عبر الصحافة السعودية.
فلم يفكر (مالك نجر) مطلقا فى إنتاج الأفلام السينمائية لأنه عاشق لأفلام (الإنيميشن) فى أكثر توظيفا لرسالته بشكل ساخر افضل وتصل الى قلب الجميع صغارا وكبار!
فمنذ ولادة (مالك نجر) فى محافظة الدوادمى بالمملكة العربية السعودية فى 4 فبراير 1985 وقد حاول الدراسة فى كلية التربية الفنية وكلية العلوم الإدارية.. إلا أن عالم (الانيميشن) المبهر كان يسحره، وقد سرق كل إبداعاته وفكره وعمره !
ولم تكن تجربة (مالك نجر) في (مسامير)، تلك الحلقات التى اعتمدت على الرؤية الساخرة ذات الايقاع الدرامى والفكرى فالفن – مثلما قال – يكفى انه يستفزك للتفكير!!
فلم تكن شخوص العمل مجرد شخوص كارتونية فحسب.
(مالك نجر).. شخصيات واقعية
إنما كانت أكثر واقعية من لحم ودم بدءا من شخصية (عقيل)، الذى أداها بصوته مرورا ب (سلتوح) مدمن المخدرات الذى حظى بشهرة واسعة مرورا بشخصية (دودى) ذلك الفتى المدلل المهوس بمواقع التواصل الاجتماعى حتى الشخصية الحيوانية الاشهر وهو الكلب !
ولم ينس (مالك نجر) أن يرسم داخل تلك الحلقات شخصية ربما صادفها كثيرا طوال رحلته التعليمية أحبها أو كرهها، وهو (د.عادل) الأستاذ الجامعى الذى يعمل فى جامعة (البطيخية) !
(مالك نجر) أخرج مساسل الرسوم المتحركة (يعرب) من قبل في عام 2018 ثم فيلم راس براس – 2023)، وهى كوميديا تشويقية تعتمد على أنواع من المواقف المضحكة ربما تاخذ شكل (كوميديا الفارس) فهى تجربة مختلفه عن كل أعماله.
و(مالك نجر) لمن لايعرفه هو دائما متجدد فى (تكنيكه) الإخراجى والفكرى ويعرف كثيرا كيف يتعامل مع التقنيات الحديثة بشكل ذكى وجذاب، ولطالما كان (مالك نجر) أحد المؤثرين في عالم الرسوم المتحركة.
إذ اكتسب شهرته بعد سلسلة أفلام قصيرة تدعى (مسامير) تتناول قضايا اجتماعية بطريقة فكاهية عن المجتمع العربي عمومًا والسعودي على وجه الخصوص.
وبعيدا عن تأطير (مالك نجر) في شخصياته الخيالية وأعماله الفنية، ربما لا نعرف كثيرا عن الشخصية الحقيقة التي تقف وراء هالة مسامير؟
فقد تعلم (مالك نجر) الكثير واكتسب المزيد من الخبرات عندما عمل فى شركات دعاية وإعلام أمريكية، مثل (يانج أند روبيكام، وليوبورنت) لينتقل ليعمل بشركة زين للاتصالات مشرفا على تطوير للموقع الالكترونى للشركة.
وذلك فى الوقت الذى اختطفته قناة (إم بى سى) فى الإخراج الكرتونى وعرضت عليه إنتاج مقاطع كرتونية قصيرة فى برنامج (كوميدى)، فتم التعاقد بين (مالك نجر) والقناة سنة 2010 قبل أن يستقل بنفسه.
لمسات (مالك نجر) الإبداعية
ويدخل تجربة إنتاج وإخراج (مسامير) باكورة أعماله الإبداعية الحقيقية في المملكة العربية السعودية)، حيث تحولت نصوصه الإبداعية لشركته واستوديوهاته الخاصة منذ أول معرض له لفن الكاريكاتير الى (نصوص شاشة) !
و(مالك نجر) فى كل عمل يرسمه ويضع له لمساته الإبداعية من واقع مجتمعه السعودى والعربى بلمسات (اريستوفانية) يرسم دائرة من التساؤلات التى يضعها صوب عينيه:
كيف فهو سؤال علمى؟، ولماذا هو سؤال فلسفى؟
وحول هاتان أداتا الاستفهام (كيف ولماذا) يكون إبداع المخرج السعودى الواعد (مالك نجر) ؟!
جدير بالذكر هنا أن المملكة العربية السعودية تمتلك العديد من المواهب الشابة التي ظهرت بشكل جلي على مواقع التواصل الاجتماعي ولا سيما موقع الفيديوهات الشهير (يوتيوب) والمواقع الأخرى ذات الصلة.
حيث تمكن هؤلاء الشباب من إنشاء قنوات يوتيوب خاصة بهم لإظهار مواهبهم وإبداعاتهم والوصول إلى الشهرة، وبالفعل هناك الكثيرين من الشباب السعودي الذي استطاع أن يصل للشهرة عبر هذه المواقع .
الموضوع شيق، تحياتي