بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
يقترب العدوان الوحشي الصهيوني على أهل فلسطين من شهره الثالث دون أي تحقيق لأي هدف من أهداف العدو بشهادة السياسين والنخب داخل هذا الكيان الغاشم المحتل، محترف اختلاق (الكذب).
ورغم (الكذب) في لغة الخطاب السياسي لنتياهو وأفراد حكومته من أنهم حققوا شيئا علي الأرض من قتل لكوادر (حماس)، فقيادات حماس موجوده وصامده في الداخل وبعضها يتحرك دبلوماسيا في الخارج.
و(الكذب) في تدمير شبكة الأنفاق فهذا أيضاء هراء فالصور التي يروجها العدو لفتحة نفق او غيره لاتعدو عن كونها نقطه في بحر شبكة أنفاق طولها 500 كم تحت الأرض لايعلم المحتل عنها الكثير.
و(الكذب) في تحرير أسراه بعد بضع وسبعين يوما مدعوما بأحدث أجهزة الاستطلاع والاستخبارات والكشف في باطن الأرض، تؤكد فشله مع داعميه وخاصة إدارة العجوز الهرم بايدن.
ولما تفوقت المقاومه صمودا، وإيلاما، وضغطا، وظهر (الكذب) وفشل حكومة المحتل أمام شعبها المحتل أيضا.
ومع نجاح إعلام المقاومة وتفوقها في العالم السيبراني، انكشف (الكذب) في إعلام المحتل وداعميه، ليس أمام العالم فقط بل أمام الداخل الصهيوني المرتعش الخائف الهلع.
وعليه بدأت الاعتصامات بالداخل اليهودي، وتعالت الأصوات بحتمية مغادرة نتنياهو والمتطرف بن غفير إلي مذبلة التاريخ.
ومع اتضاح (الكذب) في إعلام الساسه والعسكريين أمام شعبهم، وفقدان الثقة في الحكومه وجيشها وأجهزتها الأمنية، أصبح الداخل عندهم لايصدق أبواقهم الإعلاميه.
فلا سحق لحماس ولا تحرير لأسري ولا وصول لـ (يحي السنوار) ولا حتي صورهم المذاعه عن (محمد الضيف) حقيقية
درب من (الكذب) والتضليل
وأصبح مايبثه إعلام العدو أمام شعبه دربا من (الكذب) والتضليل وتجميلا لواقع سيئ الآن ومستقبلا على الكيان الغاصب كله، وبعد اكتشاف هذا الكذب وتعاطف العالم مع أحوال أهل الأقصى.
وزيادة شعبية المقاومة، ونجاح إعلامها في طرح صورتها الإنسانية، افتضح أمر سمعة جيش الاحتلال وأجهزته أمام العالم فلا احترم لدور العبادة، ولا المستشفيات ولا الجامعات وحرمها، وقتل الحوامل والأطفال وكبار السن، ولاحق النازحين المدنيين.
بل وجرف المقابر ودهش الأحياء، وداس على جثث الموتي، وفاق في وحشيته التتار والمجوس و(هتلر) نفسه الذي كان بالنسبة لفعله معهم لطيفا فهم يستحقون أكثر مما فعل بهم بكثير جزاء وحشيتهم وعدائهم للإنسانية جمعاء.
ومع حاجة العدو لصفقة تبادل بأي ثمن لتهدئة الداخل ومع موقف المقاومه الصارم بضرورة وقف تام لإطلاق النار والصفقه بعنوان (الكل مقابل الكل).
بل وفوق ذلك أن يكون هناك أفق سياسي لما بعد العدوان، أما (الكذب) من جانب (بايدن) حول حل الدولتين فهو طوق نجاة يلقيه للعدو، وهو غير جاد في ذلك أيضا.
ومع تزايد دعم المقاومين العرب في لبنان والعراق واليمن مما أربك خطط العدو وداعمه (بايدن)، حتى أن الشعوب العربية والإسلامية تستغرب صمت الحكومات المخزي.
إقرأ أيضا : علي عبد الرحمن يكتب: إعلام الأسري بين إنسانية (حماس) وهمجية (إسرائيل) !
وترغب في فتح أبواب الجهاد نصرة لأهل الرباط حول الأقصى، ومع السبات العميق لجامعة الدول العربية ومع تعطيل آداء مجلس الأمن، وبالتالي تعطيل المحكمه الجنائيه الدوليه لأن المجلس هو من يحيل إليها التحقيقات.
ومع غياب جامعة الدول حتى عن جمع أدلة الإدانه لجرائم العدو، وغياب المراكز والجهات القانونية عن ذات الملف.
ومع تقدم خمس دول غير عربية لفتح تحقيق في جرائم الإبادة الجماعية وجرائم التطهير العرقي، وجرائم قتل أكثر من 20 ألف مدني أعزل وإصابة مايربو علي 50 ألف مدني أعزل معظمهم من النساء والأطفال وطواقم المنظمات الإغاثيه والطبية والإعلامية.
ومع اتضاح صورة هزيمة العدو أمام شعبه والعالم، مما أحدث له شرخا لا يمكن ترميمه من فقدان الثقه في الساسه والعسكريين والأجهزه الأمنيه ووسائل إعلامه.
ومع ثبات المقاومه وحرفية آدائها وإعلامها أصبح الملف التالي ليس المنطقه العازله ولا إبعاد (حماس) عن السلطه ولا التواجد الأمني الصهيوني.
(الكذب).. ومعاداة الإنسانية
فقد كانت إسرائيل محتله لغزة ولم تستطع الصمود أمام ضربات المقاومه الموجعه التي أجبرتها علي الرحيل وترك القطاع، وكما يعلم ساسة العدو وعسكرييه وشعبه ان مايروج له (النتنياهو وجالانت) ماهو إلا شعارات لإسترضاء الداخل المرتعش.
وللهروب من خيبة الأمل وخسارة تحقيق الأهداف الوهمية المعلنة، يصبح الملف القادم هو جمع أدلة الإدانه وتوثيق ذلك والتقدم بها للمحكمه الجنائيه الدوليه لمحاكمة القتله ومن ساندهم في جرائم ضد البشرية.
وليطبق عليهم قانون جديد يسمي قانون معاداة الإنسانية كما يروجون هم بـ (الكذب) لقانون معادة السامية، وهم ألد أعضاء البشريه أصلا.
ولما كانت شبكة (الجزيرة) العربيه أفضل لأهل غزه من الجامعة العربية، فقد جمعت ووثقت لمعظم مذابح وجرائم ووحشية المحتل الذي لايردعه قانون سماوي أو عرفي أو أرضي.
وهو يأمن العقاب عبر أمريكا، ذلك الشيطان الذي يعكر صفو العالم كله، فالمحتل لا يعير أدني اهتمام لا للأخلاق ولا المبادئ ولا المواثيق ولا الدساتير ولا مجلس الامن ولا المحكمه الجنائية.
فهو يعلم أن الشيطان الأكبر سيعرقل كل ذلك، وماعلينا نحن الصامتون من الشعوب إلا الدعاء، وما علي الحكومات إلا التخاذل وماعلى جامعتنا العربيه إلا المشاهدة ومصمصة الشفاه.
وليتحرك الصامتون بجمع أدلة الإدانة وليتحرك أهل القانون ومراكزه لجمع الملفات وتقديمها وتحريكها وليكن مرجعهم شبكة (الجزيرة) العربية التي تجمع وتوثق وتنقل وتصحح وتوضح وحشية هذا المحتل الغاشم وداعموه الكذابون.
ولتصمد المقاومه في فلسطين ولبنان واليمن والعراق، وليعم الخوف إسرائيل وأمريكا على مصالحهم في العالم اجمع حتي يعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، ويسقط الإعلام (الكاذب).
وتسقط الشعارات الوهمية، وتسقط دعاوي الشيطان الأكبر وتحيا عمليات صمود المقاومة وإعلامها المحترف وصورتها الإنسانية، ويسقط كل متخاذل متعاون، وتحيا الشعوب الصامتو.
ووداعا لجامعتنا العربيه النائمة، وشكرا لصوت أهل فلسطين والعرب والإنسانيه، شبكة (الجزيرة) الناجحه في هذا الملف باقتدار، والنصر قادم ووعد الله حق، والأقصي لنا بفضل الله القوي القهار.. آمين.